2024: استثمار أوروبي سري في تقنيات الدفاع الأوكرانية.. تطور مذهل

استثمار أوروبي رائد يكسر الحظر: تمويل تقنيات الدفاع الخالصة من ساحات القتال الأوكرانية

تكنولوجيا دفاعية أوكرانية: ثورة في الأمن والتكنولوجيا العسكرية

داركستار: ريادة الاستثمار في التقنيات الدفاعية الخالصة

تأسست "داركستار" بهدف واضح: دعم الشركات الناشئة التي تطور حلولاً عسكرية مبتكرة، خاصة تلك التي اكتسبت خبرة قتالية في أوكرانيا. يرى مؤسس الشركة، رانغار ساس، أن هذا النهج ضروري ليس فقط في الوقت الحالي، بل أيضًا على المدى الطويل، أي على مدار السنوات العشر القادمة. يؤمن ساس بأهمية تقديم الدعم الشامل للشركات الناشئة، ليس فقط من خلال التمويل، ولكن أيضًا من خلال المساعدة في تأسيس كيانات متوافقة مع متطلبات الناتو في دول مثل إستونيا. يوضح ساس أن الجانب التشغيلي يجب أن يكون مثاليًا لأي شركة تسعى للمشاركة في عمليات الشراء أو المنح الأوروبية.

خطط التمويل والاستثمار: نظرة تفصيلية

تخطط "داركستار" لجمع 25 مليون يورو (حوالي 29.2 مليون دولار أمريكي) خلال الأشهر الستة إلى الاثني عشر القادمة. ستركز الشركة على جولات التمويل الأولية (pre-seed) وجولات التمويل التأسيسي (seed)، مع تخصيص ما بين 500 ألف يورو ومليون يورو لكل صفقة استثمارية.

استثمارات سابقة: أمثلة على التوجه الاستثماري

قامت "داركستار" بالفعل بإجراء استثمارين مهمين:

• فارسايت فيجن (FarSight Vision): شركة ناشئة أوكرانية-إستونية متخصصة في التحليلات الجغرافية المكانية ورسم الخرائط ثلاثية الأبعاد لطائرات الدرون.
• ديفتاك (Deftak): شركة ناشئة تعمل على تطوير الذخائر لطائرات الدرون.

هذه الاستثمارات تعكس تركيز "داركستار" على دعم التقنيات التي يمكن أن تحدث فرقًا ملموسًا في ساحة المعركة.

رانغار ساس: من ريادة الأعمال الرقمية إلى الاستثمار في الدفاع

يمثل رانغار ساس شخصية بارزة في النظام البيئي للشركات الناشئة في إستونيا. بدأ مسيرته المهنية في مجال التكنولوجيا، حيث أسس شركة ناشئة في مجال رعاية الحيوانات الأليفة بتمويل من مؤسسي "سكايب". ثم شارك في تأسيس شركة "بايب درايف" (Pipedrive)، وهي أداة لإدارة علاقات العملاء والمبيعات، وحقق نجاحًا كبيرًا.

بعد بيع "بايب درايف"، قام ساس بالعديد من الاستثمارات الملائكية في شركات ناشئة أخرى، بعضها أصبح من الشركات "اليونيكورن" (الشركات التي تزيد قيمتها عن مليار دولار). ومع ذلك، لم يكن لديه أي استثمارات في مجال الدفاع حتى بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022.

التحول نحو الدفاع: دوافع شخصية ومهنية – دليل تكنولوجيا دفاعية أوكرانية

يقول ساس إنه استغرق وقتًا طويلاً للتفكير قبل أن يقرر الانخراط في مجال أنظمة الأسلحة. في النهاية، اتخذ قراره قبل عام ونصف، عندما أصبح الاستثمار في شركة "كراتوركس" (Krattworks) الإستونية الناشئة في مجال الطائرات بدون طيار أول استثمار له في مجال الدفاع. شكلت "كراتوركس" نقطة تحول في مسيرة ساس، وكانت أيضًا آخر استثماراته كـ "مستثمر ملاك".

قرر ساس بعد ذلك تأسيس "داركستار"، مستفيدًا من خبرته التي امتدت لعقد من الزمن في مجتمع الهاكاثونات "غراج 48" (Garage48). بعد ذلك، قام بتمويل وبيع شركة أخرى، "سالتو إكس" (Salto X)، على الرغم من أنه ليس من الواضح ما إذا كان قد حقق أرباحًا من هذا البيع.

دعم واسع النطاق: شركاء "داركستار" في تكنولوجيا دفاعية

لا يقتصر دعم هذا النهج على ساس وحده. فقد أعلنت "داركستار" عن إغلاق أولي بقيمة 15 مليون يورو (حوالي 17.5 مليون دولار أمريكي)، بدعم من رواد الأعمال الأوروبيين، والمكاتب العائلية، وشركة "سمارت كاب" (SmartCap) المدعومة من الدولة الإستونية.

استثناءات في عالم الاستثمار: "سمارت كاب" و"كوينفست كابيتال"

يعد دعم "سمارت كاب" لـ "داركستار" استثناءً في عالم الاستثمار، إلى جانب صندوق رأس المال الاستثماري السيادي الليتواني "كوينفست كابيتال" (Coinvest Capital)، الذي أصبح مخولاً بإجراء استثمارات دفاعية دون الحاجة إلى حالات استخدام مدنية في عام 2023.

السياق الإقليمي: أهمية دول البلطيق

ليس من قبيل المصادفة أن تأتي هذه المبادرات من دول البلطيق. فالقرب من روسيا والاحتلال السوفيتي السابق يمنح الإستونيين، مثل ساس، إحساسًا بالإلحاح ينتشر الآن في جميع أنحاء أوروبا، حيث يدرك المستثمرون أهمية الدفاع.

بناء الخبرة: التواصل المباشر مع المستخدمين النهائيين

تؤمن "داركستار" بأهمية بناء الخبرة من خلال التواصل المباشر مع المستخدمين النهائيين. في حالة "داركستار"، هؤلاء المستخدمون هم الألوية الأوكرانية. يدرك ساس أن فهم احتياجاتهم ومتطلباتهم أمر بالغ الأهمية لتقديم الدعم المناسب.

الخبرة الميدانية: زيارات متكررة إلى أوكرانيا

زار ساس أوكرانيا أكثر من 20 مرة على مدار السنوات الثلاث والنصف الماضية، والتقى شخصيًا بأكثر من 100 من قادة الوحدات العسكرية. وقد أمضى وقتًا معهم، وتحدث إليهم، وفهم التحديات التي يواجهونها. هذه الخبرة الميدانية تمنح "داركستار" ميزة تنافسية في تحديد التقنيات الواعدة وتقديم الدعم الفعال.

تحديات السوق: فهم التعقيدات الأوكرانية

يقر ساس بأن العمل في أوكرانيا يمثل تحديًا، خاصة بسبب النهج اللامركزي الذي تتبعه البلاد، والذي يسمح للوحدات القتالية باتخاذ قراراتها الخاصة. هذا النهج قد يكون صعبًا على الغرباء، لكن خبرة ساس الميدانية ساعدته على فهم هذه التعقيدات والتكيف معها.

أهمية التكنولوجيا الدفاعية: نظرة مستقبلية

يعتقد ساس أن الاستثمار في التكنولوجيا الدفاعية أمر بالغ الأهمية ليس فقط في الوقت الحالي، ولكن أيضًا على المدى الطويل. فهو يرى أن هذه التقنيات ستلعب دورًا حاسمًا في إعادة تسليح أوروبا وتعزيز أمنها.

دور الشركات الناشئة: الابتكار في ساحة المعركة

تلعب الشركات الناشئة دورًا حيويًا في تطوير التقنيات الدفاعية المبتكرة. تتميز هذه الشركات بالمرونة والقدرة على التكيف، مما يسمح لها بالاستجابة بسرعة للاحتياجات المتغيرة في ساحة المعركة.

تأثير الاستثمار: دعم الاقتصاد الأوكراني

بالإضافة إلى دعم المجهود الحربي الأوكراني، يساهم الاستثمار في الشركات الناشئة في تعزيز الاقتصاد الأوكراني. يوفر هذا الاستثمار فرص عمل، ويشجع على الابتكار، ويساعد على بناء نظام بيئي قوي للشركات الناشئة.

الدروس المستفادة: بناء الثقة والشفافية

من خلال عملها في أوكرانيا، تعلمت "داركستار" دروسًا قيمة حول بناء الثقة والشفافية. تدرك الشركة أهمية التواصل المفتوح والصادق مع الشركاء والعملاء.

مستقبل الاستثمار في الدفاع: اتجاهات صاعدة

يشهد الاستثمار في الدفاع اتجاهات صاعدة، حيث يزداد اهتمام المستثمرين بالتقنيات التي يمكن أن تحدث فرقًا ملموسًا في ساحة المعركة. تشمل هذه التقنيات:

• الذكاء الاصطناعي: لتحسين القدرات الاستخباراتية والقتالية.
• الطائرات بدون طيار: للاستطلاع والمراقبة والعمليات الهجومية.
• الأسلحة الموجهة: لزيادة الدقة والفعالية.
• الأمن السيبراني: لحماية البنية التحتية الحيوية.

الخلاصة: ريادة التغيير في قطاع الدفاع

تمثل "داركستار" نموذجًا رائدًا في قطاع الاستثمار في الدفاع. من خلال تركيزها على التقنيات الدفاعية الخالصة، ونهجها العملي في دعم الشركات الناشئة، وخبرتها الميدانية في أوكرانيا، فإنها تساهم في إعادة تسليح أوروبا وتعزيز أمنها. يمثل هذا النهج تحولًا هامًا في قطاع الاستثمار، ويدل على اعتراف متزايد بأهمية التكنولوجيا الدفاعية في عالم اليوم.