مُلصقات أبل الأوروبية تُحرجها

ملصقات الاتحاد الأوروبي الجديدة تُثير جدلاً واسعاً مع أبل
معركة المواصفات: أبل تنتقد معايير تقييم أداء الهواتف الذكية الجديدة
بدأ تطبيق لائحة الاتحاد الأوروبي الجديدة لتقييم أداء الهواتف الذكية في 20 يونيو، مما أثار جدلاً واسعاً، خاصةً مع شركة أبل التي عبّرت عن تحفظاتٍ كبيرةٍ بشأن منهجية الاختبارات المُعتمدة. فرضت اللائحة على شركات تصنيع الهواتف، بما في ذلك أبل، وضع ملصقاتٍ على علب منتجاتها تُفصّل مواصفاتٍ تقنية دقيقة لم تكن متاحة للمستهلكين بهذه الشفافية من قبل. تُعتبر هذه الخطوة جزءًا من جهود الاتحاد الأوروبي لتعزيز الشفافية وحماية المستهلك، لكنها أثارت تساؤلاتٍ حول دقة المعايير المُعتمدة ومدى فعاليتها.
تفاصيل الملصقات الجديدة: شفافية أم تحديات؟
تتضمن الملصقات الجديدة معلوماتٍ جوهرية حول أداء الجهاز، منها:
عمر البطارية: يُحدد عدد ساعات ودقائق عمل البطارية قبل الحاجة لإعادة الشحن. وهذا يُعتبر معيارًا مهمًا للمستهلكين الذين يبحثون عن عمر بطارية طويل.
دورات الشحن: يُشير هذا إلى عدد مرات شحن البطارية حتى تنخفض قدرتها إلى 80% من سعتها الأصلية. وهو مؤشر على مدى عمر البطارية على المدى الطويل.
مقاومة السقوط: يُقسّم هذا المعيار مقاومة الجهاز للسقوط من ارتفاعات محددة، ويُعبر عنه عادةً بمقياس رقمي أو تصنيف حرفي.
قابليّة الإصلاح: تُشير هذه النقطة إلى سهولة إصلاح الجهاز في حالة حدوث عطل، وهي معيارٌ يُعزز من الاستدامة البيئية.
مقاومة الشاشة للخدش: يُقاس هذا المعيار بمقياس موس للصلابة، وهو مقياسٌ يُحدد مقاومة المواد للخدش.
توفر تحديثات الأمان: وهو مؤشرٌ مهمّ لضمان أمان الجهاز وحمايته من التهديدات الإلكترونية.
إضافةً إلى الملصقات، تتضمن اللائحة توفير ورقةٍ مفصلة تحتوي على بيانات تقنية أكثر دقة، مما يُمكّن المستهلكين من اتخاذ قراراتٍ مُستنيرة عند شراء هواتفهم الذكية.
أبل تعترض: منهجيات اختبار "غامضة" و"غير قابلة للتكرار"
لم تتردد أبل في التعبير عن عدم رضاها عن منهجية الاختبارات المُعتمدة في اللائحة الأوروبية. فقد وصفت الشركة بعض المعايير بـ"الغامضة" و"غير القابلة للتكرار بدقة"، مُقدمةً تقريراً مفصلاً من 44 صفحة يوضح تحفظاتها. وقد لجأت أبل، كإجراء احترازي لتجنب أي تضليل محتمل، إلى خفض تقييم بعض منتجاتها على الملصقات.
نقاط الخلاف الرئيسية بين أبل والاتحاد الأوروبي:
مقياس كفاءة الطاقة: تُشير أبل إلى أن مقياس كفاءة الطاقة لا يأخذ في الحسبان حجم الشاشة أو دقتها أو تقنيات العرض، مما يُؤدي إلى تقييمٍ غير دقيق للأجهزة المتطورة ذات الشاشات عالية الدقة.
اختبارات السقوط: تُعاني اختبارات السقوط، بحسب أبل، من تفاوتٍ كبير في النتائج بسبب قلة العينة المستخدمة (5 أجهزة فقط) واختلاف خصائص السطح المستخدم في الاختبار. وقد أظهرت نتائج اختبارات مستقلة تفاوتًا يصل إلى ثلاث درجات كاملة في التقييم.
تركيز غير واقعي على سقوط الجهاز من الزوايا: ترى أبل أن التركيز على سقوط الجهاز من الزوايا أمرٌ غير واقعي، ولا يعكس الاستخدام اليومي للجهاز.
حلول مقترحة: نحو معايير أكثر عدالة وشفافية
تُوصي أبل بالاعتماد على اختبار عمر البطارية كمعيارٍ دقيقٍ وموثوق، أما باقي المؤشرات، مثل مقاومة السقوط، فتحتاج لمراجعة تنظيمية أوسع لضمان العدالة بين الشركات المختلفة. يُبرز هذا الجدل أهمية تطوير معايير تقييمٍ أكثر دقة وشمولية، تُراعي التطورات التقنية السريعة في عالم الهواتف الذكية، وتضمن في الوقت نفسه حماية حقوق المستهلكين. يُتوقع أن يستمر هذا الجدل، مما يُبرز الحاجة إلى حوارٍ بناءٍ بين الشركات المصنعة والهيئات التنظيمية الأوروبية للوصول إلى حلولٍ مُرضية للجميع. فالتوازن بين الشفافية وحماية المستهلك من جهة، وعدم إعاقة التطوير التقني من جهة أخرى، يُعتبر تحدياً كبيراً يتطلب تعاوناً دولياً. وسيكون من المثير للاهتمام متابعة تطورات هذا الملف في الأشهر القادمة، ورؤية كيف سيتعامل الاتحاد الأوروبي مع تحفظات أبل ومقترحاتها.