علم الوراثة اختبار النواة الجينوم النوكليوس انتقدت لمنتج الجنين: “يجعلني غثيان جدا”

شركة "نيوكليوس جينوميكس" تثير الجدل بمنتجها الجديد "نيوكليوس إمبيريو": هل نخطو نحو "الأطفال المصممون"؟

مقدمة:

في عالم التكنولوجيا الحيوية المتسارع، تظهر باستمرار شركات ناشئة تسعى إلى تغيير الطريقة التي نفكر بها في الصحة والجينات. واحدة من هذه الشركات هي "نيوكليوس جينوميكس" (Nucleus Genomics)، التي أسسها الشاب كيان صادقي (Kian Sadeghi) البالغ من العمر 25 عامًا. بدأت الشركة في عام 2021 بهدف تحديد مخاطر الأمراض المحتملة بناءً على التحليل الجيني. ولكن، سرعان ما أصبحت "نيوكليوس جينوميكس" محط جدل واسع بسبب منتجاتها التي تدعي القدرة على ربط الجينات بمجموعة متنوعة من الصفات المعقدة، بما في ذلك معدل الذكاء (IQ). مؤخرًا، أعلنت الشركة عن منتجها الجديد "نيوكليوس إمبيريو" (Nucleus Embryo)، والذي أثار عاصفة من الانتقادات والشكوك. فما هو هذا المنتج المثير للجدل؟ وما هي المخاطر الأخلاقية والعلمية التي يطرحها؟

"نيوكليوس إمبيريو": أداة جديدة أم قفزة غير محسوبة في مجال التكنولوجيا الحيوية؟

في تغريدة مثيرة للجدل على تويتر، أعلنت "نيوكليوس جينوميكس" عن منتجها الجديد "نيوكليوس إمبيريو" مع العبارة التالية: "كل والد يريد أن يمنح أطفاله أكثر مما حصل عليه. لأول مرة في تاريخ البشرية، تضيف نيوكليوس أداة جديدة لهذا الالتزام." يدعي المنتج الجديد القدرة على فحص الأجنة الناتجة عن التلقيح الاصطناعي (IVF) ليس فقط للكشف عن الجينات المعروفة التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل سرطان الثدي، بل وأيضًا لتحديد الصفات المظهرية مثل الجنس والطول ولون الشعر والعينين، بالإضافة إلى معدل الذكاء والسمات الصحية المعقدة مثل القلق واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).

ما وراء الادعاءات: نظرة فاحصة على التكنولوجيا المستخدمة

تعتمد "نيوكليوس جينوميكس" على ما يسمى بـ "النتائج متعددة الجينات" (polygenic scores) لتحديد "النتائج الجينية المعقدة"، مثل الذكاء والقلق. هذه التقنية تحظى بجدل كبير في الأوساط العلمية. وفقًا للمعهد الوطني لأبحاث الجينوم البشري (National Human Genome Research Institute)، تحسب النتائج متعددة الجينات احتمالات حدوث مرض معقد معين، وذلك بشكل أساسي ضمن مجموعات سكانية. لا يمكن لهذه النتائج إلا أن تشرح المخاطر النسبية للإصابة بمرض ما، وليس بالضرورة تحديد جين معين مرتبط به بشكل قاطع.

الفرق بين الفحص الجيني التقليدي و "نيوكليوس إمبيريو":

من المهم التمييز بين فحص الأجنة التقليدي، الذي يستخدمه أطباء التلقيح الاصطناعي للكشف عن الجينات التي تسبب أمراضًا مثل متلازمة داون، أو عندما يكون الوالدان عرضة لخطر كبير للإصابة باضطراب وراثي معين مثل التليف الكيسي، وبين ما تقدمه "نيوكليوس إمبيريو". الفحص التقليدي يركز على تحديد وجود أو غياب جينات محددة ذات تأثير كبير على الصحة. أما "نيوكليوس إمبيريو"، فيدعي القدرة على التنبؤ بصفات معقدة بناءً على حسابات احتمالية، مما يثير تساؤلات حول دقة هذه التوقعات وتأثيرها على عملية اتخاذ القرار.

الجدل الأخلاقي: هل نلعب دور الله؟

أثار إعلان "نيوكليوس إمبيريو" ردود فعل غاضبة عبر الإنترنت. انتقد الكثيرون فكرة اختيار الأجنة بناءً على الصفات المظهرية أو القدرات المعرفية. يرى البعض أن هذا المنتج يقودنا نحو مفهوم "الأطفال المصممون" (designer babies)، مما يثير تساؤلات أخلاقية عميقة حول دورنا في تحديد مستقبل أطفالنا. هل يحق لنا التدخل في التكوين الجيني لأطفالنا؟ وما هي العواقب غير المتوقعة لمثل هذه الممارسات؟

وجهات نظر مختلفة حول المنتج:

المؤيدون: يرى مؤيدو المنتج أنه يمثل تقدمًا علميًا يمنح الآباء فرصة لتحسين صحة ورفاهية أطفالهم. قد يسمح لهم باختيار الأجنة التي تقل احتمالية إصابتها بأمراض معينة، مما يقلل من المعاناة الإنسانية.
المعارضون: يعارض المعارضون المنتج بشدة، مشيرين إلى المخاطر الأخلاقية والعلمية. يخشون من أن يؤدي إلى التمييز على أساس الجينات، وتقليل التنوع البشري، وتكريس قيم معينة على حساب قيم أخرى.

المخاطر العلمية: هل العلم يواكب التكنولوجيا؟

بالإضافة إلى المخاوف الأخلاقية، هناك شكوك علمية حول دقة النتائج التي يقدمها "نيوكليوس إمبيريو". يعتمد المنتج على النتائج متعددة الجينات، والتي لا تزال قيد التطوير والتحسين. لا توجد إرشادات واضحة حول كيفية استخدام هذه النتائج في الممارسة السريرية، ولا تزال الأبحاث في هذا المجال مستمرة.

الخلاصة: هل "نيوكليوس إمبيريو" هو مستقبل الطب أم مجرد حلم علمي؟

تثير شركة "نيوكليوس جينوميكس" جدلاً واسعًا في عالم التكنولوجيا الحيوية. بينما يبدو أن "نيوكليوس إمبيريو" يقدم وعودًا كبيرة، إلا أنه يثير أيضًا العديد من المخاوف الأخلاقية والعلمية. يجب على المجتمع أن يناقش بعناية هذه القضايا وأن يضع ضوابط صارمة لضمان استخدام التكنولوجيا الحيوية بطريقة مسؤولة وأخلاقية. يجب أن نضمن أن التقدم العلمي يخدم الإنسانية ولا يؤدي إلى تفاقم عدم المساواة أو المساس بالقيم الإنسانية الأساسية.

الكلمات المفتاحية:

نيوكليوس جينوميكس
نيوكليوس إمبيريو
فحص الأجنة
التلقيح الاصطناعي
النتائج متعددة الجينات
الأطفال المصممون
التكنولوجيا الحيوية
علم الوراثة
أخلاقيات علم الأحياء
معدل الذكاء (IQ)
الصحة
الجينات
الأمراض الوراثية
التمييز الجيني
المستقبل
الطب
العلم
التقنية
الابتكار
الشركات الناشئة
كيان صادقي
الوراثة
جينات
صحة الإنسان
علاج
طب
أبحاث
تكنولوجيا
علم

أسئلة شائعة:

ما هو "نيوكليوس إمبيريو"؟
"نيوكليوس إمبيريو" هو منتج جديد من شركة "نيوكليوس جينوميكس" يدعي القدرة على فحص الأجنة الناتجة عن التلقيح الاصطناعي لتحديد الصفات المظهرية والسمات الصحية المعقدة.
ما هي المخاطر الأخلاقية التي يثيرها "نيوكليوس إمبيريو"؟
يثير المنتج مخاوف بشأن التمييز على أساس الجينات، وتقليل التنوع البشري، وتكريس قيم معينة على حساب قيم أخرى.
ما هي المخاطر العلمية التي يثيرها "نيوكليوس إمبيريو"؟
يعتمد المنتج على تقنية النتائج متعددة الجينات، والتي لا تزال قيد التطوير والتحسين، مما يثير شكوكًا حول دقة النتائج التي يقدمها.
هل "نيوكليوس إمبيريو" قانوني؟
يعتمد ذلك على القوانين واللوائح المحلية. قد تختلف القوانين المتعلقة بفحص الأجنة والتدخل الجيني في بلدان مختلفة.
ما هو دور المجتمع في التعامل مع هذه التكنولوجيا؟
يجب على المجتمع أن يناقش بعناية هذه القضايا وأن يضع ضوابط صارمة لضمان استخدام التكنولوجيا الحيوية بطريقة مسؤولة وأخلاقية.

خاتمة:

"نيوكليوس إمبيريو" هو مثال على التحديات التي تواجهنا في عصر التكنولوجيا الحيوية. إنه يطرح أسئلة مهمة حول حدود العلم والأخلاق. يجب علينا أن نكون حذرين وأن نضمن أن التقدم العلمي يخدم الإنسانية ولا يؤدي إلى عواقب غير مقصودة. يجب أن نواصل الحوار والنقاش لضمان أننا نخطو نحو المستقبل بحكمة ومسؤولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى