استعراض مفصل لمواصفات هاتف Samsung Galaxy Z Fold 4 وتطوير نظام الكاميرات

يمثل هاتف Galaxy Z Fold 4 من سامسونج خطوة مهمة في مسيرة تطوير الهواتف القابلة للطي، مؤكداً على رؤية الشركة لمستقبل الأجهزة المحمولة. لم يكن الجهاز مجرد تحديث بسيط، بل حمل تحسينات ملموسة في جوانب متعددة، بدءاً من التصميم والهيكل وصولاً إلى الأداء وتجربة المستخدم. استهدفت سامسونج بهذا الإصدار معالجة بعض نقاط الضعف في الأجيال السابقة وتقديم تجربة أكثر تكاملاً ونضجاً للمستخدمين الذين يبحثون عن جهاز يجمع بين إنتاجية الحاسوب اللوحي وسهولة حمل الهاتف الذكي.
التصميم والبنية: تطور نحو المتانة والعملية
شهد تصميم Galaxy Z Fold 4 تعديلات دقيقة لكنها مؤثرة مقارنة بسابقه، Z Fold 3. أصبح الجهاز أعرض قليلاً وأقصر، مما حسن من نسب الشاشة الخارجية وجعل استخدامها بيد واحدة أكثر راحة وسهولة. كما تم تخفيف الوزن بشكل ملحوظ، وهو عامل مهم في جهاز بهذا الحجم والشكل، مما قلل من الشعور بالضخامة عند حمله أو وضعه في الجيب.
تم تعزيز متانة الجهاز بشكل عام، حيث استخدمت سامسونج زجاج Corning Gorilla Glass Victus+ لحماية الشاشة الخارجية والجهة الخلفية. المفصل نفسه خضع لعملية إعادة تصميم ليصبح أنحف وأكثر قوة، مع الحفاظ على قدرته على الثبات في زوايا متعددة بفضل ميزة Flex Mode. هذه التحسينات الهيكلية تساهم في زيادة ثقة المستخدم في الجهاز وقدرته على تحمل الاستخدام اليومي.
الشاشات: تجربة مشاهدة وإنتاجية محسنة
يحتوي Galaxy Z Fold 4 على شاشتين رئيسيتين: شاشة خارجية وشاشة داخلية قابلة للطي. الشاشة الخارجية من نوع Dynamic AMOLED 2X بحجم 6.2 بوصة، وبفضل تعديل نسبة الأبعاد لتصبح أقرب إلى الهواتف التقليدية، أصبحت الكتابة والتنقل عليها أسهل بكثير. تدعم هذه الشاشة معدل تحديث تكيفي يصل إلى 120 هرتز، مما يوفر تجربة تمرير سلسة واستجابة سريعة.
الشاشة الداخلية هي النقطة المحورية للجهاز، وهي شاشة Dynamic AMOLED 2X قابلة للطي بحجم 7.6 بوصة. تتميز هذه الشاشة بجودتها العالية وألوانها الزاهية وسطوعها الممتاز، مما يجعلها مثالية لمشاهدة المحتوى أو العمل على تطبيقات متعددة. كما تدعم معدل تحديث تكيفي يصل إلى 120 هرتز، وتوفر تجربة بصرية غامرة. تم تقليل وضوح تجعد الشاشة القابلة للطي قليلاً مقارنة بالجيل السابق، على الرغم من أنها لا تزال مرئية ومحسوسة عند اللمس في ظروف إضاءة معينة.
الأداء والقوة المعالجة
يعتمد Galaxy Z Fold 4 على أحدث وأقوى معالجات كوالكوم المتوفرة وقت إطلاقه، وهو Snapdragon 8+ Gen 1. هذا المعالج يقدم قفزة نوعية في الأداء والكفاءة مقارنة بالجيل السابق، حيث يوفر قوة معالجة مركزية ورسومية فائقة تسمح بتشغيل أحدث الألعاب والتطبيقات المتطلبة بسلاسة تامة. كما أن كفاءته في استهلاك الطاقة تساهم في تحسين عمر البطارية.
يأتي الجهاز مزوداً بذاكرة وصول عشوائي (RAM) بسعة 12 جيجابايت، وهو ما يعتبر كافياً جداً للتعامل مع المهام المتعددة وتشغيل عدد كبير من التطبيقات في وقت واحد دون تباطؤ. تتوفر خيارات تخزين داخلية متعددة تبدأ من 256 جيجابايت وتصل إلى 1 تيرابايت، مما يوفر مساحة واسعة لحفظ الملفات والتطبيقات والوسائط المتعددة، ويلبي احتياجات المستخدمين المختلفين.
البرمجيات وتجربة المستخدم المرنة
يعمل Galaxy Z Fold 4 بنظام التشغيل Android 12L، وهو إصدار من أندرويد تم تحسينه خصيصاً للأجهزة ذات الشاشات الكبيرة والقابلة للطي. فوق ذلك، تستخدم سامسونج واجهة One UI الخاصة بها، والتي تم تكييفها بشكل ممتاز للاستفادة الكاملة من إمكانيات الشاشة القابلة للطي. من أبرز الميزات البرمجية هو شريط المهام الجديد الذي يظهر في الجزء السفلي من الشاشة الداخلية، والذي يشبه شريط المهام في أنظمة تشغيل سطح المكتب.
يتيح شريط المهام هذا التبديل السريع بين التطبيقات المستخدمة مؤخراً والوصول السهل إلى التطبيقات المثبتة بكثرة، مما يعزز تجربة تعدد المهام بشكل كبير. يمكن للمستخدمين فتح تطبيقين أو ثلاثة تطبيقات جنباً إلى جنب على الشاشة الكبيرة بسهولة، وسحب وإسقاط المحتوى بينها. وضع Flex Mode، الذي يستفيد من طي الشاشة جزئياً، يتيح استخدام الجهاز كحاسوب محمول صغير أو كمنصة عرض ذاتية، وهو مدعوم في العديد من التطبيقات الأساسية وتطبيقات الطرف الثالث.
نظام الكاميرات: قفزة نوعية في التصوير
أحد أبرز التحسينات التي جاء بها Galaxy Z Fold 4 كان في نظام الكاميرات الخلفية. لم تكتفِ سامسونج بالحفاظ على نفس المواصفات، بل قامت بترقية المستشعرات الرئيسية بشكل كبير لتقديم أداء تصوير أفضل، خاصة في ظروف الإضاءة المنخفضة. هذا التطور كان ضرورياً ليتناسب الجهاز مع مكانته كجهاز رائد وفاخر.
المستشعرات الرئيسية والتحسينات
الكاميرا الرئيسية في Z Fold 4 تأتي بدقة 50 ميجابكسل مع مستشعر أكبر حجماً وفتحة عدسة أوسع مقارنة بالكاميرا الرئيسية بدقة 12 ميجابكسل في Z Fold 3. هذا المستشعر الأكبر يلتقط كمية أكبر من الضوء، مما يؤدي إلى صور أكثر وضوحاً وتفصيلاً وأقل تشويشاً في الإضاءة المنخفضة. كما أنها تدعم تقنية تثبيت الصورة البصري (OIS) والتركيز التلقائي مزدوج البكسل، مما يضمن صوراً حادة ومستقرة.
الكاميرا الثانية هي كاميرا الزاوية فائقة الاتساع بدقة 12 ميجابكسل، وهي مماثلة لتلك الموجودة في الجيل السابق. تقدم هذه الكاميرا مجال رؤية واسع لالتقاط المناظر الطبيعية أو المجموعات الكبيرة من الأشخاص. الكاميرا الثالثة هي كاميرا التقريب (Telephoto) بدقة 10 ميجابكسل مع تقريب بصري حتى 3x وتقريب رقمي يصل إلى 30x (Space Zoom). هذه الكاميرا أيضاً شهدت تحسيناً في المستشعر لتقديم صور مقربة بجودة أفضل.
معالجة الصور والميزات الجديدة
لم يقتصر التحسين على المستشعرات فقط، بل شمل أيضاً معالجة الصور البرمجية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي. يستفيد Z Fold 4 من قوة معالج Snapdragon 8+ Gen 1 لتحسين جودة الصور، خاصة في معالجة النطاق الديناميكي (HDR) وتقليل التشويش في الإضاءة المنخفضة. أصبحت الألوان أكثر دقة والظلال والهايلايتات أكثر تفصيلاً.
كما يتيح تصميم الجهاز القابل للطي ميزات تصوير فريدة. يمكن استخدام الشاشة الخارجية كشاشة معاينة للمصور والمصور له في نفس الوقت عند التقاط الصور بالكاميرات الخلفية (Capture View). وضع Flex Mode يسمح بوضع الجهاز على سطح ثابت واستخدامه كحامل ثلاثي القوائم مدمج لالتقاط صور ثابتة أو تسجيل مقاطع فيديو دون الحاجة لحمل الهاتف، وهو مفيد جداً للصور الجماعية أو لقطات التعريض الطويل.
كاميرات السيلفي وكاميرا تحت الشاشة
يحتوي Z Fold 4 على كاميرتي سيلفي. الكاميرا الخارجية بدقة 10 ميجابكسل موجودة في فتحة صغيرة أعلى الشاشة الخارجية، وتقدم صور سيلفي عالية الجودة ومكالمات فيديو واضحة. الكاميرا الأخرى هي كاميرا تحت الشاشة (Under-Display Camera) بدقة 4 ميجابكسل موجودة تحت الشاشة الداخلية. على الرغم من تحسين تقنية إخفاء البكسلات فوقها، لا تزال جودة هذه الكاميرا محدودة وهي مناسبة بشكل أساسي لمكالمات الفيديو السريعة وليس للتصوير الفوتوغرافي عالي الجودة. ومع ذلك، يمكن استخدام الكاميرات الخلفية عالية الجودة لالتقاط صور سيلفي باستخدام الشاشة الخارجية كمعاينة، مما يوفر أفضل جودة ممكنة لصور السيلفي على هذا الجهاز.
البطارية والشحن
يحتوي Galaxy Z Fold 4 على بطارية مزدوجة بسعة إجمالية تبلغ 4400 مللي أمبير في الساعة، وهي نفس سعة بطارية الجيل السابق. على الرغم من أن السعة لم تتغير، إلا أن كفاءة معالج Snapdragon 8+ Gen 1 وتحسينات البرمجيات ساهمت في تحسين عمر البطارية بشكل ملحوظ. يمكن للجهاز الصمود ليوم كامل من الاستخدام المعتدل إلى الكثيف على شاشته الكبيرة، وهو إنجاز جيد لجهاز بشاشتين كبيرتين ومعدل تحديث عالٍ.
يدعم الجهاز الشحن السلكي السريع بقوة 25 واط، والذي يمكنه شحن البطارية من 0 إلى حوالي 50% في غضون 30 دقيقة تقريباً. كما يدعم الشحن اللاسلكي السريع بقوة 15 واط، والشحن اللاسلكي العكسي بقوة 4.5 واط لشحن الأجهزة الأخرى مثل السماعات أو الساعات الذكية بوضعها على ظهر الهاتف. هذه الخيارات المتعددة للشحن توفر مرونة كبيرة للمستخدمين.
ميزات إضافية
لم تقتصر مواصفات Z Fold 4 على الجوانب الأساسية، بل شملت أيضاً مجموعة من الميزات الإضافية التي تعزز تجربة الاستخدام. الجهاز حاصل على تصنيف IPX8 لمقاومة الماء، مما يعني أنه يمكنه الصمود في الماء العذب حتى عمق 1.5 متر لمدة تصل إلى 30 دقيقة، وهي ميزة مهمة تزيد من متانة الجهاز في الاستخدام اليومي.
يدعم الجهاز أيضاً استخدام قلم S Pen، وهو أداة مفيدة جداً للرسم أو تدوين الملاحظات أو التفاعل مع الشاشة الكبيرة بدقة أكبر. يجب ملاحظة أن الجهاز يدعم فقط أقلام S Pen المخصصة لهواتف Fold (مثل S Pen Fold Edition أو S Pen Pro) ولا يأتي مع القلم في العلبة، كما لا يوجد مكان مدمج لتخزينه داخل الجهاز نفسه، مما يتطلب شراء حافظة خاصة إذا كان المستخدم يرغب في حمل القلم معه باستمرار.
الخلاصة
يمثل Samsung Galaxy Z Fold 4 قمة ما وصلت إليه تكنولوجيا الهواتف القابلة للطي حتى وقت إطلاقه، مقدماً تحسينات ملموسة في التصميم، الأداء، البرمجيات، والأهم من ذلك، نظام الكاميرات. الشاشة الخارجية الأكثر عملية، الأداء القوي بفضل معالج Snapdragon 8+ Gen 1، وتجربة تعدد المهام المحسنة مع Android 12L و One UI، كلها عوامل تجعل منه جهازاً قادراً على تلبية احتياجات الإنتاجية والترفيه. ترقية نظام الكاميرات الخلفية كانت خطوة حاسمة جعلت الجهاز منافساً قوياً في مجال التصوير الفوتوغرافي بين الهواتف الرائدة. على الرغم من أن تجعد الشاشة الداخلية لا يزال موجوداً وكاميرا تحت الشاشة لا تزال بحاجة إلى التطوير، فإن Galaxy Z Fold 4 يظل خياراً رائداً ومثيراً للاهتمام لمن يبحث عن تجربة هاتف ذكي تتجاوز المألوف.