ميديا تيك تتربع على عرش معالجات الهواتف

هيمنة ميديا تيك على سوق معالجات الهواتف الذكية في الربع الأول من عام 2025
صعود مفاجئ لميديا تيك وتراجع منافسيها
أحدث تقرير من شركة "Counterpoint Research" المتخصصة في أبحاث السوق، أحدث زلزالا في عالم صناعة الهواتف الذكية، مُعلنًا عن سيطرة شركة ميديا تيك (MediaTek) على سوق معالجات الهواتف الذكية (SoC) عالميًا خلال الربع الأول من عام 2025. فقد حصدت ميديا تيك حصة سوقية ضخمة بلغت 26% من إجمالي الشحنات العالمية، متفوقة على عملاق الرقائق الأمريكية كوالكوم. هذا التقدم الملحوظ لم يكن وليد الصدفة، بل نتاج استراتيجية ناجحة وطلب متزايد على رقاقاتها. ووفقًا لتقرير نشرته Gizmochina، يعود الفضل في هذا النجاح جزئيًا إلى معالج Dimensity 8400 الذي عزز من حضور ميديا تيك في قطاع الهواتف المتوسطة والراقية، مُعوضًا بذلك عن التراجع الطفيف في فئة الهواتف المتميزة.
تفاصيل النتائج المذهلة
لم يقتصر الأمر على ميديا تيك فقط. فقد أظهر التقرير صورة متغيرة لسوق المعالجات، مُسلطًا الضوء على أداء الشركات الأخرى. فقد احتلت كوالكوم المركز الثاني بحصة سوقية بلغت 28%، رغم ثبات شحناتها مقارنة بالربع السابق. يُعزى هذا الثبات إلى استمرار الطلب على معالجاتها المتطورة، لا سيما معالج Snapdragon 8 Elite، الذي يُعتبر الخيار المفضل للعديد من الهواتف الرائدة في عام 2025، بل وحتى المعالج الحصري لسلسلة Galaxy S25 من سامسونج. كما ساهم معالج Snapdragon 8 Gen 3 في تعزيز مكانة كوالكوم في السوق.
أبل وسامسونج و Unisoc: منافسة شرسة
في المركز الثالث جاءت شركة أبل بحصة سوقية وصلت إلى 17%، مدعومةً بنجاح هاتف iPhone 16e الذي يعمل بمعالج A18. مع ذلك، أشار التقرير إلى أن التباطؤ الموسمي أثر سلبًا على نموها ربع السنوي. أما Unisoc فقد احتلت المركز الرابع بنسبة 10%، مع انخفاض في شحناتها بسبب ضعف الطلب على شرائح LTE، رغم تميزها في فئة الهواتف الأقل من 99 دولارًا. وجاءت سامسونج في المركز الخامس بنسبة 5%، مسجلة نموًا طفيفًا بفضل هواتف Galaxy A56 و A16 5G التي تعمل بمعالجات Exynos 1580 و 1330 على التوالي، بالإضافة إلى الطلب القوي على سلسلة Galaxy A26 التي تستخدم معالج Exynos 1380.
تحليل أداء الشركات المتنافسة
يُظهر هذا التقرير بوضوح مدى التنافس الشديد في سوق معالجات الهواتف الذكية، والتغيرات السريعة التي تشهدها هذه الصناعة. فقد أظهرت ميديا تيك قدرة كبيرة على المنافسة، مُستفيدة من الطلب المتزايد على رقاقاتها عالية الأداء وبأسعارها التنافسية. بينما حافظت كوالكوم على مكانتها الرائدة بفضل معالجاتها المتطورة الموجهة للهواتف الرائدة. أما أبل، فقد استمرت في تحقيق نجاح كبير بفضل نظامها الإيكولوجي المتكامل. في حين واجهت Unisoc تحديات بسبب ضعف الطلب على شرائح LTE، إلا أنها حافظت على مكانتها في فئة الهواتف الاقتصادية. أما سامسونج، فقد حققت نموًا محدودًا بفضل هواتفها المتوسطة المدعومة بمعالجات Exynos.
هواوي: التحديات والصمود
في المركز السادس، أتت شركة هواوي هاي سيليكون بحصة سوقية بلغت 4%، مع انخفاض في شحناتها ربع السنوي. ومع ذلك، استمرت هواوي في الاستفادة من ولاء عملائها في السوق المحلية الصينية، مدعومةً بسلسلة هواتف نوفا 13 المزودة بمعالج Kirin 8010 والهاتف الرائد Mate 70 الذي يعمل بمعالج Kirin 9020. تُظهر هذه النتائج قدرة هواوي على الصمود رغم التحديات التي تواجهها في السوق العالمية.
مستقبل سوق معالجات الهواتف الذكية
يُشير هذا التقرير إلى تحول كبير في سوق معالجات الهواتف الذكية، مع صعود ميديا تيك وتنافس شرس بين كوالكوم وأبل وسامسونج. من المتوقع أن يستمر هذا التنافس في السنوات القادمة، مع دخول لاعبين جدد وتطورات تقنية مستمرة. ستكون الابتكارات في مجال سرعة المعالجة، وكفاءة الطاقة، والتصميم عوامل حاسمة في تحديد المُنتصر في هذه الحرب التقنية. كما أن الأسعار ستلعب دورًا مهمًا، خاصةً في فئة الهواتف الاقتصادية.
الخلاصة: معركة مستمرة
يُلخص هذا التقرير صورة ديناميكية لسوق معالجات الهواتف الذكية، حيث تتغير المعادلة بشكل سريع. فقد أثبتت ميديا تيك قدرتها على التنافس، بينما تُواصل الشركات الأخرى سعيها لتحسين منتجاتها والبقاء في سباق التطور التكنولوجي. المستقبل يبقى مُشوقًا، وننتظر بفارغ الصبر ما ستشهده الشهور والسنوات القادمة من تطورات مُذهلة في هذا المجال.