Waymo Robotaxis ، Lime E-socooters أشعلت النار خلال احتجاجات لوس أنجلوس

احتراق سيارات "وايمو" ذاتية القيادة ودراجات "لايم" النارية خلال احتجاجات لوس أنجلوس
شهدت مدينة لوس أنجلوس الأمريكية خلال عطلة نهاية الأسبوع أحداث عنف وتخريب طالت مركبات تابعة لشركات التكنولوجيا الرائدة، بالتزامن مع احتجاجات واسعة النطاق. تعرضت سيارات الأجرة ذاتية القيادة التابعة لشركة "وايمو" (Waymo)، بالإضافة إلى دراجات "لايم" (Lime) النارية، لأعمال تخريب وحرق، مما أثار تساؤلات حول دوافع هذه الهجمات وتأثيرها على مستقبل هذه التقنيات في المدينة.
خلفية الاحتجاجات: مداهمات الهجرة والتوترات المجتمعية
اندلعت الاحتجاجات في لوس أنجلوس في أعقاب سلسلة من المداهمات التي قامت بها سلطات الهجرة الأمريكية (ICE) في جميع أنحاء المدينة. استهدفت هذه المداهمات المهاجرين غير الشرعيين، وأدت إلى اعتقال أكثر من 100 شخص. أثارت هذه الإجراءات غضبًا واسعًا في أوساط المجتمع، خاصةً بين الجاليات اللاتينية والمكسيكية، التي تعتبر لوس أنجلوس موطنًا رئيسيًا لها.
تنوعت الاحتجاجات بين مسيرات سلمية ومظاهرات أكثر عنفًا، وامتدت إلى مناطق مختلفة من المدينة، بما في ذلك باراماونت و كومبتون، وتسببت في إغلاق بعض الطرق السريعة الرئيسية. استجابةً لهذه الأحداث، قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفعيل الحرس الوطني في ولاية كاليفورنيا، ونشر ما يصل إلى 300 جندي في لوس أنجلوس.
أثار هذا القرار جدلاً واسعًا، وعارضه بشدة مسؤولو الولاية والمدينة. وطالب حاكم كاليفورنيا، غافين نيوسوم، رسميًا بسحب قوات الحرس الوطني، واصفًا هذه الخطوة بأنها "انتهاك خطير لسيادة الولاية". كما أعلن وزير الدفاع، بيت هيغسيث، عن استعداده لتعبئة قوات المارينز إذا استمرت أعمال العنف.
استهداف المركبات الذاتية القيادة والدراجات النارية: دوافع غير واضحة
في خضم هذه التوترات، تعرضت سيارات "وايمو" ذاتية القيادة، التي تعمل في لوس أنجلوس منذ نوفمبر 2024، لأعمال تخريب وحرق. هاجم المتظاهرون خمس مركبات "وايمو" في شارع لوس أنجلوس في وقت متأخر من مساء الأحد، وقاموا بتخريب الإطارات، وكسر النوافذ، ورش رسائل معادية لمكتب الهجرة والجمارك (ICE) على السيارات، ثم أضرموا فيها النيران.
ووفقًا لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، أطلقت سيارات "وايمو" أبواقها في "صوت نشاز منسق" في محاولة لجذب الانتباه. كما ألقى المتظاهرون ببعض دراجات "لايم" النارية في هياكل سيارات "وايمو" المحترقة.
لم يتضح بعد الدافع وراء استهداف هذه المركبات. ومع ذلك، تشير بعض التحليلات إلى أن المتظاهرين ربما اعتبروا هذه التقنيات رمزًا للشركات الكبرى والتقدم التكنولوجي الذي يرتبط في أذهانهم بسياسات الحكومة الحالية.
مخاطر السلامة: الغازات السامة والآثار المحتملة
حذرت شرطة لوس أنجلوس (LAPD) من أن إشعال النار في بطاريات الليثيوم أيون، المستخدمة في سيارات "وايمو" ودراجات "لايم"، يؤدي إلى إطلاق غازات سامة مثل فلوريد الهيدروجين، مما يشكل خطرًا على المتواجدين في مكان الحادث.
ردود الفعل: الشركات والسلطات في مواجهة الأزمة
لم تعلق شركة "لايم" على الحادث حتى الآن. من جانبها، صرحت "وايمو" بأنها على اتصال وثيق بشرطة لوس أنجلوس وستسعى إلى مقاضاة الجناة وطلب تعويضات عن الأضرار التي لحقت بسياراتها.
ولم ترد "وايمو" على سؤال حول ما إذا كانت ستزود السلطات بلقطات كاميرات المراقبة الموجودة في سياراتها لتحديد هوية المتظاهرين. ومع ذلك، أفادت تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي بأن "وايمو" قد أزالت مركباتها من لوس أنجلوس وعلقّت خدماتها مؤقتًا.
سوابق في أعمال التخريب: هل هي مجرد صدفة؟
ليست هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها سيارات "وايمو" لأعمال تخريب. منذ إطلاق خدماتها في لوس أنجلوس، شهدت الشركة عدة حوادث مماثلة. في يوليو 2024، وجهت تهمة إلى أحد سكان منطقة خليج سان فرانسيسكو بتخريب 17 سيارة "وايمو" على مدى ثلاثة أيام.
الآثار المحتملة: تداعيات على التكنولوجيا والمجتمع
تمثل هذه الأحداث ضربة قوية لشركات التكنولوجيا التي تستثمر بكثافة في تطوير ونشر التقنيات الذاتية القيادة. قد تؤدي هذه الهجمات إلى:
- زيادة المخاوف الأمنية: قد تجبر الشركات على اتخاذ تدابير أمنية إضافية لحماية مركباتها، مما قد يزيد من تكاليف التشغيل.
- تأخير الانتشار: قد يؤدي تزايد أعمال التخريب إلى إبطاء وتيرة انتشار التقنيات الذاتية القيادة، خاصةً في المناطق التي تشهد توترات مجتمعية.
- تغيير في تصور الجمهور: قد تؤثر هذه الأحداث على تصور الجمهور لهذه التقنيات، مما قد يؤدي إلى تراجع الثقة فيها.
- توتر العلاقات مع السلطات: قد يؤدي استخدام شركات التكنولوجيا لبيانات كاميرات المراقبة لتحديد هوية المتظاهرين إلى توتر العلاقات مع المجتمعات المحلية.
الخلاصة: تحديات معقدة في عصر التكنولوجيا
تعكس هذه الأحداث تعقيد التحديات التي تواجهها شركات التكنولوجيا في العصر الحديث. فهي ليست مجرد قضايا تقنية، بل تتشابك مع قضايا اجتماعية وسياسية أعمق. يجب على الشركات والحكومات والمجتمع ككل أن يعملوا معًا لإيجاد حلول مستدامة لهذه التحديات، وضمان أن التقدم التكنولوجي يخدم الصالح العام ولا يؤدي إلى تفاقم التوترات المجتمعية.
يتطلب ذلك حوارًا مفتوحًا وشفافًا بين جميع الأطراف المعنية، وتطوير سياسات عادلة وفعالة، وتعزيز الوعي بأهمية التكنولوجيا وأخلاقيات استخدامها. كما يجب على الشركات أن تولي اهتمامًا خاصًا لمسؤوليتها الاجتماعية، وأن تعمل على بناء الثقة مع المجتمعات التي تعمل فيها.