مذهل! شركة مراقبة تستغل هجوم SS7 جديد لتتبع هواتف 5 أشخاص

شركة مراقبة في الشرق الأوسط تستغل ثغرة جديدة في نظام SS7 لتتبع مواقع الهواتف المحمولة – دليل اختراق SS7

اختراق SS7: دراسة تكشف عن استغلال ثغرة أمنية بالشرق الأوسط

ما هو نظام SS7؟ ولماذا هو عرضة للخطر؟ في اختراق SS7

نظام SS7، أو Signaling System 7، هو مجموعة من البروتوكولات الخاصة التي تستخدمها شبكات الاتصالات الخلوية في جميع أنحاء العالم لتوجيه المكالمات والرسائل النصية. يعمل هذا النظام في الخلفية، حيث يقوم بتوصيل المكالمات بين الشبكات المختلفة، وإدارة خدمات مثل التجوال الدولي، وتحديد موقع المستخدمين.

تكمن أهمية SS7 في أنه يمثل العمود الفقري لشبكات الاتصالات الخلوية، ولكنه في الوقت نفسه يعتبر نقطة ضعف محتملة. تم تصميم هذا النظام في الأساس في فترة سابقة لانتشار التهديدات السيبرانية المعقدة، مما جعله عرضة للاختراق والاستغلال. تعتمد هذه الثغرات على استغلال نقاط الضعف في بروتوكولات SS7، مما يسمح للمهاجمين بالوصول إلى معلومات حساسة مثل موقع المستخدم، وتسجيل المكالمات، واعتراض الرسائل النصية.

كيف يعمل الهجوم الجديد؟

يعتمد الهجوم الجديد، الذي استغلته شركة المراقبة، على تجاوز الإجراءات الأمنية التي وضعتها شركات الاتصالات لحماية نظام SS7 من الوصول غير المصرح به. تسمح هذه الثغرة للمهاجمين بالحصول على معلومات دقيقة حول موقع الهاتف المحمول، وذلك عن طريق خداع شبكة الاتصالات للاعتقاد بأنهم يطلبون هذه المعلومات بشكل شرعي.

بشكل عام، يتضمن الهجوم عدة خطوات رئيسية:

  1. التنقيب عن الثغرات: يقوم المهاجمون بالبحث عن نقاط ضعف محددة في نظام SS7، مثل الثغرات الأمنية في بروتوكولات المصادقة أو في آليات إدارة الرسائل.
  2. التلاعب بالرسائل: يستغل المهاجمون الثغرات التي تم اكتشافها لإرسال رسائل مصممة خصيصاً إلى شبكة الاتصالات، والتي تطلب معلومات عن موقع هاتف معين.
  3. تجاوز المصادقة: تتضمن بعض الهجمات تجاوز آليات المصادقة التي تهدف إلى التحقق من هوية المستخدمين المصرح لهم بالوصول إلى المعلومات.
  4. الحصول على الموقع: بعد تجاوز هذه الإجراءات الأمنية، يحصل المهاجمون على معلومات دقيقة حول موقع الهاتف المحمول، عادةً من خلال تحديد أقرب برج إرسال خلوي.

نطاق التأثير: تحديد موقع المستخدمين بدقة

وفقاً للباحثين الأمنيين، يسمح هذا الهجوم للشركة بتحديد موقع المستخدمين بدقة عالية، قد تصل إلى بضعة مئات من الأمتار في المناطق الحضرية والمكتظة بالسكان. هذه الدقة تعني أن المهاجمين يمكنهم تحديد موقع المستخدمين في نطاق ضيق، مما يتيح لهم تتبع تحركاتهم وجمع معلومات حول أنشطتهم.

على الرغم من أن الهجوم لم يستهدف جميع شركات الاتصالات، إلا أنه يمثل تهديداً خطيراً للمستخدمين الذين يعتمدون على خدمات هذه الشركات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي هذا الهجوم إلى انتهاكات خطيرة للخصوصية، بما في ذلك:

  • تتبع التحركات: يمكن للمهاجمين تتبع تحركات المستخدمين في الوقت الفعلي، مما يسمح لهم بجمع معلومات حول عاداتهم وأماكن تواجدهم.
  • جمع المعلومات: يمكن للمهاجمين ربط معلومات الموقع بمعلومات أخرى، مثل سجلات المكالمات والرسائل النصية، لإنشاء صورة كاملة عن حياة المستخدم.
  • الاستهداف: يمكن استخدام معلومات الموقع لتحديد واستهداف الأفراد بناءً على اهتماماتهم أو أنشطتهم، مما يعرضهم لخطر المضايقة أو التهديد.

من المستفيد من هذه الهجمات؟

عادةً ما تستخدم شركات المراقبة، التي يمكن أن تشمل صانعي برامج التجسس ومقدمي خدمات تتبع حركة المرور على الإنترنت، هذه الأدوات لعملائها الحكوميين. تدعي الحكومات في كثير من الأحيان أنها تستخدم برامج التجسس وغيرها من التقنيات الاستغلالية ضد المجرمين الخطرين، ولكن هذه الأدوات قد تستخدم أيضاً لاستهداف أفراد المجتمع المدني، بمن فيهم الصحفيون والناشطون.

اختراق SS7 - صورة توضيحية

الجهود المبذولة لمكافحة الهجمات على SS7

تدرك شركات الاتصالات المخاطر المرتبطة بنظام SS7، وقد اتخذت بعض الإجراءات لحماية شبكاتها. وتشمل هذه الإجراءات:

  • تركيب جدران الحماية: تقوم شركات الاتصالات بتركيب جدران الحماية وغيرها من الإجراءات الأمنية لمنع الوصول غير المصرح به إلى نظام SS7.
  • مراقبة حركة المرور: تقوم شركات الاتصالات بمراقبة حركة المرور على شبكاتها للكشف عن الأنشطة المشبوهة التي قد تشير إلى محاولات اختراق.
  • تحديث البروتوكولات: تقوم شركات الاتصالات بتحديث بروتوكولات SS7 لتحسين الأمن وإصلاح الثغرات الأمنية المعروفة.

ومع ذلك، فإن طبيعة شبكة الاتصالات العالمية تجعل من الصعب تطبيق هذه الإجراءات بشكل فعال. لا تتمتع جميع شركات الاتصالات بنفس مستوى الحماية، مما يخلق نقاط ضعف يمكن للمهاجمين استغلالها.

ما الذي يمكن للمستخدمين فعله لحماية أنفسهم؟

في ظل التهديدات المتزايدة، يشعر المستخدمون بالقلق بشأن كيفية حماية خصوصيتهم. على الرغم من أن الدفاع عن أنفسهم ضد هذه الهجمات يعتمد في المقام الأول على شركات الاتصالات، إلا أن هناك بعض الإجراءات التي يمكن للمستخدمين اتخاذها لتقليل المخاطر:

  • استخدام تطبيقات المراسلة المشفرة: يمكن لتطبيقات المراسلة المشفرة، مثل سيجنال وتيليجرام، حماية الرسائل من الاعتراض.
  • تجنب مشاركة معلومات الموقع: يجب على المستخدمين توخي الحذر عند مشاركة معلومات الموقع مع الآخرين، وتجنب مشاركتها مع التطبيقات والخدمات غير الموثوقة.
  • تحديث البرامج بانتظام: يجب على المستخدمين التأكد من تحديث برامج هواتفهم وأجهزتهم بانتظام لتلقي أحدث تصحيحات الأمان.
  • الوعي بالمخاطر: يجب على المستخدمين أن يكونوا على دراية بالمخاطر المحتملة وأن يتخذوا الاحتياطات اللازمة لحماية خصوصيتهم.

التحديات المستقبلية في مجال الأمن السيبراني

يمثل استغلال ثغرة SS7 الجديدة تحدياً كبيراً في مجال الأمن السيبراني. يتطلب هذا التحدي التعاون بين شركات الاتصالات والباحثين الأمنيين والحكومات لوضع استراتيجيات فعالة لمكافحة هذه الهجمات.

تشمل التحديات الرئيسية:

  • تعقيد شبكات الاتصالات: تتسم شبكات الاتصالات بالتعقيد، مما يجعل من الصعب تحديد ومعالجة جميع الثغرات الأمنية.
  • تطور الهجمات: تتطور الهجمات باستمرار، مما يتطلب من الباحثين الأمنيين مواكبة التهديدات الجديدة.
  • التعاون الدولي: يتطلب مكافحة هذه الهجمات التعاون بين الدول، وتبادل المعلومات حول التهديدات والحلول.

الخلاصة: نحو مستقبل آمن للاتصالات

يكشف استغلال ثغرة SS7 الجديدة عن الحاجة الملحة إلى تعزيز الأمن السيبراني في قطاع الاتصالات. يجب على شركات الاتصالات اتخاذ إجراءات استباقية لحماية شبكاتها، بينما يجب على المستخدمين أن يكونوا على دراية بالمخاطر وأن يتخذوا الاحتياطات اللازمة لحماية خصوصيتهم.

من خلال التعاون بين جميع الأطراف المعنية، يمكننا بناء مستقبل آمن للاتصالات، حيث يتم احترام خصوصية المستخدمين وحماية بياناتهم من التهديدات السيبرانية. يجب أن يكون هذا الهدف على رأس أولوياتنا في العصر الرقمي، حيث تعتمد حياتنا بشكل متزايد على التكنولوجيا والاتصالات. إن تحقيق هذا الهدف يتطلب منا جميعاً، من شركات الاتصالات إلى المستخدمين العاديين، أن نكون يقظين وأن نعمل معاً لضمان أمن وسلامة عالمنا الرقمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى