السعودية والإمارات ضمن أفضل 20 دولة في الذكاء الاصطناعي: تطور مذهل ونجاح عالمي

السعودية والإمارات تقتحمان قائمة العشرين الأوائل عالمياً في استقطاب مواهب الذكاء الاصطناعي

مواهب الذكاء الاصطناعي: كيف تغير مستقبل التقنية؟

📋جدول المحتوي:

مؤشر التنافسية العالمي للذكاء الاصطناعي: نظرة عامة – دليل مواهب الذكاء الاصطناعي

يُعد مؤشر التنافسية العالمي للذكاء الاصطناعي (Global AI Competitiveness Index) بمثابة أداة تحليلية شاملة تقيم قدرة الدول على تطوير ونشر تقنيات الذكاء الاصطناعي. ويعتمد المؤشر على مجموعة واسعة من العوامل، بما في ذلك رأس المال البشري، والبحث والتطوير، والبيئة التنظيمية، والبنية التحتية، والبيانات. ويوفر هذا المؤشر رؤى قيمة حول نقاط القوة والضعف لدى كل دولة، مما يساعد على تحديد الاتجاهات والفرص في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم.

السعودية والإمارات: صعود صاروخي في مجال الذكاء الاصطناعي

وفقاً لنتائج مؤشر التنافسية العالمي للذكاء الاصطناعي، فقد تم تصنيف المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ضمن أفضل 20 دولة على مستوى العالم من حيث كثافة المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي. وقد تفوقت الدولتان على العديد من الدول المتقدمة في هذا المجال، مثل إيطاليا وروسيا، مما يعكس التزامهما القوي بتنمية القدرات الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي.

تمتلك الإمارات والسعودية 0.7% و0.4% على التوالي من إجمالي المواهب العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي. وعلى الرغم من أن هذه النسب قد تبدو صغيرة، إلا أنها تعكس جهوداً مكثفة في بناء نظام بيئي قوي للذكاء الاصطناعي، وجذب أفضل العقول في هذا المجال.

الجهود المشتركة: المنتدى المالي الدولي ومجموعة المعرفة العميقة في الذكاء الاصطناعي

صدر هذا التقرير الهام نتيجة لجهود تعاونية بين جهتين بارزتين: المنتدى المالي الدولي (IFF) ومجموعة المعرفة العميقة (DKG).

  • المنتدى المالي الدولي (IFF): منظمة غير حكومية وغير ربحية تأسست في عام 2003 بمبادرة من دول مجموعة العشرين والمنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي. يهدف المنتدى إلى تعزيز التعاون المالي والاقتصادي العالمي، وتقديم رؤى وتحليلات حول القضايا الاقتصادية والمالية الهامة.

  • مجموعة المعرفة العميقة (DKG): مركز أبحاث عالمي رائد متخصص في أبحاث الذكاء الاصطناعي والابتكار. يركز المركز على تعزيز التقدم في التكنولوجيا والرعاية الصحية والقطاعات الاستراتيجية الأخرى، من خلال إجراء البحوث المتطورة وتقديم الاستشارات للجهات الحكومية والخاصة.

جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (KAUST): منارة للتميز في الذكاء الاصطناعي

في إنجاز تاريخي، دخلت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (KAUST) ضمن قائمة أفضل 150 جامعة على مستوى العالم في إعداد وتخريج مواهب الذكاء الاصطناعي. وهذا الإنجاز يمثل قفزة نوعية في مسيرة المملكة نحو الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت الجامعة الأعلى تصنيفاً في الشرق الأوسط في هذا المجال.

يعكس هذا النجاح الجهود الدؤوبة التي تبذلها المملكة في تطوير البنية التحتية التعليمية والبحثية، واستقطاب الكفاءات العالمية، وتوفير بيئة محفزة للابتكار.

استثمارات ضخمة: محرك النمو في مجال الذكاء الاصطناعي

أدركت المملكة العربية السعودية أهمية الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي كأحد الركائز الأساسية لتحقيق رؤية 2030. وقد قامت المملكة بضخ استثمارات ضخمة في هذا المجال، شملت:

  • شراكات استراتيجية مع الجامعات العالمية: استثمرت المملكة 20 مليار دولار في شراكات مع جامعات مرموقة مثل جامعة ستانفورد، بهدف تأسيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (KAUST)، التي تضم أحد أبرز مختبرات بحوث الذكاء الاصطناعي في العالم. تهدف هذه الشراكات إلى نقل المعرفة والخبرات، وتدريب الكوادر الوطنية، وتعزيز البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي.

  • برامج تدريبية مكثفة: أطلقت المملكة برامج تدريبية طموحة مثل برنامج "10.000 مبرمج"، بهدف تزويد الشباب السعودي بالمهارات اللازمة للمشاركة في الثورة الرقمية. تركز هذه البرامج على تدريب الشباب على أحدث التقنيات في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعزيز قدراتهم على الابتكار والإبداع.

  • مشاريع استراتيجية كبرى: تولي المملكة اهتماماً كبيراً بالمشاريع الاستراتيجية الكبرى مثل "نيوم"، والتي تمثل نموذجاً للمدن الذكية المستقبلية. تعتبر البنية التحتية للذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من هذه المشاريع، حيث تخصص لها أكثر من 30% من الميزانية الإجمالية.

رؤية 2030: الذكاء الاصطناعي كركيزة أساسية للتحول الاقتصادي

تعتبر رؤية المملكة 2030 بمثابة خارطة طريق شاملة لتحقيق التنمية المستدامة والتنوع الاقتصادي. وقد تم تحديد الذكاء الاصطناعي كأحد الركائز السبع الأساسية للتحول الاقتصادي الوطني.

تهدف المملكة إلى تحقيق الأهداف التالية في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030:

مواهب الذكاء الاصطناعي - صورة توضيحية

  • استقطاب استثمارات ضخمة: تسعى المملكة إلى استقطاب استثمارات بقيمة 20 مليار دولار في مجال الذكاء الاصطناعي.
  • خلق فرص عمل جديدة: تهدف المملكة إلى خلق 200,000 وظيفة عالية التقنية في مجال الذكاء الاصطناعي.
  • الريادة العالمية: تهدف المملكة إلى أن تصبح واحدة من أفضل 10 دول في العالم في مجال أبحاث وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.

الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (SDAIA): قيادة التحول الرقمي

تلعب الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (SDAIA) دوراً محورياً في قيادة الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي. تتولى الهيئة مسؤولية وضع السياسات واللوائح التنظيمية، وتنسيق الجهود الوطنية، وتعزيز التعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص.

تتميز الهيئة بالمرونة والسرعة في اتخاذ القرارات، حيث تتم الموافقة على المشاريع الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي عادةً في غضون 30 يوماً.

الصناديق السيادية: دعم نمو الذكاء الاصطناعي

تلعب الصناديق السيادية دوراً حيوياً في دعم نمو الذكاء الاصطناعي في المملكة. فقد أطلق صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) صندوقاً استثمارياً بقيمة 1.5 مليار دولار يركز على الاستثمار في مشاريع الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة.

نيوم: مدينة المستقبل الذكية

تعتبر مدينة "نيوم" مشروعاً طموحاً يهدف إلى بناء مدينة ذكية ومستدامة على ساحل البحر الأحمر. تمثل البنية التحتية للذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من هذا المشروع، حيث تهدف "نيوم" إلى أن تكون نموذجاً للمدن الذكية المستقبلية التي تعتمد على التقنيات المتقدمة لتحسين جودة الحياة وتعزيز الاستدامة.

حوافز استثنائية: استقطاب أفضل المواهب العالمية

تقدم المملكة العربية السعودية حوافز استثنائية لجذب أفضل المواهب العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك:

  • رواتب مجزية: تقدم المملكة أعلى العروض الوظيفية للمواهب في الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، حيث يتقاضى العلماء البارزون راتباً سنوياً متوسطاً قدره 420,000 دولار، معفى من الضرائب.
  • مكافآت مغرية: تقدم "نيوم" مكافآت عند توقيع العقود تصل إلى 5 مليون دولار لقادة في مجال الذكاء الاصطناعي.
  • دعم تعليمي: تقدم المملكة إعانات كاملة لتعليم أطفال العاملين في مجال الذكاء الاصطناعي.
  • تسهيلات الإقامة: قدمت المملكة برامج إقامة وتخفيف القيود الثقافية، خاصة في مناطق مثل "نيوم"، لتسهيل إقامة الخبراء الأجانب وعملهم في بيئة تجمع بين أسلوب حياتهم والنسيج الثقافي للمملكة.

ذا لاين: مدينة المستقبل التي يديرها الذكاء الاصطناعي

تعتبر مدينة "ذا لاين" في منطقة "نيوم" أول مدينة على صعيد العالم يتم التحكم فيها بواسطة الذكاء الاصطناعي. ستعتمد المدينة على تقنيات الذكاء الاصطناعي لإدارة جميع جوانب الحياة، بما في ذلك النقل والطاقة والخدمات الأخرى.

الإمارات العربية المتحدة: رؤية طموحة للريادة في الذكاء الاصطناعي

تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة المملكة العربية السعودية في رؤيتها الطموحة للريادة في مجال الذكاء الاصطناعي. وقد اتخذت الإمارات خطوات كبيرة في هذا المجال، بما في ذلك:

  • الاستثمار في البنية التحتية: استثمرت الإمارات بكثافة في تطوير البنية التحتية الرقمية، بما في ذلك شبكات الجيل الخامس (5G) ومراكز البيانات.
  • تطوير السياسات واللوائح: وضعت الإمارات سياسات ولوائح تنظيمية لدعم نمو الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي.
  • جذب المواهب والاستثمارات: تعمل الإمارات على جذب أفضل المواهب والاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال توفير بيئة عمل محفزة وتقديم حوافز مغرية.

التحديات والفرص: نظرة مستقبلية

على الرغم من التقدم الكبير الذي أحرزته المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي، إلا أن هناك بعض التحديات التي يجب معالجتها، بما في ذلك:

  • ندرة المواهب: لا يزال هناك نقص في المواهب المؤهلة في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يتطلب الاستمرار في الاستثمار في التعليم والتدريب.
  • البيانات: يعتمد الذكاء الاصطناعي على البيانات، مما يتطلب جمع البيانات وتنظيمها بشكل فعال.
  • الأخلاقيات: يجب وضع إطار أخلاقي للذكاء الاصطناعي لضمان استخدامه بشكل مسؤول وعادل.

على الرغم من هذه التحديات، فإن الفرص في مجال الذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة هائلة. ومع استمرار الاستثمار في هذا المجال، يمكن للدولتين أن تصبحا قادة عالميين في مجال الذكاء الاصطناعي، والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار الاقتصادي.

الخلاصة: مستقبل مشرق للذكاء الاصطناعي في المنطقة

إن دخول المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ضمن قائمة العشرين الأوائل عالمياً في استقطاب مواهب الذكاء الاصطناعي يمثل علامة فارقة في مسيرة الدولتين نحو تحقيق رؤيتهما الطموحة. ومن خلال الاستثمارات الضخمة، وتطوير البنية التحتية، وجذب أفضل المواهب، فإن الدولتين تمهدان الطريق لمرحلة جديدة من النمو والازدهار في المنطقة. ومع استمرار التزامهما بالابتكار والتميز، فمن المتوقع أن تلعب المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة دوراً قيادياً في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى