Perplexity تتجاوز القيود: 5 اتهامات خطيرة ضد شركة الذكاء الاصطناعي

بيربلكسيتي في مرمى الاتهامات: هل تتجاهل الشركة قيود الوصول إلى المحتوى؟
يُعتبر بيربلكسيتي سرقة بيانات من أهم المواضيع في هذا المجال. تُثير شركة "بيربلكسيتي" (Perplexity)، الناشئة في بيربلكسيتي
ما هي "بيربلكسيتي" وماذا تفعل؟
"بيربلكسيتي" هي شركة ناشئة متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي، تقدم محرك بحث يعتمد على الذكاء الاصطناعي. يهدف هذا المحرك إلى توفير إجابات مباشرة ودقيقة على أسئلة المستخدمين، وذلك من خلال تجميع المعلومات من مصادر متعددة على الإنترنت. يعتمد عمل "بيربلكسيتي" بشكل كبير على تقنيات "الزحف" و"التقشير" لجمع البيانات من المواقع المختلفة، وتحليلها، وتلخيصها، وتقديمها للمستخدمين في شكل إجابات موجزة ومفيدة.
ما هي عمليات "الزحف" و"التقشير"؟ – دليل بيربلكسيتي سرقة بيانات
"الزحف" (Crawling) هي عملية تقوم بها برامج آلية (Bots) تسمى "الزواحف" (Crawlers) أو "العناكب" (Spiders) بالبحث عن صفحات الويب على الإنترنت، والوصول إليها. تقوم هذه البرامج بتتبع الروابط الموجودة في الصفحات، والانتقال إلى صفحات أخرى، وتكرار هذه العملية بشكل مستمر.
أما "التقشير" (Scraping)، فهي عملية استخلاص البيانات والمعلومات من صفحات الويب. بعد أن تقوم "الزواحف" بالوصول إلى الصفحات، يقوم برنامج "التقشير" بتحليل محتوى الصفحة، واستخراج المعلومات المطلوبة، مثل النصوص والصور والروابط.
كيف تمنع المواقع "الزحف" و"التقشير"؟ في بيربلكسيتي
تستخدم المواقع على الإنترنت عدة آليات للتحكم في عمليات "الزحف" و"التقشير" التي تقوم بها الروبوتات. من بين هذه الآليات:
- ملف Robots.txt: هو ملف نصي بسيط يضعه أصحاب المواقع على خوادمهم. يحدد هذا الملف التعليمات التي يجب على "الزواحف" اتباعها عند زيارة الموقع. يمكن للموقع أن يحدد في هذا الملف الصفحات التي يُسمح للزواحف بالوصول إليها، والصفحات التي يجب تجاهلها.
- تحديد "User-Agent": عندما يتصل "الزاحف" بموقع ما، فإنه يرسل معلومات عن نفسه، بما في ذلك "User-Agent"، وهو سلسلة نصية تحدد نوع المتصفح أو الروبوت الذي يستخدمه. يمكن لأصحاب المواقع استخدام هذه المعلومات لحظر "الزواحف" المعروفة أو المشبوهة.
- تقنيات أخرى: بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمواقع استخدام تقنيات أخرى، مثل الكشف عن السلوك غير الطبيعي، أو استخدام اختبارات "كابتشا" (CAPTCHA) للتحقق من أن الزائر إنسان وليس روبوتاً.
اتهامات "كلاودفلير" لـ "بيربلكسيتي"
اتهمت "كلاودفلير" شركة "بيربلكسيتي" بتجاهل القيود التي يفرضها أصحاب المواقع على الوصول إلى محتواهم. وفقاً لـ "كلاودفلير"، فإن "بيربلكسيتي" تقوم بعمليات "زحف" و"تقشير" لمحتوى المواقع التي حددت صراحةً أنها لا تريد أن يتم "زحف" محتواها أو "تقشيره".
تعتبر "كلاودفلير" أن "بيربلكسيتي" تحاول التحايل على هذه القيود من خلال:
- تغيير "User-Agent": تقوم "بيربلكسيتي" بتغيير "User-Agent" الخاص بروبوتاتها، مما يجعل من الصعب على أصحاب المواقع تحديد هويتها وحظرها.
- تغيير شبكات الأنظمة المستقلة (ASN): تقوم "بيربلكسيتي" بتغيير شبكات الأنظمة المستقلة التي تستخدمها، مما يجعل من الصعب على أصحاب المواقع حظر نطاقات عناوين IP المرتبطة بها.
تشير "كلاودفلير" إلى أنها رصدت هذه الأنشطة على عشرات الآلاف من النطاقات، وبملايين الطلبات يومياً. استخدمت "كلاودفلير" تقنيات التعلم الآلي وتحليل الشبكات لتحديد هذه الأنشطة.
ردود فعل "بيربلكسيتي"
في المقابل، رفضت "بيربلكسيتي" هذه الاتهامات. وصف متحدث باسم الشركة تقرير "كلاودفلير" بأنه "عرض ترويجي للمبيعات". وزعم المتحدث أن لقطات الشاشة التي قدمتها "كلاودفلير" "لا تظهر أنه تم الوصول إلى أي محتوى".
في رسالة لاحقة، ادعى المتحدث أن الروبوت الذي تم تحديده في تقرير "كلاودفلير" "ليس خاصاً بنا".
تداعيات الاتهامات
إذا ثبتت صحة اتهامات "كلاودفلير"، فإن ذلك قد يكون له تداعيات كبيرة على "بيربلكسيتي" وعلى صناعة الذكاء الاصطناعي بشكل عام.
- انتهاك حقوق الملكية الفكرية: قد يعتبر "التقشير" غير المصرح به انتهاكاً لحقوق الملكية الفكرية، إذا تم استخدام المحتوى المقشر بطريقة غير قانونية أو تجارية.
- الإضرار بنماذج الأعمال: يعتمد العديد من المواقع على الإعلانات أو الاشتراكات لتوليد الإيرادات. إذا تمكنت شركات مثل "بيربلكسيتي" من الحصول على محتوى هذه المواقع مجاناً، فإن ذلك قد يضر بنماذج الأعمال الخاصة بها.
- فقدان الثقة: قد يؤدي تجاهل قيود الوصول إلى المحتوى إلى فقدان الثقة بين "بيربلكسيتي" وأصحاب المواقع، مما قد يؤثر على قدرة الشركة على الحصول على البيانات اللازمة لعملها.
- إجراءات قانونية: قد تواجه "بيربلكسيتي" إجراءات قانونية من قبل أصحاب المواقع المتضررة.
أهمية القضية بالنسبة لصناعة الذكاء الاصطناعي
تُعد هذه القضية ذات أهمية كبيرة لصناعة الذكاء الاصطناعي، حيث أنها تثير تساؤلات حول أخلاقيات استخدام البيانات، وحقوق الملكية الفكرية، ومسؤولية شركات الذكاء الاصطناعي.
- أخلاقيات استخدام البيانات: يجب على شركات الذكاء الاصطناعي أن تلتزم بأخلاقيات استخدام البيانات، وأن تحترم حقوق أصحاب المواقع، وأن تحصل على موافقة صريحة قبل استخدام محتواهم.
- حقوق الملكية الفكرية: يجب على شركات الذكاء الاصطناعي أن تحترم حقوق الملكية الفكرية، وأن لا تستخدم المحتوى المقشر بطريقة غير قانونية أو تجارية.
- مسؤولية شركات الذكاء الاصطناعي: يجب على شركات الذكاء الاصطناعي أن تتحمل مسؤولية استخدامها للبيانات، وأن تتخذ خطوات لمنع الانتهاكات.
جهود "كلاودفلير" لمكافحة "التقشير"
تُعد "كلاودفلير" من الشركات الرائدة في مجال توفير خدمات الحماية والأمان على الإنترنت. في إطار جهودها لمكافحة "التقشير" غير المصرح به، اتخذت "كلاودفلير" عدة خطوات:
- إطلاق سوق للمحتوى: أطلقت "كلاودفلير" سوقاً يتيح لأصحاب المواقع والناشرين فرض رسوم على شركات الذكاء الاصطناعي التي تزور مواقعهم وتقوم بـ "التقشير".
- توفير أدوات للحماية: توفر "كلاودفلير" أدوات مجانية لمنع الروبوتات من "تقشير" المواقع لتدريب الذكاء الاصطناعي.
- حظر روبوتات "بيربلكسيتي": قامت "كلاودفلير" بحظر روبوتات "بيربلكسيتي" من قائمتها المعتمدة، وأضافت تقنيات جديدة لمنعها.
القضية ليست الأولى لـ "بيربلكسيتي"
هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها "بيربلكسيتي" اتهامات بالوصول غير المصرح به إلى المحتوى. في العام الماضي، اتهمت بعض وسائل الإعلام، مثل "وايرد" (Wired)، "بيربلكسيتي" بسرقة محتواها.
في مؤتمر "Disrupt 2024"، لم يتمكن الرئيس التنفيذي لـ "بيربلكسيتي"، "أرافيند سرينيفاس"، من تقديم تعريف للشركة لمصطلح "الانتحال" عندما سُئل عن ذلك.
مستقبل العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والمحتوى على الإنترنت
تشير هذه القضية إلى التوتر المتزايد بين شركات الذكاء الاصطناعي وأصحاب المواقع على الإنترنت. مع استمرار تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، سيزداد اعتمادها على البيانات والمعلومات المتاحة على الإنترنت. في المقابل، سيزداد اهتمام أصحاب المواقع بحماية محتواهم، والتحكم في كيفية استخدامه.
من المتوقع أن يشهد المستقبل تطورات في هذا المجال، بما في ذلك:
- تطوير معايير جديدة: قد يتم تطوير معايير جديدة للوصول إلى المحتوى على الإنترنت، تحدد حقوق وواجبات كل من أصحاب المواقع وشركات الذكاء الاصطناعي.
- زيادة استخدام تقنيات الحماية: سيزداد استخدام تقنيات الحماية، مثل أدوات الكشف عن الروبوتات، وتقنيات المصادقة، لمنع الوصول غير المصرح به إلى المحتوى.
- ظهور نماذج أعمال جديدة: قد تظهر نماذج أعمال جديدة تسمح لأصحاب المواقع بتحقيق الدخل من خلال السماح لشركات الذكاء الاصطناعي بالوصول إلى محتواهم، ولكن بشروط محددة.
- زيادة الوعي: سيزداد الوعي بأهمية حقوق الملكية الفكرية، وأخلاقيات استخدام البيانات، ومسؤولية شركات الذكاء الاصطناعي.
الخلاصة
تُسلط قضية "بيربلكسيتي" الضوء على التحديات التي تواجهها صناعة الذكاء الاصطناعي في مجال الوصول إلى المحتوى على الإنترنت. يجب على شركات الذكاء الاصطناعي أن تلتزم بأخلاقيات استخدام البيانات، وأن تحترم حقوق الملكية الفكرية، وأن تتخذ خطوات لمنع الانتهاكات. يجب على أصحاب المواقع أن يتخذوا خطوات لحماية محتواهم، والتحكم في كيفية استخدامه. من خلال التعاون والالتزام بالمعايير الأخلاقية والقانونية، يمكننا بناء مستقبل مستدام للذكاء الاصطناعي والمحتوى على الإنترنت.