مراجعة مفصلة لمواصفات هاتف Samsung Galaxy S8 Plus ومساعد Bixby الذكي

عندما كشفت سامسونج عن هاتفها Galaxy S8 Plus، لم يكن مجرد إصدار جديد ضمن سلسلة هواتفها الرائدة، بل كان يمثل قفزة تصميمية وتقنية ملحوظة. تميز الجهاز بشاشته اللامتناهية التي غطت معظم الواجهة الأمامية، مما قدم تجربة بصرية غامرة لم تكن شائعة بهذا القدر في ذلك الوقت. إلى جانب التصميم الجذاب، قدم الهاتف مواصفات قوية وميزات جديدة، أبرزها المساعد الذكي Bixby الذي كان محور تركيز كبير من الشركة. استهدف الهاتف المستخدمين الذين يبحثون عن جهاز يجمع بين الأناقة والأداء القوي، مع التركيز على تجربة الوسائط المتعددة والتفاعل الذكي.

التصميم والشاشة

يُعد تصميم Galaxy S8 Plus أحد أبرز نقاط قوته. اعتمدت سامسونج على مفهوم "الشاشة اللامتناهية" (Infinity Display) التي امتدت من الحافة إلى الحافة مع حواف منحنية بشكل أنيق. هذا التصميم لم يمنح الهاتف مظهراً عصرياً فحسب، بل ساهم أيضاً في جعل الجهاز بحجم معقول نسبياً مقارنة بحجم الشاشة الكبيرة التي تبلغ 6.2 بوصة. تم استخدام مزيج من المعدن والزجاج عالي الجودة في بناء الهيكل، مما أضفى عليه شعوراً بالفخامة والمتانة.

الشاشة نفسها كانت من نوع Super AMOLED، وهي تقنية تتفوق فيها سامسونج بتقديم ألوان زاهية جداً وتباين لا نهائي وسواد عميق. بلغت دقة الشاشة QHD+ (2960 × 1440 بكسل)، مما يعني كثافة بكسلات عالية جداً توفر صوراً ونصوصاً حادة للغاية. دعم الهاتف أيضاً تقنية HDR10، مما يعزز تجربة مشاهدة المحتوى المتوافق معها بتقديم نطاق ديناميكي أوسع للألوان والسطوع. كانت الشاشة محمية بطبقة من زجاج Corning Gorilla Glass 5 لزيادة مقاومتها للخدوش والصدمات.

الأداء

زودت سامسونج هاتف Galaxy S8 Plus بمعالجات قوية لضمان أداء سلس وسريع. في معظم الأسواق العالمية، جاء الهاتف بمعالج Exynos 8895 ثماني النواة من تطوير سامسونج نفسها. بينما في أسواق أخرى مثل الولايات المتحدة والصين، تم استخدام معالج Qualcomm Snapdragon 835. كلا المعالجين كانا يمثلان قمة الأداء في ذلك الوقت، وتم تصنيعهما بتقنية 10 نانومتر، مما ساهم في تحسين الكفاءة الحرارية واستهلاك الطاقة.

اقترن الهاتف بذاكرة وصول عشوائي (RAM) بسعة 4 جيجابايت في معظم الإصدارات، مع توفر نسخة بـ 6 جيجابايت في بعض الأسواق المحددة. كانت هذه السعة كافية لتشغيل التطبيقات المتعددة والألعاب الثقيلة بسلاسة. توفر الهاتف بخيارات تخزين داخلية تبدأ من 64 جيجابايت، مع دعم توسيع التخزين عبر بطاقات microSD حتى 256 جيجابايت إضافية. هذا المزيج من المعالج القوي والذاكرة الكافية وخيارات التخزين المرنة جعل S8 Plus قادراً على التعامل مع كافة المهام اليومية والمتطلبات الأكثر تعقيداً بسهولة.

الكاميرا

لطالما تميزت هواتف سامسونج الرائدة بقدرات تصوير فوتوغرافي ممتازة، ولم يكن Galaxy S8 Plus استثناءً. احتوى الهاتف على كاميرا خلفية واحدة بدقة 12 ميجابكسل مع فتحة عدسة واسعة تبلغ f/1.7. هذه الفتحة الواسعة سمحت بدخول كمية أكبر من الضوء إلى المستشعر، مما أدى إلى تحسين الأداء في ظروف الإضاءة المنخفضة. دعمت الكاميرا تقنية التركيز التلقائي Dual Pixel التي توفر سرعة ودقة عالية في التقاط الصور حتى للأجسام المتحركة.

تضمنت الكاميرا الخلفية أيضاً ميزة التثبيت البصري للصور (OIS)، التي تساعد على تقليل الاهتزاز عند التقاط الصور أو تسجيل الفيديو، مما ينتج عنه لقطات أكثر ثباتاً ووضوحاً. كانت الكاميرا قادرة على تسجيل الفيديو بدقة 4K. أما الكاميرا الأمامية، فجاءت بدقة 8 ميجابكسل مع فتحة عدسة f/1.7 أيضاً، ودعمت التركيز التلقائي الذكي لالتقاط صور سيلفي واضحة وعالية الجودة. قدمت واجهة الكاميرا مجموعة متنوعة من الأوضاع والفلاتر لتحسين تجربة التصوير.

عمر البطارية

بالنسبة لهاتف بشاشة كبيرة وقوية مثل S8 Plus، كان عمر البطارية عاملاً مهماً. زود الهاتف ببطارية غير قابلة للإزالة بسعة 3500 مللي أمبير في الساعة. هذه السعة، بالاقتران مع كفاءة المعالج المصنوع بتقنية 10 نانومتر وتحسينات البرمجيات، كانت كافية لتوفير يوم كامل من الاستخدام المعتدل إلى المكثف لمعظم المستخدمين. قد يختلف الأداء الفعلي للبطارية بناءً على نمط الاستخدام وإعدادات الجهاز.

دعم الهاتف تقنية الشحن السريع السلكي، مما يتيح إعادة شحن البطارية بسرعة عند الحاجة. كما كان من أوائل الهواتف التي تدعم الشحن اللاسلكي السريع، مما يوفر مرونة إضافية للمستخدمين الذين يفضلون هذه الطريقة في الشحن. هذه الخيارات المتعددة للشحن جعلت إدارة طاقة الهاتف أكثر سهولة وراحة.

مساعد Bixby الذكي

كان مساعد Bixby الذكي أحد أبرز الميزات الجديدة التي قدمتها سامسونج مع سلسلة S8. كان الهدف من Bixby هو تقديم طريقة جديدة للتفاعل مع الهاتف تتجاوز اللمس التقليدي. لم يكن Bixby مجرد مساعد صوتي مثل Siri أو Google Assistant، بل كان يهدف إلى فهم السياق البصري والتعامل مع التطبيقات المختلفة على الجهاز. خصصت سامسونج زراً في جانب الهاتف لتفعيل Bixby مباشرة، مما يدل على الأهمية التي أولتها له.

تكون Bixby من عدة مكونات رئيسية. أولاً، Bixby Voice، وهو الجزء الذي يستجيب للأوامر الصوتية. كان يهدف إلى التحكم في إعدادات الهاتف والتطبيقات بشكل كامل تقريباً عن طريق الصوت. ثانياً، Bixby Vision، الذي يستخدم كاميرا الهاتف لتحليل ما تراه. كان يمكنه التعرف على الأشياء، البحث عن منتجات مشابهة للتسوق، ترجمة النصوص، أو حتى تحديد المعالم الشهيرة.

مكونات Bixby ووظائفه

لم تقتصر وظائف Bixby على الصوت والرؤية. كان هناك أيضاً Bixby Home (الذي أصبح لاحقاً Bixby Today)، وهي شاشة مخصصة على يسار الشاشة الرئيسية تجمع معلومات من تطبيقات مختلفة مثل الطقس، الأخبار، المواعيد، وغيرها، لتقديم نظرة سريعة على الأمور المهمة للمستخدم. كان هذا المكون يهدف إلى توفير معلومات ذات صلة بناءً على عادات المستخدم وسياقه الحالي.

المكون الرابع كان Bixby Reminder، الذي يسمح للمستخدمين بإنشاء تذكيرات مرتبطة بالوقت أو المكان أو حتى سياق معين داخل تطبيق. على سبيل المثال، يمكن للمستخدم أن يطلب من Bixby تذكيره بإنهاء قراءة مقال معين عند فتح تطبيق المتصفح لاحقاً. كان هذا التكامل العميق مع تطبيقات النظام والتطبيقات المثبتة هو ما ميز رؤية سامسونج لـ Bixby عن المساعدين الآخرين في البداية.

تحديات Bixby وتقييمه

على الرغم من الطموحات الكبيرة وراء Bixby، واجه المساعد بعض التحديات عند إطلاقه. كان دعم اللغة العربية محدوداً في البداية، وكان التركيز الأكبر على اللغة الإنجليزية والكورية. كما أن فهم الأوامر الصوتية لم يكن بنفس دقة وسرعة مساعدي جوجل أو آبل في مراحله الأولى. تطلب التحكم الكامل في التطبيقات عبر الصوت تدريباً كبيراً للمستخدم وتكيفاً من جانب Bixby نفسه.

واجه Bixby Vision أيضاً قيوداً في دقة التعرف على الأشياء في بعض الأحيان، ولم تكن وظيفة التسوق متوفرة في جميع المناطق أو مع جميع المتاجر. على الرغم من التحديثات المستمرة التي أطلقتها سامسونج لتحسين Bixby، إلا أنه لم يحقق الانتشار أو القبول الذي حققه مساعد جوجل، الذي كان متاحاً أيضاً على هاتف S8 Plus كجزء من نظام أندرويد. بقى زر Bixby المخصص نقطة نقاش بين المستخدمين، حيث فضل البعض إعادة تعيينه لوظائف أخرى.

ميزات أخرى

إلى جانب الميزات الرئيسية، قدم Galaxy S8 Plus مجموعة من الميزات الأخرى التي عززت تجربة المستخدم. كان الهاتف مقاوماً للماء والغبار بمعيار IP68، مما يعني أنه يمكنه تحمل الغمر في الماء حتى عمق 1.5 متر لمدة تصل إلى 30 دقيقة. هذه الميزة كانت مهمة لزيادة متانة الجهاز وقدرته على الصمود في الظروف المختلفة.

دعم الهاتف أيضاً مجموعة واسعة من خيارات الأمان البيومترية. بالإضافة إلى مستشعر بصمة الإصبع الذي تم وضعه في مكان مثير للجدل بجوار عدسة الكاميرا الخلفية، قدم الهاتف ماسح قزحية العين وماسح الوجه لفتح قفل الجهاز. كان ماسح قزحية العين يوفر مستوى عالٍ من الأمان، بينما كان ماسح الوجه أكثر ملاءمة ولكنه أقل أماناً في بعض الظروف. توفر هذه الخيارات المتعددة للمستخدمين مرونة في اختيار طريقة الأمان التي تناسبهم.

الاتصال والصوت والبرمجيات

فيما يتعلق بالاتصال، دعم S8 Plus شبكات الجيل الرابع LTE بسرعات عالية، وWi-Fi مزدوج النطاق، وتقنية Bluetooth 5.0 الأحدث في ذلك الوقت، والتي وفرت نطاقاً أوسع وسرعة أعلى واستهلاكاً أقل للطاقة مقارنة بالإصدارات السابقة. احتفظ الهاتف بمنفذ سماعات الرأس التقليدي بحجم 3.5 ملم، وهو ما كان موضع تقدير من قبل العديد من المستخدمين في وقت بدأت فيه الشركات الأخرى بإزالته.

عمل الهاتف بنظام التشغيل أندرويد، وتم إطلاقه مع إصدار أندرويد 7.0 (Nougat)، مع وعد بالتحديثات إلى الإصدارات الأحدث. قامت سامسونج بتخصيص النظام بواجهة المستخدم الخاصة بها، والتي كانت تعرف آنذاك باسم Samsung Experience (لاحقاً One UI). قدمت الواجهة العديد من الميزات الإضافية وتحسينات على تجربة أندرويد الخام، مثل تقسيم الشاشة المحسن، ومجلد سامسونج الآمن (Secure Folder)، ومجموعة أدوات الألعاب (Game Tools).

الخلاصة

كان هاتف Samsung Galaxy S8 Plus جهازاً رائداً بكل معنى الكلمة عند إطلاقه. قدم تصميماً ثورياً مع شاشة Infinity Display التي وضعت معياراً جديداً للهواتف الذكية. إلى جانب الأداء القوي، الكاميرا الممتازة، ومقاومة الماء، ومجموعة غنية من الميزات، كان الجهاز يمثل حزمة متكاملة تلبي احتياجات المستخدمين المتقدمين. بينما كان مساعد Bixby الذكي محاولة طموحة من سامسونج لتقديم تجربة تفاعل مختلفة، واجه تحديات في مراحله الأولى ولم يحقق نفس مستوى النجاح الذي حققته الميزات الأخرى في الهاتف. على الرغم من ذلك، كان S8 Plus خطوة مهمة في تطور هواتف سامسونج الذكية وترك بصمة واضحة في سوق الهواتف الرائدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى