منع الصين شواحن الطاقة المحمولة بالطائرات

حظر صيني جديد لبنوك الطاقة على متن الطائرات: سلامة الطيران أولوية قصوى

يُشكل حظر الصين الجديد لبنوك الطاقة غير المعتمدة على متن الطائرات خطوة حاسمة لتعزيز سلامة الطيران، ويثير تساؤلات حول معايير السلامة العالمية للبطاريات. سيدخل هذا الحظر حيز التنفيذ ابتداءً من يوم السبت، محظراً على المسافرين حمل أي بنك طاقة لا يحمل علامة الاعتماد الصينية "3C"، بالإضافة إلى تلك المنتجات التي تم استدعاءها من قبل الشركات المصنعة بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة.

مخاوف متزايدة من حرائق بطاريات الليثيوم

تُعدّ حوادث ارتفاع درجة حرارة بطاريات الليثيوم، وخاصةً في بنوك الطاقة، مصدر قلق متزايد في عالم الطيران. فقد شهدت الأشهر الماضية عدة حوادث عالمية، مما دفع السلطات الصينية لاتخاذ هذا الإجراء الوقائي. ففي كوريا الجنوبية، على سبيل المثال، يُشتبه بأنّ بنك طاقة هو السبب المحتمل لحريق اندلع على متن طائرة تابعة لشركة "Air Busan" في يناير الماضي. كما اضطرت رحلة تابعة لشركة طيران هونج كونج للهبوط اضطرارياً في الصين بسبب حريق في حجرة الأمتعة العلوية، يُرجّح أن يكون ناجماً عن عطل في بطارية ليثيوم.

البطاريات الليثيوم: مصدر خطر محتمل

تتميز بطاريات الليثيوم المستخدمة في الأجهزة الإلكترونية المحمولة، مثل الهواتف الذكية، والحواسيب المحمولة، والسجائر الإلكترونية، وبنوك الطاقة، بكفاءتها العالية في تخزين الطاقة. لكن في حال وجود عيوب تصنيع أو تلف، يمكن أن تتسبب هذه البطاريات في ارتفاع مفاجئ لدرجة الحرارة، مما قد يؤدي إلى توليد دخان أو حتى حريق، نتيجة لحدوث قصور كهربائي في الدائرة الداخلية. ويُعزى ذلك إلى طبيعة المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع هذه البطاريات.

معايير السلامة الصينية وعلامة "3C"

لتجنب مثل هذه الحوادث، شددت السلطات الصينية على ضرورة حصول بنوك الطاقة على شهادة "3C"، وهي اختصار لـ "الشهادة الإلزامية الصينية". هذه الشهادة تُعتبر ضماناً بأن المنتج يلبي معايير السلامة والصحة وحماية البيئة المطلوبة. يُشترط أن تحمل بنوك الطاقة هذه العلامة بوضوح، لتسهيل عملية الفحص والتأكد من مطابقتها للمعايير. وقد قامت العديد من الشركات المصنعة الرائدة في الصين، مثل "أنكر" و"روموس"، بسحب دفعات من منتجاتها هذا الشهر بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، بعد أن ألغت أو علّقت هيئة تنظيم السوق في الصين شهادة "3C" لبعض الشركات المصنعة لبنوك الطاقة وخلايا البطاريات.

التداعيات العالمية للحظر

لم تقتصر التدابير المتعلقة بسلامة بنوك الطاقة على الصين فقط. فبعد حادثة طائرة "Air Busan"، شددت شركات الطيران العالمية قواعدها المتعلقة بحمل بنوك الطاقة على متن الطائرات. ففي حين تُسمح عادةً بحمل بنوك الطاقة في الأمتعة اليدوية، تُحظر بشكل متزايد استخدامها أثناء الرحلة، مع التأكيد على ضرورة إبقاء البطاريات في مجال رؤية المسافر لتسهيل رصد أي مشكلة محتملة.

إحصائيات مقلقة وتدابير وقائية

تشير الإحصائيات إلى ارتفاع ملحوظ في عدد حوادث ارتفاع درجة حرارة بطاريات الليثيوم على متن الطائرات. فقد سجلت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية ثلاث حوادث أسبوعياً على مستوى العالم في العام الماضي، مقارنة بأقل من حادثة واحدة أسبوعياً في عام 2018. وهذا يُبرز الحاجة الملحة لتطبيق معايير سلامة صارمة، وتحديث اللوائح المتعلقة بنقل الأجهزة الإلكترونية التي تعمل بالبطاريات. ومنذ عام 2014، حظرت الصين شحن الأجهزة الإلكترونية باستخدام بنوك الطاقة أثناء الرحلات الجوية.

مستقبل سلامة الطيران

يُعدّ الحظر الصيني لبنوك الطاقة غير المعتمدة خطوة هامة في سبيل تعزيز سلامة الطيران، لكنه يُشير أيضاً إلى الحاجة لمزيد من التعاون الدولي لوضع معايير عالمية موحدة لتصنيع واختبار بطاريات الليثيوم. فسلامة المسافرين هي أولوية قصوى، ويتطلب ذلك جهوداً متضافرة من قبل الشركات المصنعة، وهيئات تنظيم الطيران، والمسافرين أنفسهم، لضمان سلامة الرحلات الجوية. يجب على المسافرين الالتزام باللوائح الجديدة، والتحقق من وجود علامة "3C" على بنوك الطاقة قبل استخدامها، والتعامل بحذر مع أي جهاز إلكتروني يعمل ببطارية ليثيوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى