نتفلكس تستخدم الذكاء الاصطناعي في 5 أفلام ومسلسلات: تطور مذهل

نتفليكس تقتحم عالم الذكاء الاصطناعي التوليدي: تحول جذري في صناعة الترفيه المرئي
نتفليكس GenAI: كيف تُحدث ثورة في الترفيه المرئي؟
الذكاء الاصطناعي التوليدي: نظرة عامة
قبل الغوص في تفاصيل استخدام نتفليكس للذكاء الاصطناعي، من الضروري فهم ماهية الذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI). ببساطة، هو نوع من الذكاء الاصطناعي قادر على توليد محتوى جديد، سواء كان نصاً، صوراً، مقاطع فيديو، أو حتى موسيقى، بناءً على البيانات التي تم تدريبه عليها. يعتمد الذكاء الاصطناعي التوليدي على نماذج لغوية ضخمة (LLMs) ونماذج أخرى متخصصة، مما يتيح له فهم الأنماط المعقدة في البيانات وإنشاء مخرجات إبداعية جديدة.
في سياق صناعة الترفيه، يفتح الذكاء الاصطناعي التوليدي آفاقاً واسعة. يمكن استخدامه في تصميم الشخصيات، وإنشاء المؤثرات البصرية، وكتابة السيناريوهات، وحتى في ترجمة المحتوى إلى لغات مختلفة. هذا يتيح للمبدعين أدوات جديدة لتعزيز عملية الإنتاج، وتقليل التكاليف، وتقديم تجارب مشاهدة أكثر ثراءً وتفاعلية.
نتفليكس تقتحم عالم الإنتاج بالذكاء الاصطناعي: "إل أتوناتا" كنموذج أولي
أعلنت نتفليكس عن استخدامها للذكاء الاصطناعي التوليدي في عدد من مشاريعها، وكان مسلسل "إل أتوناتا" الأرجنتيني هو أول من شهد تطبيق هذه التقنية على الشاشة. في هذا المسلسل، تعاون فريق الإنتاج الداخلي لنتفليكس مع المنتجين لاستخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء مشهد لانهيار مبنى. النتيجة؟ تم الانتهاء من المشهد في وقت أسرع بعشر مرات مقارنة بالطرق التقليدية، مع خفض كبير في التكاليف.
هذا الإنجاز يمثل نقطة تحول في صناعة الترفيه. فهو لا يقتصر على مجرد توفير الوقت والمال، بل يفتح الباب أمام إمكانيات إبداعية جديدة. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد المبدعين على تحقيق رؤاهم الفنية بشكل أكثر فعالية، وتجربة أفكار جديدة، وتوسيع نطاق الإبداع.
فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي في الإنتاج السينمائي والتلفزيوني
تتعدد الفوائد التي يمكن أن يجلبها استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الترفيه. إليك بعضاً منها:
- تقليل التكاليف: يمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة العديد من المهام التي تتطلب عمالة بشرية مكلفة، مثل إنشاء المؤثرات البصرية، وتحرير الفيديو، وترجمة المحتوى.
- تسريع عملية الإنتاج: يمكن للذكاء الاصطناعي تسريع عملية الإنتاج بشكل كبير، مما يسمح للمبدعين بإنجاز المشاريع في وقت أقصر.
- تحسين الجودة: يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين جودة الإنتاج من خلال توفير أدوات متطورة لتحسين الصور، وتحسين الصوت، وإنشاء مؤثرات بصرية مذهلة.
- فتح آفاق إبداعية جديدة: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد المبدعين على استكشاف أفكار جديدة، وتجربة تقنيات مبتكرة، وإنشاء محتوى أكثر إبداعاً وتفرداً.
- تحسين تجربة المشاهدة: يمكن للذكاء الاصطناعي تخصيص تجربة المشاهدة من خلال تقديم توصيات مخصصة، وإنشاء محتوى تفاعلي، وتحسين جودة الترجمة والدبلجة.
مجالات استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج الأفلام والمسلسلات
تتعدد المجالات التي يمكن فيها استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج الأفلام والمسلسلات. إليك بعض الأمثلة:
- كتابة السيناريو: يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في كتابة السيناريوهات من خلال اقتراح الأفكار، وتطوير الشخصيات، وكتابة الحوارات.
- تصميم الشخصيات: يمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء تصاميم لشخصيات جديدة، وتوليد رسوم متحركة، وتصميم الأزياء.
- المؤثرات البصرية (VFX): يمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء المؤثرات البصرية المعقدة، مثل الانفجارات، والانهيارات، والمخلوقات الخيالية، بشكل أسرع وأكثر فعالية من الطرق التقليدية.
- التحرير: يمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة عملية التحرير، مثل قص المقاطع، وإضافة المؤثرات الصوتية، وتصحيح الألوان.
- الترجمة والدبلجة: يمكن للذكاء الاصطناعي ترجمة المحتوى إلى لغات مختلفة، وإنشاء دبلجة عالية الجودة.
- التسويق: يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في إنشاء مواد تسويقية، مثل الإعلانات التشويقية، والملصقات، ومقاطع الفيديو القصيرة.
- التخصيص: يمكن للذكاء الاصطناعي تخصيص تجربة المشاهدة من خلال تقديم توصيات مخصصة، وتعديل مستوى الصعوبة في الألعاب، وإنشاء محتوى تفاعلي.
الذكاء الاصطناعي في خدمة الإبداع: رؤية نتفليكس
أكدت نتفليكس على أن استخدام الذكاء الاصطناعي يهدف إلى مساعدة المبدعين على تقديم محتوى أفضل، وليس مجرد خفض التكاليف. يرى مسؤولو الشركة أن الذكاء الاصطناعي يوفر أدوات جديدة للمبدعين، مما يسمح لهم بتحسين عملية الإنتاج، وتجربة أفكار جديدة، وتحقيق رؤاهم الفنية بشكل أكثر فعالية.
تشمل الأدوات التي تستخدمها نتفليكس في هذا المجال:
- التصور المسبق (Pre-visualization): استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء تصورات أولية للمشاهد، مما يساعد المخرجين والمصورين على التخطيط لعملية التصوير.
- تخطيط اللقطات (Shot-planning): استخدام الذكاء الاصطناعي لتخطيط اللقطات، وتحديد الزوايا، والإضاءة، والحركات، مما يساعد على تحسين جودة التصوير.
- المؤثرات البصرية (VFX): استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء المؤثرات البصرية المعقدة، مثل الانفجارات، والانهيارات، والمخلوقات الخيالية، بشكل أسرع وأكثر فعالية.
- إزالة التجاعيد (De-aging): استخدام الذكاء الاصطناعي لإزالة التجاعيد من وجوه الممثلين، أو تغيير مظهرهم العام، مما يسمح لهم بلعب أدوار في مراحل زمنية مختلفة.
GenAI – صورة توضيحية” loading=”lazy” style=”max-width:100%;height:auto;display:block;margin:20px auto” />
توسع نتفليكس في استخدام الذكاء الاصطناعي: ما وراء الإنتاج
لا يقتصر استخدام نتفليكس للذكاء الاصطناعي على عملية الإنتاج فحسب. بل تسعى الشركة إلى دمج هذه التقنية في مجالات أخرى، مثل:
- التخصيص: استخدام الذكاء الاصطناعي لتقديم توصيات مخصصة للمشاهدين بناءً على تفضيلاتهم وسجل المشاهدة.
- البحث: تحسين محرك البحث الخاص بالمنصة، مما يسمح للمشاهدين بالعثور على المحتوى الذي يبحثون عنه بسهولة أكبر.
- الإعلانات: استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء إعلانات تفاعلية، مما يوفر تجربة مشاهدة أكثر جاذبية وتفاعلية.
تخطط نتفليكس لإطلاق إعلانات تفاعلية في النصف الثاني من العام الحالي، مما يمثل خطوة إضافية في دمج الذكاء الاصطناعي في تجربة المشاهدة.
التحديات والفرص في عصر الذكاء الاصطناعي لصناعة الترفيه
على الرغم من الفوائد العديدة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي لصناعة الترفيه، إلا أن هناك أيضاً بعض التحديات التي يجب أخذها في الاعتبار:
التحيز: يمكن أن تعكس نماذج الذكاء الاصطناعي التحيزات الموجودة في البيانات التي تم تدريبها عليها، مما يؤدي إلى إنتاج محتوى متحيز أو غير دقيق. الأصالة: قد يثير استخدام الذكاء الاصطناعي تساؤلات حول أصالة الأعمال الفنية، وما إذا كانت الأعمال التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي تستحق نفس التقدير الذي تحظى به الأعمال التي يبتكرها البشر. المساءلة: من يتحمل المسؤولية عن الأخطاء أو المشاكل التي قد تحدث في المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي. الأمن السيبراني: يمكن أن تكون نماذج الذكاء الاصطناعي عرضة للهجمات السيبرانية، مما قد يؤدي إلى سرقة البيانات، أو تعطيل الإنتاج، أو نشر معلومات مضللة.
التغييرات في سوق العمل: قد يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي إلى تغييرات في سوق العمل، حيث يمكن أن تحل بعض المهام التي يقوم بها البشر محلها بواسطة الآلات..
على الرغم من هذه التحديات، فإن الفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي لصناعة الترفيه تفوق بكثير المخاطر. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد على:
- زيادة الإبداع: من خلال توفير أدوات جديدة للمبدعين، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد على فتح آفاق إبداعية جديدة.
- تحسين الكفاءة: يمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة العديد من المهام المتكررة، مما يسمح للمبدعين بالتركيز على الجوانب الأكثر إبداعاً في عملهم.
- توسيع نطاق الوصول: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد على ترجمة المحتوى إلى لغات مختلفة، وتخصيص تجربة المشاهدة للمستخدمين من جميع أنحاء العالم.
- تحسين تجربة المشاهدة: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد على تقديم تجارب مشاهدة أكثر ثراءً وتفاعلية، مما يزيد من رضا المشاهدين.
مستقبل صناعة الترفيه: الذكاء الاصطناعي كشريك إبداعي
يبدو أن مستقبل صناعة الترفيه مرتبط بشكل وثيق بالذكاء الاصطناعي. مع استمرار تطور هذه التقنية، يمكننا أن نتوقع رؤية المزيد من الاستخدامات المبتكرة للذكاء الاصطناعي في إنتاج الأفلام والمسلسلات، وتخصيص تجربة المشاهدة، وتحسين جودة المحتوى.
لن يحل الذكاء الاصطناعي محل المبدعين البشريين، بل سيعمل كشريك إبداعي، يوفر لهم أدوات جديدة لتعزيز قدراتهم الإبداعية، وتحقيق رؤاهم الفنية بشكل أكثر فعالية. سيشهد هذا العصر تحولاً جذرياً في طريقة صناعة ، مع التركيز على الإبداع، والابتكار، والتجربة الفريدة للمشاهد.
أثر النتائج المالية لنتفليكس على تبني الذكاء الاصطناعي
بالإضافة إلى الإعلان عن استخدام الذكاء الاصطناعي، أعلنت نتفليكس عن نتائجها المالية للربع الثاني من عام 2024. أظهرت الشركة نمواً في الإيرادات بنسبة 16% مقارنة بالعام السابق، وبلغت الأرباح 3.13 مليار دولار. هذا النجاح المالي يوفر لنتفليكس الموارد اللازمة للاستثمار في تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي، وتوسيع نطاق استخدامها في مختلف جوانب عملها.
كما أعلنت نتفليكس عن أن المستخدمين شاهدوا أكثر من 95 مليار ساعة من المحتوى في النصف الأول من عام 2024، وأن المحتوى غير الإنجليزي يمثل ثلث إجمالي المشاهدات. هذا يدل على أهمية التوسع العالمي لنتفليكس، وحاجتها إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في ترجمة المحتوى، وتخصيص تجربة المشاهدة للمستخدمين من جميع أنحاء العالم.
الخلاصة: الذكاء الاصطناعي يغير قواعد اللعبة
في الختام، يمثل تبني نتفليكس للذكاء الاصطناعي التوليدي في إنتاج الأفلام والمسلسلات نقطة تحول في صناعة الترفيه. من خلال استخدام هذه التقنية، تسعى نتفليكس إلى تحسين عملية الإنتاج، وتقليل التكاليف، وتقديم محتوى أكثر إبداعاً وتفرداً. على الرغم من التحديات التي قد تواجهها، فإن الفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي لصناعة الترفيه تفوق بكثير المخاطر. ومع استمرار تطور هذه التقنية، يمكننا أن نتوقع رؤية المزيد من الاستخدامات المبتكرة للذكاء الاصطناعي في المستقبل، مما سيغير قواعد اللعبة في عالم الترفيه المرئي.