رقابة بريطانيا تُجرّب الذكاء الاصطناعي مع NVIDIA

هيئة الرقابة المالية البريطانية تُطلق صندوق اختبار معزز للذكاء الاصطناعي بالتعاون مع إنفيديا

تُعاني المؤسسات المالية عالميًا من تحدياتٍ كبيرة في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة، خاصةً مع مخاوف الخصوصية والأمن السيبراني. ولكن، يبدو أن المملكة المتحدة تتخذ خطواتٍ جريئة لتسهيل هذه العملية. فقد أعلنت هيئة السلوك المالي (FCA) يوم الاثنين عن شراكة استراتيجية مع عملاق صناعة الرقائق، شركة إنفيديا، لإطلاق "صندوق الاختبار المعزز" الذي يهدف إلى تمكين البنوك ومؤسسات الخدمات المالية من تجربة تقنيات الذكاء الاصطناعي بأمان وفعالية.

صندوق اختبار معزز: خطوة ثورية نحو تبني الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي البريطاني

إمكانية الوصول إلى تقنيات إنفيديا المتقدمة

يُمثل هذا الصندوق نقلة نوعية في دعم الابتكار المالي، حيث يوفر للمؤسسات المالية إمكانية الوصول إلى قدرات الحوسبة المتسارعة من إنفيديا، بما في ذلك وحدات معالجة الرسومات (GPUs) المتقدمة والتي تُعدّ أساسيةً لتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي المعقدة. ستُتيح هذه المنصة للمؤسسات تجربة منتجات برمجيات الذكاء الاصطناعي المخصصة للمؤسسات بسهولة وأمان، بدءًا من أكتوبر القادم. ويُشكل هذا التعاون فرصةً ثمينةً للبنوك للتجربة والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي دون المخاطرة باستثماراتٍ ضخمة في البنية التحتية التقنية.

الدعم التنظيمي والخبرات الفنية

ولكن، لا يقتصر دور الصندوق على توفير التقنيات فقط. فهو يوفر أيضًا الدعم التنظيمي والخبرات الفنية اللازمة للمؤسسات المالية لتجاوز التحديات التنظيمية والفنية المتعلقة بتبني الذكاء الاصطناعي. فهذا الدعم يشمل مساعدة الشركات على التعامل مع قضايا الخصوصية والأمن السيبراني المرتبطة باستخدام البيانات الكبيرة ونماذج اللغات الكبيرة. كما يهدف الصندوق إلى تسريع عملية الابتكار وإطلاق منتجات ومخدمات مالية جديدة وعالية الكفاءة باستخدام الذكاء الاصطناعي.

معالجة التحديات الرئيسية أمام تبني الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي

مخاوف الخصوصية والأمن السيبراني

لطالما شكلت مخاوف الخصوصية والأمن السيبراني عقبةً كبيرةً أمام تبني الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي. فنماذج اللغات الكبيرة، مثل شات جي بي تي من OpenAI وجوجل، تعتمد على كمياتٍ هائلة من البيانات، مما يُثير مخاوف بشأن كيفية تخزين هذه البيانات ومعالجتها وحمايتها من الوصول غير المُصرّح به. كما أن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في الاحتيال يُشكل خطرًا متزايدًا. ويُساهم صندوق الاختبار المعزز في معالجة هذه المخاوف من خلال توفير الخبرات والأدوات اللازمة لضمان الامتثال للقوانين واللوائح المالية والحماية من التهديدات السيبرانية.

الابتكار المُستدام والنمو الاقتصادي

أكدت جيسيكا روسو، كبيرة مسؤولي البيانات والاستخبارات والمعلومات في هيئة السلوك المالي (FCA)، أن هذا التعاون يهدف إلى مساعدة الشركات التي ترغب في استكشاف إمكانيات الذكاء الاصطناعي، ولكنها تفتقر إلى القدرات والخبرات اللازمة. ويُشير هذا إلى رؤية استشرافية للهيئة، حيث ترى في الذكاء الاصطناعي محركًا للنمو الاقتصادي والابتكار المُستدام في القطاع المالي. وتُمثل هذه الشراكة مع إنفيديا خطوةً مهمةً في هذا الاتجاه.

دور إنفيديا في تمكين الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي

تُعدّ شركة إنفيديا رائدةً في مجال تصنيع وحدات معالجة الرسومات (GPUs)، التي تُستخدم على نطاقٍ واسع في تدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي. ويُتوقع أن يلقي الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، جينسن هوانغ، كلمةً رئيسيةً في مؤتمر تقني بلندن، مُسلطًا الضوء على أهمية هذه الشراكة ودور تقنيات إنفيديا في تمكين الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي في المملكة المُتحدة.

التحديات المستقبلية وآفاق النمو

على الرغم من الجهود المبذولة، لا يزال هناك تحدياتٌ كبيرةٌ تواجه تبني الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي. فقد أشار إدوارد أختنر، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي التوليدي في بنك HSBC، إلى أن بعض شركات الخدمات المالية تُبالغ في الترويج لتقدمها في هذا المجال دون إنجازاتٍ ملموسة. ويُبرز هذا الحاجة إلى نهجٍ متوازنٍ يُركز على الابتكار المُستدام والامتثال للقوانين واللوائح. ومع ذلك، تُمثل مبادرة هيئة السلوك المالي خطوةً إيجابيةً نحو تعزيز الابتكار في القطاع المالي البريطاني وفتح آفاقٍ جديدة للتنمية الاقتصادية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى