ميدجورني تدخل عالم الفيديو: نموذج V1 يحول الصور إلى أفلام قصيرة بتقنية الذكاء الاصطناعي

ميدجورني تقتحم عالم الفيديو بالذكاء الاصطناعي: نظرة شاملة على نموذج V1 الجديد
أعلنت شركة "ميدجورني" (Midjourney)، الرائدة في مجال توليد الصور بالذكاء الاصطناعي، عن إطلاق نموذجها الجديد لتوليد الفيديو بالذكاء الاصطناعي، والذي يحمل اسم "V1". يمثل هذا الإعلان خطوة مهمة للشركة، حيث تتوسع من مجال توليد الصور الثابتة إلى عالم الفيديو الديناميكي، مما يضعها في منافسة مباشرة مع عمالقة الصناعة مثل "أوبن إيه آي" (OpenAI) و"رنواي" (Runway) و"أدوبي" (Adobe) و"جوجل". في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل كل ما تحتاج معرفته عن نموذج V1 الجديد، وكيف سيؤثر على المستخدمين والمشهد التنافسي في مجال الذكاء الاصطناعي.
ما هو نموذج V1 وكيف يعمل؟
يعتمد نموذج V1 على تقنية "تحويل الصورة إلى فيديو" (Image-to-Video)، حيث يمكن للمستخدمين تحميل صورة – سواء كانت من إنتاج نماذج ميدجورني الأخرى أو من أي مصدر آخر – ليقوم النموذج بإنشاء مجموعة من أربعة مقاطع فيديو مدة كل منها خمس ثوانٍ. هذه المقاطع تعتمد على الصورة الأصلية، وتحاول إضفاء الحيوية عليها من خلال الحركة والتغييرات الديناميكية.
الواجهة المستخدمة لـ V1 لا تختلف كثيراً عن طريقة استخدام نماذج ميدجورني لتوليد الصور، حيث يتم الوصول إليها عبر منصة "ديسكورد" (Discord) فقط، وذلك في الوقت الحالي. هذه الخطوة تعكس استراتيجية ميدجورني في الحفاظ على سهولة الاستخدام والتركيز على مجتمع المستخدمين الحالي.
إعدادات التحكم في الفيديو: خيارات إبداعية للمستخدم
يوفر نموذج V1 للمستخدمين بعض الإعدادات المخصصة التي تتيح لهم التحكم في مخرجات الفيديو. يمكن للمستخدمين الاختيار بين:
- إعدادات الرسوم المتحركة التلقائية: تسمح هذه الإعدادات بتحريك الصورة بشكل عشوائي، مما يضيف عنصراً من المفاجأة والإبداع إلى الفيديو.
- الإعدادات اليدوية: تتيح هذه الإعدادات للمستخدمين وصف الرسوم المتحركة المحددة التي يرغبون في إضافتها إلى الفيديو باستخدام النصوص. هذه الميزة تمنح المستخدمين مزيداً من التحكم في العملية الإبداعية.
- التحكم في حركة الكاميرا والموضوع: يمكن للمستخدمين تحديد مستوى الحركة في الفيديو، سواء كانت منخفضة أو عالية، مما يؤثر على ديناميكية الفيديو وإحساسه العام.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمستخدمين تمديد مدة مقاطع الفيديو، حيث يمكنهم إضافة أربع ثوانٍ إضافية حتى أربع مرات، مما يسمح بإنشاء مقاطع فيديو تصل مدتها إلى 21 ثانية.
الأسعار والاشتراكات: كيف يمكن للمستخدمين تجربة V1؟
تتبع ميدجورني نموذج اشتراك قائم على الدفع، وهو نفس النموذج المستخدم لخدمات توليد الصور. في الوقت الحالي، تبلغ تكلفة توليد الفيديو باستخدام V1 ثمانية أضعاف تكلفة توليد صورة واحدة. هذا يعني أن المشتركين سيستهلكون حصصهم الشهرية من التوليد بسرعة أكبر عند إنشاء مقاطع فيديو.
الخطة الأساسية لتجربة V1 هي الاشتراك في خطة "Basic" التي تبلغ تكلفتها 10 دولارات أمريكية شهرياً. أما المشتركون في خطتي "Pro" (60 دولاراً أمريكياً شهرياً) و"Mega" (120 دولاراً أمريكياً شهرياً) فسوف يحصلون على توليد فيديو غير محدود في وضع "Relax" الأبطأ.
من المتوقع أن تعيد ميدجورني تقييم أسعارها لنموذج الفيديو خلال الشهر القادم، مما يشير إلى أن الشركة قد تجري تعديلات على هيكل التسعير بناءً على استجابة المستخدمين والطلب على الخدمة.
ميدجورني في مواجهة المنافسة: من هم المنافسون الرئيسيون؟
يدخل إطلاق V1 ميدجورني في منافسة مباشرة مع الشركات الرائدة في مجال توليد الفيديو بالذكاء الاصطناعي. من بين أبرز المنافسين:
- أوبن إيه آي (OpenAI): الشركة المطورة لنموذج Sora، والذي أحدث ضجة كبيرة في الصناعة بقدرته على إنشاء مقاطع فيديو واقعية وطويلة.
- رنواي (Runway): تقدم منصة شاملة لتوليد وتحرير الفيديو بالذكاء الاصطناعي، مع نموذج Gen-4 الذي يتميز بقدرات متقدمة.
- أدوبي (Adobe): من خلال برنامج Firefly، تقدم أدوبي أدوات توليد الفيديو بالذكاء الاصطناعي المدمجة في مجموعة برامجها الإبداعية.
- جوجل (Google): من خلال نموذج Veo 3، تسعى جوجل إلى دخول السوق بقوة، مع التركيز على جودة الفيديو وسهولة الاستخدام.
تتميز هذه الشركات بقدرات متقدمة في مجال توليد الفيديو بالذكاء الاصطناعي، مما يشكل تحدياً كبيراً لميدجورني. ومع ذلك، تتمتع ميدجورني بميزة تنافسية في مجتمع المستخدمين النشط والتركيز على الجانب الإبداعي.
التحديات القانونية: ميدجورني في مرمى انتقادات هوليوود
بالتزامن مع إطلاق V1، تواجه ميدجورني تحديات قانونية كبيرة. فقد رفعت استوديوهات هوليوود الشهيرة مثل "ديزني" و"يونيفرسال" دعوى قضائية ضد الشركة، متهمة إياها باستخدام شخصيات محمية بحقوق الطبع والنشر في الصور التي يتم إنشاؤها بواسطة نماذج ميدجورني.
هذه الدعوى تعكس المخاوف المتزايدة في هوليوود بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على صناعة الترفيه. تخشى الاستوديوهات أن تحل أدوات الذكاء الاصطناعي محل أو تقلل من قيمة عمل المبدعين في مجالاتهم. كما أن هناك جدلاً حول ما إذا كانت هذه الأدوات تستخدم أعمالاً محمية بحقوق الطبع والنشر لتدريب نماذجها.
تحاول ميدجورني أن تميز نفسها عن الشركات الأخرى في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال التركيز على الإبداع بدلاً من التطبيقات التجارية المباشرة. ومع ذلك، فإن هذه الاتهامات تشكل تحدياً كبيراً للشركة، وقد تؤثر على قدرتها على النمو والتوسع في المستقبل.
مستقبل ميدجورني: نحو محاكاة العالم الحقيقي
يضع إطلاق V1 ميدجورني على مسار جديد في عالم الذكاء الاصطناعي. يهدف الرئيس التنفيذي للشركة، ديفيد هولز، إلى أن يكون نموذج الفيديو هو الخطوة التالية نحو تحقيق رؤية الشركة النهائية: إنشاء نماذج ذكاء اصطناعي "قادرة على محاكاة العالم المفتوح في الوقت الفعلي".
بعد نماذج الفيديو، تخطط ميدجورني لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي لإنتاج عروض ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى نماذج ذكاء اصطناعي تعمل في الوقت الفعلي. هذا يشير إلى طموحات الشركة الكبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، ورغبتها في أن تصبح رائدة في هذا المجال.
الخلاصة: هل يمثل V1 بداية عهد جديد؟
يمثل إطلاق نموذج V1 خطوة مهمة لميدجورني، حيث يفتح الباب أمام إمكانيات إبداعية جديدة للمستخدمين. على الرغم من المنافسة الشديدة والتحديات القانونية، فإن ميدجورني تتمتع بميزة تنافسية في مجتمع المستخدمين النشط والتركيز على الإبداع.
من خلال تقديم أدوات سهلة الاستخدام وقوية، تسعى ميدجورني إلى تمكين المستخدمين من التعبير عن إبداعهم بطرق جديدة ومبتكرة. ومع ذلك، فإن نجاح V1 يعتمد على قدرة الشركة على التغلب على التحديات القانونية والمنافسة الشديدة في السوق.
بشكل عام، يمثل V1 بداية عهد جديد لميدجورني، ويوفر لمحة عن مستقبل الذكاء الاصطناعي في مجال الفيديو. ومع استمرار تطور التكنولوجيا، من المتوقع أن نشهد المزيد من الابتكارات والتحسينات في هذا المجال، مما سيغير الطريقة التي ننتج بها ونستهلك بها الفيديو.