غضب الصين: تايوان تنضم لحملة ضد هواوي

غضب بكين: تايوان تزيد من ضغط الحصار على هواوي وتثير غضب الصين

تصعيد التوترات عبر مضيق تايوان

لطالما شهدت العلاقات بين الصين وتايوان توترات متزايدة على مدار عقود، ممزوجة بتعاون اقتصادي محدود في بعض الأحيان. لكنّ هذا التوازن الهشّ يبدو اليوم مهدداً بشكلٍ خطير، خاصةً بعد قرار تايوان الأخير بإدراج شركة هواوي العملاقة للتكنولوجيا ضمن قائمة الشركات الصينية المحظورة. هذا القرار، الذي أعلن عنه موقع "androidheadlines" وفسرته العربية بزنس، يُمثّل تصعيداً جديداً في الحرب التجارية والتكنولوجية بين القوى العالمية، ويُبرز التحالف المتنامي بين تايوان والولايات المتحدة ضدّ النفوذ الصيني المتزايد.

تفاصيل القرار التايواني وآثاره

لم يقتصر قرار تايوان على هواوي، بل شمل أيضاً شركة تصنيع أشباه الموصلات الصينية العملاقة SMIC. يُحظر بموجب هذا القرار على الشركات التايوانية التعامل مع هاتين الشركتين إلاّ بعد الحصول على ترخيص خاص. هذا يعني بشكلٍ عملي منع هواوي وSMIC من الوصول إلى موردين رئيسيين، أبرزهم شركة TSMC، الرائدة عالمياً في تصنيع أشباه الموصلات المتقدمة. يُعتبر هذا القرار ضربة قوية لشركة هواوي، خاصةً في ظلّ العقوبات الأمريكية المفروضة عليها سابقاً.

رد فعل الصين الحازم

لم تُخفِ الصين غضبها من هذا القرار التايواني، ووصفته المتحدثة باسم مكتب شؤون تايوان، تشو فنغ ليان، بأنه عملٌ يُهدّد "النظام الطبيعي للتبادل الاقتصادي والتجاري عبر المضيق". وَعَـدت الصين باتخاذ "إجراءات حازمة" للرد على هذا القرار، دون تحديد طبيعة هذه الإجراءات. يُشير هذا التصريح إلى احتمالية فرض الصين عقوبات اقتصادية مضادة على تايوان، مما قد يُؤدي إلى تفاقم التوترات.

سياق الحرب التجارية العالمية

يأتي قرار تايوان في سياق الحرب التجارية العالمية المستعرة بين الولايات المتحدة والصين، حيث تسعى الولايات المتحدة جاهدةً لكبح طموحات الصين التكنولوجية، وذلك من خلال فرض عقوبات على شركات صينية رئيسية، وحثّ حلفائها على اتخاذ إجراءات مماثلة. تُعتبر قضية شركة ASML الهولندية، المُصنّعة لأجهزة الليثوغرافيا المتقدمة الضرورية لتصنيع أشباه الموصلات المتطورة، مثالاً واضحاً على هذا النهج. فقد مُنعت ASML من بيع تقنياتها المتقدمة للصين، مما أثر بشكلٍ كبير على قدرة الصين على المنافسة في مجال أشباه الموصلات.

تأثير العقوبات على هواوي وSMIC

تُشكل العقوبات الأمريكية والتايوانية تحدياً كبيراً لشركة هواوي، التي تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى التكنولوجيا المتقدمة اللازمة لتطوير منتجاتها. فالعقوبات الأمريكية لا تقتصر على منع الشركات الأمريكية من التعامل مع هواوي، بل تمتد لتشمل الشركات الأجنبية التي تستخدم براءات اختراع أمريكية في منتجاتها. هذا الأمر يُعقّد بشكلٍ كبير جهود هواوي في التطوير والتنافس مع الشركات العالمية الأخرى، مثل كوالكوم.

الابتكار الصيني في مواجهة العقوبات

على الرغم من هذه العقوبات الصارمة، أظهرت الشركات الصينية، مثل SMIC، قدرةً على الابتكار وتطوير بدائل لتكنولوجيا أشباه الموصلات، مما يُشير إلى قدرة الصين على التغلب على العقبات التكنولوجية في المدى الطويل. مع ذلك، لا يزال هناك فجوة تكنولوجية بين الشركات الصينية ونظيراتها الأمريكية والغربية، لكنّ الجهود المبذولة للتطوير تُمثّل تحدياً كبيراً للمجتمع التكنولوجي العالمي.

مستقبل العلاقات بين الصين وتايوان

يُمثّل قرار تايوان بإدراج هواوي في القائمة السوداء خطوةً كبيرة في تصعيد التوترات بين الصين وتايوان. ويُتوقع أن تُؤدي هذه التوترات إلى تداعيات اقتصادية واسعة النطاق، وإلى زيادة التوتر الجيو-سياسي في منطقة آسيا المحيط الهادئ. يبقى المستقبل غامضاً، ولكن من الواضح أنّ العلاقات بين الصين وتايوان ستبقى موضوع مراقبة دقيقة من قبل المجتمع الدولي. كما أنّ هذه الأزمة تُبرز أهمية التعاون الدولي في معالجة التحديات التكنولوجية والاقتصادية العالمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى