فيسبوك تتجسس على صورك: ميتا AI تطلب الوصول لإنشاء محتوى لم تشاركه بعد!

فيسبوك تطلب الوصول إلى صورك: نظرة متعمقة على استخدام الذكاء الاصطناعي لصورك الشخصية

في عالم التكنولوجيا المتسارع، تتغير الأمور بوتيرة مذهلة، ومع كل تحديث أو ميزة جديدة، تظهر تساؤلات حول الخصوصية وأمان البيانات. في الآونة الأخيرة، أثارت فيسبوك جدلاً واسعاً بعد أن بدأت في طلب الوصول إلى صور المستخدمين الموجودة على هواتفهم المحمولة، حتى تلك التي لم تتم مشاركتها بعد على المنصة. هذه الخطوة تهدف إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الصور واقتراح تعديلات إبداعية، ولكنها في الوقت نفسه تثير مخاوف كبيرة حول كيفية استخدام هذه البيانات الشخصية.

صورة توضيحية

ما هي الميزة الجديدة؟

صورة توضيحية

عندما يقوم المستخدم بإنشاء "قصة" (Story) جديدة على فيسبوك، تظهر رسالة منبثقة تسأل عما إذا كان المستخدم يرغب في تفعيل "المعالجة السحابية" (cloud processing). هذه الميزة تسمح لفيسبوك بإنشاء أفكار إبداعية من صور المستخدم الموجودة على هاتفه، مثل تجميع الصور في صورة مجمعة (كولاج)، أو إنشاء ملخصات، أو إعادة تصميم الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي، أو حتى اقتراح سمات معينة للصور.

صورة توضيحية

لتحقيق ذلك، تشرح فيسبوك أنها ستقوم بتحميل الوسائط من "مخزن الكاميرا" (camera roll) الخاص بالمستخدم إلى خوادمها بشكل مستمر، بناءً على معلومات مثل الوقت والموقع والسمات الموجودة في الصور. الرسالة المنبثقة تؤكد أيضاً أن الاقتراحات ستكون مرئية فقط للمستخدم، وأن الصور لن تستخدم في الإعلانات المستهدفة.

الموافقة على شروط ميتا للذكاء الاصطناعي

بالنقر على "السماح" (Allow)، يوافق المستخدم على شروط الذكاء الاصطناعي الخاصة بشركة ميتا (Meta)، الشركة الأم لفيسبوك. هذا يعني أن المستخدم يسمح بتحليل صوره، بما في ذلك ملامح الوجه، بواسطة الذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى ذلك، ستستخدم الشركة تاريخ ووقت التقاط الصور، بالإضافة إلى وجود أشخاص أو أشياء في الصور، لإنشاء أفكارها الإبداعية.

ما هي المخاطر المحتملة؟

تعتبر هذه الميزة مثالاً آخر على "المنحدر الزلق" الذي يأتي مع مشاركة بياناتنا الشخصية مع مزودي خدمات الذكاء الاصطناعي. بينما تطمح شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل ميتا، إلى تحقيق طفرات في مجال الذكاء الاصطناعي، فإن المستخدمين قد لا يكونون على دراية كاملة بما يوافقون عليه عند تفعيل هذه الميزات.

وفقاً لشروط الذكاء الاصطناعي الخاصة بميتا فيما يتعلق بمعالجة الصور، "بمجرد المشاركة، فإنك توافق على أن تقوم ميتا بتحليل تلك الصور، بما في ذلك ملامح الوجه، باستخدام الذكاء الاصطناعي. يتيح لنا هذا المعالجة تقديم ميزات جديدة ومبتكرة، بما في ذلك القدرة على تلخيص محتوى الصور وتعديلها وإنشاء محتوى جديد بناءً على الصورة".

تمنح هذه الشروط أيضاً الذكاء الاصطناعي الخاص بميتا الحق في "الاحتفاظ بالمعلومات الشخصية التي شاركتها واستخدامها" لتخصيص مخرجات الذكاء الاصطناعي. تلاحظ الشركة أنها قد تراجع تفاعلاتك مع الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك المحادثات، وقد يتم إجراء هذه المراجعات بواسطة بشر. لا تحدد الشروط ما تعتبره ميتا معلومات شخصية، باستثناء الإشارة إلى أنها تتضمن "المعلومات التي تقدمها كمطالبات أو ملاحظات أو محتوى آخر".

هل تعتبر صورك التي تمت مشاركتها للمعالجة السحابية معلومات شخصية؟

هذا سؤال مهم يطرح نفسه، ولم ترد ميتا على طلبات التعليق أو التوضيح في هذا الشأن. هذا الغموض يثير قلقاً إضافياً حول مدى سيطرة المستخدمين على بياناتهم الشخصية.

ردود الفعل الأولية للمستخدمين

حتى الآن، لم يشهد هذا التحديث ردود فعل سلبية واسعة النطاق. ومع ذلك، فقد اكتشف عدد قليل من مستخدمي فيسبوك هذه الاقتراحات التي يولدها الذكاء الاصطناعي، وأثاروا تساؤلات حولها. على سبيل المثال، اكتشف أحد المستخدمين على Reddit أن فيسبوك استعرض صورة قديمة (تمت مشاركتها سابقاً على الشبكة الاجتماعية) وحولها تلقائياً إلى صورة بأسلوب الرسوم المتحركة (anime) باستخدام الذكاء الاصطناعي الخاص بميتا.

عندما طلب مستخدم آخر في مجموعة فيسبوك مناهضة للذكاء الاصطناعي المساعدة في إيقاف تشغيل هذه الميزة، قاد البحث إلى قسم يسمى "اقتراحات مشاركة مخزن الكاميرا" في إعدادات التطبيق.

كيفية التحكم في هذه الميزة

يمكن للمستخدمين العثور على هذه الميزة في إعدادات فيسبوك، وتحديداً في قسم "التفضيلات". في صفحة "اقتراحات مشاركة مخزن الكاميرا"، توجد خياراتان:

  1. اقتراحات فيسبوك: يسمح هذا الخيار لفيسبوك باقتراح صور من مخزن الكاميرا أثناء تصفح التطبيق.
  2. المعالجة السحابية: هذا الخيار (الذي يجب أن يكون اختيارياً بناءً على الرسالة المنبثقة التي تطلب الإذن في القصص) يتيح للمستخدم تمكين أو تعطيل "المعالجة السحابية"، والتي تسمح لميتا بإنشاء صور بالذكاء الاصطناعي باستخدام صور مخزن الكاميرا.

أهمية الخصوصية في العصر الرقمي

تعتبر هذه التطورات بمثابة تذكير بأهمية حماية الخصوصية في العصر الرقمي. مع تزايد اعتمادنا على التكنولوجيا، يجب أن نكون على دراية بكيفية جمع بياناتنا واستخدامها، وأن نتخذ خطوات لحماية معلوماتنا الشخصية.

نصائح لحماية خصوصيتك

  • مراجعة إعدادات الخصوصية: قم بمراجعة إعدادات الخصوصية الخاصة بك على فيسبوك وغيرها من المنصات الاجتماعية بانتظام. تأكد من أنك تفهم كيفية مشاركة بياناتك، وأنك مرتاح للإعدادات الحالية.
  • التحكم في الوصول إلى بياناتك: فكر ملياً قبل الموافقة على منح التطبيقات والخدمات الوصول إلى بياناتك الشخصية، مثل الصور وجهات الاتصال والموقع.
  • قراءة شروط الخدمة وسياسات الخصوصية: على الرغم من أنها قد تكون طويلة ومعقدة، إلا أن قراءة شروط الخدمة وسياسات الخصوصية يمكن أن تساعدك على فهم كيفية جمع بياناتك واستخدامها.
  • الوعي بمخاطر الذكاء الاصطناعي: كن على دراية بالمخاطر المحتملة المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي، مثل انتهاكات الخصوصية والتحيز.
  • استخدام أدوات الخصوصية: استخدم أدوات الخصوصية المتاحة، مثل شبكات VPN ومتصفحات الخصوصية، لحماية بياناتك أثناء تصفح الإنترنت.
  • التفكير قبل النشر: فكر جيداً قبل مشاركة أي شيء على الإنترنت، خاصة الصور والمعلومات الشخصية. تذكر أن ما تنشره قد يكون مرئياً للجميع إلى الأبد.

الخلاصة

فيسبوك تطلب الوصول إلى صورك: هذه الخطوة تثير تساؤلات مهمة حول الخصوصية وأمان البيانات. يجب على المستخدمين أن يكونوا على دراية بالمخاطر المحتملة المرتبطة بهذه الميزة، وأن يتخذوا خطوات لحماية معلوماتهم الشخصية. من خلال فهم كيفية جمع بياناتنا واستخدامها، يمكننا اتخاذ قرارات مستنيرة حول كيفية استخدام التكنولوجيا، وضمان أن تخدمنا التكنولوجيا بدلاً من أن تسيطر علينا.

🔗 مصادر إضافية:

    مقالات ذات صلة

    زر الذهاب إلى الأعلى