تسونامي تسريحات تقنية في 2025: مايكروسوفت وجوجل يتصدران

موجة تسريحات عملاقة تجتاح وادي السيليكون في عام 2025: مايكروسوفت، جوجل، وأكثر
يشهد قطاع التكنولوجيا العالمي، وخاصةً في وادي السيليكون، موجةً جديدةً من تسريحات العمل واسعة النطاق في عام 2025. تُضيف هذه الموجة إلى سلسلة من عمليات التسريح التي شهدها القطاع خلال السنوات الماضية، مما يثير تساؤلاتٍ حول مستقبل العمل في هذا القطاع الحيوي. وتقف شركات عملاقة مثل مايكروسوفت وجوجل وأمازون في طليعة هذه الموجة، مما يعكس تحدياتٍ اقتصاديةً متزايدةً وتغيراتٍ جذريةً في سوق العمل.
مايكروسوفت: ضربة قوية في قلب العملاق
أحدثت مايكروسوفت صدمةً في السوق بإعلانها عن تسريح 6000 موظف في مايو 2025. يُمثل هذا العدد أكبر عملية تسريح تقوم بها الشركة منذ عام 2023، ويُشكل ما يقارب 3% من قوتها العاملة العالمية التي تبلغ 228 ألف موظف. لم تقتصر عمليات التسريح على مستوى معين أو موقع جغرافي محدد، بل شملت موظفين من جميع المستويات في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك ما يقارب 2000 موظف في ولاية واشنطن فقط.
أسباب التسريحات في مايكروسوفت: إعادة هيكلة أم تقليص نفقات؟
بررت مايكروسوفت قرارها بتسريح الموظفين بأنه جزء من عملية إعادة هيكلة شاملة لفرقها، بهدف تعزيز قدرتها على المنافسة في سوق عملٍ وصفته بأنه "ديناميكي". ونفت الشركة أن تكون عمليات التسريح مرتبطة بأداء الموظفين الفردي، مؤكدةً أنها تهدف إلى تقليص مستويات الإدارة العليا وزيادة نسبة المهندسين إلى الموظفين غير الفنيين. يُذكر أن مايكروسوفت قامت في وقت سابق من عام 2025 بتسريح عدد محدود من الموظفين بناءً على أدائهم، بالإضافة إلى تقليص بعض الأدوار في قطاعي الألعاب والمبيعات. لكن حجم التسريحات الأخيرة يشير إلى استراتيجية أوسع نطاقًا لتقليل التكاليف وتعزيز الكفاءة.
جوجل: المزيد من الضحايا في عملاق البحث
انضمت جوجل إلى قائمة الشركات التي تُجري تسريحاتٍ واسعة النطاق، مُضافةً إلى عمليات التسريح التي شهدتها في عام 2023. في بداية مايو 2025، أعلنت الشركة عن إلغاء حوالي 200 وظيفة من وحدة أعمالها العالمية، المسؤولة عن إدارة المبيعات والشراكات. وجاء هذا القرار في إطار إعادة هيكلةٍ تهدف إلى "تعزيز التعاون" وزيادة كفاءة خدمة العملاء، وفقًا لما ذكرته وكالة رويترز.
سلسلة من عمليات التسريح في جوجل: علامة على التراجع؟
ليست هذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها جوجل تسريحاتٍ للوظائف في عام 2025. فقد قامت الشركة سابقًا بتسريح مئات الوظائف في وحدة المنصات والأجهزة (أندرويد، بيكسل، كروم) في أبريل، بالإضافة إلى عمليات خروج طوعية وتخفيضات في قسم الحوسبة السحابية في فبراير. يُذكر أن الشركة الأم، ألفابت، قامت بتسريح 12,000 موظف (6% من قوتها العاملة العالمية) في يناير 2023. تُشير هذه السلسلة من عمليات التسريح إلى ضغوطٍ متزايدةٍ تواجهها جوجل، وتُثير تساؤلاتٍ حول استراتيجيتها المستقبلية.
أمازون: تخفيضات مستمرة في عملاق التجارة الإلكترونية
لم تخلُ أمازون من موجة التسريحات الأخيرة، حيث أعلنت عن تسريح حوالي 100 موظف من وحدة الأجهزة والخدمات في مايو 2025. تشمل هذه الوحدة منتجاتٍ رئيسية مثل مكبرات صوت إيكو، مساعد أليكسا، أجهزة كيندل، وسيارات زوكس ذاتية القيادة. وأرجعت أمازون سبب التسريحات إلى ضرورة مواءمة عملياتها مع خارطة طريق منتجاتها وتبسيط هيكلها التنظيمي.
استراتيجية أمازون: إزالة "الطبقات غير الضرورية"
تأتي عمليات التسريح الأخيرة في أمازون ضمن سلسلة من الجهود الأوسع نطاقًا التي تقوم بها الشركة لإزالة ما وصفته بـ"الطبقات غير الضرورية" في هيكلها التنظيمي. وقد شهدت أمازون أيضًا تخفيضاتٍ في القوى العاملة في وقت سابق من عام 2025، مما يُشير إلى استراتيجيةٍ مُستمرةٍ لتقليل التكاليف وزيادة الكفاءة.
كراود سترايك: قطاع الأمن السيبراني ليس بمنأى
لم يقتصر الأمر على شركات التكنولوجيا العملاقة، بل امتد إلى شركات أصغر حجمًا، مثل شركة الأمن السيبراني كراود سترايك. أعلنت الشركة عن تسريح 5% من قوتها العاملة، مُبررةً ذلك بضرورة تعزيز التركيز على الربحية والنجاح على المدى الطويل. على الرغم من عدم إعلان الشركة عن رقم دقيق لعدد الموظفين المُسرحين، إلا أن هذه الخطوة تُمثل جزءًا من إعادة هيكلةٍ استراتيجيةٍ لقوتها العاملة.
الخلاصة: تغيرات جذرية في قطاع التكنولوجيا
تُشير موجة التسريحات الأخيرة في قطاع التكنولوجيا إلى تغيراتٍ جذريةٍ يشهدها هذا القطاع. فبالإضافة إلى التحديات الاقتصادية، تُلقي عمليات التسريح الضوء على التحول نحو الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي وتقنيات الأتمتة، مما يُؤثر على الطلب على بعض الوظائف التقليدية. ويُتوقع أن تستمر هذه الموجة من التسريحات لفترةٍ من الزمن، مما يتطلب من العاملين في هذا القطاع التكيف مع المتغيرات السريعة في سوق العمل. كما تفرض هذه الموجة على الشركات إعادة تقييم استراتيجياتها وخططها المستقبلية، مع التركيز على الكفاءة والابتكار.