ميتا تجمع بياناتك.. لكنها قابلة للحماية

فضيحة ميتا: انتهاك الخصوصية عبر أساليب مُحكمة

كشفت تقارير حديثة عن استخدام شركة ميتا، المالكة لمنصات فيسبوك وإنستغرام، لأساليب مُتقنة لجمع بيانات مستخدميها على أجهزة الأندرويد، في انتهاك صارخ لخصوصيتهم. وقد وصف خبراء هذه الأساليب بأنها مُشابهة لتلك التي يستخدمها المحتالون الرقميون، حيث تمكنت ميتا من تتبع سجلات تصفح الإنترنت بشكل سري، دون علم المستخدمين أو حتى شركة جوجل، مالكة نظام أندرويد.

التفاصيل التقنية للانتهاك

لم تكتشف هذه الممارسات إلا بعد نشر باحثين نتائج أبحاثهم، حيث أظهرت أن تطبيقات فيسبوك وإنستغرام استخدمت "بابًا خلفيًا رقميًا" لجمع البيانات على مدار أشهر. وتعتمد هذه التقنية على شيفرات برمجية مُدمجة في تطبيقات ميتا، تُشبه إلى حد كبير البرمجيات الخبيثة، تتجاوز آليات حماية الخصوصية المُضمنة في نظام أندرويد. تجمع هذه الشيفرات معلومات حساسة مثل سجلات تصفح المستخدم، مواقعه الإلكترونية المُفضلة، وحتى بياناته المالية كالدخل والمشتريات عبر الإنترنت. يُستخدم هذا البرنامج، المعروف باسم "Meta Pixel"، لبناء ملفات تعريف مُستخدم مُفصلة لأغراض الإعلان المُستهدف. ولم تكن هذه الممارسات حكرًا على ميتا فقط، بل شملت أيضًا شركة ياندكس الروسية، مما يُشير إلى مشكلة أوسع نطاقًا في صناعة التكنولوجيا.

ردود الفعل ونتائجها

أثارت هذه الفضيحة غضبًا واسعًا، حيث وصف بيتر دولانجسكي، مدير المنتجات في شركة DuckDuckGo المُختصة بالخصوصية، ما حدث بأنه "انتهاك صارخ لتوقعات الناس الأساسية". كما أعلنت جوجل أن سلوكيات ميتا وياندكس "تنتهك بشكل صارخ مبادئ الأمن والخصوصية" الخاصة بها. من جانبها، أعلنت ميتا أنها أوقفت هذه الممارسات، مُبررة ذلك بـ"سوء تفاهم محتمل بشأن تطبيق سياساتها"، مما يُثير تساؤلات حول مدى فعالية إجراءات حماية البيانات التي تتبناها الشركات التقنية الكبرى.

كيف تُحمي نفسك من هذه الممارسات؟

لم يكن أي إعداد للخصوصية كافيًا لمنع ميتا وياندكس من جمع هذه البيانات، مما يُبرز أهمية اتخاذ إجراءات وقائية إضافية. تُعدّ هذه الفضيحة فرصةً لرفع مستوى الوعي بأهمية حماية الخصوصية الرقمية، وتعزيز المعرفة بالطرق المُتاحة للحفاظ على بياناتك الشخصية آمنة.

نصائح عملية لحماية خصوصيتك:

تغيير متصفح الإنترنت: يُنصح بتجنب استخدام متصفح جوجل كروم، نظرًا لعدم قدرته على حظر العديد من طرق التتبع المُستخدمة من قبل الشركات. بدلًا من ذلك، يُمكن استخدام متصفحات مثل فايرفوكس، بريف، أو DuckDuckGo، التي تُقدم مستوى أعلى من حماية الخصوصية عن طريق حظر العديد من تقنيات التتبع. وإذا كنت تستخدم هاتف أندرويد، يُمكنك تعيين أحد هذه المتصفحات كمتصفح افتراضي.

استخدام مواقع الويب بدلًا من التطبيقات: عند إمكانية ذلك، يُفضل استخدام مواقع الويب بدلًا من التطبيقات، حيث تمتلك مواقع الويب صلاحيات أقل في الوصول إلى معلوماتك الشخصية مقارنة بالتطبيقات. هذا الأمر يُصبح أكثر أهمية عند التعامل مع معلومات حساسة مثل بيانات بطاقات الائتمان أو معلومات شخصية أخرى.

حذف تطبيقات ميتا وياندكس: يُنصح بحذف تطبيقات ميتا وياندكس من هواتفك، إذ تمنح هذه التطبيقات للشركات صلاحيات واسعة لجمع معلوماتك، بما في ذلك موقعك الجغرافي، مستوى بطارية هاتفك، وحتى الأجهزة الأخرى المُتصلة بشبكة الواي فاي المنزلية.

البحث عن البدائل: يُمكن البحث عن بدائل لتطبيقات ميتا و ياندكس، والتي تُقدم نفس الوظائف مع مستوى أعلى من الخصوصية. تُعتبر هذه الخطوة ضرورية لحماية بياناتك الشخصية من الاستغلال.

تحديث إعدادات الخصوصية: يجب عليك بشكل دوري مراجعة وإعادة ضبط إعدادات الخصوصية على جميع منصات التواصل الاجتماعي، والتطبيقات، والمتصفحات التي تستخدمها.

الخاتمة

تُظهر فضيحة ميتا مدى سهولة انتهاك خصوصية المستخدمين، حتى من قبل الشركات التقنية الكبرى. ولكن من خلال اتباع هذه النصائح، يُمكن للمستخدمين تعزيز حماية بياناتهم الشخصية والحد من مخاطر تتبعهم عبر الإنترنت. يجب أن يُشجع هذا الحدث على زيادة الوعي بأهمية الخصوصية الرقمية، ودفع الشركات إلى تبني ممارسات أكثر شفافية واحترامًا لخصوصية المستخدمين. يُعتبر هذا الموضوع مُهمًا بشكل خاص في ظلّ التطور المُتسارع للتكنولوجيا وزيادة استخدام الهواتف الذكية في جميع جوانب الحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى