أبل تُؤجّل مشروع ذكاء اصطناعي

تأجيل مشروع "مولبيري": أبل تُؤجل مرة أخرى إطلاق مساعدها الصحي المدعوم بالذكاء الاصطناعي

تأجيلٌ يُثير التساؤلات حول استراتيجية أبل في مجال الذكاء الاصطناعي

أعلنت تقارير سابقة عن تطوير شركة أبل لمساعد صحيّ ثوريّ يعمل بالذكاء الاصطناعي، يُعرف داخليًا باسم "مولبيري" (Mulberry)، ويهدف إلى الاندماج مع تطبيق الصحة الشهير على أجهزة آيفون. كان من المتوقع أن يقدم هذا المساعد مستوىً جديدًا من التتبع الصحي الذكي، مُزودًا بميزاتٍ متقدمةٍ للاقتراحات الصحية الشخصية، مع توقعاتٍ بإطلاقه بحلول عام 2025. إلا أن التوقعات تغيرت بشكلٍ جذريّ.

تأكيد التأجيل: موعد جديد في ربيع 2026

وفقًا لتفاصيلٍ جديدةٍ نشرها مارك غورمان، المحلل التقني المعروف المتخصص في شؤون أبل، والتي نشرها موقع "تك كرانش" (TechCrunch)، فإن إطلاق "مولبيري" قد تأجل مجددًا. ولن يكون جاهزًا للمشاركة في مؤتمر المطورين العالمي WWDC لهذا العام، بل من المتوقع الآن إطلاقه في ربيع عام 2026 كجزءٍ من تحديث نظام التشغيل iOS 26. هذا يعني تأخيرًا إضافيًا لمدة عام على الأقل قبل أن يتمكن المستخدمون من الاستفادة من هذا المساعد الصحيّ المتطور.

"مولبيري": مساعد صحيّ ذكيّ يُغيّر قواعد اللعبة

يُعتبر مشروع "مولبيري" أحد مشاريع أبل الطموحة في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي تعمل عليها الشركة خلف الكواليس منذ فترة. يعتمد هذا النظام على نماذج لغوية ضخمة (LLMs) لتحليل البيانات الصحية المخزنة في تطبيق الصحة، مُقدمًا بذلك دعمًا صحيًا أكثر تخصيصًا واستباقية.

ما الذي يميز "مولبيري" عن التطبيقات التقليدية؟

على عكس تطبيقات تتبع الصحة التقليدية التي تقتصر على جمع وعرض البيانات الخام، يُتوقع أن يتمكن "مولبيري" من تفسير هذه البيانات بطرقٍ أكثر تفاعليةً وسياقيةً. سيتمكن المستخدمون من فهم اتجاهات صحتهم على المدى الطويل، مع اقتراحاتٍ وقائيةٍ مُخصصةٍ للحفاظ على صحتهم ومُساعدتهم على اتخاذ قراراتٍ صحيةٍ مُستنيرة. يتجاوز "مولبيري" مجرد جمع البيانات ليقدم تحليلاتٍ ذكيةٍ وتوصياتٍ شخصيةٍ تساعد المستخدمين على فهم حالتهم الصحية بشكلٍ أفضل.

التكامل مع خدمات أبل الصحية الأخرى

من المتوقع أيضًا أن يتكامل "مولبيري" مع خدمات أبل الصحية الأخرى، مثل أدوات تتبع الصحة العقلية وتذكيرات تناول الأدوية، مما يُعزز من وظائفه ويُضيف قيمةً مُضافةً لتجربة تطبيق الصحة بشكلٍ عام. هذا التكامل يُشير إلى رؤية أبل الشاملة لتوفير نظامٍ صحيّ متكاملٍ مدعومٍ بالتقنيات الذكية.

تأجيلاتٌ متكررةٌ في مشاريع أبل للذكاء الاصطناعي

يُعتبر تأجيل "مولبيري" جزءًا من اتجاهٍ أوسع يشهد تأجيل العديد من مشاريع أبل الطموحة في مجال الذكاء الاصطناعي. فقد تم تأجيل ميزات أخرى كإصدار Siri المدعوم ببرنامج LLM وإصدار Shortcuts المدعوم بالذكاء الاصطناعي إلى عام 2026 أيضًا.

تركيز أبل على الأدوات الأساسية للمطورين في مؤتمر WWDC

في حين يُتوقع أن تتحدث أبل عن الذكاء الاصطناعي في مؤتمر المطورين العالمي WWDC لهذا العام، فمن المرجح أن ينصبّ التركيز على الأدوات الأساسية للمطورين بدلًا من الكشف عن ابتكاراتٍ جديدةٍ مُوجهةٍ للمستهلكين. هذا التركيز يُشير إلى رغبة أبل في بناء بنيةٍ تحتيةٍ قويةٍ للتقنيات الذكية قبل إطلاق منتجاتٍ مستهلكيةٍ متقدمة.

مستقبل "مولبيري": رؤية أبل للرعاية الصحية الذكية

على الرغم من التأجيل، لا يزال مشروع "مولبيري" قائمًا، ولا تزال أبل تعتبر الرعاية الصحية مجالًا رئيسيًا لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي. تُجمع أجهزة أبل، مثل ساعة أبل وآيفون، كمياتٍ هائلةٍ من البيانات البيومترية، مما يُوفر بياناتٍ ثقيلةٍ للتحليل وتطوير الخوارزميات الذكية في "مولبيري".

التوقعات لإطلاق "مولبيري"

إذا تم الالتزام بالجدول الزمني الجديد، فمن المحتمل أن يتم إطلاق "مولبيري" كجزءٍ من تحديثٍ منتصف دورة iOS 26 في ربيع 2026، ربما إلى جانب ترقياتٍ أخرى متعلقة بالصحة. هذا التأخير يعني أن أي فوائدٍ عمليةٍ من هذا المشروع لا تزال بعيدةً عن الوصول إلى المستخدمين للعام القادم على الأقل. لكن بمجرد إطلاقه، من المتوقع أن يُعيد "مولبيري" تعريف كيفية تفاعلنا مع بياناتنا الصحية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى