المفصل CMO Jackie Jantos يأمل في المساعدة في جعل Gen Zers أقل وحيدا

هل تستطيع تطبيقات المواعدة مُعالجة مشكلة الوحدة لدى جيل زد؟ حين تتجاوز "هنج" حدود التوصيات

تُعاني تطبيقات المواعدة في الآونة الأخيرة من سمعة سيئة. فانتشار ظاهرة "الغوستنج" (Ghosting) ، أي اختفاء أحد الطرفين فجأة دون سابق إنذار، إضافة إلى قلة الخيارات الجيدة حتى في المدن الكبرى مثل نيويورك، والاشتراكات المدفوعة في العديد من هذه التطبيقات، كلها عوامل ساهمت في تراجع ثقة المستخدمين. لكن هل يمكن لتطبيقات المواعدة، وعلى رأسها "هنج" (Hinge)، أن تُغير هذه الصورة السلبية وتُقدم حلولاً لمشكلة الوحدة المتزايدة، خاصةً بين جيل زد؟

هنج ورحلة التكيّف مع جيل زد

في مؤتمر "ساوث باي ساوث ويست" (SXSW) الافتتاحي في لندن، أجرت "تيك كرانش" حواراً مع جكي جانطوس، مديرة التسويق ورئيسة شركة "هنج"، لتسليط الضوء على استراتيجية الشركة في جذب جيل زد في عالم المواعدة الذي يبدو عليه الملل والفتور. أكدت جانطوس على فهم "هنج" العميق لاحتياجات هذا الجيل، الذي نشأ في بيئة رقمية متطورة، مُحددةً أهم سماتهم التي يبحثون عنها في العلامات التجارية: الشفافية والمصداقية.

وأضافت جانطوس أن جيل زد يتميز بتنوعه الكبير وقضاء وقت أقل وجهاً لوجه مقارنةً بالأجيال السابقة. وهذا يتطلب من "هنج" بناء منتج وتفعيل حملات تسويقية تراعي هذا التنوع وتضع الشمولية في صميمها. فبدون ذلك، لن تتمكن أي منصة من بناء منتج ذي مغزى أو جذب انتباه هذا الجيل.

منافسة شرسة في عالم تطبيقات المواعدة

يشهد عالم تطبيقات المواعدة تطوراً سريعاً ومنافسة شرسة. فقد واجهت تطبيقات مثل "تيندر" (Tinder) صعوبات في النمو خلال السنوات القليلة الماضية، مما أدى إلى استقالة الرئيس التنفيذي مؤخراً. كما شهدت "بامبل" (Bumble) تباطؤاً في نمو عدد المستخدمين. وتُظهر تقارير "ماتش جروب" (Match Group) ، الشركة الأم لكل من "هنج" و"تيندر"، أن "هنج" تُحقق أداءً أفضل من "تيندر"، حيث سجلت زيادة في الإيرادات المباشرة ونمواً قوياً في عدد التنزيلات في الأسواق الناطقة باللغة الإنجليزية وأوروبا الغربية.

الابتكار في ميزات "هنج": ما وراء التوصيات الذكية

تُركز "هنج" على تطوير ميزات جديدة لجذب المستخدمين والحفاظ على اهتمامهم. ومن أبرز هذه الميزات:

حد أقصى للدردشات: فرضت "هنج" حداً أقصى لعدد الدردشات التي يمكن للمستخدم إجراءها في وقت واحد، لمنع جمع الدردشات دون جدوى. تهدف هذه الميزة إلى تشجيع المستخدمين على التركيز على عدد أقل من المحادثات ذات الإمكانيات الحقيقية للتطور إلى موعد.

ميزة التدريب: تُجري "هنج" اختبارات على ميزة التدريب التي تُقدم للمستخدمين نصائح حول بناء ملفات تعريفية جذابة وفعالة. فهذه الميزة تُساعد المستخدمين على التعبير عن أنفسهم بشكل أفضل، وتزيد من فرصهم في جذب انتباه الآخرين.

التعارف المُحسّن: تخطط "هنج" لإطلاق ميزة "التعارف الدافئ" (Warm Introductions) قريباً، والتي تُبرز الاهتمامات المشتركة بين المستخدمين لتحسين جودة التطابقات. وتهدف هذه الميزة إلى تشجيع المستخدمين على قضاء وقت أطول في استكشاف ملفات التعريف قبل البدء في الدردشة.

نظام التوصية المدعوم بالذكاء الاصطناعي: أطلقت "هنج" مؤخراً نظام توصية جديد قائم على الذكاء الاصطناعي، وقد ساهم هذا النظام في زيادة عدد التطابقات وتبادل الرسائل بنسبة 15%، وفقاً لتقرير "ماتش جروب". ويُعتبر هذا النظام من أهم عوامل نجاح "هنج" في جذب المستخدمين.

تعزيز ميزات الأمان: تُعمل "هنج" على تعزيز ميزات الأمان من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي، لتوفير بيئة آمنة وموثوقة للمستخدمين.

مكافحة الوحدة: مبادرة "ساعة إضافية"

أشارت جانطوس إلى أن "هنج" تُدرك مشكلة الوحدة المتزايدة، خاصةً بين جيل زد، والتي تُعزى جزئياً إلى قضاء وقت طويل على الهواتف الذكية وفي الواقع الافتراضي. ولهذا السبب، أطلقت الشركة في عام 2023 مبادرة "ساعة إضافية" (One More Hour fund) ، وهي مبادرة خيرية تستثمر مليون دولار أمريكي في منظمات تُشجع التفاعلات وجهاً لوجه بين أفراد جيل زد.

وتُشير الملاحظات التي تلقتها "هنج" من الشباب إلى وجود عدة عقبات أمام التفاعلات الشخصية، منها ارتفاع التكاليف وصعوبة إيجاد أماكن آمنة ومريحة. وتُسعى "هنج" إلى تخفيف هذه العقبات، لأنها تُدرك أن بناء مهارات التواصل الشخصي يُساعد المستخدمين على الشعور براحة أكبر في مقابلاتهم الشخصية، وبالتالي زيادة فرص نجاح علاقاتهم.

التحديات المستقبلية وتوقعات النمو

على الرغم من نجاح "هنج" النسبى، إلا أنها لا تزال تواجه تحديات كبيرة في سوق تطبيقات المواعدة المتشبع. فالتغلب على سمعة تطبيقات المواعدة السلبية، ومواجهة منافسة شركات عملاقة مثل "ميتا" (Meta) و"غوغل" (Google) التي تستثمر بكثافة في هذا المجال، يتطلب استراتيجيات تسويقية مبتكرة واستثماراً مستمراً في تطوير الميزات والتقنيات.

ولكن، مع استمرار "هنج" في التركيز على احتياجات جيل زد وتطوير ميزاتها بشكل مستمر، فمن المرجح أن تستمر في تحقيق نمو قوي. فالتنوع في الميزات، والاعتماد على الذكاء الاصطناعي، ومبادراتها الاجتماعية تُظهر التزام "هنج" بتحسين تجربة المستخدم وخلق بيئة رقمية تُشجع على بناء علاقات صحية وهادفة.

الخلاصة: ما بين الواقع الافتراضي والعلاقات الحقيقية

تُمثل قصة "هنج" مثالاً على كيفية تكيّف تطبيقات المواعدة مع احتياجات الأجيال الجديدة. فالتغلب على مشكلة الوحدة لدى جيل زد يتطلب أكثر من مجرد توصيات ذكية. فهو يتطلب بناء بيئة رقمية آمنة وشاملة، وتشجيع التفاعلات الشخصية، ومعالجة المشاكل الاجتماعية التي تُعيق بناء علاقات صحية. وتُظهر مبادرة "ساعة إضافية" التزام "هنج" بالتأثير الإيجابي على المجتمع، ما يُمكن أن يُساهم في تغيير الصورة النمطية عن تطبيقات المواعدة. فهل ستنجح "هنج" في تحقيق أهدافها؟ يبقى هذا السؤال مفتوحاً، ولكن مساعيها تُشكل خطوة مهمة في هذا الاتجاه.

الكلمات المفتاحية: هنج، Hinge، تطبيقات المواعدة، جيل زد، Gen Z، الذكاء الاصطناعي، AI، الغوستنج، Ghosting، الوحدة، التسويق الرقمي، ماتش جروب، Match Group، تطوير التطبيقات، تجربة المستخدم، الشمولية، الأمان، مبادرات اجتماعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى