رئيس إنفيديا: الذكاء الاصطناعي كـ”تدريب شخص”

ثورة البرمجة: جينسن هوانغ وجعل الذكاء الاصطناعي متاحًا للجميع

الذكاء الاصطناعي: لغة البرمجة الجديدة للبشرية

يُحدث جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، ثورة في عالم البرمجة من خلال وصفه للذكاء الاصطناعي بأنه "المعادل الأمثل". ففي حديثه خلال أسبوع لندن للتكنولوجيا، لم يقتصر هوانغ على تسليط الضوء على التطور الهائل في هذا المجال، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، مُعلنًا عن عصر جديد تتغير فيه مفاهيم البرمجة التقليدية بشكل جذري. فبدلاً من تعقيد لغات البرمجة كـ C++ وبايثون، يُقدم هوانغ "لغة برمجة جديدة"، هي لغة البشر أنفسهم. فبفضل التقدم المذهل في تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، أصبح بإمكان أي شخص، بغض النظر عن خلفيته التقنية، التفاعل مع الحواسيب بطريقة طبيعية وبديهية.

من لغات البرمجة المعقدة إلى الحوار البشري

تاريخيًا، كانت البرمجة حكرًا على نخبة من المبرمجين المتخصصين الذين يتقنون لغات برمجة معقدة. يُذكر هوانغ الصعوبات التي واجهها المبرمجون في الماضي، بدءًا من تعلم لغات البرمجة المعقدة، ووصولاً إلى تصميم الأنظمة الحاسوبية المعقدة ذاتها. لكن مع ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة، تغير كل شيء.

نماذج اللغات الكبيرة: قوة الحوار في البرمجة

شهد عام 2022 انطلاقةً هائلةً لنماذج اللغات الكبيرة، أبرزها ChatGPT من OpenAI. وقد حصد هذا النموذج ملايين المستخدمين في وقت قياسي، ليُثبت بذلك نجاح هذه التقنية في تسهيل التفاعل بين الإنسان والحاسوب. لم تعد البرمجة عمليةً معقدةً تتطلب معرفةً تقنيةً متخصصة، بل أصبحت عمليةً حواريةً بسيطةً، مشابهةً للتحدث مع إنسان آخر. نماذج أخرى مثل Gemini من جوجل و Copilot من مايكروسوفت تُؤكد على هذا الاتجاه، مُقدمةً تجربة مستخدم سلسة وفعالة.

إنفيديا والذكاء الاصطناعي: قلب الثورة

تلعب شركة إنفيديا دورًا محوريًا في هذه الثورة التكنولوجية، حيث تُصمم الشركة بعضًا من أقوى وأكثر رقائق الذكاء الاصطناعي تطوراً في العالم. وهذه الرقائق هي المحرك الأساسي وراء قدرات نماذج اللغات الكبيرة، مُتيحةً لها معالجة كميات هائلة من البيانات بسرعة فائقة. يُؤكد هوانغ على قدرة هذه التقنية على تمكين الجميع من البرمجة، بغض النظر عن مستوى خبرتهم التقنية.

البرمجة باللغة الطبيعية: طلب، ثم تنفيذ

يُوضح هوانغ أن البرمجة في عصر الذكاء الاصطناعي أصبحت بسيطةً للغاية. فبدلاً من كتابة أسطر طويلة من التعليمات البرمجية المعقدة، يكفي أن تطلب من الحاسوب ما تريد أن يقوم به، سواءً كان ذلك كتابة برنامج، أو إنشاء صورة، أو حتى كتابة قصيدة. فالحاسوب، بفضل قدرات الذكاء الاصطناعي، يفهم طلباتك ويُنفذها بدقة. يُضرب هوانغ مثالًا بسيطًا بطلب كتابة قصيدة لوصف الحدث الرئيسي في أسبوع لندن للتكنولوجيا، مُبينًا بذلك سهولة ويسر هذه العملية.

تبني الذكاء الاصطناعي في بيئات العمل: فرصة أم تهديد؟

لا يقتصر تأثير الذكاء الاصطناعي على المبرمجين فقط، بل يتجاوز ذلك ليُغير مفهوم العمل ذاته. شركاتٌ كبرى مثل Shopify و Duolingo و Fiverr تشجع موظفيها على دمج الذكاء الاصطناعي في عملهم، مع الأخذ في الاعتبار الزيادة الهائلة في عدد المستخدمين التجاريين المدفوعين لخدمات الذكاء الاصطناعي، كشركة OpenAI التي أعلنت عن 3 ملايين مستخدم تجاري.

زيادة الكفاءة وخلق قيمة مضافة

يُشجع هوانغ الموظفين على تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي لزيادة كفاءتهم وإنتاجيتهم، مُشددًا على أهمية التكيف مع التغيرات التكنولوجية السريعة. في حين أن هناك مخاوف من استبدال الوظائف بواسطة الذكاء الاصطناعي، يُؤكد هوانغ على إمكانية استخدام هذه التقنية لتعزيز مهارات الموظفين وجعلهم أكثر قيمة في سوق العمل.

مستقبل البرمجة: دمقرطة التكنولوجيا

يُختتم هوانغ حديثه بالتأكيد على أن التفاعل مع الحواسيب بات أمرًا سهلًا ومتاحًا لأي شخص، مُشجعًا الجميع على استخدام هذه التقنية الجديدة. ويُضيف أن الطريقة الطبيعية لتفاعل الأطفال مع التكنولوجيا تُظهر بسهولة مدى بساطة هذه الطريقة الجديدة في البرمجة، مُشيرًا إلى تحول كبير في مفهوم التكنولوجيا ذاته. وبذلك، يُعلن هوانغ عن عصر جديد تُصبح فيه البرمجة متاحةً للجميع، مُحققةً دمقرطة التكنولوجيا على نطاق واسع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى