ليدار: تحذير من تلف كاميرات الهواتف



تحذير: مستشعر الليدار في السيارات الحديثة وخطره على كاميرات الهواتف الذكية

ظهرت مؤخراً تقارير عبر منصات التواصل الاجتماعي تُحذر من خطرٍ مُحدق بكاميرات الهواتف الذكية نتيجة تقنيةٍ جديدة تُستخدم في السيارات الحديثة، ألا وهي تقنية الليدار (LiDAR). وقد أثار إطلاق شركة فولفو لطرازها الجديد EX90، المُزود بتقنية الليدار المتطورة، موجةً من القلق والنقاش حول هذا الموضوع. سنتناول في هذا المقال تفاصيل تقنية الليدار، وكيفية تسببها في تلف كاميرات الهواتف، بالإضافة إلى بعض الجوانب المُتعلقة بالسلامة والأمان.

ما هو الليدار (LiDAR)؟

يُشير مصطلح "الليدار" إلى تقنية "كشف الضوء والرصد بالليزر" (Light Detection and Ranging). وهي تقنية تعتمد على إرسال نبضات ضوئية من أشعة الليزر عالية الكثافة، ثم استشعار الضوء المنعكس عن الأجسام المحيطة. بقياس زمن وصول الضوء المنعكس (Time of Flight – TOF)، يُمكن تحديد المسافة بدقة عالية بين جهاز الليدار والأجسام المُستهدفة. تُعدّ هذه التقنية ثورةً في مجال قياس المسافات، وتُستخدم في العديد من التطبيقات المتنوعة.

تطبيقات تقنية الليدار:

تُستخدم تقنية الليدار على نطاق واسع في العديد من المجالات، أبرزها:

السيارات ذاتية القيادة: تُعدّ تقنية الليدار ركيزةً أساسيةً في تطوير السيارات ذاتية القيادة، حيث تُمكّنها من "رؤية" محيطها ورسم خريطة ثلاثية الأبعاد دقيقة للطريق والعوائق المحيطة، مما يُساهم في اتخاذ القرارات اللازمة لتجنب الحوادث. تُستخدم في أنظمة المساعدة على القيادة المتقدمة مثل نظام التحكم التكيفي بالسرعة، ونظام المساعدة في الحفاظ على المسار، ونظام تجنب الاصطدام.

المسح الجيولوجي والمسح الجوي: تُستخدم تقنية الليدار في إنشاء خرائط ثلاثية الأبعاد عالية الدقة للطبوغرافيا، وتحديد ارتفاعات الأراضي، والتعرف على معالم بيئية مُختلفة. كما تُستخدم في دراسة التغيرات المناخية ورصد التغيرات في الغطاء النباتي.

الطب والرعاية الصحية: تُستخدم تقنية الليدار في بعض التطبيقات الطبية، مثل الجراحة الروبوتية الدقيقة، والتصوير الطبي ثلاثي الأبعاد.

أجهزة الهواتف الذكية: تُستخدم تقنية الليدار في بعض الهواتف الذكية الحديثة في أنظمة الماسح الضوئي ثلاثي الأبعاد، مثل مستشعر Face ID في هواتف آيفون، لتمكين ميزة التعرف على الوجه.

الزراعة الدقيقة: تُستخدم تقنية الليدار في الزراعة الدقيقة لتحديد احتياجات المحاصيل من المياه والأسمدة، وإدارة الموارد الزراعية بكفاءة عالية.

لماذا يُسبب الليدار تلف كاميرات الهواتف؟

تتميز تقنية الليدار بإرسالها أشعة ليزر تحت حمراء عالية الكثافة، تتراوح أطوالها الموجية عادةً حول 1550 نانومتر. وعلى الرغم من أن هذه الأشعة غير ضارة للبشر، إلا أنها قد تُسبب ضرراً كبيراً لوحدات البكسل في كاميرات الهواتف الذكية عالية الدقة.

آلية التلف:

تتميز كاميرات الهواتف الحديثة بدقة عالية، قد تصل إلى 50 ميجابكسل أو أكثر. هذه الدقة العالية تعني وجود عدد كبير من وحدات البكسل الصغيرة الحجم، التي تكون حساسة بشكل كبير لأشعة الليزر المُكثفة. عندما يتعرض مستشعر الكاميرا لهذه الأشعة، فإنها قد تُحرق وحدات البكسل بشكل مباشر، مما يُسبب تلفاً دائماً في الكاميرا، ويُؤدي إلى ظهور نقاط سوداء أو تشوهات في الصور.

عوامل تؤثر على شدة الضرر:

تتوقف شدة الضرر الذي تُسببه أشعة الليدار على عدة عوامل، من أهمها:

قوة أشعة الليزر: كلما زادت قوة أشعة الليزر، زادت احتمالية تلف الكاميرا.

مدة التعرض: كلما زادت مدة تعرض الكاميرا لأشعة الليزر، زادت احتمالية الضرر.

زاوية سقوط الأشعة: زاوية سقوط أشعة الليزر على الكاميرا تؤثر على تركيز الطاقة على وحدات البكسل.

نوع مستشعر الكاميرا: تختلف حساسية مستشعرات الكاميرا لاختلاف أنواعها.

الوقاية من تلف الكاميرا:

يُنصح باتخاذ بعض الاحتياطات لتجنب تلف كاميرا الهاتف الذكي نتيجة التعرض لأشعة الليدار:

الحفاظ على مسافة آمنة: يجب تجنب الاقتراب من السيارات المُجهزة بتقنية الليدار، وخاصةً عند تشغيلها.

استخدام غطاء واقٍ: يمكن استخدام غطاء واقٍ للكاميرا، يُساعد على حماية مستشعر الكاميرا من أشعة الليزر.

التوعية العامة: تُعدّ التوعية العامة بأضرار أشعة الليدار على كاميرات الهواتف الذكية أمراً بالغ الأهمية، للحفاظ على أجهزة المستخدمين.

الخاتمة:

تُمثل تقنية الليدار تطوراً هائلاً في العديد من المجالات، لكنها تحمل في الوقت نفسه بعض المخاطر على أجهزة الاستهلاك الشخصية. يُعدّ فهم آلية عمل الليدار، ومعرفة كيفية حماية كاميرات الهواتف من أضراره، أمراً ضرورياً للمستخدمين، وذلك لتجنب تلف أجهزتهم والاستفادة من تقنيات الليدار المُبتكرة في نفس الوقت. يُتوقع أن نشهد في المستقبل تطوراتٍ جديدة في هذا المجال، سوف تُعزز من فوائد الليدار وتُقلل من مخاطره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى