تسعير جديد! رقائق TSMC بـ٤٥ ألف دولار

قفزة تكنولوجية باهظة الثمن: TSMC تستعد لإطلاق رقائق 1.4 نانومتر بسعر 45 ألف دولار

تُعدّ شركة TSMC التايوانية العملاقة في صناعة أشباه الموصلات، رائدةً لا تُنكر في مجال تصغير حجم الترانزستورات، وبالتالي زيادة قوة المعالجات وكفاءتها. لكنّ هذه القفزات التكنولوجية تأتي دائماً بثمن، وفي هذا السياق، تستعد TSMC لإطلاق جيل جديد من رقائق السيليكون بدقة 1.4 نانومتر، بثمنٍ يُعتبر قفزةً هائلةً في التكلفة.

سعرٌ خيالي لرقائقٍ خارقة

كشفت تقارير حديثة أن تكلفة رقاقة السيليكون الواحدة بدقة 1.4 نانومتر ستصل إلى 45,000 دولار أمريكي بحلول عام 2028. يمثل هذا السعر زيادةً بنسبة 50% مقارنةً بتكلفة رقائق 2 نانومتر الحالية، والتي تبلغ 30,000 دولار. هذا الارتفاع الهائل في التكلفة يطرح تساؤلات حول مستقبل هذه التقنية وتأثيرها على أسعار الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية.

تقنية ترانزستورات GAA: سرّ الأداء العالي

يتمثل السرّ وراء هذا الأداء المذهل في استخدام تقنية ترانزستورات GAA (Gate-All-Around) المتقدمة. تتميز هذه الترانزستورات ببنيةٍ فريدةٍ تُحيط بالقناة من جميع الجوانب، مما يُحسّن من التحكم في تدفق التيار الكهربائي. يُترجم هذا التحسين إلى أداءٍ أعلى بنسبة ملحوظة، بالإضافة إلى انخفاضٍ في استهلاك الطاقة، وهو أمرٌ بالغ الأهمية في عالم الأجهزة المحمولة.

العملاء الكبار فقط: من سيحصل على رقائق 1.4 نانومتر؟

نظراً لتكلفة التصنيع الباهظة، من المتوقع أن تقتصر تقنية 1.4 نانومتر على عملاء TSMC الكبار ذوي القدرة المالية العالية. تتصدر هذه القائمة شركات عملاقة مثل أبل، وإنفيديا، وAMD، وبرودكوم. تُظهر هذه الحقيقة أن سباق التكنولوجيا المتقدمة ليس متاحاً للجميع، بل يقتصر على الشركات التي تستطيع تحمل تكاليفه الباهظة.

منافسة شرسة في عالم المعالجات: 2 نانومتر الآن، و 1.4 نانومتر قريباً

بدأ الإنتاج التجاري لرقائق 2 نانومتر بالفعل في أبريل الماضي، وقد أعلنت شركة ميدياتك، أحد أبرز عملاء TSMC، عن بدء إنتاج رقائقها الجديدة بتقنية 2 نانومتر في الربع الأخير من هذا العام. تُعتبر هذه الخطوة حاسمةً لميدياتك للحفاظ على مكانتها التنافسية في سوق معالجات الهواتف الذكية التي تُسيطر عليها شركات مثل كوالكوم.

أبل تواصل سباق التطور: معالجات A20 في آيفون 18؟

من المتوقع أن تكون أبل من أوائل الشركات التي تعتمد معالجات 2 نانومتر في هواتف آيفون 18 القادمة، من خلال معالجي A20 و A20 Pro. تُعرف أبل بسياساتها التي تُركز على الأداء العالي، ولا يُستبعد أن تكون من أوائل الشركات التي ستعتمد تقنية 1.4 نانومتر بمجرد توفرها، رغم التكلفة الباهظة التي تبلغ 45,000 دولار للرقاقة الواحدة. هذا العام، ستستخدم أبل معالجات 3 نانومتر من الجيل الثالث (N3P) في هواتف آيفون 17.

سامسونج وميدياتك: الاعتماد على تقنية 3 نانومتر

في المقابل، ستعتمد سامسونج على معالج Snapdragon 8 Elite 2 بمعمارية 3 نانومتر في هاتفها Galaxy S26 Ultra، بينما ستُطلق ميدياتك معالج Dimensity 9500 بالتقنية نفسها. يُظهر هذا التنوع في اعتماد تقنيات التصنيع المختلفة أنّ سباق التطوير التكنولوجي لا يزال متواصلاً، مع محاولاتٍ مستمرةٍ من الشركات لتحقيق التوازن بين الأداء والتكلفة.

مستقبلٌ غير مؤكد: التحديات الاقتصادية والتقنية

يُثير هذا التطور التساؤلات حول مستقبل هذه التقنية وتأثيرها على الأسواق. فمن ناحية، ستُحسّن هذه الرقائق بشكلٍ كبير من أداء الأجهزة الإلكترونية، لكن من ناحيةٍ أخرى، ستزيد التكلفة بشكلٍ هائل. يُتوقع أن تُؤثر هذه الزيادة في التكلفة على أسعار الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية الأخرى، مما قد يُؤدي إلى ارتفاع أسعارها بشكلٍ ملحوظ. يبقى السؤال المُلحّ: هل تستطيع السوق تحمّل هذا الارتفاع في التكلفة؟ أم أنّه سيُؤدي إلى تباطؤ في تبني هذه التقنية المتقدمة؟ يبقى المستقبل غامضاً، لكنّ القفزة التكنولوجية التي تُقدمها TSMC لا مُناقشة فيها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى