القوة الفضائية تراهن على 5 شركات: صفقة اتصالات عسكرية بـ 4 مليارات دولار تتطور

سلاح الفضاء الأمريكي يراهن على الشركات التجارية في سباق عقود اتصالات فضائية بـ 4 مليارات دولار – دليل قوة الفضاء

قوة الفضاء الأمريكية: اتصالات آمنة وموثوقة حول العالم

📋جدول المحتوي:

برنامج PTS: حجر الزاوية في استراتيجية اتصالات سلاح الفضاء في قوة الفضاء

يعتبر برنامج PTS بمثابة حجر الزاوية في استراتيجية سلاح الفضاء لتوفير اتصالات آمنة وموثوقة للقوات الأمريكية. يركز البرنامج على تطوير أقمار صناعية قادرة على مقاومة التشويش والقرصنة، مما يضمن استمرار تدفق المعلومات الحيوية حتى في أصعب الظروف.

في المراحل الأولى من البرنامج، منح سلاح الفضاء عقودًا لشركات الدفاع الكبرى مثل بوينج ونورثروب جرومان لتطوير نماذج أولية لوحدات حمولة الأقمار الصناعية. هذه الوحدات هي المسؤولة عن معالجة الإشارات وتمريرها بين الأرض والفضاء. تم تصميم هذه النماذج الأولية لتوضع على أقمار صناعية في مدار ثابت بالنسبة للأرض (geostationary orbit)، على ارتفاعات عالية جدًا، مما يسمح بتغطية مساحات واسعة من سطح الأرض.

المرحلة الجديدة: سباق تصميم وبناء أقمار صناعية متخصصة

يشهد برنامج PTS حاليًا مرحلة جديدة ومهمة، حيث أعلن سلاح الفضاء عن منح خمسة عقود إضافية لتصميم وعرض أقمار صناعية مصممة خصيصًا لتوفير اتصالات مقاومة للتشويش للقوات التكتيكية. يمثل هذا التحول في الاستراتيجية خطوة كبيرة نحو تعزيز القدرات الدفاعية الأمريكية في مجال الاتصالات الفضائية.

الفائزون بهذه العقود هم:

  • بوينج (Boeing): شركة رائدة في صناعة الطائرات والفضاء، ولها تاريخ طويل في العمل مع الحكومة الأمريكية في مشاريع الدفاع.
  • نورثروب جرومان (Northrop Grumman): شركة دفاعية أخرى عملاقة، معروفة بتصميمها وتصنيعها لمجموعة واسعة من المنتجات والخدمات العسكرية.
  • فياسات (Viasat): شركة متخصصة في تقنيات الاتصالات، تقدم حلولًا متقدمة للأقمار الصناعية والشبكات الأرضية.
  • إنتلسات (Intelsat): مشغل أقمار صناعية عالمي، يوفر خدمات الاتصالات للعديد من القطاعات، بما في ذلك الحكومة والدفاع.
  • أسترانيس (Astranis): شركة ناشئة مدعومة من رأس المال الاستثماري، تركز على بناء أقمار صناعية صغيرة ومتخصصة.

تجدر الإشارة إلى أن شركة إنتلسات ستشتري هيكل قمرها الصناعي من شركة أخرى ناشئة، وهي K2 Space.

قيمة العقود والجدول الزمني

تبلغ القيمة الإجمالية الأولية لهذه العقود حوالي 37.3 مليون دولار. وعلى الرغم من أن هذا المبلغ قد يبدو صغيرًا نسبيًا، إلا أن البرنامج بأكمله لديه سقف إنفاق يبلغ 4 مليارات دولار. وهذا يعني أن الشركات الفائزة يمكن أن تحصل على عقود أكثر ربحية بكثير في المستقبل، اعتمادًا على أدائها ونجاح تصميماتها.

تمتد فترة تصميم وعرض النماذج الأولية حتى يناير 2026. بعد ذلك، سيختار سلاح الفضاء تصميمًا واحدًا من بين التصميمات المقدمة، ويمنح الشركة صاحبة هذا التصميم عقدًا إضافيًا لبناء القمر الصناعي الأول. من المتوقع إطلاق هذا القمر الصناعي في عام 2028. بالإضافة إلى ذلك، سيتم منح عقود إنتاج إضافية في نفس العام.

تحول في نهج سلاح الفضاء: الاعتماد على الشركات التجارية

يمثل برنامج PTS-G (النسخة المخصصة للقوات التكتيكية) تحولًا كبيرًا في الطريقة التي تشتري بها القوات المسلحة الأمريكية أقمارًا صناعية ذات مدار ثابت. تقليديًا، كانت هذه المشاريع تستغرق وقتًا طويلاً جدًا، بدءًا من منح العقود وحتى الإطلاق، وكانت تكلف مئات الملايين أو حتى مليارات الدولارات لكل مركبة فضائية.

قوة الفضاء - صورة توضيحية

في المقابل، يسعى سلاح الفضاء إلى الاستفادة من سرعة الشركات التجارية وتشجيع المنافسة من خلال اختيار العديد من الشركات في المرحلة الأولية من البرنامج. يعتقد سلاح الفضاء أن هذا النهج سيؤدي إلى تسريع عملية تطوير ونشر القدرات الجديدة، بالإضافة إلى خفض التكاليف.

أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص

يعتبر برنامج PTS مثالاً ممتازًا على أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص في مجال الفضاء. من خلال الاستفادة من خبرة الشركات التجارية، يمكن لسلاح الفضاء الحصول على تقنيات متطورة بسرعة وكفاءة أكبر. هذا التعاون ضروري لمواكبة التهديدات المتزايدة في الفضاء، وضمان تفوق الولايات المتحدة في هذا المجال الحيوي.

تعليقات المسؤولين: رؤية واضحة للمستقبل

أكد المسؤولون في سلاح الفضاء على أهمية هذا البرنامج ودوره في تعزيز القدرات الدفاعية الأمريكية. قال كورديل ديلا بينا جونيور، المسؤول التنفيذي عن برنامج PTS، في بيان صحفي: "يعمل عقد PTS-G على تغيير الطريقة التي تحصل بها SSC (قيادة الفضاء التابعة لسلاح الفضاء) على قدرات اتصالات الأقمار الصناعية للقوات المقاتلة". وأضاف: "إن دمج التصميمات الأساسية التجارية لتلبية القدرات العسكرية يعزز بشكل كبير سرعة وكفاءة سلاح الفضاء في إضافة القدرات لمواجهة التهديدات الناشئة".

التحديات والفرص المستقبلية

يواجه برنامج PTS عددًا من التحديات، بما في ذلك الحاجة إلى تطوير تقنيات جديدة ومتقدمة لمقاومة التشويش والقرصنة، وضمان التوافق مع الأنظمة الحالية، وإدارة التكاليف بفعالية. ومع ذلك، يوفر البرنامج أيضًا فرصًا كبيرة للشركات المشاركة، بما في ذلك إمكانية الحصول على عقود مربحة، وتطوير تقنيات رائدة، والمساهمة في تعزيز الأمن القومي الأمريكي.

نظرة عامة على تقنيات الاتصالات الفضائية المقاومة للتشويش

تعتمد أقمار الاتصالات الصناعية المقاومة للتشويش على مجموعة متنوعة من التقنيات لحماية الإشارات من التداخل والتعطيل. تشمل هذه التقنيات:

  • تشفير الإشارات: استخدام خوارزميات التشفير المعقدة لحماية البيانات المنقولة عبر الأقمار الصناعية.
  • تغيير التردد: تغيير تردد الإشارة باستمرار لجعلها أكثر صعوبة في التشويش.
  • نطاق التردد العريض: استخدام نطاقات تردد واسعة لنشر الإشارة، مما يجعل من الصعب على العدو تعطيلها.
  • تقنيات الهوائيات الموجهة: استخدام هوائيات موجهة بدقة لتركيز الإشارة على منطقة معينة، مما يقلل من خطر التشويش.
  • التحكم في الوصول إلى القنوات: استخدام تقنيات للتحكم في الوصول إلى القنوات، مثل تقسيم الوقت أو التردد أو الرمز، لمنع الوصول غير المصرح به إلى الشبكة.
  • المرونة في التردد: القدرة على التبديل بين ترددات مختلفة بسرعة لتجنب التشويش.
  • التعرف على التشويش: القدرة على اكتشاف التشويش والتعامل معه تلقائيًا.

دور الشركات الناشئة في سباق الفضاء

يشكل دخول الشركات الناشئة مثل Astranis إلى هذا المجال علامة فارقة في تطور صناعة الفضاء. تتميز هذه الشركات بالمرونة والابتكار والقدرة على تطوير تقنيات جديدة بسرعة. غالبًا ما تكون الشركات الناشئة أكثر استعدادًا لتحمل المخاطر وتبني تقنيات جديدة، مما يمكنها من المنافسة بفعالية مع الشركات الكبرى.

الخلاصة: مستقبل مشرق لاتصالات الفضاء الآمنة

يمثل برنامج PTS خطوة مهمة إلى الأمام في جهود سلاح الفضاء الأمريكي لتوفير اتصالات آمنة وموثوقة لقواته. من خلال التعاون مع الشركات التجارية، يسعى سلاح الفضاء إلى تسريع عملية تطوير ونشر القدرات الجديدة، وتعزيز التفوق الأمريكي في مجال الفضاء. مع استمرار تطور التهديدات، سيظل برنامج PTS في طليعة جهود الدفاع الأمريكية، مما يضمن قدرة القوات الأمريكية على التواصل والعمل بفعالية في أي مكان وفي أي وقت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى