دليل ترقية التخزين في أجهزة الألعاب الحديثة

تتزايد أحجام ألعاب الفيديو الحديثة بشكل مهول مع كل جيل جديد من الأجهزة، لتصل بعض العناوين الكبرى إلى مئات الجيجابايتات، مما يضع ضغطاً كبيراً على مساحة التخزين المحدودة التي تأتي بها أجهزة الألعاب عند شرائها. لم يعد امتلاك مكتبة ألعاب رقمية كبيرة أمراً سهلاً دون التفكير في توسيع سعة التخزين المتاحة. هذه المشكلة لا تقتصر على جهاز واحد، بل تواجه مالكي أجهزة بلايستيشن 5 وإكس بوكس سيريس إكس/إس وحتى نينتندو سويتش، وإن كانت الحلول والتقنيات تختلف بينها.
لماذا أصبح توسيع التخزين ضرورة ملحة؟
الأسباب وراء الحاجة المتزايدة لمساحة التخزين متعددة ومتشابكة. أولاً، كما ذكرنا، حجم الألعاب نفسها يتضخم باستمرار. مع تطور الرسوميات والتفاصيل والملفات الصوتية عالية الجودة، تحتاج الألعاب مساحة أكبر بكثير مما كانت تحتاجه قبل سنوات قليلة. ثانياً، تزايد شعبية التوزيع الرقمي للألعاب يعني أن اللاعبين يشترون ويحتفظون بنسخ رقمية على أجهزتهم بدلاً من الأقراص المادية التي يمكن تبديلها. هذا يعني أن كل لعبة تشتريها تستهلك جزءاً من مساحة التخزين الداخلية للجهاز.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تحديثات الألعاب وإضافات المحتوى القابلة للتنزيل (DLC) تستهلك مساحة إضافية. غالباً ما تكون هذه التحديثات كبيرة الحجم، خاصة مع الألعاب التي تتطور باستمرار مثل ألعاب الخدمة الحية. كل هذه العوامل تجعل المساحة الداخلية القياسية للأجهزة الحديثة، والتي تتراوح عادة بين 825 جيجابايت (فعلياً أقل بكثير للمستخدم) في بلايستيشن 5 و1 تيرابايت في إكس بوكس سيريس إكس (و512 جيجابايت أو 1 تيرابايت في سيريس إس)، تمتلئ بسرعة مذهلة.
خيارات توسيع التخزين لأجهزة الجيل الحالي
تختلف الطرق المتاحة لتوسيع مساحة التخزين بناءً على نوع الجهاز الذي تمتلكه. كل شركة مصنعة تبنت مقاربة مختلفة، مما يتطلب فهماً دقيقاً للخيارات المتاحة والقيود المرتبطة بكل منها. من الضروري معرفة أن ليست كل حلول التخزين الخارجية قادرة على تشغيل ألعاب الجيل الحالي مباشرة بسبب متطلبات السرعة العالية.
تعتمد أجهزة الجيل الحالي بشكل كبير على محركات الأقراص ذات الحالة الصلبة (SSD) فائقة السرعة لتقليل أوقات التحميل وتمكين تقنيات جديدة مثل البث السريع للأصول (asset streaming). هذا يعني أن أي حل لتوسيع التخزين يهدف إلى تشغيل ألعاب الجيل الحالي مباشرة يجب أن يفي بمتطلبات السرعة هذه، وهو ما يقيد أنواع محركات الأقراص المتوافقة.
توسيع التخزين في بلايستيشن 5 (PS5)
يوفر جهاز بلايستيشن 5 خيارين رئيسيين لتوسيع مساحة التخزين الداخلية المتاحة للألعاب. الخيار الأول والأكثر أهمية لتشغيل ألعاب PS5 مباشرة هو إضافة محرك أقراص SSD داخلي متوافق من نوع M.2 NVMe. هذا النوع من محركات الأقراص يوفر السرعة اللازمة لمواكبة محرك الأقراص الداخلي الأساسي للجهاز.
تتطلب سوني محركات أقراص M.2 NVMe تفي بمواصفات معينة لضمان التوافق والأداء الأمثل. يجب أن يكون محرك الأقراص من نوع PCIe Gen4 x4 NVMe SSD، وأن يمتلك سرعة قراءة تسلسلية لا تقل عن 5500 ميجابايت في الثانية. كما يجب أن يكون حجمه بين 250 جيجابايت و8 تيرابايت، وأن يتناسب مادياً مع الفتحة المخصصة له داخل الجهاز.
من الجوانب الهامة أيضاً ضرورة استخدام مبدد حراري (Heatsink) مع محرك الأقراص M.2 لضمان عدم ارتفاع درجة حرارته وتأثر أدائه أو عمره الافتراضي. بعض محركات الأقراص تأتي بمبدد حراري مدمج، بينما يتطلب البعض الآخر شراء مبدد حراري منفصل وتركيبه. عملية التركيب تتطلب فتح الجهاز بحذر وإدخال محرك الأقراص في الفتحة المخصصة له، وهي عملية بسيطة نسبياً لكنها تتطلب اتباع التعليمات بدقة.
الخيار الثاني لتوسيع التخزين في بلايستيشن 5 هو استخدام محركات أقراص USB خارجية. يمكن توصيل محركات أقراص USB HDD أو SSD بالجهاز عبر منافذ USB. ومع ذلك، هناك قيود مهمة على استخدام هذا النوع من التخزين. لا يمكن تشغيل ألعاب بلايستيشن 5 المثبتة على محرك أقراص USB خارجي مباشرة من هناك.
الوظيفة الأساسية لمحركات أقراص USB الخارجية على PS5 هي تخزين ألعاب بلايستيشن 5 ونقلها إلى محرك الأقراص الداخلي (أو M.2 المضاف) عند الرغبة في تشغيلها. هذا يوفر مساحة على محرك الأقراص السريع، لكنه يتطلب عملية نقل قبل اللعب. ومع ذلك، يمكن تشغيل ألعاب بلايستيشن 4 المتوافقة مع الإصدار السابق مباشرة من محرك أقراص USB الخارجي دون الحاجة لنقلها إلى التخزين الداخلي.
توسيع التخزين في إكس بوكس سيريس إكس/إس (Xbox Series X/S)
تتبع مايكروسوفت مقاربة مختلفة قليلاً لتوسيع التخزين عالي السرعة في أجهزة إكس بوكس سيريس إكس وسيريس إس. الحل الرئيسي لتشغيل ألعاب الجيل الحالي (المحسنة لـ Series X/S) مباشرة هو استخدام بطاقات التوسعة المخصصة (Storage Expansion Card). هذه البطاقات عبارة عن محركات أقراص SSD NVMe بتصميم خاص يتم إدخالها في منفذ مخصص في الجزء الخلفي من الجهاز.
تم تصميم هذه البطاقات لتقديم نفس الأداء تماماً مثل محرك الأقراص الداخلي للجهاز، مما يضمن تجربة لعب سلسة ودون فروقات في أوقات التحميل أو الأداء. في البداية، كانت شركة Seagate هي الشريك الوحيد الذي ينتج هذه البطاقات، لكن مايكروسوفت فتحت الباب لاحقاً لشركات أخرى مثل Western Digital. تتوفر هذه البطاقات بسعات مختلفة، مثل 512 جيجابايت و1 تيرابايت و2 تيرابايت.
ميزة بطاقات التوسعة هي سهولة تركيبها؛ فهي ببساطة يتم إدخالها في المنفذ المخصص لها، ولا تتطلب أي أدوات أو خطوات معقدة. العيب الرئيسي لهذه البطاقات هو تكلفتها المرتفعة نسبياً مقارنة بمحركات أقراص M.2 NVMe القياسية المتوافقة مع PS5. هذا يجعلها خياراً مكلفاً ولكنه مريح وفعال للأداء.
بالإضافة إلى بطاقات التوسعة، تدعم أجهزة إكس بوكس سيريس إكس/إس أيضاً استخدام محركات أقراص USB خارجية (HDD أو SSD). كما هو الحال مع PS5، لا يمكن تشغيل الألعاب المحسنة لـ Series X/S مباشرة من محرك أقراص USB خارجي. يجب نقل هذه الألعاب إلى التخزين الداخلي أو بطاقة التوسعة للعبها.
ومع ذلك، يمكن استخدام محركات أقراص USB الخارجية لتخزين ألعاب Series X/S، وأيضاً لتشغيل ألعاب الأجيال السابقة (Xbox One، Xbox 360، Xbox الأصلي) مباشرة من محرك الأقراص الخارجي. هذا يجعل محركات أقراص USB خياراً ممتازاً لتخزين وتشغيل مكتبة الألعاب القديمة، مما يوفر مساحة على التخزين السريع لألعاب الجيل الحالي.
توسيع التخزين في نينتندو سويتش (Nintendo Switch)
يختلف جهاز نينتندو سويتش بشكل كبير عن أجهزة بلايستيشن وإكس بوكس من حيث بنية التخزين ومتطلبات الأداء. يعتمد سويتش بشكل أساسي على بطاقات الألعاب المادية أو التنزيلات الرقمية التي يتم تخزينها على الذاكرة الداخلية المحدودة للجهاز (32 جيجابايت أو 64 جيجابايت في طراز OLED) أو على بطاقات microSD.
الحل القياسي والأكثر شيوعاً لتوسيع التخزين في نينتندو سويتش هو استخدام بطاقات microSD. يدعم الجهاز بطاقات microSDHC وmicroSDXC. يمكن شراء بطاقات microSD بسعات كبيرة جداً (تصل حالياً إلى 1.5 تيرابايت أو حتى 2 تيرابايت) وبتكلفة معقولة نسبياً مقارنة بحلول التخزين الأخرى.
لا تتطلب ألعاب نينتندو سويتش نفس سرعات التحميل الفائقة التي تتطلبها ألعاب PS5 أو Xbox Series X/S، وبالتالي فإن بطاقات microSD القياسية ذات سرعات القراءة والكتابة المعقولة تكون كافية لتشغيل الألعاب بسلاسة. على الرغم من وجود تصنيفات سرعة مختلفة لبطاقات microSD (مثل A1 وA2)، فإن معظم البطاقات الحديثة ذات العلامات التجارية المعروفة ستوفر أداءً جيداً بما يكفي للاستخدام مع سويتش.
تركيب بطاقة microSD في سويتش سهل للغاية؛ يوجد منفذ مخصص لها تحت المسند في الجزء الخلفي من الجهاز. بمجرد إدخال البطاقة، سيتعرف عليها الجهاز ويمكن البدء في استخدامها لتنزيل الألعاب والتحديثات والتقاط لقطات الشاشة ومقاطع الفيديو. هذا يجعل توسيع التخزين في سويتش عملية بسيطة وغير مكلفة نسبياً.
نصائح لاختيار وتركيب التخزين الإضافي
عند التفكير في ترقية مساحة التخزين لجهاز الألعاب الخاص بك، هناك عدة عوامل يجب أخذها في الاعتبار لضمان الحصول على أفضل قيمة وأداء. أولاً وقبل كل شيء، حدد نوع الجهاز الذي تمتلكه والخيارات المتوافقة معه (M.2 NVMe لـ PS5، بطاقة توسعة لـ Xbox، microSD لـ Switch).
بالنسبة لـ PS5، تأكد من أن محرك الأقراص M.2 NVMe الذي تختاره يفي بجميع المواصفات المطلوبة من سوني، خاصة سرعة القراءة التسلسلية ونوع الواجهة (PCIe Gen4 x4). لا تبخل في شراء محرك أقراص عالي الجودة من علامة تجارية موثوقة لضمان الأداء والاستقرار على المدى الطويل. لا تنسَ عامل المبدد الحراري؛ اختر محركاً بمبدد مدمج أو اشترِ واحداً منفصلاً متوافقاً مع حجم محرك الأقراص والفتحة في الجهاز.
لمالكي Xbox Series X/S الذين يرغبون في تشغيل ألعاب الجيل الحالي مباشرة، بطاقة التوسعة هي الخيار الوحيد حالياً. قارن الأسعار بين العلامات التجارية المتاحة والسعات المختلفة لتحديد الأنسب لميزانيتك واحتياجاتك. إذا كنت تحتاج فقط لمساحة إضافية لتخزين الألعاب أو تشغيل ألعاب الأجيال السابقة، فإن محرك أقراص USB خارجي سيكون خياراً أرخص بكثير.
لمستخدمي نينتندو سويتش، ركز على سعة بطاقة microSD التي تحتاجها. البطاقات ذات السعات الكبيرة أصبحت معقولة التكلفة بشكل متزايد. اختر بطاقة من علامة تجارية معروفة لتجنب مشاكل الأداء أو التلف. سرعات القراءة والكتابة مهمة، لكن معظم البطاقات الحديثة ستكون كافية؛ لا تحتاج بالضرورة إلى أسرع بطاقة متاحة.
عند تركيب أي نوع من أنواع التخزين، اتبع التعليمات الرسمية المقدمة من الشركة المصنعة للجهاز. بالنسبة لـ PS5، هناك دليل رسمي واضح لتركيب محرك M.2. بالنسبة لـ Xbox، تركيب بطاقة التوسعة مباشر جداً. وبالنسبة لـ Switch، إدخال بطاقة microSD بسيط للغاية. التعامل بحذر مع المكونات الداخلية للأجهزة الإلكترونية أمر أساسي لتجنب أي تلف.
إدارة التخزين بكفاءة
حتى بعد توسيع مساحة التخزين، من الجيد تبني بعض العادات لإدارة مكتبة الألعاب الخاصة بك بكفاءة. قم بمراجعة الألعاب التي لم تعد تلعبها بانتظام وقم بإلغاء تثبيتها لتوفير مساحة. يمكنك دائماً إعادة تنزيلها لاحقاً إذا رغبت في ذلك.
استفد من خيارات التخزين المختلفة المتاحة لجهازك. على PS5 وXbox Series X/S، استخدم التخزين السريع (الداخلي أو M.2/بطاقة التوسعة) للألعاب التي تلعبها حالياً أو الألعاب التي تستفيد بشكل كبير من سرعات التحميل العالية. استخدم محركات أقراص USB الخارجية لتخزين الألعاب التي لا تلعبها حالياً أو ألعاب الأجيال السابقة التي يمكن تشغيلها منها.
في نينتندو سويتش، يمكنك اختيار مكان تثبيت الألعاب الجديدة (الذاكرة الداخلية أو بطاقة microSD). إذا كانت بطاقة microSD هي التخزين الرئيسي لديك، اجعلها الوجهة الافتراضية للتنزيلات الجديدة. يمكنك أيضاً نقل الألعاب بين الذاكرة الداخلية وبطاقة microSD إذا لزم الأمر لإدارة المساحة.
الخلاصة
مع تزايد حجم الألعاب وتعقيدها، أصبح توسيع مساحة التخزين في أجهزة الألعاب الحديثة أمراً لا مفر منه لمعظم اللاعبين الجادين. سواء كنت تمتلك بلايستيشن 5، إكس بوكس سيريس إكس/إس، أو نينتندو سويتش، هناك حلول متاحة لتلبية احتياجاتك المتزايدة. فهم الخيارات المتاحة لكل جهاز، ومتطلبات الأداء المختلفة، وكيفية تركيب وإدارة التخزين الإضافي سيساعدك على الاستمتاع بمكتبة ألعاب أكبر وأكثر تنوعاً دون القلق المستمر بشأن نفاد المساحة. الاستثمار في حل التخزين المناسب ليس مجرد إضافة مساحة، بل هو استثمار في راحة تجربتك اللعبية المستقبلية.