واتساب تفتح أبواب الإعلانات: إعلانات الستوري قادمة لتغيير تجربة المستخدم!

واتساب يعلن عن خطط لإضافة الإعلانات إلى شاشة "الحالة": تحول في نموذج الربح
شهد تطبيق واتساب، أحد أكثر تطبيقات المراسلة الفورية شعبية في العالم، تحولاً ملحوظاً في استراتيجيته لتحقيق الإيرادات. بعد سنوات من تقديم خدماته مجاناً، تعتزم الشركة الأم، ميتا (Meta)، دمج الإعلانات في تطبيق المراسلة. هذا التحول يمثل تغييراً كبيراً في طريقة تفاعل المستخدمين مع التطبيق، ويطرح تساؤلات حول مستقبل تجربة المستخدم وخصوصيته.
الإعلانات تظهر في "الحالة": نظرة على التغيير
لن تظهر الإعلانات في جميع أنحاء التطبيق، بل ستقتصر على شاشة "الحالة" (Status)، وهي الميزة التي تسمح للمستخدمين بمشاركة الصور ومقاطع الفيديو والنصوص التي تختفي بعد 24 ساعة. هذه الميزة، التي تشبه إلى حد كبير ميزة "القصص" (Stories) في إنستغرام، ستشهد ظهور الإعلانات بعد مشاهدة عدد معين من تحديثات الحالة.
كيف ستعمل الإعلانات؟
تعتمد آلية عرض الإعلانات على عدة عوامل، بما في ذلك:
- الموقع الجغرافي: سيتم استهداف الإعلانات بناءً على بلد أو مدينة المستخدم.
- اللغة: سيتم عرض الإعلانات بلغة المستخدم المفضلة.
- اهتمامات المستخدم: سيتم تحليل القنوات التي يتابعها المستخدم، بالإضافة إلى تفاعلاته مع الإعلانات الأخرى، لتقديم إعلانات ذات صلة.
- بيانات الحساب: إذا ربط المستخدم حسابه في واتساب بمركز حسابات ميتا (Meta’s Account Center)، فسيتم استخدام تفضيلات الحساب لعرض الإعلانات.
الخصوصية في عين الاعتبار:
أكدت ميتا أنها لن تستخدم بيانات شخصية محددة، مثل أرقام هواتف المستخدمين أو الرسائل أو المكالمات أو المجموعات، لعرض الإعلانات المستهدفة. هذا يمثل طمأنة للمستخدمين الذين يشعرون بالقلق بشأن خصوصيتهم. ومع ذلك، فإن استخدام بيانات الموقع والاهتمامات يثير بعض المخاوف، خاصةً فيما يتعلق بجمع البيانات وتخزينها.
فرص جديدة للشركات والمبدعين:
بالإضافة إلى الإعلانات، تخطط واتساب لتقديم ميزات جديدة للشركات والمبدعين:
- الترويج للقنوات: ستتمكن الشركات والمستخدمون من الترويج لقنواتهم، وهي ميزة البث في واتساب، في قسم الاكتشاف. هذا سيسهل على المستخدمين العثور على القنوات التي تهمهم.
- الاشتراكات الحصرية: ستسمح واتساب لبعض المبدعين والشركات بفرض رسوم اشتراك على المستخدمين للوصول إلى تحديثات حصرية على القنوات. ستتم معالجة مدفوعات الاشتراك من خلال متاجر التطبيقات.
لماذا تتجه واتساب نحو الإعلانات؟
بالنظر إلى أن واتساب يوفر خدماته مجاناً، فإن الشركة بحاجة إلى مصادر دخل للحفاظ على استمرارية التطبيق وتطويره. حتى الآن، كانت واتساب تحقق إيرادات من خلال منصة "واتساب للأعمال" (WhatsApp Business) والإعلانات التي تتيح للمستخدمين النقر للاتصال بالشركات مباشرةً.
توسيع نطاق الإيرادات:
تعتبر الإعلانات جزءاً من استراتيجية أوسع لتوسيع نطاق الإيرادات. صرحت أليس نيوتن ريكس، نائبة رئيس المنتج في واتساب، أن الإعلانات تمثل "تطوراً طبيعياً" لمصادر الإيرادات الحالية. وأضافت أن الشركات أبدت اهتماماً متزايداً بالقدرة على الوصول إلى المستخدمين مباشرةً داخل واتساب.
نظرة على مستقبل واتساب:
من المتوقع أن يتم طرح الإعلانات والميزات الجديدة على مستوى العالم خلال الأشهر القادمة. هذا التغيير سيؤثر على تجربة المستخدم، وربما يؤدي إلى تغييرات في طريقة استخدام الأشخاص للتطبيق.
التأثير المحتمل على المستخدمين:
- تجربة المستخدم: قد يؤدي ظهور الإعلانات إلى تقليل تجربة المستخدم، خاصةً إذا كانت الإعلانات مزعجة أو غير ذات صلة.
- الخصوصية: على الرغم من تأكيدات ميتا، فإن جمع البيانات لعرض الإعلانات يثير مخاوف بشأن الخصوصية.
- التفاعل مع الشركات: قد يؤدي وجود الإعلانات إلى زيادة التفاعل مع الشركات، مما يوفر للمستخدمين فرصاً جديدة للتسوق والتعامل مع العلامات التجارية.
- المحتوى الحصري: قد يؤدي تقديم الاشتراكات الحصرية إلى ظهور محتوى أكثر جودة على القنوات، ولكن قد يؤدي أيضاً إلى تقسيم المستخدمين إلى فئات مختلفة بناءً على قدرتهم على الدفع.
الخلاصة:
يمثل إدخال الإعلانات إلى واتساب تحولاً كبيراً في نموذج عمل التطبيق. في حين أن هذا التغيير قد يوفر مصادر دخل جديدة للشركة، فإنه يثير أيضاً تساؤلات حول تجربة المستخدم والخصوصية. على المستخدمين أن يكونوا على دراية بالتغييرات القادمة وأن يراقبوا كيف ستؤثر هذه التغييرات على طريقة استخدامهم للتطبيق. من الضروري أن تحافظ واتساب على الشفافية بشأن ممارسات جمع البيانات وأن تضمن أن الإعلانات لا تعيق تجربة المستخدم. مستقبل واتساب يعتمد على قدرة الشركة على تحقيق التوازن بين تحقيق الإيرادات والحفاظ على رضا المستخدمين.