مقارنة شاملة بين Galaxy Watch 6 Classic و Galaxy Watch 6

في عالم الساعات الذكية الذي يشهد تطوراً متسارعاً، تقدم سامسونج خيارين رئيسيين ضمن أحدث إصداراتها: Galaxy Watch 6 و Galaxy Watch 6 Classic. كلا الجهازين يمثلان قمة ما وصلت إليه الشركة في هذا المجال، لكنهما يختلفان في تفاصيل جوهرية قد تؤثر على قرار المستخدم النهائي وتفضيلاته الشخصية. تهدف هذه المقارنة إلى تسليط الضوء على الفروقات الرئيسية بين الطرازين لمساعدة المستخدمين على اختيار الأنسب لاحتياجاتهم.

التصميم وجودة البناء

الاختلاف الأكثر وضوحاً بين ساعتي Galaxy Watch 6 و Galaxy Watch 6 Classic يكمن في التصميم الخارجي والمواد المستخدمة. تأتي ساعة Galaxy Watch 6 بتصميم عصري وأكثر بساطة، مع هيكل مصنوع من الألومنيوم الخفيف والمتين. هذا التصميم يجعلها خياراً ممتازاً للاستخدام اليومي والأنشطة الرياضية بفضل وزنها الخفيف ومظهرها الانسيابي. تتوفر الساعة بحجمين: 40 ملم و 44 ملم، لتناسب مختلف أحجام المعصم.

على الجانب الآخر، تتميز ساعة Galaxy Watch 6 Classic بتصميم تقليدي مستوحى من الساعات الكلاسيكية، مع هيكل مصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ المصقول. هذا يمنحها مظهراً فخماً وأكثر متانة، لكنه يزيد أيضاً من وزنها مقارنة بطراز الألومنيوم. الحجمان المتاحان هما 43 ملم و 47 ملم، وهما أكبر قليلاً من طراز Watch 6 العادي، مما يعزز من حضورها على المعصم.

الإطار الدوار المادي

السمة الأبرز التي تميز Galaxy Watch 6 Classic هي عودة الإطار الدوار المادي حول الشاشة. هذا الإطار ليس مجرد عنصر تصميمي، بل هو أداة تفاعلية عملية للغاية تتيح التنقل السلس بين القوائم والإشعارات والتطبيقات. يوفر الإطار الدوار إحساساً ملموساً بالتحكم يفضله العديد من المستخدمين على التنقل عبر اللمس فقط، والذي تعتمد عليه ساعة Galaxy Watch 6 العادية (رغم أنها توفر إطاراً رقمياً افتراضياً).

يضفي الإطار المادي في Watch 6 Classic لمسة من الحنين إلى الساعات التقليدية، مع توفير وظائف ذكية متقدمة. في المقابل، تعتمد Watch 6 على التفاعل باللمس والسحب على الشاشة، بالإضافة إلى الأزرار الجانبية. اختيار التصميم يعتمد بشكل كبير على التفضيل الشخصي للمستخدم، فهل يفضل المظهر الرياضي الخفيف أم المظهر الكلاسيكي الفاخر مع التحكم المادي؟

الشاشة والتجربة البصرية

كلا الطرازين يأتيان بشاشات Super AMOLED دائرية عالية الجودة، وهي معروفة بألوانها الزاهية والتباين العالي واللون الأسود العميق. توفر هذه الشاشات تجربة بصرية ممتازة سواء عند عرض الوقت، قراءة الإشعارات، أو تصفح التطبيقات. تتميز الشاشات في كلا الساعتين بسطوع عالٍ يصل إلى 2000 شمعة، مما يضمن رؤية واضحة حتى تحت أشعة الشمس المباشرة.

تأتي ساعة Galaxy Watch 6 بشاشات أكبر قليلاً مقارنة بالجيل السابق، حيث يبلغ حجم شاشة طراز 40 ملم 1.3 بوصة، وطراز 44 ملم 1.5 بوصة. في المقابل، تأتي ساعة Galaxy Watch 6 Classic بشاشات أكبر أيضاً، حيث يبلغ حجم شاشة طراز 43 ملم 1.3 بوصة، وطراز 47 ملم 1.5 بوصة. الاختلاف في الحجم بين الطرازين المتناظرين (44mm vs 47mm) طفيف، لكن وجود الإطار في الكلاسيك يجعل الشاشة تبدو محاطة بشكل أكبر.

دقة الشاشة ممتازة في كلا الطرازين، حيث تبلغ 432×432 بكسل لطراز 1.3 بوصة و 480×480 بكسل لطراز 1.5 بوصة. هذا يضمن عرضاً حاداً وتفاصيل دقيقة. تدعم الشاشات أيضاً ميزة Always-On Display التي تسمح بعرض الوقت والمعلومات الأساسية بشكل مستمر دون استهلاك كبير للطاقة، مما يجعل الساعة تبدو كساعة تقليدية عند عدم الاستخدام النشط.

الأداء والبرمجيات

تعمل كلتا الساعتين بنفس المعالج الجديد Exynos W930 ثنائي النواة، والذي يقدم أداءً أسرع بنسبة 18% مقارنة بالجيل السابق. هذا المعالج مصحوب بذاكرة وصول عشوائي (RAM) بسعة 2 جيجابايت، مما يضمن سلاسة في تشغيل التطبيقات والتنقل بين المهام المتعددة. الذاكرة الداخلية تبلغ 16 جيجابايت في كلا الطرازين، وهي مساحة كافية لتخزين التطبيقات والموسيقى والبيانات.

يعمل كلا الجهازين بنظام التشغيل Wear OS 4 من جوجل، مع واجهة One UI Watch 5 المخصصة من سامسونج. يوفر هذا النظام تجربة متكاملة مع خدمات جوجل مثل خرائط جوجل ومساعد جوجل، بالإضافة إلى متجر جوجل بلاي لتحميل التطبيقات المتوافقة. تتيح واجهة One UI Watch 5 تخصيصاً واسعاً لوجه الساعة والإعدادات، وتوفر تكاملاً سلساً مع هواتف سامسونج جالكسي.

التحسينات في الأداء والبرمجيات تجعل تجربة الاستخدام اليومي سلسة وممتعة على كلا الطرازين. سواء كنت تتصفح الإشعارات، تستخدم التطبيقات، أو تتتبع نشاطك الرياضي، فإن الاستجابة سريعة والانتقال بين الواجهات يتم بسلاسة. الدعم المستمر للتحديثات من جوجل وسامسونج يضمن حصول الساعتين على أحدث الميزات والتحسينات الأمنية بمرور الوقت.

تتبع الصحة واللياقة البدنية

فيما يتعلق بميزات تتبع الصحة واللياقة البدنية، فإن ساعتي Galaxy Watch 6 و Galaxy Watch 6 Classic متطابقتان تماماً. كلاهما مجهز بمجموعة شاملة من المستشعرات التي توفر بيانات دقيقة حول حالة الجسم ونشاطه. تشمل هذه المستشعرات مستشعر معدل ضربات القلب البصري، مستشعر تخطيط القلب الكهربائي (ECG)، مستشعر تحليل المعاوقة الكهربائية الحيوية (BIA) لقياس تكوين الجسم، مستشعر درجة حرارة الجلد، مقياس التسارع، الجيروسكوب، مقياس الضغط الجوي، والبوصلة.

تسمح هذه المستشعرات بتتبع مجموعة واسعة من المقاييس الصحية واللياقية. يمكن للساعتين مراقبة معدل ضربات القلب بشكل مستمر، قياس مستوى الأكسجين في الدم (SpO2)، إجراء تخطيط القلب للكشف عن علامات الرجفان الأذيني، وتحليل تكوين الجسم بما في ذلك نسبة الدهون في الجسم وكتلة العضلات. كما توفران تتبعاً متقدماً للنوم، مع تحليل مراحل النوم المختلفة وتقديم نصائح لتحسين جودته.

بالنسبة للياقة البدنية، تدعم الساعتان تتبع أكثر من 100 تمرين رياضي مختلف، مع التعرف التلقائي على بعض الأنشطة مثل المشي والجري. يوفر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) المدمج تتبعاً دقيقاً للمسافة والسرعة أثناء الأنشطة الخارجية مثل الجري وركوب الدراجات. البيانات الصحية واللياقية يتم مزامنتها مع تطبيق Samsung Health على الهاتف، حيث يمكن للمستخدمين عرض التقارير المفصلة وتتبع تقدمهم بمرور الوقت.

عمر البطارية

يعد عمر البطارية أحد الجوانب الهامة عند اختيار ساعة ذكية، وكلا طرازي Galaxy Watch 6 يأتيان بسعات بطارية متطابقة مع الجيل السابق. طراز 40 ملم (و 43 ملم في الكلاسيك) يحتوي على بطارية بسعة 300 مللي أمبير ساعة، بينما طراز 44 ملم (و 47 ملم في الكلاسيك) يحتوي على بطارية بسعة 425 مللي أمبير ساعة.

على الرغم من استخدام نفس سعات البطارية، فإن سامسونج تشير إلى تحسينات طفيفة في الكفاءة بفضل المعالج الجديد Exynos W930 ونظام التشغيل المحسن. تتوقع سامسونج أن يدوم طراز 40/43 ملم لمدة تصل إلى 40 ساعة مع إيقاف تشغيل ميزة Always-On Display، و 30 ساعة مع تشغيلها. أما طراز 44/47 ملم الأكبر، فيتوقع أن يدوم لمدة تصل إلى 40 ساعة مع إيقاف تشغيل Always-On Display، و 30 ساعة مع تشغيلها.

في الاستخدام الفعلي، قد تختلف هذه الأرقام بناءً على كثافة الاستخدام، وتفعيل ميزات مثل GPS أو LTE (في الطرازات المدعومة)، وعدد الإشعارات الواردة. بشكل عام، يمكن توقع أن تصمد الساعتان ليوم كامل من الاستخدام المعتدل إلى المكثف، وقد تحتاج إلى شحن يومي. عملية الشحن سريعة نسبياً، حيث يمكن شحن ما يقرب من 45% من البطارية في 30 دقيقة.

الاتصال والميزات الإضافية

تتوفر كلتا الساعتين بإصدارات تدعم البلوتوث والواي فاي فقط، أو إصدارات تدعم أيضاً الاتصال الخلوي (LTE). يتيح دعم LTE للساعة العمل بشكل مستقل عن الهاتف لإجراء المكالمات، إرسال الرسائل، استخدام الإنترنت، وتلقي الإشعارات، مما يوفر مرونة أكبر للمستخدمين الذين لا يرغبون في حمل هواتفهم معهم دائماً.

كلا الطرازين يدعمان أيضاً تقنية NFC للمدفوعات اللاتلامسية عبر Samsung Pay أو Google Pay، مما يجعلهما أدوات ملائمة للدفع أثناء التنقل. تشمل الميزات الأخرى مكبر صوت وميكروفون مدمجين لإجراء واستقبال المكالمات مباشرة من الساعة، التحكم في تشغيل الموسيقى، تلقي إشعارات الهاتف، والوصول إلى مجموعة واسعة من التطبيقات المتاحة على متجر جوجل بلاي.

مقاومة الماء والغبار هي أيضاً ميزة مشتركة وهامة. كلا الساعتين حاصلتان على تصنيف مقاومة الماء 5ATM، مما يعني أنهما يمكنهما تحمل الضغط المكافئ للغوص حتى عمق 50 متراً، مما يجعلهما مناسبتين للسباحة والأنشطة المائية السطحية. كما أنهما حاصلتان على تصنيف IP68 لمقاومة الغبار والماء، مما يضمن متانتهما في مختلف الظروف البيئية. الشاشة محمية بزجاج Sapphire Crystal المقاوم للخدوش، مما يزيد من صلابة ومتانة الجهاز.

السعر والقيمة

يعتبر السعر أحد العوامل الحاسمة في قرار الشراء، وهنا يظهر اختلاف واضح بين الطرازين. ساعة Galaxy Watch 6 العادية هي الخيار الأقل تكلفة، حيث تبدأ أسعارها من حوالي 299 دولاراً أمريكياً لإصدار البلوتوث بحجم 40 ملم. أما ساعة Galaxy Watch 6 Classic، فهي أغلى سعراً بشكل ملحوظ، حيث تبدأ أسعارها من حوالي 399 دولاراً أمريكياً لإصدار البلوتوث بحجم 43 ملم.

فرق السعر هذا يعكس بشكل أساسي المواد المستخدمة في البناء (الفولاذ المقاوم للصدأ مقابل الألومنيوم) وإضافة الإطار الدوار المادي في طراز Classic. من حيث الميزات الوظيفية الأساسية، تتبع الصحة، الأداء، والشاشة، فإن كلا الطرازين يقدمان تجربة متطابقة تقريباً.

لذلك، فإن القيمة التي يحصل عليها المستخدم تعتمد على مدى تقديره للمظهر الكلاسيكي الفاخر، ومتانة الفولاذ المقاوم للصدأ، وسهولة الاستخدام التي يوفرها الإطار الدوار المادي. إذا كانت هذه الميزات ذات أولوية قصوى، فإن دفع المبلغ الإضافي لطراز Classic قد يكون مبرراً. أما إذا كان المستخدم يبحث عن ساعة ذكية متينة وعصرية بأحدث الميزات الصحية والذكية دون الحاجة إلى الإطار المادي أو المظهر الفاخر، فإن Galaxy Watch 6 العادية توفر قيمة ممتازة.

الخلاصة

في نهاية المطاف، فإن الاختيار بين Galaxy Watch 6 و Galaxy Watch 6 Classic يعتمد بشكل كبير على التفضيلات الشخصية والميزانية المتاحة. كلا الساعتين تقدمان تجربة متطورة للغاية في عالم الساعات الذكية، مع أحدث المعالجات، شاشات رائعة، مجموعة شاملة من ميزات تتبع الصحة واللياقة البدنية، ونظام تشغيل Wear OS 4 الغني بالميزات.

إذا كنت تفضل التصميم العصري الخفيف، هيكل الألومنيوم، وتعتمد بشكل أساسي على التفاعل باللمس، وترغب في توفير بعض المال، فإن Galaxy Watch 6 هي الخيار الأمثل لك. إنها ساعة ذكية قوية وعملية تلبي احتياجات معظم المستخدمين.

أما إذا كنت تنجذب إلى المظهر الكلاسيكي الأنيق، تفضل متانة وفخامة الفولاذ المقاوم للصدأ، وترى في الإطار الدوار المادي ميزة تفاعلية لا غنى عنها، وميزانيتك تسمح بذلك، فإن Galaxy Watch 6 Classic تستحق فرق السعر. إنها تجمع بين جماليات الساعة التقليدية وقوة التكنولوجيا الحديثة في حزمة واحدة مميزة. بغض النظر عن اختيارك، ستحصل على واحدة من أفضل الساعات الذكية المتوفرة في السوق حالياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى