5 أسرار مذهلة وراء فيضانات تكساس: هل Cloud Seeding بريء

هل تسببت تقنيات "بذر السحب" في فيضانات تكساس؟ نظرة فاحصة على العلم والتكهنات

استمطار السحب في تكساس: هل هو الحل بعد الكوارث؟

ما هي تقنية "بذر السحب"؟ وكيف تعمل؟ – دليل استمطار السحب في تكساس

لفهم الجدل الدائر، من الضروري أولاً فهم أساسيات تقنية "بذر السحب". ببساطة، هي عملية تهدف إلى تعديل الظروف الجوية داخل السحب لزيادة هطول الأمطار أو الثلوج. تعود جذور هذه التقنية إلى الخمسينيات من القرن الماضي، وهي تعتمد على مبدأ علمي أساسي: أن قطرات الماء في السحب تحتاج إلى "نواة" أو جسيمات صغيرة لكي تتكثف حولها وتتحول إلى قطرات مطر أو بلورات ثلج.

في عملية "بذر السحب"، يتم إطلاق مواد معينة، غالبًا ما تكون يوديد الفضة، في السحب. يوديد الفضة يشبه في تركيبه بلورات الثلج، وعندما يتلامس مع قطرات الماء شديدة التبريد (الماء الذي يظل سائلاً حتى تحت درجة التجمد)، فإنه يحفزها على التجمد والتحول إلى بلورات ثلجية. هذه البلورات تنمو بسرعة أكبر من قطرات الماء شديدة التبريد، وتمتص بخار الماء المحيط بها، مما يجعلها أكبر وأثقل، وبالتالي تسقط من السحابة على شكل أمطار أو ثلوج.

الهدف الرئيسي من هذه التقنية هو زيادة كمية الأمطار أو الثلوج المتساقطة، أو تغيير توقيتها أو توزيعها. في بعض الحالات، يمكن استخدامها للحد من حجم حبات البَرَد، أو حتى لتبديد السحب الضبابية.

التطبيقات الشائعة لتقنية "بذر السحب" في استمطار السحب

تُستخدم تقنية "بذر السحب" في العديد من المناطق حول العالم لأغراض مختلفة. في المناطق الجبلية الغربية من الولايات المتحدة، على سبيل المثال، تُستخدم هذه التقنية بشكل شائع لزيادة تساقط الثلوج خلال فصل الشتاء. هذه الثلوج تتراكم لتشكل غطاء ثلجيًا طبيعيًا، وعندما يذوب في الربيع، يغذي الأنهار والخزانات، مما يساعد على توفير المياه اللازمة للزراعة والري وتوليد الطاقة الكهرومائية.

تُستخدم هذه التقنية أيضًا في بعض المناطق لمكافحة الجفاف، أو لتحسين هطول الأمطار في المناطق الزراعية. في بعض الأحيان، تُستخدم في محاولة للحد من تأثير الأعاصير، أو لتبديد السحب الضبابية التي تعيق الرؤية.

الجدل حول دور "بذر السحب" في فيضانات تكساس

بعد الفيضانات المدمرة التي اجتاحت ولاية تكساس، بدأت تظهر تكهنات على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي حول دور محتمل لشركة ناشئة متخصصة في "بذر السحب" تُدعى "Rainmaker" في تفاقم الأزمة. زعم البعض أن هذه الشركة تسببت في هطول أمطار غزيرة بشكل غير طبيعي، مما أدى إلى الفيضانات.

ومع ذلك، فإن البيانات والمعلومات العلمية المتوفرة لا تدعم هذه الادعاءات. وفقًا للعلماء والخبراء في مجال الأرصاد الجوية، فإن "بذر السحب" لم يكن له أي دور في الفيضانات.

الأدلة التي تنفي العلاقة بين "بذر السحب" والفيضانات

هناك عدة أسباب تجعل من غير المرجح أن تكون تقنية "بذر السحب" مسؤولة عن الفيضانات في تكساس:

استمطار السحب في تكساس - صورة توضيحية

  1. توقيت العملية: كانت شركة "Rainmaker" تقوم بعمليات "بذر السحب" في المنطقة قبل أيام قليلة من هطول الأمطار الغزيرة. ومع ذلك، فإن الهواء الذي كان موجودًا فوق المنطقة قبل أيام من العاصفة، من المحتمل أنه كان قد تحرك إلى مكان آخر بحلول الوقت الذي بدأت فيه العاصفة. هذا يعني أن أي تأثير محتمل لعمليات "بذر السحب" كان سيختفي قبل وصول العاصفة.

  2. نوع السحب: الفيضانات في تكساس نتجت عن عواصف رعدية قوية تتكون من سحب ركامية. هذه السحب تختلف عن السحب الطبقية التي تتشكل بالقرب من الجبال، والتي تكون أكثر استجابة لتقنية "بذر السحب". السحب الركامية تكون قصيرة العمر نسبيًا، ولا تنتج عادة كميات كبيرة من الأمطار.

  3. الحجم الهائل للعاصفة: حتى لو كان لشركة "Rainmaker" أي تأثير على العاصفة، فإن هذا التأثير سيكون ضئيلاً للغاية. العواصف التي تسببت في الفيضانات في تكساس أطلقت تريليونات الغالونات من المياه. مقارنة بذلك، فإن كمية الأمطار التي يمكن أن تنتجها عمليات "بذر السحب" تكون صغيرة جدًا، بالكاد يمكن ملاحظتها.

  4. عدم وجود دليل علمي: لا يوجد دليل علمي يدعم الادعاءات بأن "بذر السحب" تسبب في الفيضانات. الخبراء في مجال الأرصاد الجوية يؤكدون أن هذه الادعاءات لا تستند إلى أي أساس علمي، وأنها مجرد نظريات مؤامرة.

حدود تقنية "بذر السحب"

من المهم أن ندرك أن تقنية "بذر السحب" ليست حلاً سحريًا لمشكلة الجفاف أو الفيضانات. لها حدود، ولا يمكنها التحكم بشكل كامل في الظروف الجوية.

  • الاعتماد على الظروف الجوية: تعتمد فعالية "بذر السحب" على وجود السحب المناسبة، وعلى الظروف الجوية الملائمة. إذا لم تكن هناك سحب، أو إذا كانت الظروف الجوية غير مواتية، فإن التقنية لن تكون فعالة.
  • التأثير المحدود: حتى في أفضل الظروف، فإن "بذر السحب" يمكن أن يزيد من هطول الأمطار بنسبة محدودة. لا يمكنها تحويل عاصفة صغيرة إلى إعصار، أو منع حدوث فيضانات كبيرة.
  • الجدل البيئي: هناك بعض المخاوف البيئية المتعلقة باستخدام "بذر السحب"، مثل التأثير المحتمل على جودة المياه، أو على النظم البيئية. ومع ذلك، فإن الدراسات العلمية لم تجد حتى الآن أي آثار سلبية كبيرة.

أهمية المعلومات الدقيقة في أوقات الأزمات

في أوقات الأزمات والكوارث الطبيعية، من الضروري الحصول على معلومات دقيقة وموثوقة. انتشار الشائعات والمعلومات الخاطئة يمكن أن يؤدي إلى الارتباك والذعر، ويمكن أن يعيق جهود الإغاثة والإنقاذ.

من المهم دائمًا الاعتماد على المصادر الموثوقة للمعلومات، مثل العلماء والخبراء في مجال الأرصاد الجوية، والوكالات الحكومية المتخصصة. يجب علينا أن نتحقق من الحقائق قبل تصديق أي ادعاءات، خاصة تلك التي تظهر على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

الخلاصة: "بذر السحب" ليست السبب وراء فيضانات تكساس

بناءً على الأدلة العلمية المتاحة، لا يوجد أي دليل على أن تقنية "بذر السحب" كانت مسؤولة عن الفيضانات المدمرة التي اجتاحت ولاية تكساس. الادعاءات التي تربط بين هذه التقنية والفيضانات هي مجرد تكهنات ونظريات مؤامرة، ولا تستند إلى أي أساس علمي.

من المهم أن نركز على الحقائق، وأن نثق بالعلماء والخبراء الذين يمتلكون المعرفة والخبرة اللازمة لفهم الظواهر الجوية المعقدة. في أوقات الأزمات، يجب علينا أن نسعى للحصول على معلومات دقيقة وموثوقة، وأن نتجنب نشر الشائعات والمعلومات الخاطئة التي يمكن أن تزيد من تفاقم الوضع.

🔗 مصادر إضافية:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى