انفيديا تسيطر على الذكاء الاصطناعي بأوروبا

إنفيديا تعزز هيمنتها على ساحة الذكاء الاصطناعي بشراكات أوروبية واسعة النطاق
ثورة الذكاء الاصطناعي: إنفيديا تقود الطريق في أوروبا
أعلنت شركة إنفيديا، عملاق صناعة الرقائق، يوم الأربعاء عن خطط طموحة لتعزيز مكانتها الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي عبر سلسلة من الشراكات الاستراتيجية مع دول وشركات أوروبية بارزة. تتجاوز هذه الشراكات مجرد توفير الأجهزة، لتشمل بنية تحتية متكاملة وبرامج متطورة، مما يُرسّخ مكانة إنفيديا كلاعب رئيسي في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي في القارة العجوز. جاء هذا الإعلان خلال جولة الرئيس التنفيذي، جنسن هوانغ، الأوروبية، والتي توجت بكلمة رئيسية في فعالية GTC بباريس.
البنية التحتية: حجر الزاوية للذكاء الاصطناعي
شدّد هوانغ على أهمية البنية التحتية في نجاح ثورة الذكاء الاصطناعي، مُشيراً إلى أنها تشكّل الأساس الذي يُبنى عليه هذا التطور، تماماً كما فعلت الكهرباء والإنترنت من قبل. وتُركز إنفيديا على بناء "مصانع ذكاء اصطناعي"، وهي مراكز بيانات ضخمة تعتمد على وحدات معالجة الرسومات (GPUs) المتطورة من إنفيديا. وتُشير التوقعات إلى نموّ قدرة حوسبة الذكاء الاصطناعي في أوروبا بمقدار عشرة أضعاف خلال العامين القادمين، وهو ما يُبرز حجم الطلب المتزايد على هذه البنية التحتية المتقدمة. وقد قام هوانغ مؤخراً بجولة مماثلة في الشرق الأوسط، حيث تخطط إنفيديا لتزويد السعودية والإمارات بأحدث رقائقها لإنشاء مراكز بيانات ضخمة.
شراكات استراتيجية: من فرنسا إلى ألمانيا وأكثر
لم تقتصر استراتيجية إنفيديا على بناء البنية التحتية فحسب، بل امتدت لتشمل شراكات استراتيجية مع كيانات حكومية وشركات رائدة في مجال الحوسبة السحابية والاتصالات. ومن أبرز هذه الشراكات:
شراكة مع شركة ميسترال الفرنسية: اتفاقية لبناء "سحابة ذكاء اصطناعي" تعتمد على 18,000 وحدة معالجة رسومات من طراز "إنفيديا غريس بلاكويل"، مما يُتيح للشركات الفرنسية والعالمية تطوير واستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتقدمة عبر نماذج ميسترال.
مشاريع بنية تحتية في إيطاليا وأرمينيا: تُشير هذه الخطوة إلى توسّع إنفيديا في أسواق جديدة، لتعزيز حضورها الدولي.
تعاون مع شركات الاتصالات: تُشارك إنفيديا شركات عملاقة مثل أورنج وتليفونيكا في نشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي ونماذج اللغات الكبيرة.
"السحابة الصناعية" في ألمانيا: مشروع طموح لبناء سحابة حوسبة تضم 10,000 وحدة معالجة رسومات، مُصممة خصيصاً لتلبية احتياجات المصنّعين الأوروبيين.
الذكاء الاصطناعي السيادي: تركيز على البيانات الإقليمية
يُركز اهتمام إنفيديا في أوروبا بشكل خاص على مفهوم "الذكاء الاصطناعي السيادي"، وهو ما يعني ضمان بقاء مراكز البيانات والخوادم التي تُخدم المستخدمين في الاتحاد الأوروبي ضمن حدوده الإقليمية، بدلاً من الاعتماد على مراكز بيانات خارجية. هذا التركيز يعكس الاهتمام المتزايد بخصوصية البيانات وأمنها في أوروبا.
المراكز التقنية: تعزيز البحث والتطوير
أعلنت إنفيديا أيضاً عن إنشاء "مراكز تقنية" متقدمة في دول أوروبية رئيسية مثل المملكة المتحدة وفرنسا وإسبانيا وألمانيا. تهدف هذه المراكز إلى تعزيز البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي، وتطوير مهارات القوى العاملة، وتسريع وتيرة الإنجازات العلمية في هذا المجال الحيوي.
DGX Cloud Lepton: الوصول العالمي لوحدات معالجة الرسومات
وسّعت إنفيديا أيضاً نطاق منتجها DGX Cloud Lepton، وهو منصة تتيح للمطورين الوصول إلى وحدات معالجة رسومات عالمياً لتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال دمجها مع مستودع نماذج Hugging Face الشهير. هذا التوسع يُسهّل عملية تطوير وتنفيذ تطبيقات الذكاء الاصطناعي للمطورين في جميع أنحاء العالم.
ما وراء الأجهزة: برمجيات إنفيديا تدعم هيمنتها
معروفة إنفيديا بأجهزتها القوية، لكنها عززت مؤخراً تركيزها على البرامج لتثبيت مكانتها في قلب تطوير الذكاء الاصطناعي. فقد أطلقت العام الماضي منتج Nvidia NIM، وهو نموذج ذكاء اصطناعي مُجهز مسبقاً يُسهّل على المطورين بناء تطبيقاتهم. ويُمكن الآن نشر أي نموذج لغة كبير من Hugging Face كنموذج NIM، مما يُتيح للمطورين الوصول إلى مجموعة واسعة من الخيارات دون الحاجة لبناء نماذجهم الخاصة. وتُمثل استراتيجية إنفيديا في ربط أجهزتها ببرامجها المتطورة عاملاً أساسياً في تعزيز هيمنتها على سوق الذكاء الاصطناعي. قيود التصدير الأمريكية على أحدث شرائح إنفيديا في الصين دفعت الشركة إلى التركيز أكثر على أسواق جديدة مثل أوروبا، وهو ما يظهر في هذه الشراكات الاستراتيجية الواسعة.