أوريغا الفضائية تجمع 6 مليون دولار: ثورة الإطلاق الصاروخي الكهربائي تنجح

أوريجا سبيس: ثورة في إطلاق الصواريخ باستخدام المقذوفات الكهرومغناطيسية – دليل إطلاق صواريخ

إطلاق صواريخ يشعل الفضاء: طفرة عمليات الإطلاق الأخيرة

تحديات إطلاق الصواريخ التقليدية في إطلاق صواريخ

لفهم أهمية ما تسعى إليه "أوريجا سبيس"، من الضروري إلقاء نظرة على التحديات التي تواجهها عمليات إطلاق الصواريخ التقليدية. تعتمد هذه العمليات على محركات صاروخية ضخمة تحرق كميات هائلة من الوقود للتغلب على قوة الجاذبية الأرضية والوصول إلى الفضاء. هذه العملية غير فعالة بشكل كبير، حيث يمثل الوقود غالبية وزن الصاروخ، بينما يمثل الحمولة الصافية (الأقمار الصناعية، المعدات، إلخ) جزءاً صغيراً نسبياً.

بالإضافة إلى ذلك، تتطلب عمليات الإطلاق التقليدية بنية تحتية معقدة ومكلفة، بما في ذلك منصات الإطلاق ومراكز التحكم. كما أن عمليات الإطلاق نفسها غالبًا ما تكون محدودة بعدد معين من العمليات في السنة، مما يؤثر على قدرة الشركات على تلبية الطلب المتزايد على خدمات الفضاء.

مفهوم "أوريجا سبيس": تسريع الصواريخ باستخدام المغناطيسية

تتبنى "أوريجا سبيس" نهجًا مختلفًا جذريًا. بدلاً من الاعتماد على محركات الصواريخ التقليدية في المرحلة الأولى من الإطلاق، تطور الشركة نظام إطلاق أرضي يعتمد على تقنية المقذوفات الكهرومغناطيسية. يعتمد هذا النظام على مسار إطلاق طويل يستخدم الكهرباء لتشغيل مغناطيسات قوية. تقوم هذه المغناطيسات بتسريع صاروخ صغير إلى سرعات تفوق سرعة الصوت بست مرات.

بعد ذلك، يصعد المسار إلى منحدر حاد، مما يسمح للصاروخ بالخروج بسرعة تفوق سرعة الصوت. في هذه المرحلة، يشعل الصاروخ محركه للوصول إلى المدار. يتيح هذا النهج عدة مزايا رئيسية:

  • توفير كبير في الوقود: نظرًا لأن الصاروخ يتم تسريعه إلى سرعات عالية قبل إشعال المحرك، فإنه يحتاج إلى كمية أقل من الوقود للوصول إلى المدار.
  • إعادة الاستخدام: نظام الإطلاق الأرضي بأكمله قابل لإعادة الاستخدام بشكل سريع، مما يقلل بشكل كبير من التكاليف.
  • زيادة وتيرة الإطلاق: من المتوقع أن يؤدي هذا النظام إلى زيادة كبيرة في عدد عمليات الإطلاق الممكنة.

التقنية الكامنة وراء نظام "أوريجا سبيس"

تعتمد تقنية "أوريجا سبيس" على مبادئ مماثلة لتلك المستخدمة في المدافع الكهرومغناطيسية أو قطارات "ماجليف" (Maglev). ومع ذلك، فإن التحدي الرئيسي يكمن في القدرة على تطبيق هذه التقنية على نطاق واسع لإطلاق الصواريخ.

تستفيد "أوريجا سبيس" من التطورات الحديثة في مجال الإلكترونيات الكهربائية، وخاصة القدرة على تشغيل الأنظمة بجهود كهربائية أعلى وقدرات أكبر. هذه التطورات تجعل مفهوم الإطلاق الكهرومغناطيسي قابلاً للتطبيق من الناحية التكنولوجية والتجارية.

التمويل والاستثمارات

حصلت "أوريجا سبيس" مؤخرًا على تمويل بقيمة 6 ملايين دولار أمريكي لتطوير نظام الإطلاق الخاص بها. شمل هذا التمويل جولة أولية بقيمة 4.6 مليون دولار أمريكي، بالإضافة إلى عقود بقيمة 1.4 مليون دولار أمريكي من برنامج "AFWERX" و "SpaceWERX" التابعين للقوات الجوية الأمريكية.

قادت جولة التمويل شركة "OTB Ventures" الأوروبية، بمشاركة "Trucks Venture Capital" و "Seraphim Space". يرفع هذا التمويل إجمالي الأموال التي جمعتها "أوريجا سبيس" إلى 12.2 مليون دولار أمريكي، بما في ذلك المنح الحكومية.

إطلاق صواريخ - صورة توضيحية

التحديات والمخاطر

على الرغم من الإمكانات الكبيرة التي يحملها نظام "أوريجا سبيس"، إلا أنه يواجه أيضًا بعض التحديات والمخاطر. أحد هذه التحديات هو التأثير المحتمل للجاذبية الزائدة (G-force) على الحمولة. قد يؤدي التسارع الشديد الذي يتعرض له الصاروخ إلى إلحاق الضرر بالأقمار الصناعية أو المعدات الحساسة.

تعمل "أوريجا سبيس" على دراسة هذا الأمر، وتجري اختبارات لتحديد مدى قدرة مكونات الأقمار الصناعية على تحمل الجاذبية الزائدة. بالإضافة إلى ذلك، تدرس الشركة إمكانية توفير دعم هيكلي إضافي للحمولة لتخفيف تأثير الجاذبية الزائدة.

التطبيقات المحتملة

تتمتع تقنية "أوريجا سبيس" بإمكانات تطبيق واسعة النطاق. بالإضافة إلى إطلاق الأقمار الصناعية الصغيرة إلى المدار، يمكن استخدام النظام لاختبار المركبات التي تفوق سرعة الصوت، وتطوير التقنيات العسكرية، وإجراء التجارب العلمية.

تستهدف الشركة أيضًا تلبية الطلب المتزايد من القوات الجوية الأمريكية على عمليات الإطلاق "الاستجابية"، أي القدرة على إطلاق حمولات إلى المدار في غضون مهلة قصيرة.

الخطط المستقبلية: "بروميثيوس" و "ثور" و "زيوس"

تخطط "أوريجا سبيس" للبدء بتسويق تقنيتها من خلال اختبارات أرضية تفوق سرعة الصوت. ستقوم الشركة باستخدام منحة من برنامج "AFWERX" لتطوير مسار اختبار داخلي على نطاق المختبر يسمى "بروميثيوس"، والذي من المتوقع أن يبدأ تشغيله في أوائل العام المقبل.

بالإضافة إلى ذلك، ستقوم الشركة بتطوير مسار اختبار خارجي يسمى "ثور" لاختبار النماذج الأولية التي تفوق سرعة الصوت على نطاق كامل. أما نظام الإطلاق المداري، فيحمل اسم "زيوس".

يهدف "بروميثيوس" و "ثور" إلى تلبية الحاجة الملحة إلى بنية تحتية اختبارية بأسعار معقولة ومرنة لتطوير التقنيات التي تفوق سرعة الصوت. ستمكن هذه المسارات العملاء من إجراء اختبارات متعددة على نفس النموذج الأولي في ظل ظروف طيران مختلفة، بتكلفة أقل وتيرة أعلى مقارنة بالخيارات المتاحة حاليًا.

التأثير المحتمل على قطاع الفضاء

إذا نجحت "أوريجا سبيس" في تحقيق أهدافها، فمن المتوقع أن يكون لنظام الإطلاق الكهرومغناطيسي الخاص بها تأثير كبير على قطاع الفضاء. قد يؤدي هذا النظام إلى:

  • خفض تكاليف الإطلاق: من خلال تقليل الاعتماد على الوقود وإعادة استخدام النظام، يمكن للشركة خفض تكاليف الإطلاق بشكل كبير.
  • زيادة وتيرة الإطلاق: سيؤدي النظام إلى زيادة عدد عمليات الإطلاق الممكنة، مما يسمح للشركات بإطلاق المزيد من الأقمار الصناعية والمعدات.
  • دعم تطوير التقنيات الجديدة: سيوفر النظام منصة اختبار مرنة وفعالة من حيث التكلفة لتطوير التقنيات التي تفوق سرعة الصوت.
  • فتح أسواق جديدة: من خلال خفض التكاليف وزيادة وتيرة الإطلاق، قد يشجع النظام على دخول شركات جديدة إلى قطاع الفضاء، مما يؤدي إلى زيادة الابتكار والمنافسة.

الخلاصة: مستقبل واعد في الفضاء

تمثل "أوريجا سبيس" نموذجًا واعدًا لشركات الفضاء الناشئة التي تسعى إلى تغيير قواعد اللعبة. من خلال تطوير نظام إطلاق يعتمد على تقنية المقذوفات الكهرومغناطيسية، تهدف الشركة إلى جعل عمليات إطلاق الصواريخ أكثر كفاءة وفعالية من حيث التكلفة. على الرغم من التحديات التي تواجهها، فإن الإمكانات الكبيرة التي يحملها هذا النظام تجعل "أوريجا سبيس" شركة جديرة بالمتابعة في السنوات القادمة. إن نجاحها المحتمل سيساهم في تسريع التقدم في قطاع الفضاء وفتح آفاق جديدة للاستكشاف والابتكار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى