تقرير: حاسوب هواوي الاحدث يكشف اثر القيود الاميركية على وصول الشرائح للصين

تأثير القيود الأمريكية على هواوي: دراسة تكشف تفاصيل مثيرة عن معالج MateBook Fold
شريحة Kirin X90 تكشف حجم التحدي
أحدث حاسوب محمول من هواوي، MateBook Fold، الذي أُطلق الشهر الماضي، أثار جدلاً واسعاً في عالم التكنولوجيا. فقد كشفت شركة TechInsights الكندية، في تقريرها الصادر يوم الاثنين، عن تفاصيل مثيرة حول المعالج المستخدم في هذا الجهاز، مُسلطة الضوء على التأثير الملموس للقيود الأمريكية على وصول الشركات الصينية للرقائق المتقدمة. بدلاً من استخدام شريحة تعتمد على أحدث تقنيات تصنيع الرقائق، استخدمت هواوي شريحة Kirin X90، التي تعتمد على تقنية "N+2" بمعالج 7 نانومتر، وهي تقنية أُطلقت في أغسطس 2023. هذا يكشف عن مدى تأثير العقوبات الأمريكية على قدرة هواوي على الوصول إلى أحدث التقنيات.
قيود التصدير الأمريكية: عائق أمام التقدم التكنولوجي
يُبرز استخدام شريحة Kirin X90 مدى تأثير القيود الأمريكية على شركة SMIC، أكبر مُصنِّع للرقائق في الصين. كانت التوقعات تشير إلى استخدام هواوي لشريحة من SMIC باستخدام تقنية "N+3" المكافئة لتقنية 5 نانومتر، وهي تقنية متقدمة بكثير. لكن الواقع أظهر أن SMIC لم تتمكن بعد من إنتاج رقائق 5 نانومتر على نطاق واسع، وهذا يعود بشكل كبير إلى القيود المفروضة من الولايات المتحدة على وصولها لأدوات التصنيع المتطورة. هذه القيود، كما يشير تقرير TechInsights، تُعيق تقدم SMIC وتحد من قدرتها على منافسة كبرى شركات تصنيع الرقائق العالمية.
هواوي ومسارها نحو الاعتماد على الذات
يُعتبر MateBook Fold خطوة جريئة من هواوي في مجال الحوسبة المتكاملة، حيث تُظهر الشركة قدرتها على تصميم الرقائق وتطوير أنظمة التشغيل، وتكامل الأجهزة، كل ذلك في ظل قيود شديدة. ولكن، يُظهر استخدام شريحة 7 نانومتر بدلاً من 5 نانومتر أن الطريق نحو الاعتماد على الذات لا يزال طويلاً وشاقاً. فالتكنولوجيا المتقدمة تتطلب استثمارات ضخمة وبنية تحتية متطورة، وهي عوامل تتأثر بشكل مباشر بالقيود الأمريكية.
HarmonyOS: نظام تشغيل هواوي المستقل
يُعد MateBook Fold أول حاسوب محمول يتم بيعه بنظام التشغيل HarmonyOS من هواوي. هذا يُبرز جهود الشركة لبناء نظام بيئي رقمي مستقل، بعيداً عن الاعتماد على شركات التكنولوجيا الأمريكية. فقد ألغت الولايات المتحدة تراخيص تصدير الرقائق لشركات أمريكية كبرى مثل Intel و Qualcomm إلى هواوي، مما دفع الشركة للبحث عن بدائل وتطوير قدراتها الذاتية.
التفاصيل التقنية: مقارنة بين تقنيات تصنيع الرقائق
يُعد حجم النانومتر مؤشراً أساسياً لكفاءة الشريحة. كلما قلّ حجم النانومتر، زادت كفاءة الشريحة وقدرتها على معالجة البيانات بسرعة أكبر واستهلاك طاقة أقل. تقنية 5 نانومتر تُعتبر قفزة نوعية في مجال تصنيع الرقائق، وتُتيح إنتاج شرائح أكثر قوة وكفاءة. لكن استخدام هواوي لشريحة 7 نانومتر يشير إلى فجوة تقنية لا تزال قائمة بين التقنيات الصينية والأمريكية. وتُظهر هذه الفجوة مدى تأثير القيود الأمريكية على قدرة الصين على منافسة اللاعبين الرئيسيين في مجال تصنيع الرقائق.
تأثير القيود على الإنتاجية
أدت القيود الأمريكية إلى اعتماد مصانع الرقائق الصينية على تقنيات أقل كفاءة، مما يؤثر سلباً على الإنتاجية. هذا يعني تكلفة أعلى وإنتاجية أقل مقارنة بالشركات التي تستخدم التقنيات المتقدمة. وتُعاني SMIC بشكل خاص من هذه المشكلة، مما يُحد من قدرتها على تطوير تقنيات أكثر تقدماً.
الخاتمة: مستقبل التكنولوجيا الصينية في ظل القيود
يُلقي MateBook Fold الضوء على التحديات التي تواجهها الصين في مجال التكنولوجيا في ظل القيود الأمريكية. بينما تُظهر هواوي قدرة على التكيّف والابتكار، إلا أن الفجوة التقنية لا تزال كبيرة. ويمثل الاعتماد على الذات هدفاً طموحاً، يتطلب استثمارات ضخمة وتعاوناً واسعاً لتجاوز التحديات التي فرضتها القيود الأمريكية. و يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن الصين من سد هذه الفجوة التقنية في المستقبل القريب؟