هاتف ترامب.. نهاية شعار “صنع في أمريكا”؟

هاتف ترامب: من "صنع في أمريكا" إلى "أمريكي بكل فخر"… لغز التغييرات الغامضة
تاريخ النشر: 26 يونيو 2025
آخر تحديث: 14:03 (توقيت مكة المكرمة)
اختفاء شعار "صنع في أمريكا": هل حقيقة هاتف ترامب تختلف عن دعايتها؟
شهدت صفحة الحجز المسبق لهاتف "ترامب تي 1" الجديد تغييرات جذرية أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط التكنولوجية. فقد أشار تقرير موقع "ذا فيرج" إلى اختفاء عبارة "صنع في أمريكا" واستبدالها بعبارة "أمريكي بكل فخر"، مما أثار تساؤلات حول حقيقة أصول تصنيع الهاتف ومواصفاته المعلنة. لم تتوقف التغييرات عند هذا الحد، بل امتدت لتشمل مواصفات الهاتف نفسه، مما زاد من الشكوك حول مصداقية الادعاءات الأولية.
تغييرات غامضة في المواصفات: هل هناك شيء يُخفى؟
أبرز التغييرات التي سجلها موقع "ذا فيرج" تضمنت تغيير حجم شاشة الهاتف من 6.75 بوصة إلى 6.25 بوصة، وإزالة الإشارة لحجم الذاكرة العشوائية الذي كان معلنًا عنه سابقًا والذي وصل إلى 12 جيجابايت. وقد رفضت مؤسسة ترامب التعليق على هذه التغييرات بشكل رسمي، مما زاد من غموض القضية.
شكوك متزايدة حول شراكة "ليبرتي موبايل وايرلس": هل هي مجرد واجهة؟
تزامنت هذه التغييرات مع تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" أثار تساؤلات حول مصداقية مواصفات الهاتف ووعوده التسويقية. ركز التقرير على الشراكة بين مؤسسة ترامب وشركة "ليبرتي موبايل وايرلس"، مزود خدمة شبكات الهاتف المحمول الذي يدعم الهاتف. وقد أظهر التقرير أن شركة "ليبرتي موبايل وايرلس"، التي تأسست عام 2018، تتخذ من شقة فارهة في برج ترامب بميامي مقراً لها، مما أثار شكوكًا حول طبيعة هذه الشراكة.
سجل مؤسس الشركة: تاريخ من المشاريع الفاشلة؟
كشف التقرير أيضًا عن معلومات حول مات لوباتين، مؤسس شركة "ليبرتي موبايل وايرلس"، وكيف أن سجله يضم مجموعة من المشاريع والشركات الناشئة التي فشلت جميعها. وقد فشلت صحيفة "فايننشال تايمز" في الحصول على أي رد من الشركة عند محاولتها التواصل معها للحصول على توضيحات. يُعتبر هذا الصمت دليلاً إضافيًا على وجود غموض يحيط بمشروع هاتف ترامب.
أهمية "ليبرتي موبايل وايرلس": الركيزة الأساسية لخطة إيريك ترامب
تُشكل شركة "ليبرتي موبايل وايرلس" عنصراً أساسياً في خطة إيريك ترامب لتقديم خدمات الهواتف المحمولة، حيث تمنحها رخصة تشغيل شبكات الهواتف المحمولة الافتراضية. وبدون هذه الرخصة، لن تتمكن مؤسسة ترامب من توفير خدمة شبكة للمستخدمين. يُبرز هذا الاعتماد على شركة غير معروفة ومثيرة للشكوك، ضعفًا إضافيًا في مشروع هاتف ترامب.
خبراء الصناعة يشككون في إمكانية تصنيع الهاتف في الولايات المتحدة: هل هي مجرد دعاية؟
أكد تود ويفر، الرئيس التنفيذي لشركة "بيورزيم"، المُصنّعة لهواتف محمولة تركز على الخصوصية في الولايات المتحدة، على صعوبة تصنيع هاتف بالمواصفات التي يدّعي هاتف "تي 1" تقديمها في الوقت الحالي. وتُعتبر شركة "بيورزيم" من الشركات القليلة التي تصنع هواتف ذكية في الولايات المتحدة، إلا أنها لم تتمكن من منافسة شركات عملاقة مثل آبل والشركات الصينية في تقديم هواتف ذات مواصفات رائدة.
معايير "صنع في أمريكا": هل استوفى هاتف ترامب الشروط؟
أوضح التقرير أن الحصول على شعار "صنع في أمريكا" رسميًا يتطلب أن تكون جميع مكونات الهاتف مصنوعة داخل الولايات المتحدة، أو على الأقل أن تكون نسبة المكونات المستوردة ضئيلة جدًا. يُشير هذا إلى أن ادعاء مؤسسة ترامب بأن الهاتف "صنع في أمريكا" قد يكون مبالغًا فيه أو غير دقيق.
التحدي الاقتصادي: هل يمكن تحقيق التوازن بين الوطنية والربحية؟
يرى جيف فيلدهاك، مدير الأبحاث في شركة "كاونتربوينت ريسيرش"، أن مؤسسة ترامب تواجه تحديًا صعبًا في الموازنة بين ادعاء صنع الهاتف في أمريكا والجدوى الاقتصادية لمثل هذا المشروع. ويؤكد أن هذا الأمر مهمة صعبة للغاية لم تقترب منها أي شركة أخرى. يُبرز هذا الرأي الصعوبات الاقتصادية واللوجستية الكبيرة التي تواجه مشاريع تصنيع الهواتف الذكية في الولايات المتحدة مقارنةً بالدول الأخرى.
الخلاصة: بين الوعد والواقع… مستقبل غامض لهاتف ترامب
تُشير التغييرات الأخيرة في صفحة هاتف "ترامب تي 1" إلى وجود غموض يحيط بمشروع هذا الهاتف. فاختفاء عبارة "صنع في أمريكا"، وتغيير المواصفات، والشكوك حول شراكة "ليبرتي موبايل وايرلس"، كلها دلائل تشير إلى وجود فجوة كبيرة بين الوعود التسويقية والواقع. يبقى مستقبل هاتف ترامب غامضًا، ويعتمد بصورة كبيرة على مدى شفافية مؤسسة ترامب في الكشف عن حقيقة مشروعها. فهل ستتمكن مؤسسة ترامب من إزالة الشكوك المحيطة بهاتفها الجديد، أم أن هذا المشروع مصيرُه الفشل؟ يبقى السؤال مطروحاً للإجابة.