تقول شركة Apple أن 82 ٪ من أجهزة iPhone المتوافقة تقوم بتشغيل iOS 18

أبل تعلن عن أرقام قياسية: 82% من هواتف آيفون المتوافقة تعمل بنظام iOS 18 – دلالات وأبعاد
مقدمة:
في عالم التكنولوجيا المتسارع، تُعد سرعة تبني المستخدمين للإصدارات الجديدة من أنظمة التشغيل مؤشرًا حيويًا على صحة النظام البيئي للشركة، ومدى ثقة المستخدمين بمنتجاتها، وقدرتها على توفير تجربة متكاملة وآمنة. في هذا السياق، أعلنت شركة أبل مؤخرًا عن أرقام لافتة تتعلق بتبني نظام التشغيل iOS 18 لهواتف آيفون ونظام iPadOS 18 لأجهزة آيباد. هذه الأرقام، التي تُظهر وصول iOS 18 إلى 82% من هواتف آيفون المتوافقة، تمثل إنجازًا يعكس استراتيجية أبل المحكمة في إدارة تحديثات برامجها، ويحمل في طياته دلالات عميقة حول مستقبل المنصة وتوجهات الشركة.
النمو المتسارع في تبني iOS 18:
كشفت أبل يوم الخميس عن أن أكثر من 82% من هواتف آيفون المتوافقة تعمل الآن بأحدث إصدار من نظام تشغيلها، iOS 18. يمثل هذا ارتفاعًا ملحوظًا عن نسبة 68% التي سُجلت في يناير الماضي، مما يشير إلى تسارع كبير في عملية التحديث خلال الأشهر القليلة الماضية. تم الكشف عن iOS 18 لأول مرة في مؤتمر المطورين العالمي (WWDC) في يونيو الماضي، وبدأ طرحه للمستخدمين بشكل عام في سبتمبر 2024. الأجهزة المتوافقة مع هذا الإصدار تشمل هواتف آيفون XR/XS والإصدارات الأحدث، مما يضمن قاعدة واسعة من المستخدمين المؤهلين للتحديث.
هذا المعدل المرتفع من التبني ليس مجرد رقم إحصائي، بل هو انعكاس لعدة عوامل أساسية:
- ثقة المستخدمين: يثق مستخدمو أبل بشكل عام في جودة التحديثات التي تقدمها الشركة، ويعلمون أنها غالبًا ما تحمل تحسينات في الأداء والأمان وميزات جديدة تضيف قيمة لتجربتهم اليومية.
- سهولة التحديث: عملية التحديث في أجهزة أبل عادة ما تكون سلسة ومباشرة، مما يشجع المستخدمين على الانتقال إلى الإصدارات الأحدث دون خوف من تعقيدات أو مشاكل كبيرة.
- الدعم طويل الأمد: تلتزم أبل بتوفير تحديثات برامجها لسنوات عديدة بعد إطلاق الجهاز، مما يضمن أن الهواتف القديمة نسبيًا (مثل iPhone XR/XS التي صدرت في عام 2018) لا تزال تتلقى أحدث الميزات وتحسينات الأمان. هذا يضيف قيمة كبيرة لعمر الجهاز الافتراضي ويقلل من الحاجة إلى الترقية المتكررة.
مقارنة مع المشهد العام لأنظمة التشغيل:
عند مقارنة معدلات تبني iOS 18 مع أنظمة التشغيل الأخرى، وخاصة أندرويد، تبرز قوة أبل بشكل جلي. يعاني نظام أندرويد من مشكلة "التجزئة" (Fragmentation)؛ حيث تعمل العديد من الأجهزة بإصدارات مختلفة وقديمة من النظام، ويعود ذلك إلى تعدد الشركات المصنعة للأجهزة وضرورة تكييف التحديثات مع كل جهاز على حدة، بالإضافة إلى دور شركات الاتصالات في عملية الطرح. هذا التباين يؤدي إلى بطء شديد في وصول التحديثات للمستخدمين، ويترك عددًا كبيرًا من الأجهزة عرضة للثغرات الأمنية، ويحد من قدرة المطورين على الاستفادة من أحدث الميزات.
على النقيض، تحافظ أبل على سيطرة كاملة على نظامها البيئي، من الأجهزة إلى البرمجيات، مما يمكنها من دفع التحديثات إلى ملايين المستخدمين في وقت واحد تقريبًا. هذه القدرة على التحديث الموحد تضمن تجربة مستخدم متسقة عبر جميع أجهزة آيفون، وتعزز الأمان العام للمنصة، وتوفر للمطورين قاعدة مستخدمين موحدة يمكنهم استهدافها بأحدث تطبيقاتهم وميزاتهم.
أرقام تبني iPadOS 18:
لم تقتصر أرقام أبل على هواتف آيفون فحسب، بل امتدت لتشمل أجهزة آيباد أيضًا. فقد ذكرت الشركة أن 71% من أجهزة آيباد المؤهلة تعمل الآن بنظام iPadOS 18. ورغم أن هذه النسبة أقل قليلاً من نظيرتها في هواتف آيفون، إلا أنها لا تزال تُعد قوية جدًا في سياق تبني أنظمة التشغيل. قد يعود الفارق الطفيف إلى أن دورة حياة أجهزة آيباد غالبًا ما تكون أطول من هواتف آيفون، وقد لا يرى بعض المستخدمين ضرورة ملحة للتحديث الفوري لجهاز لوحي يستخدمونه بشكل أقل تكرارًا أو لأغراض محددة.
التركيز على الأجهزة الحديثة:
قدمت أبل أيضًا إحصائيات أكثر تفصيلاً للأجهزة الأحدث. فقد أفادت بأن أكثر من 88% من هواتف آيفون التي تم إصدارها في السنوات الأربع الماضية تعمل بنظام iOS 18، بزيادة من 76% في يناير. وبالمثل، فإن حوالي 81% من أجهزة آيباد التي صدرت في نفس الفترة الزمنية تعمل بنظام iPadOS 18. هذه الأرقام تسلط الضوء على أن المستخدمين الذين يمتلكون أجهزة أحدث هم الأكثر حرصًا على البقاء على اطلاع بأحدث إصدارات أنظمة التشغيل، وهو أمر منطقي نظرًا لأن هذه الأجهزة مصممة للاستفادة الكاملة من الميزات الجديدة وتحسينات الأداء.
الجانب الخفي: إصدارات iOS 18 الفرعية:
تجدر الإشارة إلى أن أبل تحسب جميع الإصدارات الفرعية من iOS 18 (مثل 18.0.1، 18.0.2، وما إلى ذلك) كإصدار واحد ضمن هذه الإحصائيات. هذا يعني أن النسبة المعلنة لا توضح عدد هواتف آيفون التي تعمل بأحدث إصدار فرعي على وجه التحديد. على الرغم من أن هذا قد يبدو تفصيلاً صغيرًا، إلا أنه مهم. الإصدارات الفرعية غالبًا ما تحتوي على إصلاحات للأخطاء وتحسينات أمنية حاسمة. لذا، بينما يُعد معدل التبني الإجمالي مؤشرًا إيجابيًا، فإن تشجيع المستخدمين على تحديث أجهزتهم إلى أحدث إصدار فرعي متاح يظل أمرًا بالغ الأهمية لضمان أقصى درجات الأمان والأداء.
الذكاء الاصطناعي من أبل (Apple Intelligence): الغائب الحاضر:
من الملاحظ أن أبل لم تُفصح عن أي أرقام استخدام تتعلق بميزة "أبل إنتلجنس" (Apple Intelligence). هذه الميزة، التي تم الكشف عنها في مؤتمر WWDC الأخير، تمثل خطوة أبل الكبرى نحو دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في صميم أنظمتها وتطبيقاتها. قد يكون عدم الكشف عن أرقام الاستخدام عائدًا إلى عدة أسباب:
حداثة الميزة: قد تكون الميزة لا تزال في مراحلها الأولى من الطرح أو التجربة، ولم تصل إلى قاعدة مستخدمين كافية لجمع إحصائيات ذات مغزى.
الطرح التدريجي: قد يتم طرح "أبل إنتلجنس" بشكل تدريجي لضمان استقرارها وأدائها الأمثل، مما يعني أنها لم تصل بعد إلى جميع المستخدمين المؤهلين.
الخصوصية: تركز أبل بشدة على الخصوصية، وقد تكون عملية جمع بيانات الاستخدام لهذه الميزة الجديدة حساسة وتتطلب مزيدًا من الوقت لتحديد كيفية الإفصاح عنها دون المساس بمبادئ الخصوصية.
متطلبات الأجهزة: تتطلب "أبل إنتلجنس" أجهزة آيفون بمعالج A17 Pro أو أحدث (أي هواتف آيفون 15 برو وبرو ماكس حاليًا)، مما يحد من عدد الأجهزة المتوافقة مقارنة بـ iOS 18 بشكل عام.
على الرغم من غياب الأرقام، يُتوقع أن تكون "أبل إنتلجنس" محركًا رئيسيًا لتبني الإصدارات المستقبلية من iOS، خاصة مع تزايد أهمية الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية. الميزات التي تقدمها، مثل تحسين الكتابة، وتلخيص النصوص، وإنشاء الصور، والتفاعل الطبيعي مع سيري، ستجعل التحديث إلى الإصدارات التي تدعمها أمرًا جذابًا للغاية للمستخدمين.
الترقب لمؤتمر WWDC 2025 والإصدار القادم من iOS:
تستعد أبل للكشف عن الإصدار الجديد من نظام iOS، والذي يُشاع أنه سيُطلق عليه اسم "iOS 26" (على الرغم من أن التسمية الأكثر ترجيحًا هي iOS 19 بناءً على نمط الترقيم السنوي)، يوم الاثنين المقبل في مؤتمر المطورين العالمي WWDC 2025. يُعد هذا المؤتمر الحدث الأبرز لأبل للكشف عن رؤيتها البرمجية المستقبلية، حيث يتوقع المحللون والمستخدمون على حد سواء إعلانات مهمة تتعلق بالذكاء الاصطناعي، وتحسينات في تجربة المستخدم، وميزات جديدة تعزز التكامل بين أجهزة أبل المختلفة.
من المرجح أن يُركز الإصدار القادم من iOS بشكل أكبر على دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب النظام، وتقديم المزيد من خيارات التخصيص للمستخدمين، وتعزيز ميزات الخصوصية والأمان. كما قد نشهد تحسينات في تطبيقات أبل الأساسية، وتكاملًا أعمق مع منصات الواقع المختلط مثل Apple Vision Pro، مما يفتح آفاقًا جديدة للمطورين والمستخدمين على حد سواء. يمكن للمهتمين متابعة العرض الرئيسي للمؤتمر مباشرة لمواكبة هذه الإعلانات المرتقبة.
الخلاصة:
تُظهر أرقام تبني iOS 18 و iPadOS 18 قوة أبل في الحفاظ على نظام بيئي موحد ومُحدّث، وهو ما يُعد ميزة تنافسية كبرى في سوق التكنولوجيا. هذه القدرة على دفع التحديثات بكفاءة تضمن لمستخدمي أبل الاستفادة دائمًا من أحدث الميزات الأمنية والوظيفية، وتوفر للمطورين منصة مستقرة وموحدة. ومع اقتراب مؤتمر WWDC 2025، يترقب الجميع ما ستحمله أبل من ابتكارات جديدة، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي من شأنها أن تدفع بمعدلات التبني إلى آفاق جديدة وتُعزز مكانة أبل كشركة رائدة في الابتكار التكنولوجي. إن استمرارية هذا النجاح في تبني التحديثات هي شهادة على العلاقة القوية بين أبل ومستخدميها، وعلى التزام الشركة بتقديم تجربة استثنائية وآمنة عبر جميع أجهزتها.