Varda Space: 5 مليارات دولار تستثمرها شركات سيليكون فالي في أدوية الفضاء الثورية

فاردا سبيس: رهانات وادي السيليكون الكبيرة على تصنيع الأدوية في الفضاء

صناعة الأدوية في الفضاء: كيف تتغلب على تحديات الجاذبية الأرضية؟

📋في هذا التقرير:

جمع التمويل وتوسيع نطاق العمليات – دليل صناعة الأدوية في الفضاء

أعلنت "فاردا سبيس" عن جولة تمويل من السلسلة C بقيمة 187 مليون دولار أمريكي، وهي خطوة مهمة تعكس الثقة المتزايدة في رؤية الشركة وقدرتها على تحقيق أهدافها. سيتم استخدام هذا التمويل لبناء مختبر جديد متطور، من شأنه أن يحول عملية التصنيع المداري التي تتبعها "فاردا" إلى محرك قوي لتوليد الملكية الفكرية ذات القيمة العالية.

يقع المختبر الجديد على مساحة 10,000 قدم مربع في مدينة إل سيكوندو بولاية كاليفورنيا الأمريكية. سيمكن هذا المختبر علماء الأدوية في "فاردا" من تحديد أفضل المركبات البيولوجية، مثل البروتينات والأجسام المضادة، التي تصلح لعمليات التبلور في الفضاء. سيتولى المختبر مهمة "العمل التحضيري" لتحديد الأصول المناسبة للبعثات المدارية، وتحديد الظروف المثالية التي يجب توفيرها في الفضاء.

صرح ديليان أسباروهوف، المؤسس المشارك لشركة "فاردا سبيس"، في مقابلة مع موقع "TechCrunch" أن الشركة ستجري هندسة العمليات لفهم درجات الحرارة والظروف التي تؤدي إلى تبلور المركبات البيولوجية مسبقاً. هذا الفهم المسبق سيمكن المفاعلات الحيوية في المدار من معرفة الإجراءات اللازمة لتنفيذ عمليات التصنيع بكفاءة.

التعاون مع شركات الأدوية الكبرى في الأدوية في الفضاء

تجري "فاردا سبيس" محادثات مع كبرى شركات الأدوية التي تواجه تحديات محددة، مثل صعوبة تبلور مكون معين، أو مشاكل تتعلق بنقاء الدواء أو استقرار مدة صلاحيته. تهدف الشركة إلى استخدام مختبرها ومركباتها الفضائية المدارية لحل هذه المشكلات، وفي الوقت نفسه، توليد ملكية فكرية يمكن تسجيلها كبراءات اختراع وترخيصها لشركات الأدوية.

يوفر المختبر الجديد فرصة لـ"فاردا" لتوليد ملكية فكرية قد تثبت قيمتها على المدى الطويل في دورة حياة إنتاج الأدوية. يتوقع أسباروهوف زيادة كبيرة في عدد براءات الاختراع التي ستسجلها "فاردا" مع بدء تشغيل المختبر الجديد.

المستثمرون والداعمون

قادت جولة التمويل الأخيرة شركات "Natural Capital" و"Shrug Capital"، بالإضافة إلى مساهمات من بيتر ثيل، و"Lux Capital"، و"Khosla Ventures"، و"Caffeinated Capital". يمثل هذا الدعم المالي الكبير شهادة على الثقة في قدرة "فاردا سبيس" على إحداث تغيير جذري في صناعة الأدوية.

تجدر الإشارة إلى أن ديليان أسباروهوف هو شريك في شركة "Founders Fund"، التي شارك بيتر ثيل في تأسيسها قبل عشرين عاماً. كما شغل أسباروهوف سابقاً منصب مدير في شركة "Khosla Ventures".

إنجازات "فاردا سبيس" في الفضاء

أطلقت "فاردا سبيس" وأعادت بنجاح ثلاث بعثات منذ عام 2023. وتتوقع الشركة إكمال أربع بعثات أخرى هذا العام. في بعثاتها الثلاث الأولى، استخدمت "فاردا" وحدة التصنيع الفضائي الخاصة بها داخل مركبة فضائية من صنع شركة "Rocket Lab".

منذ ذلك الحين، تولت الشركة جميع عمليات تصنيع المركبات الفضائية داخلياً. قامت "فاردا" ببناء مركبتين فضائيتين هذا العام، وتهدف إلى مضاعفة معدل التصنيع إلى أربع مركبات في العام المقبل.

الاستفادة من تكنولوجيا الفضاء في الاختبارات فوق الصوتية

بالإضافة إلى تصنيع الأدوية في الفضاء، تستفيد "فاردا سبيس" من مركباتها الفضائية لتوفير منصة اختبارات طيران فوق صوتية لوزارة الدفاع الأمريكية. تاريخياً، كانت اختبارات الطيران فوق الصوتية تتطلب وقتاً طويلاً وتكاليف باهظة. تقدم "فاردا" حلاً مبتكراً من خلال توفير دورة إطلاق وإعادة، بالإضافة إلى فرصة فريدة لاستعادة المواد التي تم اختبارها.

صناعة الأدوية في الفضاء - صورة توضيحية

التحديات والفرص في تصنيع الأدوية في الفضاء

يمثل تصنيع الأدوية في الفضاء مجالاً ناشئاً يحمل في طياته تحديات كبيرة وفرصاً هائلة. من بين التحديات الرئيسية، التكلفة المرتفعة لعمليات الإطلاق والتشغيل في الفضاء، والحاجة إلى تطوير تقنيات جديدة للتصنيع في بيئة منعدمة الجاذبية، وضمان سلامة وفعالية الأدوية المنتجة في الفضاء.

ومع ذلك، فإن الفوائد المحتملة تفوق بكثير هذه التحديات. يمكن لتصنيع الأدوية في الفضاء أن يؤدي إلى إنتاج أدوية ذات جودة أعلى وفعالية أكبر، وتحسين استقرارها ومدة صلاحيتها، وتسهيل إنتاج أدوية جديدة لعلاج الأمراض المستعصية.

تأثير الجاذبية الأرضية على صناعة الأدوية

تلعب الجاذبية الأرضية دوراً مهماً في عمليات التصنيع الدوائية على الأرض. يمكن أن تؤثر الجاذبية على عملية تبلور الجزيئات، وتسبب ترسب المواد الصلبة، وتعيق عملية خلط السوائل. هذه التأثيرات يمكن أن تؤدي إلى انخفاض جودة الأدوية، وتقليل فعاليتها، وزيادة التكاليف.

في الفضاء، حيث تنعدم الجاذبية أو تقل بشكل كبير، يمكن التغلب على هذه المشكلات. يسمح غياب الجاذبية بتكوين بلورات أكثر تجانساً، وتحسين عملية خلط السوائل، وتسهيل إنتاج أدوية ذات جودة أعلى وفعالية أكبر.

تقنيات التصنيع في الفضاء

تستخدم "فاردا سبيس" تقنيات متطورة للتصنيع في الفضاء، بما في ذلك:

  • التصنيع الحيوي: استخدام الكائنات الحية الدقيقة، مثل البكتيريا والخمائر، لإنتاج الأدوية.
  • التبلور: عملية تحويل المواد السائلة أو الغازية إلى مواد صلبة بلورية.
  • هندسة العمليات: تصميم وتحسين عمليات التصنيع لضمان الكفاءة والجودة.
  • الروبوتات: استخدام الروبوتات لأداء المهام في الفضاء، مثل تجميع المكونات وتشغيل المعدات.

مستقبل تصنيع الأدوية في الفضاء

يشير التمويل الكبير الذي حصلت عليه "فاردا سبيس" والتقدم الذي أحرزته في هذا المجال إلى أن تصنيع الأدوية في الفضاء سيصبح واقعاً ملموساً في المستقبل القريب. من المتوقع أن تشهد هذه الصناعة نمواً كبيراً في السنوات القادمة، مع ظهور المزيد من الشركات التي تستثمر في هذه التقنية الواعدة.

قد يؤدي تصنيع الأدوية في الفضاء إلى ثورة في صناعة الأدوية، وتحسين صحة الإنسان، وتوفير علاجات جديدة للأمراض المستعصية. كما يمكن أن يخلق فرص عمل جديدة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM).

المخاطر المحتملة

بالرغم من الإمكانيات الهائلة التي يحملها تصنيع الأدوية في الفضاء، إلا أنه ينطوي على بعض المخاطر المحتملة. من بين هذه المخاطر:

  • المخاطر التقنية: الحاجة إلى تطوير تقنيات جديدة وموثوقة للتصنيع في الفضاء.
  • المخاطر التنظيمية: الحاجة إلى الحصول على موافقة الجهات التنظيمية على الأدوية المنتجة في الفضاء.
  • المخاطر الاقتصادية: التكلفة المرتفعة لعمليات الإطلاق والتشغيل في الفضاء.
  • المخاطر البيئية: التأثير المحتمل لعمليات التصنيع في الفضاء على البيئة.

الخلاصة

تمثل "فاردا سبيس" مثالاً رائداً على الشركات التي تسعى إلى استغلال إمكانات الفضاء لتحقيق تقدم في مجالات حيوية مثل صناعة الأدوية. من خلال جمع التمويل وتوسيع نطاق عملياتها، فإنها تمهد الطريق لمستقبل أكثر صحة وازدهاراً للبشرية. إن الرهانات الكبيرة التي يضعها مستثمرو وادي السيليكون على هذه الشركة تعكس الثقة في رؤيتها وقدرتها على تحقيق أهدافها. ومع استمرار التقدم التكنولوجي وتوفر التمويل، فمن المتوقع أن يلعب تصنيع الأدوية في الفضاء دوراً متزايد الأهمية في صناعة الأدوية العالمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى