لماذا تستثمر a16z في Cluely؟ الذكاء الاصطناعي و التحايل مفتاح نجاح الشركات الناشئة!

كلوولي: هل تقدم هذه الشركة الناشئة "التي تغش في كل شيء" نموذجاً جديداً لشركات الذكاء الاصطناعي؟

أثارت شركة "كلوولي" (Cluely) الناشئة، التي تدعي أنها تبني منتجاً يساعد الناس على "الغش" في كل شيء، جدلاً واسعاً في الأوساط التقنية. وعندما أعلنت الشركة عن جمعها تمويلاً بقيمة 15 مليون دولار أمريكي من شركة "أندريسن هورويتز" (Andreessen Horowitz) الاستثمارية، اشتعلت الانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي. فما الذي يجعل شركة ناشئة مثيرة للجدل مثل "كلوولي" محط اهتمام كبرى الشركات الاستثمارية؟ وما هي الرؤية التي تقف خلف هذا الاستثمار؟ هذا ما سنحاول استكشافه في هذا المقال.

"كلوولي": الغش كاستراتيجية تسويق

تعتمد "كلوولي" على استراتيجية تسويق مثيرة للجدل، تُعرف بـ "الإثارة" أو "إثارة الغضب" (rage-bait). تقوم هذه الاستراتيجية على نشر محتوى مثير للجدل، يهدف إلى جذب الانتباه وزيادة التفاعل، حتى لو كان ذلك على حساب إثارة غضب أو استياء الجمهور. يرى البعض أن هذه الاستراتيجية غير أخلاقية، بينما يراها آخرون وسيلة فعالة لتحقيق الانتشار السريع في عالم الإنترنت المزدحم.

تأسست "كلوولي" على يد "روي لي"، الذي يرى أن الشركات الناشئة في عصر الذكاء الاصطناعي تحتاج إلى أساليب تسويق جديدة. يعتقد "لي" أن معظم الشركات الناشئة تركز على بناء منتج "مثالي" يتميز بميزات رائعة، لكن هذا النهج قد لا يكون كافياً لتحقيق النجاح في ظل التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي. فبمجرد أن تقوم شركة ما ببناء ميزة معينة، قد تقوم شركة أخرى، مثل "أوبن إيه آي" (OpenAI)، بدمج هذه الميزة في منتجها الخاص، مما يجعل المنتج الأصلي غير ذي قيمة.

"أندريسن هورويتز" ورهانها على "كلوولي"

أثار استثمار "أندريسن هورويتز" في "كلوولي" الكثير من الجدل. فالشركة الاستثمارية، المعروفة باستثماراتها في الشركات الناشئة الواعدة، اختارت دعم شركة تعتمد على استراتيجية تسويق مثيرة للجدل، وتقدم منتجاً قد يكون استخدامه محل تساؤل.

يرى "برايان كيم"، الشريك في "أندريسن هورويتز"، أن "كلوولي" تجسد رؤيته لنجاح الشركات الناشئة في عصر الذكاء الاصطناعي. يعتقد "كيم" أن "الزخم" (momentum) هو مفتاح النجاح، وأن السرعة في التسويق وبناء المنتج أمران ضروريان. يرى "كيم" أن الشركات الناشئة يجب أن تتحرك بسرعة، وأن تركز على جذب الانتباه وبناء قاعدة جماهيرية، حتى لو كان ذلك على حساب الكمال في المنتج.

"الزخم" كـ "خندق" للشركات الناشئة

يؤمن "كيم" بأن "الزخم" يمثل "خندقاً" (moat) يحمي الشركات الناشئة من المنافسة. "الخندق" هو ميزة تنافسية تساعد الشركة على الحفاظ على مكانتها في السوق. في حالة "كلوولي"، يرى "كيم" أن قدرة الشركة على جذب الانتباه وبناء قاعدة جماهيرية كبيرة تمثل "الزخم" الذي يحميها من المنافسة.

يعتقد "كيم" أن "كلوولي" يمكنها أن تطور منتجها على "الطاير"، وأن تركز على بناء المنتج بالتزامن مع بناء قاعدة جماهيرية كبيرة. يرى "كيم" أن هذا النهج أكثر فعالية من التركيز على بناء منتج مثالي قبل إطلاقه في السوق.

استراتيجية "روي لي" في التسويق

يعتمد "روي لي" على استراتيجية تسويق تعتمد على فهم خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي. يرى "لي" أن معظم الأشخاص يحاولون الظهور بمظهر المثقفين على منصات مثل "تويتر" (X) و"لينكد إن" (LinkedIn)، لكن هذا النهج يفتقر إلى القدرة على الانتشار.

بدلاً من ذلك، درس "لي" الأسباب التي تجعل بعض المنشورات على "تيك توك" (TikTok) و"إنستغرام" (Instagram) تنتشر بسرعة. توصل "لي" إلى أن الخوارزميات تعطي الأولوية للمحتوى المثير للجدل. بناءً على ذلك، قام "لي" بتطبيق نفس المبادئ على "تويتر" و"لينكد إن"، مما ساعده على جذب الانتباه وبناء قاعدة جماهيرية كبيرة.

"كلوولي" والمنتج غير المكتمل

على الرغم من الضجة الكبيرة التي أثارتها "كلوولي"، إلا أن الشركة لم تكشف بعد عن المنتج النهائي الذي تقدمه. في الواقع، كان المنتج في مراحله الأولى عندما أطلقت الشركة مقطع فيديو يظهر "لي" وهو يستخدم الذكاء الاصطناعي للكذب على امرأة بشأن عمره ومعرفته بالفن.

يقول "لي" إن الشركة في مرحلة أسبق من الشركات الناشئة التي تخرج من برنامج "واي كومبيناتور" (Y Combinator)، ومع ذلك فإنها تحقق عدد مشاهدات أكبر من أي منها. يعتقد "لي" أن إطلاق المنتج النهائي سيثير حماساً أكبر من لو أنه تم إطلاقه دون استراتيجية التسويق التي اتبعتها الشركة.

هل "كلوولي" هي النموذج الجديد؟

يطرح استثمار "أندريسن هورويتز" في "كلوولي" سؤالاً مهماً: هل تقدم "كلوولي" نموذجاً جديداً لشركات الذكاء الاصطناعي؟ هل يجب على الشركات الناشئة أن تركز على السرعة في التسويق وبناء المنتج، حتى لو كان ذلك على حساب الكمال؟

من الواضح أن "كلوولي" ليست الشركة الوحيدة التي تعتمد على استراتيجيات تسويق مثيرة للجدل. ومع ذلك، فإن استثمار "أندريسن هورويتز" في "كلوولي" يسلط الضوء على أهمية "الزخم" في عصر الذكاء الاصطناعي.

تحديات ومخاطر

بالطبع، هناك تحديات ومخاطر مرتبطة بهذا النهج. قد تواجه "كلوولي" صعوبة في الحفاظ على "الزخم" الذي اكتسبته. قد يؤدي اعتمادها على استراتيجية تسويق مثيرة للجدل إلى فقدان ثقة الجمهور. قد تواجه الشركة أيضاً صعوبة في بناء منتج يفي بوعودها.

بالإضافة إلى ذلك، قد تواجه "كلوولي" صعوبة في التكيف مع التغيرات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي. قد تظهر تقنيات جديدة تجعل منتجها غير ذي قيمة.

الخلاصة

يمثل استثمار "أندريسن هورويتز" في "كلوولي" رهاناً جريئاً على مستقبل شركات الذكاء الاصطناعي. يعتقد "برايان كيم" أن "كلوولي" تجسد رؤيته لنجاح الشركات الناشئة في هذا العصر. ومع ذلك، فإن نجاح "كلوولي" يعتمد على قدرتها على التغلب على التحديات والمخاطر التي تواجهها.

سواء نجحت "كلوولي" أم لا، فإنها تثير نقاشاً مهماً حول مستقبل الشركات الناشئة في عصر الذكاء الاصطناعي. هل يجب على الشركات الناشئة أن تركز على السرعة في التسويق وبناء المنتج؟ أم أن الكمال لا يزال هو المفتاح؟ الإجابة على هذا السؤال ستتضح مع مرور الوقت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى