هزيمة شات جي بي تي! جهاز ٧٠ يفوز بالشطرنج

هزيمة ساحقة لشات جي بي تي أمام جهاز ألعاب قديم!

مفاجأة من حقبة السبعينيات: شات جي بي تي يخسر أمام Atari 2600

لطالما أذهلتنا قدرات الذكاء الاصطناعي، وخاصةً نماذج اللغات الكبيرة مثل ChatGPT من OpenAI، والتي تُبشر بمستقبلٍ تكنولوجيٍّ ثوريّ. لكن يبدو أن هذا المستقبل لم يصل بعد، على الأقل ليس في عالم الشطرنج! فقد تعرض روبوت الدردشة الشهير لهزيمة مذلة على يد جهاز ألعاب قديم يعود إلى حقبة السبعينيات، وهو جهاز Atari 2600، في تجربة أثارت الدهشة والاستغراب في أوساط الخبراء والمُهتمين بالذكاء الاصطناعي.

مواجهة غير متكافئة: ChatGPT ضد محرك شطرنج Atari 2600

أجرى أحد مطوري البرامج تجربة فريدة من نوعها، حيث واجه ChatGPT محرك شطرنج لعبة "Video Chess" الخاصة بجهاز Atari 2600، وهي لعبة أُطلقت عام 1979. يُعتبر Atari 2600 نظام ألعاب فيديو تاريخيّ صدر عام 1977، ويُمثل هذه التجربة تحديًا غير متوقع لروبوت دردشة يُفترض أنه يتمتع بقدرات لغوية متقدمة، ولكن هل هذه القدرات كافية للفوز في لعبة الشطرنج؟

هزيمة مدوية: أخطاء فادحة من ChatGPT

النتيجة كانت صادمة: بحسب تقرير نشرته مجلة PCMag، تعرض ChatGPT لهزيمة ساحقة على يد محرك شطرنج Atari 2600 على مستوى لاعب مبتدئ. لم تكن الهزيمة مجرد خسارة عادية، بل كشفت عن أخطاء فادحة في طريقة لعب ChatGPT، حيث خلط بين القلعة والفيل، وأخطأ في تقدير الهجمات المزدوجة للبيادق، بل ونسى مواقع القطع على رقعة الشطرنج مرارًا وتكرارًا.

أسباب الهزيمة: أيقونات مبكسلة وصعوبات في التمثيل

برر ChatGPT هزيمته بالاعتماد على أيقونات قطع الشطرنج المبكسلة في لعبة Atari 2600، والتي جعلت من الصعب تمييزها. لكن حتى بعد تحويل اللعبة إلى نظام التدوين القياسي للشطرنج، لم يتحسن أداء ChatGPT بشكل ملحوظ. فقد ظلّ يعد بتحسين أدائه، مُصرًا على "بداية جديدة"، لكنه استسلم بعد حوالي 90 دقيقة من المحاولة. ومن اللافت أن ChatGPT هو من اقترح هذه المُنافسة في البداية خلال محادثة مع المطور الذي أجرى التجربة.

دروس مستفادة: حدود الذكاء الاصطناعي

لا تعني هذه التجربة أن ChatGPT عديم الفائدة، بل تُبرز حدود قدراته. فهو نموذج لغويّ بالدرجة الأولى، ليس حاسوبًا فائقًا مُصممًا خصيصًا للعب الشطرنج. فهو يُبرع في معالجة اللغة وفهمها وإنتاجها، ولكن قدراته في المجالات الأخرى، مثل لعب الشطرنج، محدودة. تُظهر هذه التجربة بوضوح أن الذكاء الاصطناعي، على الرغم من تطوره السريع، لا يزال يفتقر إلى القدرة على التفكير الاستراتيجي المعقد والمرونة في مواجهة تحديات غير متوقعة، خاصةً في بيئات غير مُصممة خصيصًا له.

مقارنة تاريخية: Deep Blue وغاري كاسباروف

يُذكر أن تفوق الحواسيب على البشر في الشطرنج كان علامة فارقة في تاريخ الذكاء الاصطناعي. ففي عام 1997، هزمت تقنية Deep Blue من IBM بطل العالم غاري كاسباروف، مُثيرةً ضجة عالمية. لكن Deep Blue كان حاسوبًا فائقًا مُصممًا خصيصًا لهذه المهمة، بخلاف ChatGPT الذي يُعد نموذجًا لغويًا ذي قدرات مُتعددة، وليس مُختصًا بالشطرنج.

مستقبل الذكاء الاصطناعي: التحديات والآفاق

تُبرز هذه التجربة أهمية فهم حدود الذكاء الاصطناعي الحالي، وضرورة تطوير تقنيات أكثر تقدّمًا وقدرة على التكيف مع بيئات مُعقدة. على الرغم من الهزيمة المُذلة، لا تُمثل هذه التجربة نهاية الطريق، بل بدايةً لفهم أعمق لقدرات الذكاء الاصطناعي، ومجالات تحسينه لتحقيق ذكاء اصطناعي عامّ قادر على التنافس في مختلف المجالات، بما في ذلك ألعاب الشطرنج المعقدة. يُتوقع أن تشهد السنوات القادمة تطورات هائلة في هذا المجال، وقد تُسهم هذه التجربة في دفع عجلة البحث والتطوير نحو نماذج ذكاء اصطناعي أكثر ذكاءً وقدرة على التكيّف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى