تسوق تفوقت بـ٢ نانومتر!

تفوق TSMC الساحق: رقائق 2 نانومتر تُعمّق الهوة مع سامسونج
تُواصل شركة TSMC التايوانية ترسيخ مكانتها كلاعب رئيسي لا يُقاوَم في صناعة أشباه الموصلات، مُسجّلةً تقدماً هائلاً في تقنية تصنيع الرقائق. فقد كشفت بيانات حديثة عن تفوقٍ ساحق لشركة TSMC على منافستها الكورية الجنوبية سامسونج في مجال إنتاج رقائق 2 نانومتر، مُشكّلةً بذلك فجوةً تكنولوجية واسعة يصعب سدّها في المدى القريب.
معدلات إنتاج مذهلة: 60% مقابل 40%
الجدوى الاقتصادية في صناعة الرقائق
حققت TSMC معدلات إنتاج مذهلة بلغت 60% لرقائقها الجديدة بدقة 2 نانومتر، مُتجاوزةً بذلك سامسونج التي لم تتخطّ نسبة 40%. يُعتبر معدل العائد، وهو نسبة الرقائق السليمة إلى إجمالي الرقائق المُنتجة، عاملاً حاسماً في تحديد الجدوى الاقتصادية لأي عملية تصنيع. فكما يُشبهه تقرير موقع "Phonearena"، فإن الأمر يُشبه خبز الكعك: إذا أنتجت كل من TSMC وسامسونج 100 قطعة، فإنّ نجاح TSMC في بيع 60 قطعة مقابل 40 قطعة لسامسونج، يُمكّنها من خفض سعر بيع كل قطعة مع تحقيق نفس العائد، مُمنحةً إياها بذلك ميزة تنافسية سعرية كبيرة.
شراكات استراتيجية وثقة عملاء كبار
تُترجم هذه الكفاءة العالية في الإنتاج إلى ثقة عملاقة من كبار عملاء التكنولوجيا حول العالم. فقد حجزت شركات عملاقة مثل آبل (أكبر عميل لـ TSMC)، وإنفيديا، وAMD، وكوالكوم، وميدياتك، خطوط إنتاجها مُسبقاً للحصول على رقائق 2 نانومتر المتطورة. ومن المُتوقع أن تُنهي ميدياتك تصميمها الخاص بهذه الرقائق بحلول شهر سبتمبر القادم.
تقنية GAA: سباق التكنولوجيا وتحديات سامسونج
حاولت سامسونج مُجاراة TSMC من خلال تبنّي تقنية GAA (Gate-All-Around) في رقائقها بدقة 3 نانومتر. تُعتبر تقنية GAA نقلة نوعية في تصميم الترانزستورات، حيث يُحيط بالبوابة من جميع الجوانب، مما يُحسّن من كفاءة الطاقة والأداء. لكن على الرغم من هذه الخطوة التكنولوجية المُبكرة، لم تُترجم سامسونج هذه الميزة إلى مكاسب فعلية على أرض الواقع، مُواجهةً تحديات في تحقيق معدلات إنتاج عالية.
TSMC تخطو خطوةً جريئة نحو الإنتاج الضخم
على الجانب الآخر، تستعد TSMC لإطلاق تقنية GAA في رقائقها 2 نانومتر، مُتوقّعاً أن يُعزز ذلك الأداء بنسبة تتراوح بين 10% و15%، ويُقلّل استهلاك الطاقة بنسبة تتراوح بين 25% و30%، مع زيادة في كثافة الترانزستورات بنسبة 15% مقارنةً بتقنيات 3 نانومتر. تُشير هذه التطورات إلى أن TSMC قد تجاوزت مرحلة التجريب، وأنها جاهزة للانطلاق في الإنتاج الضخم لرقائقها 2 نانومتر، مُرسخةً بذلك تفوقها في السوق.
سامسونج ومُعالج Exynos 2600: مُحاولة اللحاق بالركب
في حين تستعد سامسونج لإطلاق مُعالج Exynos 2600 ذي العشر أنوية، والذي يُتوقع أن يُستخدم في بعض إصدارات سلسلة Galaxy S26 العام المقبل، إلا أن الفجوة الكبيرة في معدلات الإنتاج والكفاءة لا تزال قائمة بينها وبين TSMC. تُشير هذه الفجوة إلى التحديات الكبيرة التي تواجه سامسونج في مُحاولة اللحاق بـ TSMC في مجال تصنيع الرقائق المتقدمة.
الاستنتاج: هيمنة TSMC المُستمرة
يُبرز هذا التقرير تفوق TSMC الواضح في مجال تصنيع رقائق 2 نانومتر، مُؤكداً على هيمنتها المُستمرة في سوق أشباه الموصلات. تُمثّل هذه الهوة التكنولوجية تحدياً كبيراً لسامسونج وغيرها من الشركات المُنافسة، حيث تُشير إلى صعوبة مُجاراة TSMC في مجال البحث والتطوير والإنتاج الضخم للرقائق المتقدمة. يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن سامسونج أو أي شركة أخرى من اختراق هذه الهيمنة في السنوات القادمة؟ يبقى هذا السؤال محلّ متابعةٍ مستمرة في عالم التكنولوجيا المُتغيّر بسرعة.