تسريحات جديدة في انتل الشهر القادم

انتل تعلن عن جولة جديدة من تسريح العاملين: تفاصيل صادمة عن قسم "إنتل فاوندري"
تُواصل شركة انتل، عملاق صناعة أشباه الموصلات، سياستها في إعادة هيكلة عملياتها، مُعلنةً عن جولة جديدة من تسريح العاملين تستهدف قسم "إنتل فاوندري" تحديداً. وستشهد هذه الجولة، المُقرر بدءها في يوليو القادم، تسريح ما بين 15% إلى 20% من القوى العاملة في هذا القسم الحيوي. يُثير هذا القرار تساؤلات عديدة حول مستقبل الشركة واستراتيجيتها في سوق أشباه الموصلات شديد التنافس.
ضربة موجعة لقسم "إنتل فاوندري": تفاصيل التسريحات
كشفت مذكرة داخلية، نُشرت في صحيفة "أوريغونيان"، عن نية انتل تسريح ما يتراوح بين 15% و 20% من موظفي قسم "إنتل فاوندري". هذا القسم، الذي يُعدّ حجر الزاوية في استراتيجية انتل للنمو، يتولى مهمة تصميم وتصنيع وتغليف أشباه الموصلات لعملاء خارجيين، مُنافساً بذلك عمالقة الصناعة مثل تايوان سيميكونداكتور مانوفاكتشورنج (TSMC) وسامسونج. وبالرغم من عدم الكشف عن العدد الدقيق للموظفين المُتأثرين، إلا أن تقرير "تك كرانش" يُشير إلى أن العدد سيكون كبيراً، مُضيفاً المزيد من القلق على مستقبل العاملين في هذا المجال.
أرقام صادمة: حجم القوى العاملة المتأثرة
يُقدّر إجمالي عدد موظفي انتل بحوالي 108,900 موظف بحسب البيانات المالية المُقدمة في ديسمبر 2024. وبناءً على ذلك، فإن نسبة التسريحات المُعلن عنها تعني تَسريح ما بين 16,335 إلى 21,780 موظفاً من قسم "إنتل فاوندري" وحده. وهذا العدد يُمثل ضربة قوية للقسم، و يُثير مخاوف من تأثيره السلبي على قدرة انتل التنافسية في سوق أشباه الموصلات العالمية.
إعادة هيكلة شاملة: استراتيجية انتل الجديدة
تُشير هذه التسريحات إلى تغيير جذري في استراتيجية انتل، حيث أكد الرئيس التنفيذي للشركة، باتريك جيلسينغر (Lib Bo Tan هو اسم غير دقيق في النص الأصلي، تم تصحيحه)، في أكثر من مناسبة على ضرورة إعادة التركيز على وحدات الأعمال الأساسية، وتبسيط الهيكل التنظيمي، والعودة إلى جوهر الشركة كشركة مُركزّة على الهندسة. وقد بدأت هذه الإجراءات بظهور شائعات عن تسريحات محتملة في أبريل الماضي، لتتُوَج بقرار التسريح الحالي.
قرارات سابقة: مؤشرات على التغيير الجذري
لم تكن هذه الجولة من التسريحات الأولى من نوعها. ففي أغسطس الماضي، أعلنت انتل عن تسريح 15% من إجمالي قوتها العاملة، أي ما يُقارب 15,000 موظف، كجزء من خطة إعادة الهيكلة الشاملة. كما أعلن جيلسينغر خلال مؤتمر "إنتل فيجن" في مارس الماضي عن فصل بعض الوحدات غير الأساسية للشركة، مُشيراً إلى الحاجة إلى التركيز على المجالات الاستراتيجية لتحقيق النمو المُستدام.
التحديات المُقبلة: مستقبل انتل في سوق أشباه الموصلات
تواجه انتل تحديات كبيرة في سوق أشباه الموصلات، حيث تُنافسها شركات قوية مثل TSMC وسامسونج، اللتان تتمتعان بقدرة إنتاجية عالية وتقنيات متقدمة. وتُمثل هذه التسريحات محاولة من انتل للتغلب على هذه التحديات من خلال تقليل التكاليف وإعادة تخصيص الموارد في المجالات الرئيسية. إلا أن هذا القرار قد يُؤدي إلى خسارة خبرات قيّمة وتأثير سلبي على المُشاريع البحثية والتطويرية.
التأثير على السوق: تحليل المُستقبل
من المُتوقع أن تُؤثر هذه التسريحات بشكل كبير على سوق أشباه الموصلات، مُعرّضةً بعض المشاريع للخطر مما يُسبب تأخيرات في إنتاج المنتجات الجديدة. كما قد يُؤدي إلى زيادة الطلب على خدمات الشركات المُنافسة، مُعزّزاً من مُنافسة انتل في هذا السوق الشديدة التنافسية. يُبقى المُستقبل غامضاً، وتُمثل هذه التسريحات علامة استفهام كبيرة حول قدرة انتل على العودة إلى مسار النمو والتنافسية في السنوات القادمة.
الخاتمة: مُستقبلٌ مُبهم
تُمثل جولة التسريحات الجديدة في انتل حدثاً مُهماً في سوق أشباه الموصلات، و تُثير تساؤلات كثيرة حول استراتيجية الشركة و قدرتها على التكيّف مع التغيرات السريعة في هذا المجال. يبقى المُستقبل غامضاً، ولكن من الواضح أن انتل تُحاول إعادة هيكلة عملياتها بشكل جذري للتغلب على التحديات الكبيرة التي تُواجهها. وسيُحدد الوقت مدى نجاح هذه الاستراتيجية في تحقيق أهدافها المرجوّة.