تيك توك يفشل: 5 مقاطع مذهلة تهدد أطفالك بـ فقدان الوزن المفرط

تيك توك في مرمى الانتقادات: هل يحمي الأطفال من محتوى فقدان الوزن المفرط؟

في تيك توك فقدان الوزن عالمنا الرقمي المتسارع، أصبحت منصات

خلفية المشكلة: تيك توك والرقابة على المحتوى

تعتمد منصات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك "تيك توك"، على سياسات صارمة للرقابة على المحتوى، تهدف إلى حماية المستخدمين من المحتوى الضار والمسيء. تشمل هذه السياسات حظر المحتوى الذي يروج للعنف، والكراهية، والتحرش، بالإضافة إلى المحتوى الذي قد يضر بصحة المستخدمين النفسية والجسدية. في حالة "تيك توك"، تنص إرشادات المجتمع على منع المحتوى الذي يشجع على اضطرابات الأكل، أو يروج لأنظمة غذائية مقيدة بشكل مفرط، أو يظهر عمليات تجميلية بشكل غير مسؤول. ومع ذلك، تشير التقارير الأخيرة إلى أن هذه السياسات لا يتم تطبيقها بشكل فعال، وأن الأطفال والمراهقين يتعرضون لمحتوى ضار على نطاق واسع.

تحقيق "سي بي إس نيوز" يكشف الحقائق – دليل تيك توك فقدان الوزن

قامت قناة "سي بي إس نيوز" الأمريكية بإجراء تحقيق مكثف لكشف مدى فعالية سياسات "تيك توك" في حماية الأطفال من المحتوى الضار. تم إنشاء حساب وهمي على "تيك توك" يمثل فتاة تبلغ من العمر 15 عامًا، بهدف استكشاف المحتوى الذي يمكن الوصول إليه من خلال هذا الحساب. أظهرت النتائج صدمة، حيث تم العثور على مئات مقاطع الفيديو التي تروج لفقدان الوزن المفرط، وأنظمة غذائية مقيدة، وعمليات تجميلية، كانت متاحة بسهولة للمستخدمين دون سن 18 عامًا.

أنواع المحتوى الضار المنتشر

تنوع المحتوى الضار الذي تم اكتشافه على "تيك توك" يشمل عدة فئات رئيسية:

  • مقاطع فيديو عن أنظمة غذائية مقيدة: تروج هذه المقاطع لأنظمة غذائية منخفضة السعرات الحرارية بشكل مفرط، تصل في بعض الأحيان إلى 500 سعر حراري يوميًا، في حين أن الاحتياجات اليومية للمراهقات تتراوح بين 1800 و 2400 سعر حراري، وفقًا للمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة. مقاطع فيديو تشجع على فقدان الوزن المفرط: تستخدم هذه المقاطع عبارات تحفيزية قاسية، مثل "النحافة رمز للمكانة الاجتماعية" و "في كل مرة ترفض فيها الطعام، فأنت تقبل النحافة"، بالإضافة إلى استخدام علامات تصنيف (هاشتاجات) مثل "تحفيز قاسٍ" للترويج لفقدان الوزن. مقاطع فيديو عن عمليات التجميل: تروج هذه المقاطع لعمليات التجميل، دون تقديم تحذيرات كافية حول المخاطر المحتملة، مما قد يشجع المراهقين على اتخاذ قرارات غير مدروسة بشأن أجسادهم.

  • مقاطع فيديو تظهر علامات اضطرابات الأكل: تعرض بعض المقاطع صورًا لموازين تظهر أوزانًا منخفضة بشكل خطير، أو صورًا لأجساد نحيفة بشكل مفرط، مصحوبة بعلامات تصنيف مرتبطة باضطرابات الأكل، مثل "ed" (اختصار لـ "eating disorder" – اضطراب الأكل)..

تأثير المحتوى الضار على الأطفال والمراهقين

يتسبب هذا النوع من المحتوى في آثار سلبية خطيرة على الأطفال والمراهقين، تشمل:

  • تدهور الصحة النفسية: يمكن أن يؤدي التعرض المستمر لمحتوى يروج لفقدان الوزن المفرط إلى تدني احترام الذات، والقلق بشأن المظهر الجسدي، والاكتئاب، وحتى الأفكار الانتحارية.
  • اضطرابات الأكل: يزيد هذا المحتوى من خطر الإصابة باضطرابات الأكل، مثل فقدان الشهية العصبي (Anorexia Nervosa) والشره المرضي العصبي (Bulimia Nervosa)، والتي قد تكون لها عواقب صحية وخيمة، بما في ذلك الوفاة.
  • تشويه صورة الجسم: يؤدي هذا المحتوى إلى تشويه صورة الجسم، حيث يروج لمعايير جمالية غير واقعية وغير صحية، مما يدفع المراهقين إلى السعي لتحقيق هذه المعايير بأي ثمن.
  • التعرض لعمليات تجميلية غير ضرورية: قد يشجع هذا المحتوى المراهقين على إجراء عمليات تجميلية غير ضرورية، والتي قد تكون لها مضاعفات صحية ونفسية.

تيك توك فقدان الوزن - صورة توضيحية

ردود فعل "تيك توك" والجدل الدائر

في رد على تقرير "سي بي إس نيوز"، صرح متحدث باسم "تيك توك" بأن المنصة لا تسمح بالمحتوى الذي يروج لاضطرابات الأكل أو سلوكيات فقدان الوزن المفرطة، وأنها تعمل مع خبراء الصحة لتوفير موارد دعم داخل التطبيق. وأشار المتحدث إلى دراسة حديثة وجدت أن غالبية المحتوى المتعلق باضطرابات الأكل على "تيك توك" عبارة عن نقاشات بين المستخدمين حول التعافي من هذه الحالات.

ومع ذلك، يرى الخبراء أن رد "تيك توك" غير كافٍ، وأن المنصة تتحمل مسؤولية أكبر في حماية المستخدمين، خاصة الأطفال والمراهقين. يشير النقاد إلى أن "تيك توك" يواجه "دورًا مزدوجًا"، حيث يمكن أن يعزز المعايير الثقافية الضارة المتعلقة بصورة الجسم واضطرابات الأكل، حتى في الوقت الذي يدعي فيه أنه يحارب هذه المشكلة.

دور الأهل والمربين في تيك توك

يقع على عاتق الأهل والمربين دور كبير في حماية الأطفال والمراهقين من المحتوى الضار على "تيك توك" وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي. تشمل الإجراءات التي يمكن اتخاذها:

  • التوعية والتثقيف: يجب على الأهل والمربين تثقيف الأطفال والمراهقين حول مخاطر المحتوى الضار، وتعليمهم كيفية التعامل مع الضغوط الاجتماعية المتعلقة بالمظهر الجسدي.
  • المراقبة والتحكم: يجب على الأهل مراقبة نشاط أطفالهم على الإنترنت، واستخدام أدوات الرقابة الأبوية المتاحة على "تيك توك" وغيرها من المنصات.
  • التواصل المفتوح: يجب على الأهل بناء علاقات ثقة مع أطفالهم، وتشجيعهم على التحدث عن أي مشاكل أو مخاوف لديهم بشأن المحتوى الذي يشاهدونه على الإنترنت.
  • تقديم الدعم النفسي: يجب على الأهل توفير الدعم النفسي للأطفال والمراهقين الذين يعانون من مشاكل تتعلق بصورة الجسم أو اضطرابات الأكل، والتوجه إلى المختصين إذا لزم الأمر.

مسؤولية المنصات الرقمية

بالإضافة إلى دور الأهل والمربين، تقع على عاتق منصات التواصل الاجتماعي، مثل "تيك توك"، مسؤولية كبيرة في حماية المستخدمين من المحتوى الضار. تشمل الإجراءات التي يمكن اتخاذها:

  • تطبيق سياسات صارمة للرقابة على المحتوى: يجب على المنصات تطبيق سياسات صارمة للرقابة على المحتوى، وحظر أي محتوى يروج لاضطرابات الأكل أو سلوكيات فقدان الوزن المفرطة. استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي: يمكن للمنصات استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي للكشف عن المحتوى الضار وحظره تلقائيًا. توفير أدوات للإبلاغ عن المحتوى الضار: يجب على المنصات توفير أدوات سهلة الاستخدام للإبلاغ عن المحتوى الضار، وتشجيع المستخدمين على الإبلاغ عن أي محتوى مخالف للسياسات. التعاون مع الخبراء والمنظمات: يجب على المنصات التعاون مع الخبراء في مجال الصحة النفسية والتغذية، والمنظمات التي تعمل على مكافحة اضطرابات الأكل، لتطوير سياسات فعالة للرقابة على المحتوى.

  • توفير موارد دعم داخل التطبيق: يجب على المنصات توفير موارد دعم داخل التطبيق للمستخدمين الذين يعانون من مشاكل تتعلق بصورة الجسم أو اضطرابات الأكل، مثل روابط لمواقع ومنظمات متخصصة في هذا المجال..

الخلاصة: نحو بيئة رقمية آمنة للأطفال

تكشف التقارير الأخيرة عن فشل "تيك توك" في حماية الأطفال والمراهقين من المحتوى الذي يروج لفقدان الوزن المفرط وعمليات التجميل، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة. يجب على "تيك توك" أن تتبنى سياسات أكثر صرامة للرقابة على المحتوى، وأن تستخدم التقنيات المتاحة للكشف عن المحتوى الضار وحظره. كما يجب على الأهل والمربين أن يلعبوا دورًا نشطًا في توعية الأطفال والمراهقين حول مخاطر هذا المحتوى، وتوفير الدعم النفسي لهم.

إن بناء بيئة رقمية آمنة للأطفال والمراهقين يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، من المنصات الرقمية إلى الأهل والمربين والخبراء في مجال الصحة النفسية. يجب أن ندرك أن المحتوى الذي يشاهده أطفالنا على الإنترنت له تأثير كبير على صحتهم النفسية والجسدية، وأن حمايتهم من هذا المحتوى هي مسؤولية مشتركة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى