يقوم Tiktok بتنفيذ مرشحات الكلمات الرئيسية الذكية التي تعمل بمنظمة العفو الدولية للحد من المحتوى الذي لا تريد رؤيته

تيك توك تطلق مرشحات الكلمات المفتاحية الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي: تجربة مشاهدة أكثر تخصيصاً

أعلنت شركة تيك توك يوم الثلاثاء الماضي عن إطلاق ميزة جديدة تُعرف بـ "مرشحات الكلمات المفتاحية الذكية" (Smart Keyword Filters)، مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، بهدف تمكين المستخدمين من التحكم بشكل أكبر في المحتوى الذي يرغبون في مشاهدته على صفحة "لك" (For You) الشهيرة. وتُمثل هذه الخطوة تطوراً مهماً في جهود تيك توك لتوفير تجربة مشاهدة أكثر تخصيصاً وآمنة لمستخدميها في العالم العربي والعالم أجمع.

ما الجديد في مرشحات الكلمات المفتاحية الذكية؟

تتيح تيك توك بالفعل للمستخدمين استخدام مرشحات الكلمات المفتاحية التقليدية لحظر محتوى معين من الظهور في خلاصاتهم. لكن الميزة الجديدة تتجاوز ذلك بكثير، حيث تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة للتعرف على الكلمات المفتاحية المترادفة والمفاهيم المماثلة للكلمات التي يحددها المستخدم. بمعنى آخر، لن يقتصر الحظر على الكلمة المحددة فقط، بل سيشمل أيضاً الكلمات التي تحمل نفس المعنى أو تشير إلى نفس المفهوم.

مثلاً، إذا قام المستخدم بحظر كلمة "إعادة تشكيل" (remodeling)، فإن مرشحات الكلمات المفتاحية الذكية ستقوم بحظر كلمات مثل "تجديد" و"ترميم" و"إصلاح" تلقائياً، مما يضمن حماية المستخدم من المحتوى غير المرغوب فيه بشكل أكثر فعالية. ستعرض الأداة للمستخدم قائمة بالكلمات الإضافية التي تم حظرها تلقائياً بالإضافة إلى الكلمة الأصلية التي قام بتحديدها، مما يمنحه شفافية كاملة حول آلية عمل المرشح. كما ستمنح تيك توك المستخدمين قريباً إمكانية اختيار أو إلغاء اختيار الكلمات المفتاحية الإضافية التي يرغبون في تضمينها ضمن عملية الترشيح.

تحسينات إضافية لضبط المحتوى

لا تقتصر التحديثات على المرشحات الذكية فقط. فقد أعلنت تيك توك عن زيادة عدد الكلمات المفتاحية التي يمكن للمستخدمين إضافتها إلى قائمتهم من 100 إلى 200 كلمة قريباً. كما ستُسهل الشركة عملية إضافة الكلمات المفتاحية بشكل جماعي، مما يوفر وقتاً وجهداً على المستخدمين، خاصةً أولئك الذين يرغبون في حظر كمية كبيرة من المحتوى.

وتؤكد تيك توك على أن دقة مرشحات الكلمات المفتاحية الذكية ستزداد بمرور الوقت ومع زيادة عدد المستخدمين الذين يستخدمونها. فكلما زاد حجم البيانات التي تُعالجها خوارزميات الذكاء الاصطناعي، زادت قدرتها على فهم السياقات المختلفة للكلمات المفتاحية وتحديد المحتوى غير المرغوب فيه بدقة أكبر.

إدارة المواضيع: تحكم شامل في محتوى "لك"

بالإضافة إلى مرشحات الكلمات المفتاحية، أعلنت تيك توك عن توفر ميزة "إدارة المواضيع" (Manage Topics) عالمياً. هذه الميزة، التي تم اختبارها تجريبياً في الولايات المتحدة في أغسطس 2024، تتيح للمستخدمين التحكم بشكل دقيق في نوعية المحتوى الذي يظهر في صفحة "لك".

تسمح ميزة "إدارة المواضيع" للمستخدمين بتحديد مدى رغبتهم في مشاهدة محتوى معين يتعلق بمواضيع محددة، مثل الرياضة، والسفر، والفكاهة، والأحداث الجارية، والرقص، والطعام، وغيرها الكثير. يمكن الوصول إلى هذه الميزة من خلال الإعدادات، ثم "تفضيلات المحتوى"، ثم "إدارة المواضيع". هناك، يمكن للمستخدمين تحريك شريط التمرير لزيادة أو تقليل ظهور محتوى معين في خلاصتهم.

أهمية هذه الميزات للمستخدم العربي

تكتسب هذه الميزات أهمية خاصة للمستخدم العربي في ظل تنوع المحتوى على تيك توك وتزايد عدد المستخدمين من المنطقة. فقد يواجه المستخدم العربي صعوبة في تصفية المحتوى غير المرغوب فيه، خاصةً إذا كان هذا المحتوى يتضمن لغة أو مفاهيم غير مناسبة. تُساعد مرشحات الكلمات المفتاحية الذكية، مع قدرتها على التعرف على الكلمات المترادفة، في حل هذه المشكلة بشكل فعال.

كما أن ميزة "إدارة المواضيع" تُتيح للمستخدم العربي فرصة تخصيص تجربته على تيك توك بشكل أكبر. فيمكنه، مثلاً، زيادة ظهور محتوى يتعلق بالثقافة العربية أو بالفنون العربية أو بالعلوم والتكنولوجيا، وتقليل ظهور محتوى لا يتناسب مع اهتماماته أو قيمه.

الذكاء الاصطناعي وتحديات المحتوى غير المرغوب فيه

تُمثل هذه الميزات خطوة مهمة في استخدام الذكاء الاصطناعي لمكافحة المحتوى غير المرغوب فيه على منصات التواصل الاجتماعي. فقد عانت تيك توك، مثل غيرها من المنصات، من تحديات كبيرة في التعامل مع المحتوى الضار أو المسيء أو غير المناسب. لكن استخدام الذكاء الاصطناعي يُساعد في تحسين آليات الرقابة والفلترة، مما يُساهم في خلق بيئة أكثر أماناً وراحة للمستخدمين.

ومع ذلك، لا يزال هناك تحديات تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا المجال. فقد يواجه الذكاء الاصطناعي صعوبة في فهم السياقات المعقدة أو النكات المبطنة أو التعابير المجازية، مما قد يؤدي إلى حظر محتوى غير ضار عن طريق الخطأ. كما أن تطوير خوارزميات الذكاء الاصطناعي يتطلب بيانات ضخمة ودقة عالية، وهو ما يتطلب جهوداً كبيرة من قبل شركات التكنولوجيا.

دليل تعليمي جديد لفهم صفحة "لك"

كجزء من الإعلان عن هذه الميزات، أعلنت تيك توك عن إطلاق دليل تعليمي جديد لمساعدة المستخدمين على إعداد صفحة "لك" وفهم آلية عملها. يُعتبر هذا الدليل خطوة إيجابية تُساهم في زيادة وعي المستخدمين بكيفية التحكم في تجربتهم على المنصة. فهو يُشرح بالتفصيل كيفية استخدام مرشحات الكلمات المفتاحية وميزة "إدارة المواضيع" وكيفية تخصيص صفحة "لك" لتناسب احتياجاتهم.

يُتوقع أن يساهم هذا الدليل في زيادة استخدام الميزات الجديدة، مما يُساهم في تحسين تجربة المستخدم بشكل عام. كما يُساعد الدليل في توضيح آلية عمل خوارزميات تيك توك، مما يُقلل من سوء الفهم أو الشكوك حول كيفية اختيار المحتوى الذي يظهر في صفحة "لك".

الاستنتاج: نحو تجربة تيك توك أكثر أماناً وتخصيصاً

تُمثل ميزات تيك توك الجديدة، بما في ذلك مرشحات الكلمات المفتاحية الذكية وميزة "إدارة المواضيع"، خطوة كبيرة نحو توفير تجربة مشاهدة أكثر أماناً وتخصيصاً لمستخدميها. فهي تُتيح للمستخدمين التحكم بشكل أكبر في المحتوى الذي يرغبون في مشاهدته، مما يُساهم في خلق بيئة أكثر إيجابية وراحة.

مع ذلك، يُبقى العمل جارياً على تطوير هذه الميزات وتحسين دقتها، خاصةً في التعامل مع التعقيدات اللغوية والثقافية المختلفة. فاستخدام الذكاء الاصطناعي في هذا المجال يُمثل تحدياً مستمراً، لكنه يُعدّ أداة قوية لتحسين تجربة المستخدم على منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك. ويُتوقع أن تشهد هذه الميزات تطوراً مستمراً في المستقبل، مما يُعزز من قدرتها على تلبية احتياجات المستخدمين المتنوعة في العالم العربي والعالم أجمع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى