خيوط: بحث لامركزي عن المستخدمين

ثريدز تعزز تكاملها مع الشبكات الاجتماعية اللامركزية: خطوة نحو الويب المفتوح؟

تُواصل منصة ثريدز، التابعة لشركة ميتا ومنافسة قوية لتطبيق إكس (تويتر سابقًا)، رحلتها نحو تبني مبادئ الويب الاجتماعي المفتوح (Fediverse) من خلال إطلاق ميزات جديدة تُعزز تكاملها مع الشبكات الاجتماعية اللامركزية. فبعد فترة قصيرة من إطلاقها، أظهرت ثريدز طموحًا واضحًا لتجاوز حدود النظام البيئي المغلق، مُقدّمةً بذلك تجربة مُختلفة للمستخدمين. ولكن، هل ستُحقق ثريدز نجاحًا في هذا المسعى الطموح؟ دعونا نتعمق في التفاصيل.

ميزات جديدة تُعزز التكامل مع الفديفيرس

أعلنت ميتا مؤخرًا عن إطلاق ميزتين أساسيتين تهدفان إلى تعزيز تجربة المستخدمين وتوسيع نطاق التفاعل مع الشبكات الاجتماعية اللامركزية:

البحث عن المستخدمين في الفديفيرس

أصبح بإمكان مستخدمي ثريدز الآن البحث عن حسابات مستخدمين من شبكات الفديفيرس المختلفة مباشرةً من داخل التطبيق. هذه الميزة البسيطة، لكنها فعّالة، تُسهّل عملية التواصل مع الأفراد خارج نطاق ثريدز، مما يُوسّع نطاق الوصول ويزيد من فرص التفاعل. لم يعد البحث عن مستخدم ما على منصة أخرى عملية مُعقدة، بل أصبح مُتكاملًا وسهلاً ضمن واجهة ثريدز نفسها.

عرض منشورات الفديفيرس في خلاصة مُخصصة

إضافةً إلى البحث، تُتيح ثريدز الآن عرض منشورات قادمة من تطبيقات اتحادية مثل ماستودون، بوكوايرم، ورايت فريلي، ضمن خلاصة مُخصصة ضمن تبويب "المتابعة". يُمكن للمستخدمين تفعيل هذا الخيار لعرض منشورات مُحدّدة من الشبكات اللامركزية التي يتابعونها. رغم أن هذه المنشورات لا تظهر في الخلاصة الرئيسية، إلا أن الوصول إليها أصبح أسهل وأكثر تنظيمًا. هذه الخطوة تُعتبر مُهمّة لتوفير تجربة مُتكاملة للمستخدمين الذين يتفاعلون مع أكثر من منصة.

ثريدز: أكبر تطبيق يستخدم بروتوكول ActivityPub؟

تعتمد ثريدز في تكاملها مع الفديفيرس على بروتوكول ActivityPub، وهو البروتوكول المفتوح الذي يُمكّن التفاعل بين الشبكات الاجتماعية اللامركزية المختلفة. وتُعتبر ثريدز، مع عدد مُستخدميها النشطين شهريًا الذي يتجاوز 350 مليون مستخدم، أكبر تطبيق يستخدم هذا البروتوكول حتى الآن. هذا الرقم يُشير إلى تأثيرها المُحتمل على مسار تطوير الويب الاجتماعي المفتوح ومدى انتشاره. فبفضل قاعدة مُستخدميها الضخمة، يُمكن لثريدز أن تُساهم في زيادة الوعي بالشبكات اللامركزية وتشجيع المزيد من المستخدمين على تجربتها.

رحلة ثريدز نحو اللامركزية: نجاحات وتحديات

منذ إطلاقها في يوليو 2023، سارت ثريدز بخطوات مُتسارعة نحو تبني ميزات الشبكات الاجتماعية اللامركزية. وقد استلهمت بعض ميزاتها من منصات مثل إكس، وأخرى من منصات مفتوحة المصدر مثل ماستودون وبلو سكاي. فقد أضافت ميزات مثل:

مشاركة المنشورات مع الفديفيرس

تُتيح هذه الميزة للمستخدمين مشاركة منشورات ثريدز على الشبكات الاجتماعية اللامركزية الأخرى، مما يُوسّع نطاق وصولها.

استقبال الردود من مستخدمي ماستودون

يُمكن لمستخدمي ثريدز الآن رؤية الردود على منشوراتهم من مستخدمي ماستودون، مما يُعزز التفاعل بين المنصتين.

متابعة الحسابات الخارجية

يُمكن للمستخدمين متابعة حسابات على منصات أخرى خارج ثريدز، مما يُضيف بعدًا جديدًا لتجربة المتابعة.

رؤية المُتابعين من شبكات اتحادية أخرى

يُمكن للمستخدمين رؤية من يتابعهم من شبكات اتحادية أخرى، مما يُعزز الشفافية والتواصل.

التحديات المُستقبلية

رغم التقدم المُلحوظ، لا تزال ثريدز تواجه بعض التحديات:

خاصية نقل الحسابات (Account Portability)

لم تُعلن ميتا حتى الآن عن موعد إطلاق خاصية نقل الحسابات، وهي ميزة أساسية في التطبيقات اللامركزية، تُمكّن المستخدمين من نقل بياناتهم وحساباتهم إلى منصات أخرى بسهولة. غياب هذه الميزة يُثير تساؤلات حول مدى التزام ميتا بمبادئ اللامركزية الحقيقية. فالتحكم في البيانات والهوية الرقمية للمستخدمين أمر بالغ الأهمية، ويُعتبر غياب هذه الميزة عائقًا أمام تحقيق اللامركزية الكاملة.

التكامل الكامل مع الفديفيرس

رغم التكامل المُتزايد، إلا أن التكامل الكامل مع الفديفيرس لم يُستكمل بعد. هناك العديد من الشبكات الاجتماعية اللامركزية التي لم يتم دمجها مع ثريدز بعد، مما يُحدّ من إمكانيات التفاعل الكامل مع الويب الاجتماعي المفتوح.

الخلاصة: ثريدز بين الطموح والواقع

تُمثل جهود ثريدز نحو تكاملها مع الشبكات الاجتماعية اللامركزية خطوة مُهمّة في مسار تطوير الويب الاجتماعي المفتوح. إلا أن تحقيق اللامركزية الحقيقية يتطلب المزيد من الجهد، وخاصةً فيما يتعلق بخاصية نقل الحسابات. يبقى السؤال المُهم: هل ستُتمكن ثريدز من تحقيق التوازن بين طموحاتها في تبني اللامركزية واحتفاظها بنموذجها التجاري؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة عن هذا السؤال. مع استمرار تطوير ثريدز وتكاملها مع الفديفيرس، سيكون من المُثير مُتابعة مسارها ومُشاهدة تأثيرها على مستقبل الويب الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى