تسلا تطلق روبوتاكسي في أوستن: وعود ضخمة وأسئلة معلقة حول القيادة الذاتية.

تيسلا تطلق خدمة "روبوتاكسي" في أوستن: وعود كبيرة وأسئلة معلقة

أطلقت شركة تيسلا، رائدة صناعة السيارات الكهربائية، خدمة "روبوتاكسي" التجريبية في مدينة أوستن بولاية تكساس الأمريكية، بعد عقد من الزمن على إعلان الرئيس التنفيذي للشركة، إيلون ماسك، عن خطط طموحة في هذا المجال. يمثل هذا الإطلاق أول اختبار حقيقي لإيمان ماسك بقدرة الشركة على نشر مركبات ذاتية القيادة بالكامل بشكل آمن باستخدام الكاميرات والذكاء الاصطناعي الشامل فقط، وهو نهج يختلف عن نهج شركات أخرى في هذا المجال مثل "وايمو" التابعة لشركة "ألفابيت".

بداية متواضعة لخدمة "روبوتاكسي" في أوستن

بدأت تيسلا في تقديم رحلات تجريبية في سيارات الدفع الرباعي من طراز "موديل Y" ذاتية القيادة في أوستن. في الأسبوع الذي سبق الإطلاق، أرسلت الشركة دعوات وصول مبكر إلى عدد محدود من العملاء المختارين، والذين تمكنوا من تنزيل واستخدام تطبيق "روبوتاكسي" الجديد لحجز الرحلات. لم تكشف الشركة عن عدد الأشخاص الذين تلقوا هذه الدعوات، ولكن يبدو أن العديد منها ذهب إلى أبرز مؤيدي تيسلا على منصة "X" (تويتر سابقاً) الخاصة بإيلون ماسك.

تشير المعلومات المتاحة إلى أن الخدمة ستعمل يومياً من الساعة 6:00 صباحاً حتى 12:00 منتصف الليل، ولكنها "قد تكون محدودة أو غير متوفرة في حالة الأحوال الجوية السيئة". تجدر الإشارة إلى أن موظفاً من تيسلا سيجلس في المقعد الأمامي الأيمن كـ "مراقب سلامة" خلال الرحلات التجريبية.

تفاصيل الخدمة: التطبيق، الرسوم، والقيود

تتضمن صفحة معلومات "روبوتاكسي" الجديدة على موقع تيسلا على الإنترنت تعليمات حول كيفية تنزيل التطبيق، وكيفية الإبلاغ عن فقدان المتعلقات، والقواعد العامة للركاب. ومع ذلك، لا تزال الشركة تتجنب تقديم التفاصيل الدقيقة التي تقدمها عادةً شركات أخرى مثل "وايمو"، والتي تدير بالفعل خدمات "روبوتاكسي" تجارية في مدن مثل فينيكس ولوس أنجلوس وسان فرانسيسكو.

وفقاً لإيلون ماسك، ستكون الخدمة في بدايتها محدودة النطاق. ستتكون الأسطول الأولي من حوالي 10 سيارات دفع رباعي من طراز "موديل Y" لعام 2025، وستعمل في منطقة محددة بدقة في جنوب أوستن.

مراقبة ميدانية: نظرة عن كثب على "روبوتاكسي" تيسلا

قام إد نيديرماير، مؤلف كتاب "لوديكروس، القصة غير المنمقة لشركة تيسلا موتورز"، بزيارة أوستن لمراقبة إطلاق "روبوتاكسي". لاحظ نيديرماير ما يبدو أنه مستودع لسيارات "روبوتاكسي" تيسلا، وهي ساحة انتظار غير مميزة تتخللها الأشجار بالقرب من شارع أولتورف في جنوب أوستن.

في اليوم السابق للإطلاق، رصد نيديرماير العديد من سيارات "موديل Y" ذاتية القيادة، والتي كان يجلس فيها موظف خلف عجلة القيادة دائماً، وهي تدخل وتخرج من ساحة الانتظار. كما لاحظ مجموعات أخرى من سيارات "موديل Y" من تيسلا، معظمها يحمل لوحات المصنع، متوقفة هناك.

في صباح يوم الإطلاق، رأى نيديرماير سيارات "روبوتاكسي" تيسلا تحمل العلامة التجارية، هذه المرة مع الموظف في المقعد الأمامي للركاب، وهي تغادر منطقة الانتظار. لاحظ أن إحدى سيارات "روبوتاكسي" التي تحمل العلامة التجارية، والتي لم تستقبل بعد أي راكب، قامت بالضغط على المكابح مرتين منفصلتين بشكل مفاجئ، مرة في منتصف تقاطع. لم يتضح سبب هذا السلوك. ومع ذلك، تشير مقاطع الفيديو التي تم تداولها إلى أن الحادثين وقعا أثناء مرور تيسلا بالقرب من سيارات الشرطة المتوقفة في ساحات انتظار مجاورة للطريق.

فجوات المعلومات: غموض يحيط بإطلاق "روبوتاكسي"

قبل الإطلاق، شارك ماسك بعض المعلومات المتفرقة حول إطلاق "روبوتاكسي" تيسلا في عدد قليل من المقابلات والمنشورات على منصة "X". حتى الآن، تم توفير جميع المعلومات تقريباً حول إطلاق "روبوتاكسي" من قبل أكبر مؤيدي الشركة.

في الواقع، حاولت تيسلا بنشاط قمع المعلومات حول خدمة "روبوتاكسي". حاولت الشركة منع طلب سجلات عامة من إدارة النقل في ولاية تكساس (TxDOT) من قبل موقع "TechCrunch" الإخباري. كما حاولت الشركة منع مدينة أوستن من تلبية طلب سجلات من وكالة "رويترز" الإخبارية.

في رسالة إلى وزارة النقل في ولاية تكساس، كتب تايلور وايت، المستشار القانوني الأول للبنية التحتية في تيسلا، أن الشركة "تسعى إلى أن تكون شفافة قدر الإمكان، ومع ذلك، كما هو موضح أدناه، لا يمكن الكشف عن بعض المعلومات المطلوبة لأنها معلومات سرية، وأسرار تجارية، و/أو معلومات تجارية يتم تبادلها مع وزارة النقل في ولاية تكساس بالتزامن مع ممارسة الأعمال التجارية مع وزارة النقل في ولاية تكساس".

التحديات والفرص: نظرة مستقبلية على "روبوتاكسي" تيسلا

يمثل إطلاق "روبوتاكسي" في أوستن خطوة مهمة في رؤية إيلون ماسك لمستقبل النقل. ومع ذلك، يثير هذا الإطلاق العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها بعد.

أولاً، يعتمد نجاح "روبوتاكسي" تيسلا على قدرة الشركة على إثبات أن تقنيتها آمنة وموثوقة. يجب على تيسلا إظهار أن سياراتها ذاتية القيادة يمكنها التنقل في البيئات المعقدة بأمان، وتجنب الحوادث، والتعامل مع المواقف غير المتوقعة.

ثانياً، يجب على تيسلا معالجة مسألة الشفافية. إن عدم تقديم معلومات كافية حول كيفية عمل "روبوتاكسي" والبيانات التي تجمعها، يثير مخاوف بشأن الخصوصية والسلامة. يجب على الشركة أن تكون منفتحة بشأن تقنياتها وعملياتها لضمان ثقة الجمهور.

ثالثاً، تواجه تيسلا منافسة شديدة في سوق السيارات ذاتية القيادة. تمتلك شركات مثل "وايمو" و "كروز" خبرة كبيرة في هذا المجال، وقد قطعت شوطاً طويلاً في تطوير تقنيات القيادة الذاتية. يجب على تيسلا أن تتفوق على منافسيها من خلال تقديم خدمة أفضل وأكثر أماناً.

على الرغم من هذه التحديات، هناك أيضاً فرص كبيرة لتيسلا في مجال "روبوتاكسي". يمكن أن يؤدي النجاح في هذا المجال إلى تحويل صناعة النقل، وتوفير وسيلة نقل مريحة وميسورة التكلفة للجميع. يمكن أن تخلق "روبوتاكسي" أيضاً فرص عمل جديدة، وتعزز الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.

الخلاصة: مستقبل "روبوتاكسي" في أوستن والعالم

يمثل إطلاق "روبوتاكسي" في أوستن بداية رحلة جديدة لتيسلا. بينما يترقب العالم عن كثب، يجب على الشركة أن تثبت أن رؤيتها قابلة للتحقيق. ستعتمد الثقة في هذه التكنولوجيا على الشفافية، والسلامة، والقدرة على التكيف مع التحديات. إذا نجحت تيسلا في ذلك، فقد تغير الطريقة التي نتنقل بها إلى الأبد. أما إذا واجهت الشركة صعوبات، فقد يؤدي ذلك إلى تأخير طموحاتها في مجال القيادة الذاتية. المستقبل القريب سيحدد مسار "روبوتاكسي" تيسلا، ويحدد أيضاً مستقبل النقل الذاتي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى