مواصفات هاتف Samsung Galaxy Z Fold 3 ودعمه لقلم S Pen ومقاومة الماء

يمثل هاتف Samsung Galaxy Z Fold 3 نقلة نوعية في عالم الهواتف الذكية القابلة للطي، حيث جمع بين مفهوم الجهاز اللوحي والهاتف في تصميم واحد مبتكر. لم يكن هذا الجهاز مجرد تكرار للأجيال السابقة، بل جاء محملاً بتحسينات جوهرية في المتانة والأداء، بالإضافة إلى تقديم ميزات جديدة تعزز الإنتاجية وتجربة المستخدم بشكل عام. لقد سعت سامسونج من خلاله إلى ترسيخ مكانتها كشركة رائدة في هذا القطاع الناشئ، معالجةً بعض التحديات التي واجهت النماذج الأولى.

التصميم والبناء: هندسة متطورة

يتميز هاتف Galaxy Z Fold 3 بتصميم يجمع بين الأناقة والمتانة، وهو أمر بالغ الأهمية في فئة الهواتف القابلة للطي. استخدمت سامسونج مواد عالية الجودة مثل إطار Armor Aluminum الذي تقول إنه أقوى بنسبة 10% من الألومنيوم المستخدم في الأجيال السابقة. كما تم تعزيز حماية الشاشة الخارجية والغطاء الخلفي باستخدام زجاج Corning Gorilla Glass Victus، الذي يوفر مقاومة محسنة للخدوش والسقوط.

تعد آلية الطي في Z Fold 3 أكثر تطوراً وصلابة، حيث صممت المفصلة لتكون قادرة على تحمل مئات الآلاف من عمليات الفتح والإغلاق. تحتوي المفصلة على آلية "المكنسة" التي تساعد في إبعاد الغبار والجسيمات الدقيقة، مما يقلل من خطر تلف الشاشة الداخلية. هذا التصميم المحسن يمنح المستخدم ثقة أكبر في متانة الجهاز على المدى الطويل، مقارنة بالمخاوف التي كانت تحيط بالأجهزة القابلة للطي في بداياتها.

على الرغم من كونه هاتفاً قابلاً للطي، حافظ Z Fold 3 على وزن معقول نسبياً، حيث يبلغ حوالي 271 جراماً. هذا الوزن قد يبدو ثقيلاً مقارنة بالهواتف التقليدية، لكنه مقبول بالنظر إلى وجود شاشتين كبيرتين وبطارية مزدوجة. أبعاد الجهاز عند الطي تجعله سهل الحمل والاستخدام بيد واحدة، بينما يوفر عند الفتح تجربة استخدام جهاز لوحي كاملة.

الشاشات: تجربة بصرية مزدوجة

يحتوي Galaxy Z Fold 3 على شاشتين متميزتين توفران مرونة كبيرة في الاستخدام. الشاشة الخارجية (Cover Screen) هي شاشة Dynamic AMOLED 2X بقياس 6.2 بوصة، وتأتي بدقة 832 × 2268 بكسل. تتميز هذه الشاشة بمعدل تحديث تكيفي يبلغ 120 هرتز، مما يوفر تجربة سلسة للغاية عند التمرير والتنقل بين التطبيقات، وهي تحسن كبير عن شاشة الجيل السابق التي كانت بمعدل 60 هرتز فقط.

الشاشة الداخلية الرئيسية هي شاشة Dynamic AMOLED 2X مرنة بقياس 7.6 بوصة، وتوفر تجربة مشاهدة غامرة تشبه الجهاز اللوحي. تبلغ دقة هذه الشاشة 1768 × 2208 بكسل، وتدعم أيضاً معدل تحديث تكيفي يبلغ 120 هرتز. هذا المعدل العالي يجعل الألعاب ومقاطع الفيديو تبدو أكثر حيوية وسلاسة، ويساهم في تحسين تجربة القراءة والتصفح على الشاشة الكبيرة.

أحد أبرز التطورات في الشاشة الداخلية هو تقنية الكاميرا تحت الشاشة (Under-Display Camera – UDC). تم وضع كاميرا السيلفي تحت جزء من الشاشة، مما يقلل من الحاجة إلى فتحة أو نوتش تقليدي. على الرغم من أن جودة الصورة من هذه الكاميرا قد لا تضاهي الكاميرات الأمامية التقليدية، إلا أن وجودها يساهم في توفير تجربة شاشة كاملة تقريباً عند استخدام الجهاز مفتوحاً.

الأداء: قوة معالجة رائدة

يعمل هاتف Samsung Galaxy Z Fold 3 بمعالج Qualcomm Snapdragon 888، وهو أحد أقوى المعالجات المتاحة وقت إطلاقه. يوفر هذا المعالج أداءً استثنائياً في التعامل مع المهام المتعددة وتشغيل التطبيقات الثقيلة والألعاب ذات الرسوميات العالية. يضمن المعالج تجربة سلسة وسريعة سواء كان الجهاز مطوياً أو مفتوحاً، مستفيداً من قوة المعالجة لتشغيل شاشتين وميزات متقدمة في وقت واحد.

يقترن المعالج بذاكرة وصول عشوائي (RAM) كبيرة بسعة 12 جيجابايت، مما يسمح للجهاز بالاحتفاظ بالعديد من التطبيقات مفتوحة في الخلفية دون تباطؤ ملحوظ. هذا مهم بشكل خاص في جهاز مثل Z Fold 3 الذي يشجع على استخدام تطبيقات متعددة في نفس الوقت على الشاشة الكبيرة. توفر الذاكرة الكبيرة تجربة استخدام سلسة ومستقرة حتى تحت الضغط الشديد.

يأتي الجهاز بخيارات تخزين داخلية واسعة، عادةً ما تكون 256 جيجابايت أو 512 جيجابايت من نوع UFS 3.1 السريع. هذا النوع من التخزين يوفر سرعات قراءة وكتابة عالية جداً، مما يساهم في تسريع أوقات تحميل التطبيقات ونقل البيانات. عدم وجود فتحة لبطاقة microSD قد يكون قيداً للبعض، لكن سعات التخزين المتاحة كافية لمعظم المستخدمين لتخزين كميات كبيرة من الملفات والوسائط.

الكاميرات: نظام تصوير متعدد الاستخدامات

يحتوي هاتف Galaxy Z Fold 3 على نظام كاميرات خلفي ثلاثي يوفر مرونة كبيرة في التقاط الصور ومقاطع الفيديو. تتكون الكاميرات الخلفية من عدسة واسعة رئيسية بدقة 12 ميجابكسل مع تثبيت بصري للصور (OIS)، وعدسة فائقة الاتساع بدقة 12 ميجابكسل، وعدسة مقربة (Telephoto) بدقة 12 ميجابكسل مع تقريب بصري 2x وتثبيت بصري. هذا التكوين يسمح بالتقاط مجموعة متنوعة من اللقطات، من المناظر الطبيعية الواسعة إلى الصور المقربة.

بالإضافة إلى الكاميرات الخلفية، يحتوي الجهاز على كاميرتين أماميتين. الكاميرا الأولى موجودة على الشاشة الخارجية وتبلغ دقتها 10 ميجابكسل، وهي مثالية لالتقاط صور السيلفي السريعة وإجراء مكالمات الفيديو عندما يكون الجهاز مطوياً. الكاميرا الثانية هي الكاميرا تحت الشاشة (UDC) الموجودة على الشاشة الداخلية، وتبلغ دقتها 4 ميجابكسل.

تستخدم سامسونج معالجة الصور المتقدمة لتحسين جودة الصور الملتقطة من جميع الكاميرات. يمكن الاستفادة من مرونة التصميم لالتقاط صور سيلفي عالية الجودة باستخدام الكاميرات الخلفية والشاشة الخارجية كمعاينة. يوفر نظام الكاميرات أداءً جيداً في ظروف الإضاءة المختلفة، مع التركيز على توفير صور واضحة ومفصلة وألوان حيوية.

البطارية والشحن: طاقة كافية ليوم كامل

يعتمد هاتف Galaxy Z Fold 3 على بطارية مزدوجة بسعة إجمالية تبلغ 4400 مللي أمبير في الساعة. تم تقسيم البطارية إلى قسمين لتحقيق التوازن في الوزن والتوزيع داخل الهيكل القابل للطي. هذه السعة كافية لتشغيل الجهاز ليوم كامل من الاستخدام المعتدل، مع الأخذ في الاعتبار وجود شاشتين كبيرتين ومعدل تحديث مرتفع.

يدعم الجهاز الشحن السلكي السريع بقدرة 25 واط، مما يسمح بشحن البطارية بسرعة نسبية. كما يدعم الشحن اللاسلكي بقدرة 11 واط، والشحن اللاسلكي العكسي بقدرة 4.5 واط. هذه الميزات توفر خيارات متعددة للمستخدمين لإعادة شحن الجهاز بسهولة، سواء باستخدام الكابل أو القاعدة اللاسلكية.

على الرغم من أن سعة البطارية قد لا تبدو الأكبر مقارنة ببعض الهواتف التقليدية، إلا أن إدارة الطاقة المحسنة في معالج Snapdragon 888 وبرامج سامسونج تساعد في تحسين عمر البطارية. قد يلاحظ المستخدمون الذين يستخدمون الشاشة الداخلية بشكل مكثف أو يشغلون الألعاب لفترات طويلة استنزافاً أسرع للبطارية، لكن للاستخدام اليومي المتوازن، يجب أن يصمد الجهاز حتى نهاية اليوم.

الميزات الرئيسية: قلم S Pen ومقاومة الماء

جلب Galaxy Z Fold 3 ميزتين كانتا مطلوبتين بشدة في فئة الهواتف القابلة للطي: دعم قلم S Pen ومقاومة الماء. هاتان الإضافتان عززتا بشكل كبير من قيمة الجهاز ووظائفه، وجعلتاه أكثر جاذبية لشريحة أوسع من المستخدمين، خاصة أولئك الذين يبحثون عن جهاز يجمع بين الإنتاجية والمتانة.

دعم قلم S Pen

يعد دعم قلم S Pen أحد أبرز الميزات الجديدة في Galaxy Z Fold 3. هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها دمج دعم القلم في هاتف قابل للطي من سامسونج. ومع ذلك، يتطلب استخدام القلم مع الشاشة الداخلية المرنة أقلام S Pen مخصصة: إما S Pen Fold Edition أو S Pen Pro. هذه الأقلام مصممة خصيصاً بحافة ناعمة وآلية تحميل زنبركية لحماية الشاشة الداخلية الحساسة.

يوفر قلم S Pen تجربة كتابة ورسم طبيعية على الشاشة الكبيرة، مما يحول Z Fold 3 إلى أداة قوية للإنتاجية والإبداع. يمكن للمستخدمين تدوين الملاحظات بسرعة، الرسم، تحرير المستندات، وحتى التنقل في واجهة المستخدم بدقة أكبر. على الرغم من عدم وجود مكان مخصص لتخزين القلم داخل الجهاز نفسه (يجب شراؤه بشكل منفصل وحمله في حافظة مخصصة)، فإن إضافة هذه الوظيفة تفتح آفاقاً جديدة لاستخدام الجهاز كبديل للجهاز اللوحي.

مقاومة الماء

حقق Galaxy Z Fold 3 إنجازاً هندسياً مهماً بكونه أول هاتف قابل للطي في العالم يحصل على تصنيف مقاومة الماء IPX8. هذا التصنيف يعني أن الجهاز يمكنه تحمل الغمر في الماء العذب حتى عمق 1.5 متر لمدة تصل إلى 30 دقيقة. هذه الميزة توفر راحة بال كبيرة للمستخدمين، حيث تقلل من القلق بشأن تعرض الجهاز للرذاذ أو المطر أو حتى السقوط العرضي في الماء.

من المهم ملاحظة أن تصنيف IPX8 يشير فقط إلى مقاومة الماء، وليس مقاومة الغبار. لا يزال الغبار والجسيمات الدقيقة يمثلان تحدياً للأجهزة القابلة للطي بسبب المفصلة والأجزاء المتحركة. ومع ذلك، فإن إضافة مقاومة الماء تعد خطوة كبيرة نحو زيادة متانة وموثوقية هذه الفئة من الأجهزة، مما يجعلها أكثر عملية للاستخدام اليومي في ظروف متنوعة.

البرمجيات وتجربة المستخدم

يعمل هاتف Galaxy Z Fold 3 بنظام التشغيل Android مع واجهة مستخدم One UI من سامسونج، والتي تم تحسينها بشكل كبير للاستفادة من طبيعة الجهاز القابلة للطي. توفر One UI تجربة سلسة ومتكاملة عبر الشاشتين، مع ميزات مصممة خصيصاً لتعزيز الإنتاجية والمهام المتعددة.

من أبرز هذه الميزات "Multi-Active Window" التي تسمح للمستخدمين بتشغيل ما يصل إلى ثلاثة تطبيقات في وقت واحد على الشاشة الداخلية الكبيرة، بالإضافة إلى تطبيقات إضافية كنوافذ منبثقة. هذا يسهل مقارنة المعلومات، نسخ ولصق المحتوى بين التطبيقات، وإنجاز المهام المعقدة بكفاءة. كما تم تحسين شريط المهام (Taskbar) لتسهيل التبديل السريع بين التطبيقات المستخدمة بكثرة.

وضع Flex Mode هو ميزة أخرى مهمة، حيث يسمح بطي الجهاز بزوايا مختلفة وتحويله إلى وضع شبه محمول. يمكن استخدام هذا الوضع لمشاهدة مقاطع الفيديو، إجراء مكالمات الفيديو، أو التقاط الصور والفيديوهات من زوايا مبتكرة، حيث ينقسم المحتوى بين نصفي الشاشة. هذه المرونة في الاستخدام تجعل Z Fold 3 أكثر من مجرد هاتف أو جهاز لوحي، بل جهاز متعدد الأوضاع يتكيف مع احتياجات المستخدم.

كما تم تحسين دعم التطبيقات لتتوافق بشكل أفضل مع الشاشة الكبيرة والطي. عملت سامسونج مع العديد من المطورين لضمان أن التطبيقات الشائعة تتكيف بشكل صحيح مع الأبعاد المختلفة للشاشة وتدعم ميزات مثل Multi-Active Window وFlex Mode. هذا التوافق المتزايد يعزز من فائدة الشاشة الداخلية الكبيرة ويجعل تجربة استخدام التطبيقات عليها أكثر سلاسة ومتعة.

في الختام، يمثل هاتف Samsung Galaxy Z Fold 3 قفزة نوعية في تطور الهواتف القابلة للطي، مقدماً مزيجاً فريداً من الابتكار والمتانة والإنتاجية. مع شاشاته المزدوجة عالية الجودة، وأدائه القوي، ودعم قلم S Pen، ومقاومة الماء، عزز الجهاز مكانته كخيار رائد في فئته. على الرغم من سعره المرتفع وبعض التحديات المتبقية مثل وضوح الكاميرا تحت الشاشة وعدم وجود مكان مخصص للقلم، إلا أن Z Fold 3 أثبت أن الهواتف القابلة للطي ليست مجرد مفهوم مستقبلي، بل أصبحت أجهزة عملية وقادرة على تلبية احتياجات المستخدمين الأكثر تطلباً اليوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى