الذكاء الاصطناعي يقتحم السوق: 1.87 مليار دولار أرباح في 2025.. تطور مذهل

طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي: تطبيقات تحقق نمواً هائلاً في الإيرادات والتنزيلات خلال النصف الأول من عام 2025

شهدت تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي (Gen AI) نمواً استثنائياً في النصف الأول من عام 2025، سواء من حيث عدد التنزيلات أو الإيرادات المحققة داخل التطبيقات. هذه النتائج، التي كشف عنها تقرير حديث صادر عن شركة "Sensor Tower" المتخصصة في أبحاث السوق، تعكس مدى التوجه المتزايد نحو هذه التقنيات وقدرتها على تغيير مشهد التطبيقات الرقمية.

ارتفاع قياسي في التنزيلات والإيرادات – دليل تطبيقات الذكاء الاصطناعي

وفقاً للتقرير، قام المستخدمون بتنزيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي 1.7 مليار مرة خلال النصف الأول من عام 2025، مقارنة بمليار تنزيل في النصف الثاني من عام 2024. وهذا يمثل زيادة كبيرة في الإقبال على هذه التطبيقات، مما يشير إلى تزايد الوعي والاهتمام بالقدرات التي تقدمها.

الأكثر إثارة للإعجاب هو النمو الهائل في الإيرادات. فقد تضاعفت الإيرادات داخل التطبيقات، حيث وصلت إلى 1.87 مليار دولار أمريكي في النصف الأول من عام 2025، مقارنة بـ 932 مليون دولار أمريكي في النصف الثاني من عام 2024. هذا النمو يعكس قدرة هذه التطبيقات على تحقيق الدخل، سواء من خلال الاشتراكات المدفوعة أو عمليات الشراء داخل التطبيق.

زيادة كبيرة في الوقت المستغرق داخل التطبيقات في تطبيقات الذكاء الاصطناعي

لم يقتصر النمو على التنزيلات والإيرادات فقط، بل امتد ليشمل الوقت الذي يقضيه المستخدمون داخل تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي. فقد سجل المستخدمون أكثر من 15.6 مليار ساعة في استخدام هذه التطبيقات خلال النصف الأول من عام 2025، مقارنة بـ 8.5 مليار ساعة في النصف الثاني من عام 2024. هذا يشير إلى أن المستخدمين لا يقومون فقط بتنزيل هذه التطبيقات، بل يستخدمونها بشكل متكرر لفترات أطول.

تم تسجيل هذه الساعات من الاستخدام عبر 426 مليار جلسة، مما يعكس التفاعل الكبير الذي تشهده هذه التطبيقات. هذا الرقم الضخم يدل على أن المستخدمين يجدون قيمة حقيقية في هذه التطبيقات ويستخدمونها بانتظام في حياتهم اليومية.

آسيا تتصدر النمو في تنزيلات تطبيقات الذكاء الاصطناعي

كانت آسيا السوق الأسرع نمواً لتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث استحوذت على 42.6% من حصة السوق من حيث التنزيلات. يعزى هذا النمو بشكل كبير إلى أسواق مثل الهند والصين، اللتين تشهدان تبنياً متزايداً للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

شهدت آسيا نمواً في التنزيلات بنسبة 80% في النصف الأول من عام 2025، مقارنة بـ 51% في أوروبا و 39% في أمريكا الشمالية. هذه الأرقام تبرز أهمية السوق الآسيوية كقوة دافعة وراء نمو تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

أمريكا الشمالية تتصدر الإيرادات، وأمريكا اللاتينية تشهد أعلى نمو في المشتريات

في حين أن أمريكا اللاتينية سجلت أعلى نمو في عمليات الشراء داخل التطبيقات، لا تزال أمريكا الشمالية تتصدر من حيث حصة السوق، حيث استحوذت على 40% من الإيرادات. هذا يشير إلى أن المستخدمين في أمريكا الشمالية هم الأكثر إنفاقاً على تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

ChatGPT: التطبيق الرائد في الإيرادات، باستثناء الصين

برز تطبيق ChatGPT كالتطبيق الرائد في تحقيق الإيرادات داخل التطبيقات في جميع البلدان باستثناء الصين. ومع ذلك، أظهر تطبيق Deepseek الصيني أداءً أفضل من حيث عدد التنزيلات في الأسابيع التي تلت إطلاقه. هذا يسلط الضوء على المنافسة المتزايدة في سوق تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وظهور لاعبين جدد قادرين على تحدي هيمنة ChatGPT.

ChatGPT: الاستخدام المتزايد والاعتمادية

أظهر ChatGPT معدل استخدام مرتفعاً ومستمراً، حيث يستخدمه المستخدمون بشكل مماثل لتطبيقات مثل X (تويتر سابقاً) و Reddit. وفقاً للتقرير، فإن ChatGPT يحتل مرتبة أعلى من حيث متوسط عدد الأيام المستخدمة شهرياً، بعد Google فقط.

تحسن استخدام ChatGPT خلال عطلات نهاية الأسبوع، مما يشير إلى أن المستخدمين يعتمدون على التطبيق بشكل متزايد ليس فقط في العمل، بل أيضاً في حياتهم الشخصية. هذا التحول يعكس قدرة ChatGPT على تلبية احتياجات المستخدمين المتنوعة، سواء في البحث عن المعلومات، أو الحصول على المساعدة في المهام المختلفة، أو حتى الترفيه.

ChatGPT: استخدامات متعددة تتجاوز البحث

يستخدم المستخدمون ChatGPT في مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك الصحة واللياقة البدنية، والتسوق، والتمويل الشخصي، ونصائح إعداد الوجبات. أشار التقرير إلى أن أكثر من ثلث المطالبات المستخدمة على ChatGPT في الربع الثاني من عام 2025 كانت مرتبطة بأسلوب الحياة والترفيه.

ChatGPT: الوصول عبر الويب والهواتف المحمولة

يزداد عدد مستخدمي ChatGPT الذين يصلون إليه عبر الويب والهواتف المحمولة. يمثل هذا الاتجاه علامة إيجابية على التوسع والانتشار، حيث يمكن للمستخدمين الوصول إلى التطبيق من أي مكان وفي أي وقت.

على الرغم من التقدم الذي أحرزه ChatGPT، فإنه لا يزال متخلفاً عن منصات أخرى مثل Google و Facebook و YouTube و Google Docs و Amazon، والتي لديها نسبة أعلى من المستخدمين الذين يصلون إلى خدماتهم عبر الويب والهواتف المحمولة. ومع ذلك، فإن النمو المستمر لـ ChatGPT يشير إلى أنه يسير على الطريق الصحيح لتحقيق المزيد من الانتشار والاعتمادية.

"الذكاء الاصطناعي" يغزو أسماء التطبيقات ووصفها

أشار التقرير إلى أن مصطلح "AI" (الذكاء الاصطناعي) يظهر الآن أكثر من 100,000 مرة في أوصاف التطبيقات على كل من App Store و Play Store. وهذا يعكس الاهتمام المتزايد بالذكاء الاصطناعي والرغبة في دمج هذه التقنية في التطبيقات المختلفة.

تم تنزيل التطبيقات التي تذكر الذكاء الاصطناعي 7.5 مليار مرة في النصف الأول من عام 2025، وهو ما يمثل حوالي 10% من إجمالي التنزيلات. هذا يدل على أن المستخدمين يبحثون عن التطبيقات التي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي.

تأثير إضافة مصطلحات "AI" و "LLM" على التنزيلات

شهدت التطبيقات التي أضافت مصطلحات مثل "AI" أو "LLM" (النماذج اللغوية الكبيرة) إلى أسمائها أو أوصافها زيادة ملحوظة في التنزيلات خلال الأشهر التالية. هذا يدل على أن هذه المصطلحات تجذب انتباه المستخدمين وتجعل التطبيقات أكثر جاذبية.

ومع ذلك، أشار التقرير إلى أن هذه الزيادة في التنزيلات قد تكون قصيرة الأجل. قد يكون هذا بسبب المنافسة المتزايدة في سوق التطبيقات، أو لأن المستخدمين يبحثون عن تطبيقات ذات قيمة حقيقية، بغض النظر عن المصطلحات المستخدمة في أسمائها أو أوصافها.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات

شهدت العديد من الفئات نمواً في عدد التطبيقات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي. وتشمل هذه الفئات:

• مساعدو الذكاء الاصطناعي: تطبيقات تقدم مساعدة شخصية للمستخدمين، مثل الإجابة على الأسئلة، وتحديد المواعيد، وإدارة المهام.
• توليد المحتوى بالذكاء الاصطناعي: تطبيقات تقوم بإنشاء نصوص أو صور أو مقاطع فيديو بناءً على أوامر المستخدم.
• تحرير الصور: تطبيقات تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين الصور، وإزالة العيوب، وإضافة التأثيرات.
• التغذية والنظام الغذائي: تطبيقات تقدم نصائح غذائية مخصصة، وتساعد المستخدمين على تتبع السعرات الحرارية، ووضع خطط للوجبات.
• التحضير للاختبار: تطبيقات تساعد الطلاب على الاستعداد للاختبارات من خلال توفير مواد دراسية، واختبارات تدريبية، وتقييمات.
• التدريس والدراسة: تطبيقات تقدم دروساً خصوصية، وتساعد الطلاب على فهم المواد الدراسية بشكل أفضل.
• الترجمة: تطبيقات تترجم النصوص واللغات في الوقت الفعلي.
• الهوايات والاهتمامات الأخرى: تطبيقات تقدم خدمات متنوعة تتعلق بالهوايات والاهتمامات، مثل تعلم اللغات، والعزف على الآلات الموسيقية، والتصميم.

التحديات والفرص المستقبلية

يمثل النمو الهائل في تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي فرصة كبيرة للمطورين والشركات. ومع ذلك، هناك أيضاً تحديات يجب معالجتها. وتشمل هذه التحديات:

• المنافسة المتزايدة: مع دخول المزيد من الشركات إلى سوق تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ستزداد المنافسة، مما يتطلب من المطورين تقديم تطبيقات مبتكرة ومميزة.
• خصوصية البيانات: يجب على المطورين ضمان حماية خصوصية بيانات المستخدمين والالتزام بالقوانين واللوائح المتعلقة بالبيانات.
• التحيز: يجب على المطورين التأكد من أن تطبيقاتهم خالية من التحيز وأنها تقدم معلومات دقيقة وموثوقة.
• التكلفة: قد تكون تكلفة تطوير وتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي مرتفعة، مما يتطلب من المطورين إيجاد طرق لتحقيق الربحية.

على الرغم من هذه التحديات، فإن مستقبل تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي يبدو مشرقاً. مع استمرار تطور التكنولوجيا، يمكننا أن نتوقع رؤية المزيد من التطبيقات المبتكرة التي تغير الطريقة التي نعيش بها ونعمل ونتفاعل مع العالم من حولنا.

الخلاصة

يوضح تقرير "Sensor Tower" أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي تشهد نمواً استثنائياً في جميع المجالات. من خلال زيادة التنزيلات والإيرادات، وزيادة الوقت المستغرق داخل التطبيقات، يظهر هذا التقرير أن هذه التطبيقات أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية للمستخدمين. ومع استمرار تطور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، فمن المتوقع أن يستمر هذا النمو في المستقبل، مما يفتح الباب أمام المزيد من الابتكارات والفرص في هذا المجال الديناميكي.