فيسبوك: حظر جماعي و ردّ ميتا

حظر جماعي لمجموعات فيسبوك: ميتا تواجه عاصفة غضب مستخدميها

تواجه شركة ميتا، المالكة لمنصتي فيسبوك وإنستغرام، موجة غضب عارمة من مستخدميها بعد حظر جماعي مفاجئ طال آلاف مجموعات فيسبوك حول العالم. تتراوح هذه المجموعات بين مجموعات هوايات بسيطة إلى مجموعات ضخمة تضم ملايين الأعضاء، مما أثار تساؤلات حول فعالية آليات المراقبة الآلية التي تعتمد عليها ميتا.

آلاف المجموعات ضحية خللٍ تقني محتمل؟

أفادت تقارير من مواقع إلكترونية متخصصة، مثل "تك كرانش"، بأن آلاف مجموعات فيسبوك تعرضت للحظر بشكل جماعي، مما أثر على ملايين المستخدمين في أمريكا ودول أخرى. تضمنت المجموعات المتضررة مجموعات متنوعة تتناول مواضيع مختلفة، بدءًا من نصائح الأبوة والأمومة، و مجموعات هواة تربية الحيوانات الأليفة، وحتى مجموعات لألعاب الفيديو الشهيرة مثل بوكيمون، ومجموعات هواة لوحات المفاتيح الميكانيكية. هذا التنوع الواسع في مواضيع المجموعات المحظورة يثير تساؤلات حول طبيعة الخلل الذي تسبب في هذا الحظر الجماعي.

رسائل غامضة وشكاوى متزايدة

يشكو مشرفو المجموعات من تلقيهم إشعارات غامضة بانتهاك شروط الاستخدام، غالباً ما تتعلق بمحتوى "مرتبط بالإرهاب" أو "محتوى جنسي"، مع أنهم ينفون تماماً وجود أي من هذه المحتويات في مجموعاتهم. بعض هذه المجموعات صغيرة الحجم، بينما أخرى ضخمة تضم عشرات أو مئات الآلاف، بل وحتى ملايين الأعضاء. وقد امتلأت منتديات الإنترنت، مثل ريديت، بمنشورات غاضبة من مسؤولي المجموعات والمستخدمين العاديين الذين تضرروا من هذا الحظر المفاجئ.

هل الذكاء الاصطناعي وراء المشكلة؟

لا يزال سبب الحظر الجماعي لغزاً محيراً، لكن العديد من المستخدمين يشتبهون في وجود خلل في أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تستخدمها ميتا لمراقبة المحتوى. يبدو أن هذه الأنظمة أصدرت أحكاماً خاطئة بشكل جماعي، مما أدى إلى حظر مجموعات لا تستحق ذلك. بعض الحالات مضحكة في غرابتها، مثل مجموعة تهتم بصور الطيور تم حظرها بتهمة نشر محتوى جنسي! أخرى، مثل مجموعة بوكيمون صديقة للعائلة تضم 200 ألف عضو، تم حظرها بسبب اشتباه في أن اسمها يشير إلى "منظمات خطيرة".

ميتا وخدمة العملاء: أين الحل؟

يبدو أن خدمة عملاء ميتا لم تستطع مواجهة هذه الموجة الضخمة من الشكاوى. بعض مشرفي المجموعات الذين يدفعون اشتراك "Meta Verified"، الذي يوفر دعم عملاء ذو أولوية، تمكنوا من الحصول على بعض المساعدة، لكن العديد منهم لا يزال ينتظر رداً من ميتا. بعضهم يقول إن مجموعاتهم تم حذفها بشكل دائم.

أبعاد المشكلة تتجاوز فيسبوك وإنستغرام

تتجاوز هذه المشكلة حدود منصتي فيسبوك وإنستغرام. فقد شهدت منصات تواصل اجتماعي أخرى، مثل بينترست وتمبلر، حالات حظر جماعي مشابهة في الأسابيع الأخيرة. هذا يؤكد الاحتمال القوي أن الخلل يُعزى إلى عيوب في أنظمة الذكاء الاصطناعي المستخدمة في المراقبة الآلية للمحتوى على صعيد واسع.

ردود فعل المستخدمين: من العرائض إلى القضايا القانونية

أطلق المستخدمون عريضة إلكترونية جمعت أكثر من 12,380 توقيعًا حتى الآن، يطالبون ميتا بمعالجة المشكلة بشكل عاجل وتعويض المتضررين. بعض المستخدمين، خاصة أصحاب الأعمال التي تأثرت بالحظر، يعتزمون اتخاذ إجراءات قانونية ضد ميتا.

ميتا صامتة.. والقلق يتصاعد

لم تصدر ميتا بياناً رسمياً يشرح سبب الحظر الجماعي، ولا توقعات لإصلاح المشكلة. هذا الصمت يُثير مزيداً من القلق بين المستخدمين، ويُبرز ضعف آليات ميتا في التعامل مع مثل هذه الأزمات التقنية. يبقى السؤال المهم: هل ستتمكن ميتا من استعادة ثقة مستخدميها بعد هذه الأزمة، وكيف ستُعالج هذه الثغرات الخطيرة في أنظمة المراقبة الآلية؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى