سرية مُحيطة بجهاز OpenAI القادم: ملفات المحكمة تكشف تفاصيل مثيرة

تُثير قضية علامة تجارية بين شركة OpenAI الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي وشركة iyO المتخصصة في سماعات الأذن المصبوبة خصيصاً، جدلاً واسعاً، مُكشِفةً عن تفاصيل جديدة حول الجهاز الغامض الذي تعمل عليه OpenAI بالتعاون مع شركة io التابعة لجوني آيف، المصمم الشهير السابق في شركة أبل. فما هي هذه التفاصيل، وما هو شكل الجهاز المنتظر؟

معركة علامات تجارية تكشف عن مشروع OpenAI السري

بدأت القصة مع دعوى قضائية رفعتها شركة iyO، المدعومة من جوجل، ضد OpenAI بتهمة انتهاك علامتها التجارية. وقد سحبت OpenAI، امتثالاً لأمر قضائي، موادها الترويجية التي أعلنت من خلالها عن استحواذها على شركة io بمبلغ 6.5 مليار دولار. لكن وراء هذه المعركة القانونية، تكمن قصة أكثر إثارة حول جهاز ذكاء اصطناعي جديد، يُرجّح أن يُغيّر قواعد اللعبة في عالم التكنولوجيا.

أبحاث مكثفة ولقاءات سرية

كشفت الملفات القضائية عن أبحاث مكثفة أجرتها OpenAI و io حول سماعات الأذن على مدار العام الماضي. اشترت الشركتان أكثر من 30 سماعة رأس من مختلف الشركات لدراسة السوق، كما التقى مسؤولون تنفيذيون من OpenAI و io بقيادة شركة iyO، وعرضوا عليهم تقنيتهم الخاصة بسماعات الأذن. تُظهر رسائل البريد الإلكتروني المُكشَفة في القضية تفاصيل هذه اللقاءات، والتي تُلقي الضوء على اهتمام OpenAI بتقنيات الصوت والتفاعل الصوتي.

جهاز غير قابل للارتداء: لغز تصميم OpenAI

لكن المفاجأة الكبرى تكمن في طبيعة الجهاز الذي تعمل عليه OpenAI و io. فقد نفى تان تان، المدير التنفيذي لشركة io، في تصريح للمحكمة أن النموذج الأولي الذي أشار إليه سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، في فيديو إطلاق io، هو جهاز قابل للارتداء أو جهاز يُوضع داخل الأذن. وصف تان هذا النموذج بأنه غير مكتمل، مُشيراً إلى أنه سيستغرق عاماً على الأقل قبل الإعلان عنه أو طرحه للبيع.

مواصفات غامضة وأهداف طموحة

يُغطي الغموض تصميم الجهاز المنتظر. لم يُكشف سوى القليل من التفاصيل، حيث اكتفى ألتمان بالقول في فيديو إطلاق io أن الشركة تعمل على إنشاء عائلة من أجهزة الذكاء الاصطناعي متعددة القدرات. ووصف جوني آيف النموذج الأولي بأنه "استحوذ على خياله تماماً". أما ألتمان، فقد أبلغ موظفي OpenAI أن الجهاز، عند اكتماله، سيكون مناسباً للوضع في الجيب أو على المكتب، و أنه سيكون "جهازاً ثالثاً" إلى جانب الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، مُدركاً تماماً لمحيط المستخدم.

استكشاف تصاميم متعددة

أكدت OpenAI في ملفها القضائي أنها استكشفت مجموعة واسعة من الأجهزة، بما في ذلك الأجهزة المكتبية والمحمولة، السلكية واللاسلكية، القابلة للارتداء وغير القابلة للارتداء. يُشير هذا إلى أن OpenAI لا تركز فقط على سماعات الأذن، بل تستكشف خيارات تصميم أخرى، ربما تتجاوز الأجهزة القابلة للارتداء التقليدية.

النظارات الذكية وسماعات الأذن: سباق التكنولوجيا

في عالم التكنولوجيا المتسارع، تُعتبر النظارات الذكية وسماعات الأذن من أهم مجالات الابتكار في مجال الأجهزة القابلة للارتداء المُدعّمة بالذكاء الاصطناعي. تتنافس شركات عملاقة مثل ميتا وجوجل على تطوير أول زوج من النظارات الذكية يُعتمد على نطاق واسع، بينما تستكشف شركات أخرى، مثل أبل، إمكانيات دمج الذكاء الاصطناعي في سماعات الأذن، كما هو الحال في سماعات AirPods المُزودة بكاميرات لتحسين ميزات الذكاء الاصطناعي من خلال جمع معلومات حول البيئة المحيطة.

لقاءات حاسمة وفرص ضائعة

التقى مسؤولون تنفيذيون من OpenAI و io بقيادة iyO في محاولة لفهم تقنياتها. لكن هذه اللقاءات لم تُسفر عن نتائج إيجابية. فقد واجهت تقنية سماعات الأذن من iyO مشاكل فنية خلال العروض التوضيحية، كما رفض تان تان عروضاً من iyO للاستثمار أو بيع الشركة بالكامل.

استنتاجات: مستقبل غامض

يبدو أن شركة OpenAI، صانعة ChatGPT، على بُعد أكثر من عام من طرح أول جهاز لها في السوق. لا يزال شكل هذا الجهاز غامضاً، لكن ما كُشف عن الشركة في هذه الدعوى القضائية يشير إلى أنها تستكشف إمكانيات واسعة في مجال الأجهزة الذكية وأن مستقبلها في هذا المجال واعد ولكنه لا يزال مُحاطاً بالغموض. وسيُترقّب العالم بفارغ الصبر الكشف عن هذا الجهاز الذي يُمكن أن يُغيّر طريقة تفاعلنا مع التكنولوجيا.