ويسبر فلو تجمع 30 مليون دولار: تطبيق الإملاء بالذكاء الاصطناعي يجذب استثمارات كبرى في وادي السيليكون

ويسبر فلو: تطبيق الإملاء المدعم بالذكاء الاصطناعي يحصل على تمويل بقيمة 30 مليون دولار

تشهد ساحة الذكاء الاصطناعي الصوتي ازدهاراً ملحوظاً، حيث تتسابق الشركات الناشئة على تطوير تقنيات وتطبيقات مبتكرة في هذا المجال. وفي خطوة تعكس هذا التوجه المتصاعد، أعلنت شركة "ويسبر فلو" (Wispr Flow) عن حصولها على تمويل من الفئة "أ" (Series A) بقيمة 30 مليون دولار أمريكي، بقيادة شركة "مينلو فينتشرز" (Menlo Ventures). ويأتي هذا الاستثمار في وقت يشهد فيه قطاع الذكاء الاصطناعي الصوتي نمواً متسارعاً، مع اهتمام متزايد من المستثمرين بالشركات التي تقدم حلولاً مبتكرة في هذا المجال.

صعود نجم الذكاء الاصطناعي الصوتي: نظرة عامة

شهدت الأشهر القليلة الماضية ارتفاعاً ملحوظاً في حجم الاستثمارات الموجهة نحو الشركات الناشئة المتخصصة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي الصوتي. وقد حصدت شركات مثل "إليفن لابز" (ElevenLabs) و"كارتيسيا" (Cartesia) ملايين الدولارات من التمويل، مما يعكس الثقة المتزايدة في إمكانات هذه التكنولوجيا. بالإضافة إلى ذلك، حظيت تطبيقات مثل "جرانولا" (Granola) المتخصصة في تدوين الملاحظات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وأدوات الاجتماعات مثل "ريد أي" (Read AI) و"فايرفلايز أي آي" (Fireflies AI) باهتمام كبير من المستثمرين.

ويسبر فلو: تطبيق يغير طريقة الإملاء

"ويسبر فلو" هو تطبيق إملاء مدعم بالذكاء الاصطناعي يهدف إلى تسهيل عملية تحويل الكلام إلى نص. يعتمد التطبيق على تقنيات متقدمة لمعالجة اللغة الطبيعية والتعرف على الصوت، مما يسمح للمستخدمين بإملاء النصوص بسهولة ودقة. وقد أثار التطبيق اهتماماً كبيراً في وادي السيليكون، حيث يستخدمه العديد من المستثمرين والشركات الرائدة في مجالات مختلفة.

تفاصيل التمويل الجديد

التمويل الذي حصلت عليه "ويسبر فلو" بقيمة 30 مليون دولار أمريكي، يمثل دفعة قوية للشركة. بالإضافة إلى "مينلو فينتشرز"، شارك في جولة التمويل كل من "نيو" (NEA)، و"8 في سي" (8VC)، و"أوبال" (Opal) والرئيس التنفيذي كينيث شلنكر، ومؤسس "بينتريست" (Pinterest) إيفان شارب، والرئيس التنفيذي لـ "كارتا" (Carta) هنري وارد، والرئيس التنفيذي لـ "ليندي" (Lindy) فلو كريفلي. ومن المقرر أن ينضم مات كرانينج من "مينلو فينتشرز"، والذي كان أيضاً مستثمراً ملاكياً في الشركة، إلى مجلس إدارة "ويسبر فلو". وبذلك، يصل إجمالي التمويل الذي حصلت عليه الشركة حتى الآن إلى 56 مليون دولار أمريكي.

رؤية المؤسس: من جهاز إلى تطبيق

بدأ تاناي كوثاري، مؤسس "ويسبر فلو"، رحلته في عالم التكنولوجيا بهدف تطوير جهاز يسمح للمستخدمين بالكتابة عن طريق تحريك الشفاه بصمت. ورغم أن هذا المشروع لم ير النور بالشكل الذي كان يطمح إليه، إلا أنه قاده إلى التركيز على تطوير واجهة برمجية (تطبيق) مصممة للعمل مع هذا الجهاز. وقد أطلق التطبيق في البداية على أجهزة ماك في أكتوبر 2024، ثم تبعه إصدار لنظام ويندوز في مارس 2025، وإصدار لنظام iOS في وقت سابق من هذا الشهر.

الإقبال المتزايد من المستثمرين

أشار كوثاري إلى أن التطبيق قد لقي إقبالاً كبيراً من المستثمرين في وادي السيليكون منذ إطلاقه. وأضاف أن العديد من صناديق الاستثمار من الفئة الأولى في الوادي تستخدم "ويسبر فلو" في مراسلاتها ومذكراتها ومستنداتها، وأنهم أصبحوا مدمنين عليه، ويستخدمونه بشكل يومي. هذا الاهتمام المتزايد من المستثمرين كان دافعاً للشركة لجمع المزيد من التمويل، لتوسيع نطاق عملياتها وتسريع نموها.

مقارنة مع "جرانولا": قصة نجاح مماثلة

تجدر الإشارة إلى أن "جرانولا"، وهي شركة ناشئة أخرى في مجال الذكاء الاصطناعي، قد شهدت قصة نجاح مماثلة، حيث حظيت باهتمام كبير من المستثمرين بسبب استخدامهم المكثف لمنتجاتها. هذا التشابه في مسار النمو يعكس الأهمية المتزايدة للحلول التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاجية وتسهيل العمل.

خطط النمو والتوسع

صرح كوثاري أن الشركة ستحقق قريباً أرباحاً بناءً على معدل النمو الحالي. ورغم أنه في البداية لم يكن يرغب في جمع المزيد من التمويل، إلا أنه قرر في النهاية القيام بذلك لتسريع نمو الشركة ومواجهة المنافسة المحتملة من الشركات الكبرى التي تتمتع بميزة التوزيع الواسعة. تخطط الشركة لاستخدام التمويل الجديد لتوسيع فريق عملها الذي يضم حالياً 18 موظفاً، مع التركيز على توظيف مهندسين ومتخصصين في التسويق. كما تعتزم الشركة إطلاق تطبيق لنظام أندرويد، وتقديم خدماتها للشركات من خلال توفير سياقات عبارات مخصصة ودعم فني متخصص.

رؤية مستقبلية: مساعد شخصي مدعم بالذكاء الاصطناعي

تعمل "ويسبر فلو" على تحويل تطبيقها إلى مساعد شخصي مدعم بالذكاء الاصطناعي، قادر على فهم السياق الشخصي للمستخدمين والمساعدة في المهام اليومية مثل إرسال الرسائل وتدوين الملاحظات وتعيين التذكيرات. هذه الرؤية الطموحة تعكس التوجه العام في صناعة الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى الشركات إلى تطوير حلول أكثر ذكاءً وتكاملاً تلبي احتياجات المستخدمين بشكل أفضل.

تعليق من "مينلو فينتشرز"

أعرب مات كرانينج من "مينلو فينتشرز" عن إعجابه بـ "ويسبر فلو"، مشيراً إلى أن الفكرة الأساسية وراء التطبيق هي أننا "ننتظر أن تتماشى أيدينا مع أفكارنا" في ظل طرق الإدخال الحالية مثل لوحات المفاتيح. وأضاف أن "ويسبر فلو" يوفر طريقة فعالة لترجمة الأفكار الرقمية والنوايا. وأشاد كرانينج بقدرة التطبيق على التقاط كلام المستخدمين وما يريدون توصيله بشكل جيد، مؤكداً أن الفريق قد ركز على كيفية تحدث الناس أثناء تطوير النماذج، بدلاً من التركيز على مقاييس مثل معدلات الخطأ في الكلمات.

نمو المستخدمين والخطط المستقبلية

أشارت الشركة إلى أن عدد مستخدمي التطبيق ينمو بمعدل 50% شهرياً. وأوضح كوثاري أن 40% من مستخدمي التطبيق في الولايات المتحدة، و30% في أوروبا، و30% في بقية أنحاء العالم. بالإضافة إلى ذلك، فإن أكثر من 30% من مستخدمي التطبيق ليس لديهم خلفية تقنية. وأكد كوثاري أن "المزيد والمزيد من الأشخاص يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي، ولكن لا تزال هناك واجهة جيدة للأشخاص غير التقنيين. الواجهة على غرار ChatGPT هي الأكثر شيوعاً، وقد تم إصدارها قبل ثلاث سنوات ونصف. نحن نبني لجميع أنواع المستخدمين حتى لا يضطروا إلى كتابة مطالبات النظام للتفاعل مع الذكاء الاصطناعي."

دعم متعدد اللغات

يدعم "ويسبر فلو" حالياً الإملاء بـ 104 لغات. وأوضح كوثاري أن 40% من عمليات الإملاء تتم باللغة الإنجليزية، و60% منها باللغات الأخرى، مع كون الإسبانية والفرنسية والألمانية والهولندية والهندية والماندرين هي اللغات الأكثر استخداماً. هذا التنوع اللغوي يعكس التزام الشركة بتوفير حلول شاملة تلبي احتياجات المستخدمين في جميع أنحاء العالم.

الخلاصة: مستقبل واعد للذكاء الاصطناعي الصوتي

يعكس استثمار "مينلو فينتشرز" في "ويسبر فلو" الثقة المتزايدة في إمكانات الذكاء الاصطناعي الصوتي، وتحديداً في مجال تحويل الكلام إلى نص. ومع التمويل الجديد، تكتسب "ويسبر فلو" القدرة على تسريع نموها وتوسيع نطاق خدماتها، مما يضعها في موقع جيد للمنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي الصوتي المتنامي. ومع استمرار الشركة في تطوير منتجاتها وتحسينها، من المتوقع أن تلعب دوراً مهماً في تشكيل مستقبل التفاعل بين الإنسان والآلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى