بينج يطلق منشئ فيديو مجاني بفضل Sora

بينج يطلق "خالق الفيديو": ثورة الذكاء الاصطناعي في متناول يديك
أحدثت شركة مايكروسوفت ضجةً في عالم التكنولوجيا بإطلاقها أداةً جديدةً ثوريةً ضمن محرك بحث بينج، ألا وهي "خالق الفيديو" (Bing Video Creator). هذه الأداة، المدعومة بتقنية الذكاء الاصطناعي المتطورة من نموذج "سورا" (Sora) التابع لشركة أوبن إيه آي، تمثل نقلةً نوعيةً في مجال إنتاج الفيديو، وتُتيح للمستخدمين إنشاء مقاطع فيديو احترافية بجودة عالية من خلال وصف نصي بسيط.
وصول مجاني لثورة "سورا": شراكة مايكروسوفت وأوبن إيه آي
تُعد هذه الخطوة حدثًا بالغ الأهمية، ليس فقط لإطلاق أداة مبتكرة، بل لأنها تُمثل أول مرة تُتاح فيها تقنية "سورا" المذهلة من أوبن إيه آي بشكل مجاني لجميع المستخدمين. فقد كان الوصول إلى هذه التقنية سابقًا مقصورًا على المستخدمين المشتركين في خدمات مدفوعة، مما يُبرز التزام مايكروسوفت وأوبن إيه آي بتعزيز إمكانية الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة وتعميم فوائدها على أوسع نطاق. وتُجسد هذه الشراكة الاستراتيجية بين عملاقَي التكنولوجيا التوجه العالمي نحو دمج الذكاء الاصطناعي في جوانب الحياة اليومية، مُساهماً في إحداث ثورة في مجالات عديدة، من بينها الإنتاج الإعلامي والتسويق الرقمي والترفيه.
التحديات التقنية وإمكانات "خالق الفيديو"
على الرغم من سهولة الاستخدام الظاهرة، إلا أن تقنية "خالق الفيديو" تتطلب قدرات حاسوبية هائلة. ففي المرحلة الحالية، لا يتوفر هذا الخيار على أجهزة الحاسوب المكتبية، ويقتصر استخدامه على تطبيق بينج للهواتف الذكية. وقد تستغرق عملية إنشاء الفيديو عدة ساعات، مما يُشير إلى التعقيد الحسابي الكبير للخوارزميات المُستخدمة في توليد الفيديوهات عالية الجودة. وعلى الرغم من ذلك، فإن إمكانات الأداة هائلة، حيث تُتيح للمستخدمين توليد محتوى مرئي احترافي من مجرد وصف نصي، مما يفتح آفاقًا واسعةً أمام المبدعين والمؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي.
آلية الاستخدام والقيود الحالية
يتطلب استخدام "خالق الفيديو" تسجيل الدخول بحساب مايكروسوفت. ويُتيح للمستخدمين إنشاء ما يصل إلى 10 مقاطع فيديو مجانًا. بعد ذلك، يتم احتساب تكلفة كل فيديو إضافي بقيمة 100 نقطة من نقاط مايكروسوفت ريووردز (Microsoft Rewards)، وهي نقاط تُمنح للمستخدمين مقابل البحث باستخدام بينج أو إجراء عمليات شراء من متجر مايكروسوفت. وهنا نجد حافزًا إضافيًا للمستخدمين على استخدام خدمات مايكروسوفت الأخرى. فعلى سبيل المثال، يحصل المستخدم على 5 نقاط مقابل كل عملية بحث من جهاز الحاسوب، بحد أقصى 150 نقطة يوميًا.
مواصفات الفيديو والتحسينات المُقبلة
في الوقت الحالي، يُمكن للمستخدم إنشاء ثلاثة مقاطع فيديو قصيرة لا تتجاوز مدة كل منها 5 ثوانٍ في آنٍ واحد. ولا توجد خيارات لتعديل مدة الفيديو، ويُنشأ الفيديو بنسبة عرض إلى ارتفاع عمودية (9:16)، وهي مناسبة لمنصات مثل تيك توك وإنستغرام. وقد أعلنت مايكروسوفت عن دعم المقاطع الأفقية في التحديثات المُقبلة، مما يُوسّع من إمكانيات استخدام الأداة في مختلف السياقات.
أثر "خالق الفيديو" على صناعة المحتوى
يُمثل إطلاق "خالق الفيديو" نقلةً نوعيةً في عالم إنتاج المحتوى المرئي. فقد أصبح بإمكان أي شخص، بغض النظر عن مهاراته في التصوير والمونتاج، إنشاء مقاطع فيديو احترافية بجودة عالية. وهذا يُسهّل عملية إنتاج المحتوى بشكل كبير، ويُتيح للمبدعين التركيز على الجانب الإبداعي دون الحاجة إلى امتلاك خبرات تقنية متقدمة. ويمكن أن يُساهم هذا في زيادة الإنتاجية، وتوفير الوقت والجهد، وتقليل التكاليف.
التأثير على المبدعين والمؤثرين
ستُحدث هذه الأداة تأثيرًا كبيرًا على المبدعين والمؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي. فبإمكانهم استخدامها لإنشاء محتوى جذاب ومبتكر، مما يُساعدهم في جذب المزيد من المتابعين وزيادة تفاعلهم. كما يُمكن استخدامها في التسويق الرقمي، حيث يُمكن للمُعلنين إنشاء إعلانات فيديو قصيرة وجذابة. ويمكن أن تُساهم هذه الأداة في خلق فرص عمل جديدة في مجال إنتاج المحتوى المرئي، وتُعزز الاقتصاد الرقمي.
التحديات والمخاوف المستقبلية
على الرغم من الإمكانات الهائلة لـ "خالق الفيديو"، إلا أن هناك بعض التحديات والمخاوف التي يجب أخذها في الاعتبار. أولًا، مسألة حقوق الملكية الفكرية، حيث يجب ضمان عدم انتهاك حقوق الطبع والنشر عند استخدام هذه الأداة. ثانيًا، مسألة جودة الفيديوهات المُولّدة، فقد لا تكون جميع الفيديوهات بنفس مستوى الجودة، وقد تحتاج إلى بعض التعديلات اليدوية. ثالثًا، مسألة الأخلاقيات، حيث يجب استخدام هذه الأداة بشكل مسؤول، وعدم استخدامها في نشر معلومات مضللة أو محتوى ضار.
المستقبل: تطوير وتحديثات مُتوقعة
من المتوقع أن تشهد تقنية "خالق الفيديو" تطورات كبيرة في المستقبل القريب. فمن المُرجح أن تشهد تحسينات في جودة الفيديو، وزيادة في مدة الفيديوهات المُمكن إنشاؤها، وإضافة المزيد من الخيارات للتخصيص والتعديل. كما من المُتوقع إضافة المزيد من اللغات المدعومة، مما يُوسّع من نطاق استخدام الأداة. وستلعب مايكروسوفت وأوبن إيه آي دورًا رئيسيًا في تطوير هذه التقنية، حيث ستعملان على تحسينها باستمرار بناءً على تعليقات المستخدمين واحتياجات السوق.
في الختام، يُمثل إطلاق "خالق الفيديو" من بينج خطوةً ثوريةً في مجال إنتاج الفيديو، ويُفتح آفاقًا جديدةً أمام المبدعين والمؤثرين. وعلى الرغم من التحديات، إلا أن هذه التقنية ستُحدث ثورةً حقيقيةً في كيفية إنشاء المحتوى المرئي، وستُساهم في تعزيز الاقتصاد الرقمي وتوفير فرص جديدة للجميع.