هل تُثقل “ذكاء آبل” أجهزته أم تُثريه؟



آبل إنتليجنس: ثورة ذكية أم عبء تقني؟

تُثير ميزات "آبل إنتليجنس" جدلاً واسعاً بين عشاق التكنولوجيا، فبينما يعتبرها البعض قفزة نوعية نحو مستقبل ذكي أكثر كفاءة، يراها آخرون مجرد خدعة تسويقية تُرهق أجهزة "آبل" دون تقديم قيمة مضافة تُبرر كل هذا الضجيج. فهل حقاً تُحقق هذه الميزات وعودها، أم أنها مجرد مظهر براق يخفي وراءه قصورًا تقنيًا؟ سنُحلل في هذا المقال ميزات "آبل إنتليجنس" من خلال دراسات حديثة، ونقدم لكم دليلًا عمليًا لإدارة هذه الميزات حسب رغباتكم.

آبل إنتليجنس بين التفاؤل والتشكيك

أطلقت شركة آبل ميزات "آبل إنتليجنس" باعتبارها نقلة نوعية في تجربة المستخدم، وذلك من خلال تقديم قدرات ذكاء اصطناعي تُساعد في التنبؤ باحتياجات المستخدم وتقديم حلول مبتكرة. لكن، لم تكن هذه الميزات خالية من الانتقادات، حيث انقسم الرأي العام بين مؤيدين متحمسين يرون فيها مستقبلًا واعدًا، ومعارضين يرون أنها لا تُقدم قيمة تُبرر استهلاكها للمساحة التخزينية و موارد الجهاز.

دراسة "سل سل": واقعية التوقعات مقابل تجربة المستخدم

أظهرت دراسة استقصائية أعدتها منصة "سل سل" (SellCell) المتخصصة في تجارة الهواتف الذكية، أن الذكاء الاصطناعي أصبح عاملاً مهماً في قرار شراء الهواتف الذكية. فقد أشار نحو نصف مستخدمي أجهزة آيفون إلى أن ميزات الذكاء الاصطناعي تُمثل عاملًا "مهماً جداً" أو "مهماً إلى حد ما" في قرار شرائهم. لكن، على الرغم من هذه الرغبة في الحصول على هذه الميزات، فإن تجربة المستخدم مع "آبل إنتليجنس" لم تكن على قدر التوقعات. فقد أظهرت الدراسة أن 73% من مستخدمي "آبل إنتليجنس" اعتبروا هذه الميزات "ليست ذات قيمة كبيرة" أو "تضيف قيمة قليلة" أو "لا تضيف أي قيمة" لتجربتهم مع هواتفهم.

شعبية ميزات "آبل إنتليجنس": تباين واضح في الأداء

قامت دراسة "سل سل" بترتيب شعبية ميزات "آبل إنتليجنس" قبل إطلاق نظام "آي أو إس 18.2" على النحو التالي:

أدوات الكتابة: 72% (استحسان نسبي)
ملخصات الإشعارات: 54% (قبول متوسط)
الرسائل الأولوية: 44.5% (قبول محدود)
تنظيف الصور: 29.1% (قبول منخفض)
الرد الذكي في البريد والرسائل: 20.9% (قبول ضعيف)

يُلاحظ التباين الكبير في شعبية هذه الميزات، مما يُشير إلى عدم تساوي أداء "آبل إنتليجنس" في جميع مجالاتها. كما يُلاحظ أن استهلاك هذه الميزات لـ 7 غيغابايتات من مساحة التخزين يُثير مخاوف المستخدمين بشأن كفاءة هذه الميزات مقارنة باستهلاكها للموارد.

التحكم في "آبل إنتليجنس": إدارة الميزات حسب الاحتياجات

على الرغم من الجدل الدائر حول "آبل إنتليجنس"، فإن النقطة الإيجابية تكمن في إمكانية التحكم الكامل في تفعيل أو تعطيل ميزاتها بشكل فردي، مما يُمنح المستخدم مرونة أكبر من بعض الشركات الأخرى مثل جوجل ومايكروسوفت. فيما يلي شرح لخطوات تعطيل ميزات "آبل إنتليجنس" على جهاز آيفون يُعمل بنظام "آي أو إس 18.2"، مع ملاحظة أن الخطوات متشابهة على أجهزة آيباد وماك.

تعطيل ميزات "آبل إنتليجنس" خطوة بخطوة

  1. شات جي بي تي (ChatGPT): يمكن تعطيل توسعة شات جي بي تي في إعدادات "سيري" بشكل مستقل.

  2. تلخيص الإشعارات: يمكن تعطيل هذه الميزة من إعدادات "الإشعارات" في "آي أو إس"، مع إمكانية تفعيلها لتطبيقات معينة فقط.

  3. أدوات الكتابة وإنشاء الصور: يتطلب تعطيل هذه الميزات الذهاب إلى "وقت الشاشة" ثم "قيود المحتوى والخصوصية" وتعطيل الخيار المختص بـ"الذكاء وسيري". هذه الطريقة ليست المثالية، لكنها فعالة.

  4. ترتيب الرسائل: يمكن إخفاء ميزة ترتيب الرسائل في تطبيق البريد من خلال تغيير عرض الصندوق الوارد إلى "عرض القائمة" وتعطيل "إظهار الأولوية".

  5. ميزات أخرى: لا يُمكن تعطيل بعض ميزات "آبل إنتليجنس" كلياً، مثل أداة تنظيف الصور، لكن يمكن تجاهلها بسهولة.

تعطيل "آبل إنتليجنس" الكامل واستعادة المساحة

إذا كنت ترغب في تعطيل جميع ميزات "آبل إنتليجنس" بشكل كامل، فيمكنك فعل ذلك من إعدادات "آبل إنتليجنس وسيري". ولكن، يجب ملاحظة أن هذه الخطوة لا تُزيل نماذج الذكاء الاصطناعي المُحمّلة (7 غيغابايت)، لذا فإن استعادة المساحة التخزينية تتطلب إعادة ضبط الجهاز بشكل كامل ومسح جميع البيانات. يُنصح بأخذ نسخة احتياطية قبل اتخاذ هذه الخطوة.

الخاتمة: بين الابتكار والتحديات

يبقى الجدل حول قيمة ميزات "آبل إنتليجنس" مقارنة بتكلفتها قائمًا. فهل تُحقق هذه الميزات فعلاً الهدف من تحسين تجربة المستخدم، أم أنها مجرد وسائل تُرهق الأجهزة وتُزيد من استهلاك الموارد؟ السؤال يبقى مطروحًا حتى تُقدم آبل إجابات أكثر إقناعًا حول كفاءة تقنياتها الذكية. فالتكنولوجيا الذكية ليست غاية في ذاتها، بل وسيلة لخدمة المستخدم، ويجب أن تُقيّم بناءً على مدى فعالية هذه الخدمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى