شاهد أحدث الابتكارات الصينية.. مسيّرة تجسس بحجم بعوضة

ثورة في عالم الطائرات المسيرة: بعوضة تجسس صينية تثير الجدل
تاريخ النشر: 26 يونيو 2025
آخر تحديث: 7:52 مساءً بتوقيت مكة المكرمة
مسيّرة بحجم بعوضة: تقنية صينية متقدمة تثير القلق العالمي
أحدثت الجامعة الوطنية لتكنولوجيا الدفاع الصينية ضجةً عالميةً بإعلانها عن تطوير مسيّرة تجسس متناهية الصغر، لا يتجاوز حجمها حجم بعوضة صغيرة. وقد أثار هذا الإعلان جدلاً واسعاً، فقد أبرزت تقارير إعلامية، منها تقرير نشرته صحيفة "نيويورك بوست"، قدرات هذه المسيرة المذهلة، وما يمثله هذا التطور من نقلة نوعية في مجال التجسس والاستطلاع.
تصميم هندسي دقيق وفعال
تتميز هذه المسيّرة بتصميم مبتكر يعتمد على أجنحة رقيقة تشبه أوراق الأشجار، مما يسمح لها بالتحليق بهدوء ومرونة. كما زودت بثلاثة أرجل رفيعة للغاية، لا يتعدى سمكها سمك شعرة الإنسان، مما يمكّنها من الإقلاع والهبوط بدقة متناهية. وتحتوي على كاميرا دقيقة للغاية ومايكروفون صغير الحجم، مما يجعلها قادرة على التقاط الصور والفيديوهات والتسجيلات الصوتية بدقة عالية.
قدرات استطلاعية متقدمة وسرية تامة
تتمتع المسيّرة بقدرات استطلاعية متقدمة، حيث تستطيع التقاط الصور والفيديوهات عالية الدقة، بالإضافة إلى تسجيل الأصوات وحتى التقاط الإشارات الكهربائية. ويعزز حجمها الصغير للغاية قدرتها على التسلل والعمل في سرية تامة، مما يجعلها أداة مثالية لمهام التجسس والاستطلاع في بيئات مختلفة. صعوبة اكتشافها بالعين المجردة تجعلها سلاحاً خطيراً في أيدي من يسعون إلى جمع المعلومات بطريقة سرية.
آراء الخبراء: بين الإعجاب والقلق
أثارت هذه التقنية الصينية الجديدة ردود فعل متباينة بين الخبراء. فبينما أعرب بعضهم عن إعجابهم بالتطور التكنولوجي المذهل، أعرب آخرون عن قلقهم من الاستخدامات المحتملة لهذه التكنولوجيا. وقد أشار ليانغ هيكسيانغ، وهو طالب في الجامعة الوطنية للتكنولوجيا في هونغ كونغ، في مقطع فيديو بثته وسائل الإعلام الحكومية الصينية، إلى أن هذه المسيّرة تمثل "روبوتاً بيونيكياً مصغراً مثالياً لاستطلاع المعلومات والمهمات الخاصة في ساحة المعركة".
مخاوف أمنية واستخدامات إجرامية محتملة
من جهة أخرى، عبّر بعض الخبراء عن مخاوفهم بشأن الاستخدامات المحتملة لهذه التكنولوجيا في الأنشطة الإجرامية. فقد حذر سام بريسنيك، وهو زميل باحث في جامعة جورج تاون، من إمكانية استخدام هذه المسيّرة للاختراق والوصول إلى أماكن يصعب الوصول إليها عادةً، مثل المنازل والغرف المغلقة. كما أشار تيموثي هيث، وهو باحث في مجال الدفاع، إلى أن هذه المسيّرة، رغم أنها قد لا تكون فعّالة في ساحات القتال الكبيرة، إلا أنها ستكون أداةً قويةً للغاية في عمليات التجسس والأنشطة غير المشروعة. و شدد على خطورة وقوع مثل هذه التقنية المتقدمة في الأيدي الخاطئة.
السياق الاستراتيجي: سباق التسلح التكنولوجي
يأتي الكشف عن هذه المسيّرة في سياق سباق تسلح تكنولوجي عالمي متزايد. وقد سبق للصين أن أعلنت عن تطوير "سفينة أم جوية"، وهي طائرة بدون طيار ضخمة قادرة على حمل وإطلاق أكثر من 100 طائرة بدون طيار صغيرة، بالإضافة إلى 2200 رطل من الصواريخ. وتُعرف هذه الطائرة باسم "طائرة جيو تان إس إس"، وتُعتبر جزءاً من الجهود الصينية لتطوير قدراتها العسكرية في مجال الطائرات بدون طيار.
التحديات الأخلاقية والقانونية
يُطرح تطوير هذه المسيّرة أسئلةً أخلاقيةً وقانونيةً هامة. فقد أثارت إمكانية استخدامها في عمليات التجسس مخاوف بشأن الخصوصية والأمن الفردي. كما تُطرح مسألة تنظيم تطوير واستخدام مثل هذه التكنولوجيا المتقدمة، ووضع قواعد صريحة تُحدد استخداماتها المسموح بها، وتمنع استخدامها في الأغراض الضارة أو الإجرامية.
مستقبل المسيرات المصغرة: تطبيقات واعدة ومخاطر محتملة
يُتوقع أن يشهد مستقبل المسيرات المصغرة تطوراً سريعاً، مع ظهور تطبيقات جديدة في مختلف المجالات، من الزراعة والبناء إلى الرعاية الصحية والبحث العلمي. ولكن يُرافق هذا التطور مخاطر محتملة تتطلب معالجة حذرة و وضع إجراءات وقائية لضمان استخدام هذه التكنولوجيا بطريقة مسؤولة وأخلاقية. وتُعتبر المسيّرة الصينية مثالاً على التحديات والمخاطر الجديدة التي يُطرحها هذا التطور التكنولوجي المتسارع.
الاستنتاج: ضرورة الحوار والتعاون الدولي
يُبرز تطور مسيّرة التجسس الصينية صغر الحجم الضرورة الملحة للحوار والحوار الدولي لتنظيم تطوير واستخدام التكنولوجيات المتقدمة في مجال الطائرات بدون طيار. ويجب أن يشمل هذا الحوار خبراء التكنولوجيا والقانون والأخلاق، بالإضافة إلى المسؤولين الحكوميين من جميع الدول، لتحديد إطار قانوني وأخلاقي يضمن استخدام هذه التكنولوجيا بمسؤولية و يُحد من استغلالها في الأغراض الضارة. إنّ التعاون الدولي هو السبيل الأمثل للتعامل مع التحديات الجديدة التي يُطرحها هذا التطور التكنولوجي المذهل.